خالد موسى: الزبداني تُباد ,البقاع اللبناني لا ينام //طارق السيد: في بيئة حزب الله من يسأل عن أي إنتصار سيحدثنا نصرالله؟//محمد نمر: كيف ترد المعارضة على حزب الله والأسد في الزبداني؟

308

الزبداني تُباد… البقاع اللبناني لا ينام وحركة ناشطة لـ”الجبهة الشعبية”
خالد موسى/موقع 14 آذار/15
منذ أيام، يعيش أهالي القرى الحدودية المحاذية للحدود اللبنانية – السورية، أجواء من القلق والخوف نتيجة القصف المكثف الذي تتعرض له منطقة الزبداني في ريف دمشق من طائرات النظام السوري ومدفعية حليفه “حزب الله”. وشهدت ليلة أول من أمس قصفاً مركزاً وصل صوته إلى أرجاء البقاع، نتيجة إلقاء طائرات النظام أكثر من 90 برميلاً متفجر على المدينة في اليوم الواحد. ويمضي أهالي قرى دير العشاير وينطا وحلوة وعيثا الفُخّار وبكا ومدوخا والمنارة والصويري ومجدل عنجر وقوسايا وكفرزبد ليالهم الرمضانية، على سماع دوي انفجارات قوية ناتجة عن دك البلدة بالبراميل المتفجرة. وشاهد أهالي هذه البلدات المطلة على منطقة الزبداني السحب الدخانية الكثيفة وشهب النيران. ولوحظ في المقابل تحركّات ميدانية وعسكرية في مواقع “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة” التي يتزعمها أحمد جبريل الموالي للنظام السوري في المنطقة الحدودية الفاصلة بين لبنان وسوريا في مواقع حلوة قبيل جديدة يابوس وفي مرتفعات قوسايا المشرفة على منطقة الزبداني.
الوضع ملتهب
في هذا السياق، وصف رئيس بلدية الصويري حسين عامر، في حديث خاص لموقع “14 آذار”، “الوضع العام على الحدود بالملتهب وسكان قريتنا كما القرى المحيطة يعيشون حالة من القلق والخوف نتيجة الأصوات التي يسمعونها من خلف الحدود”، لافتاً الى أن “الوضع مستقر من الجهة اللبنانية، ولم يصل أي لاجىء من منطقة الزبداني الى بلدتنا”.ورأى أن “سكان هذه البلدات يعيشون حال من الهلع والخوف نتيجة هذه الأصوات ولا يستطيعون نوم اللبل جراء أصوات القصف التي تسمع في شكل واضح في أرجاء البقاع كافة”، كاشفاً عن “حريق حصل في جبل بلدة عنجر المتاخمة لحدود الزبداني، نتيجة إطلاق قنابل مضيئة فوق المنطقة لمراقبة الحدود وقصف أي تحرك في أعالي الجبل، وكذلك منع عمليات التسلل الى الداخل السوري من وإلى لبنان”. وأشار الى أن “حال القلق التي يمر بها الأهالي ناجمة عن إحساسهم بقرب هذه الغارات فأصواتها تسمع في شكل واضح في قرى البقاع الغربي والأوسط”، معتبراً أن “على الجيش اللبناني تعزيز إجراءاته على الحدود لحماية سكان القرى المحاذية في البقاعيين الغربي والأوسط”.
تحركات ناشطة لعناصر “الجبهة الشعبية”
بدوره، وصف رئيس بلدية قوسايا إبراهيم كعدي، في حديث خاص لموقعنا، وضع البلدة بـ “العادي والهادىء، إلا أن أصوات القصف تسمع بوضوح في أرجاء البلدة نتيجة القرب من الحدود”، موضحاً أن “هناك تحركات تجري داخل مراكز الجبهة الشعبية الموجودة بالبلدة بشكل طبيعي وبنشاط اكثر في ظل معركة الزبداني ومقوعها على المقلب الثاني لهذه المواقع، طالما ان الجبهة مشاركة في هذه الحرب وعلى عينك يا تاجر”. ورأى أن “لا خوف لدى سكان البلدة نتيجة هذه الإنفجارات فهي بعيدة عنا كلياً”، مشيراً الى أن وضع البلدة جيد، ولكن لا نعلم ماذا سيحصل في الأيام المقبلة “.
حريق وادي عنجر
يشار الى أنه كان نشب حريق كبير في جرد وادي عنجر على الحدود اللبنانية السورية ليلة أمس الأول، وهي منطقة عسكرية ومزروعة بالالغام. وعلم موقع “14 آذار” من مصادر أمنية في البقاع أن “الحريق ناجم عن إلقاء قنابل مضيئة من الجيش السوري على قمم جبال الزبداني لمراقبة الحدود، ووقعت إحدها في جرد بلدة عنجر المتاخمة، ما تسبب بحصول حريق كبير في المحلة إمتدت ناره لتلامس كنيسة الأرمن في البلدة”. فيما نقل حساب “شبكة شامل الإخبارية” على موقع التواصل الإجتماعي “تويتر” أن “ثوار الزبداني عملوا على إسقاط طائرة من دون طيار تابعة لـ “حزب الله” من نوع “أيوب”، كانت تقصف الزبداني، وتسبب سقوط الطائرة بحريق كبير جداً في سلسلة جبال لبنان الشرقية”.

 

في بيئة “حزب الله” من يسأل… عن أي إنتصار سيحدثنا نصرالله؟
طارق السيد/موقع 14 آذار/07 تموز/15
على الرغم من محاولات “حزب الله” اعطاء معركته في الزبداني اهمية زائدة تفوق حقيقة الوضع داخل بلدة محاصرة من كل الجهات منذ ما يزيد عن ثلاثة اشهر، الا ان جزء كبير من جمهور الحزب لم يتفاعل مع الحملة الاعلامية التي غطتها وسائل اعلام “الممانعة” بالصوت والصورة من ارض المعركة. صواريخ وقذائف مدفعية لم ترحم اجساد الاطفال والنساء في الزبداني، فكل ما هو متحرك تحول الى هدف قاتل للحزب والنظام والمشهد الاكثر فظاظة وبشاعة هو ذاك الذي نقلته احدى شاشات التلفزة التابعة لحزب الله لمجموعة من عناصر الحزب خارج حدود الزبداني وهم يتحدثون مع بعضهم حول سير “المعركة” فيسمع احدهم يقول لزميله “بعتلك شي تلات صواريخ على هيداك البيت” وكأن جرائم القتل بالنسبة الى هذه العناصر اصحبت طبيعية لدرجة باتوا تيرتكبونها على مسامع واعين الناس من من دون اي حسيب او رقيب. المشهد المذكور اثار حفيظة واستهجان عدد غير قليل من سكان الضاحية الجنوبية الذين رفضوا اعتبار ما يجري في الزبداني انتصار ولا حتى وضعه في خانة ضرب الجماعات المسلحة وهم العالمون بأن هذه البلدة لا يتواجد في داخلها غير سكانها الذين قرروا الدفاع عن انفسهم في وجه اي معتدي لعلمهم المسبق أن دخول عناصر النظام وحزب الله اليها سوف ينتج عنه انتهاك للاعراض وسرقات وعمليات اغتصاب تماما كما حصل يوم سقوط القصير وبعدها عدد من قرى وبلدات القلمون.
بالأمس كان حديث جزء كبير من اهالي الضاحية قد تمحور حول اطلالة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بمناسبة احياء يوم “القدس” التي يقيمها الحزب عادة في يوم الجمعة الاخير من كل شهر رمضان. وقد ربط هؤلاء بين ما يجري في الزبداني وبين الاطلالة بحد ذاتها حيث وصف هؤلاء قيادة الحزب بالعاجزة عن تحقيق اي انتصار وبان الاطلالة نفسها كانت ستكون فارغة من اي مضمون لو لم يُصار الى تحريك وضع الزبداني ليعطيها نصرالله مساحة واسعة خلال حديثه عن انتصارات وهمية خصوصا وانه كان وعد بإنتصارات مؤكدة وملموسة في القلمون في اخر اطلالة له ومع هذا ظلت االوعود مُجرّد امنيات. ما زال “حزب الله” يتمتع بشعبية واسعة ضمن بيئته فهذا امرلا مفروغ منه نظراً للاحتقان المذهبي الذي يضخه بين جمهوره، لكن هذا لا يمنع من وجود انتقادات متعددة داخل هذه البيئة التي بدأ قسم منها يعبر عن امتعاضه من جدوى الحرب السورية وما جلبته لهم من خراب وقتل اذا لا يوجد منزل في اي بلدة او قرية جنوبية او بقاعية الا وقد خسر احد ابنائه وربما اكثر والامثر من ذلك ان من مخلفات هذه الحرب يوجد ايضا مئات الارامل والايتام ليصح بذلك الاعتقاد بسياسة يمارسها حزب الله لزرع الحقد والكره داخل كل منزل وتربية هؤلاء الأيتام على حب الانتقام وزرع الحقد في نفوسهم منذ الصغر ليكبروا على المطالبة بالأخذ بالثأر من عدو وحده الحزب من يُحدد مكانه وزمانه.

كيف ترد المعارضة على هجوم “حزب الله” والنظام على الزبداني؟
محمد نمر/موقع 14 آذار/07 تموز/15
“هدوء شبه تام” في جرود القلمون. المعركة مؤجلة هناك، وبدأت أصوات البراميل المتفجرة وصواريخ الـ”غراد” تسمع من الزبداني الملاصقة للحدود اللبنانية والتي تعتبر امتداداً لجرود القلمون وصلة وصل بين لبنان ودمشق، فهي تبعد نحو 45 كلم عن العاصمة السورية. هناك بدأ “حزب الله” والنظام السوري بعملية اقتحام المدينة المحاصرة. لم يستطع “حزب الله” دخول المدينة المحاصرة من كل الجهات، ويحاول اقتحامها يومياً من أطرافها من “ثلاثة محاور: الجبل الغربي وقلعة الزهراء والسلطاني”، ونفى الناشط الاعلامي علاء التيناوي أن يكون الحزب قد دخل المدينة، مشيراً إلى أن “أقوى المعارك تدور عند محور الجبل الغربي، واليوم الاثنين تم استهداف “حزب الله” هناك بكمين عند قلعة التل في الجبل الغربي، ما أدى إلى مقتل 8 من عناصره وتدمير عربة “بي أم بي”، كما تم قتل العقيد علي يوسف والعقيد كامل يوسف من جبلة في عملية نوعية”. التقدم الذي استطاع “حزب الله” أن يحزره منذ بدء المعركة، “اقتصر على سيطرته على قلعة التل وعدد من الأبنية في منطقة جمعية 8 آذار”، بحسب التناوي الذي توقف عند ما نشرته قناة “المنار” بالأمس عن الدخول إلى البلدة، موضحاً أن “حزب الله وصل إلى منطقة تدعى “الجمعية 8 آذار”، وهي على أطراف الزبداني من جهة الجبل الغربية، وهي أول منطقة يمكن الوصول إليها بعد النزول من الجبل، ومنها يمكن الوصول إلى المدينة التي تبعد بضعة كيلومترات عن الجمعية”، وأكد أن “الحزب سيطر على عدد من الأبنية في هذه المنطقة، وكان سبق لقوات المعارضة أن حررت بعض النقاط فيها وطردت النظام (ثكنة وحاجز الخزان)، واليوم استعادها حزب الله لكنه لم يسيطر على كامل البلدة بل على أبنية فقط، وهذا أمر لن يؤثر على مسار المعركة”.
هذه البلدة التي كان يسكنها أكثر من 60 ألف نسمة قبل الثورة، “فيها اليوم نحو 20 عائلة (مدنيين) و1300 مقاتل من حركة أحرار الشام الاسلامية”، ويشدد التناوي على ان “لا وجود لداعش في المدينة، ولا مهاجرين أجانب، بل جميع المقاتلين من ابناء المدينة”. وبفعل البراميل المتفجرة وصواريخ الارض – أرض، بات 80% من الزبداني مدمراً، ولم تهدأ سماؤها من طيران النظام السوري، وبالنسبة إلى التناوي “لا مجال لانسحاب المقاتلين، فهم محاصرون وليس أمام المقاتلين سوى الموت أو القتال لتحرير المدينة”، نافياً “حصول اي مفاوضات لاخراج المقاتلين”. وبحسب التيناوي “سقط أكثر من 30 قتيلاً لحزب الله بينهم قياديون ونحو 39 قتيلاً للنظام السوري”، واضاف: “في الامس دمر مقاتلو أحرار الشام دبابتين للنظام عند حاجزي قصر السعودي والحورات بصواريخ مضادة للدروع، كما تمّ تدمير سيارة لحزب الله محملة بالعناصر في قلعة الزهراء وقتل كل من كان فيها”. وكان ردّ النظام السوري خلال الايام الثلاثة الماضية: “أكثر من 150 برميلاً متفجراً، نحو 60 صاروخاً فراغياً، و20 صاروخ أرض – أرض، وأكثر من 60 صاروخاً من نوع غراد”.
وكانت المعارك انطلقت منذ ثمانية ايام، وفي الوقت الذي كان يحشد فيه النظام السوري و”حزب الله” قواتهما لاقتحام المدينة، أطلقت حركة أحرار الشام معركة استباقية أسمتها “البركان الثائر”، اقتحموا فيها منطقة الشلاح – شرقي الزبداني وسيطروا على الحاجز الرئيسي هناك وحاجز القناطر ومعمل الثلج وسناك التنور واستهدفوا حاجز مشفى غادة واستراحة الوزراء، ويشير التيناوي إلى أن “حزب الله سقط له منذ يومين 15 قتيلاً في عملية واحدة استهدفت الفندق الأزرق في بلودان، وهو المكان الذي يجتمع فيه قياديو الحزب في شكل مستمر”.
يريد “حزب الله” من هذه المعركة “السيطرة على الزبداني لحماية طريق امداده (اوتوستراد بيروت – دمشق)، وليحكم قبضته على محور القلمون، إضافة لحماية معسكراته في الاراضي اللبنانية في منطقتي حام والنبي شيت، فضلاً عن تأمين نصر إعلامي أمام ما يجري من خسائر للنظام في سوريا”.