مصطفى علوش لجنوبية: لا صعود إسلامي بل تيارات تتخذ الاسلام كأداة//طرابلس تغلي على وقع أشرطة رومية هل تنفجر؟

212

مصطفى علوش لجنوبية: لا صعود إسلامي بل تيارات تتخذ الاسلام كأداة
 س.ج /جنوبية/الأربعاء، 24 يونيو 2015  

 تصاعدت حدة الإعتصامات في شمال لبنان إحتجاجاً عما تعرض له السجناء الاسلاميين في سجن رومية. اعتبر البعض ان الشارع السني يجنح باتجاه التطرف، لكن قيادات تيار المستقبل في الشمال نفت ذلك.  علّق القيادي في تيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش على الإعتصامات التي شهدها الشمال اللبناني في الايام الماضية تضامناً مع الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية والذين تعرضوا للضرب، معلقاً على الإعتصامات التي شهدها الشمال في الأيام الماضية بأن «منطق ردود الفعل المتطرفة أصبحت واضحة بكل الاحداث الجارية في لبنان وخارجه تعطي الانطباع عن زيادة التطرف». نافياً بأن «يكون هناك ما يسمى بالـ«صعود الاسلامي» في الطائفة السنية» قائلاً لـ “جنوبية” ” بأن «الطائفة السنية ملتزمة بخطها التقليدي فلا وجود لصعود اسلامي بل هناك تيارات تتخذ الاسلام كأداة سياسية».

وفيما يتعلّق بالردود المتطرفة اثر فيديو رومية قال علوش “هناك جزئين الحق العام الانساني للبشر الذي أظهر أننا عالم متخلف من العالم الثالث بغض النظر عن انتماء المساجين الذين ضربوا واذلوا”. مضيفًا “الانطباع الاوّل الذي أدّى إلى النعرة الطائفية في الفيديو هناك رجلان ملتحيان معروفان أنهما من الاسلاميين “السنة” تم انتقائهما وتعذيبهما غير أن تعابير الجلادين يظهر بوضوح استهداف السنّة”. وقد قارن علّوش بين مشهد المساجين الاسلاميين ومشهد ميشال سماحة “المسيحي” أنه “وبالرغم من انه ارهابي لا يذكر انه تعرض للضرب والتعنيف، اضافة إلى فايز كرم خرج أيضًا من السجن بكامل أناقته كما أن قاتل سامر حنّى خرج بكفالة 10 ملايين”. وتابع “كل هذه الامور أدّت إلى خلق انطباع بوجود فئات مضطهدة مقابل فئات محمية مهما ارتكبت، لكن مع كلّ هذا لا تولد في لبنان تيارات اسلامية سياسية بل مجموعات حاقدة بسب الشعور بالضعف والأذى النفسي والشعور بالذل”. مضيفًا “أن جريمة سجن رومية يجب التعاطي معها على انها جريمة بحق السلم الاهلي وفتنة وجريمة عظمة والعلاج يجب ان يكون بهذا المستوى”. كما رأى علّوش “أن امكانية ان تتحول البنية السنية في لبنان إلى داعش مستحيلة لكن عمليًا الاحساس بالضعف قد يؤدي إلى ردود فعل قد تكون عنيفة”. مشيراً إلى أنه قد ” تجنح بعض القلّة الى نوع من التصرفات العنيفة قد تكون كارثية”. وفي الختام أكّد أن “هذه القضية قضية انسانية ويجب ان يتخذ موقف حاسم وواضح على مستوى وطني ومعالجة فعالة وسريعة جزء منها دعم المناطق إضافة إلى اتخاذ اجراءات تتعدى المساءل المسلكية الى اجراءات واسعة النطاق”. واعتبر المحامي نبيل الحلبي أنه “أصبح هناك نوع من التعصب اكثر من صعود اسلامي ديني، وهذا التعصب نقمة وشعور بالاحباط وتهميش من الطبيعي أن يؤدي الى انحياز طائفي”. لافتًا إلى أن “كل التيارات في الشارع السني تراجعت بسب التعرض لحقوق السنة في لبنان من قبل المؤسسات الحكومية غير الامن الإنتقائي بينما يوجد مناطق أخرى لايوجد فيها اجراءات ومحاسبة”. ورأى الحلبي أن “احباط السنة وفقدانه الثقة هو بالدولة وكل الاطراف والاحزاب السنية وحتى الاسلامية”. مشيرا إلى أن “استراتيجية الدولة المتبعة لاستقصاء الارها وعدم الانصاف هي التي تصنع ارهاب فظلم في السوية عدل في الرعية”. وفيما يخص الجنوح نحو الطائفية بقول الحلبي “هذه الظاهرة موجود منذ زمن وفي التاريخ القريب رأينا هذا المشهد عند المسيحيين في التسعينات خلال الاحتلال السوري للبنان حينما قاطعوا الانتخابات وحينها كثر الحيث أيضًا عن تهميش المسيحيين. وبعد الاستقلال أيضًا كان المشهد مماثل عند الطائفة الشيعية كانوا يسموا بالمحرومين”. وختم “بالتالي طبيعة لبنان وتركيبته طائفية والمحاصصة تفرض هذا الامر لذا من الضروري الانتباه على تهميش طائفة دون أخرى”.

طرابلس تغلي على وقع “أشرطة رومية”… هل تنفجر؟
خالد موسى/موقع 14 آذار/٢٤ حزيران ٢٠١٥

بعد انتشار فضيحة افلام التعذيب من داخل سجن رومية، انتفضت طرابلس بشبابها ورجالها، خصوصاً أهالي الموقفين الإسلاميين، ضد هذه المهزلة، متخذين من ساحة النور مركزاً لإعتصامها السلمي. وسريعاً تحركت هيئة العلماء المسلمين لضبط الشارع، حيث دعت أمس الأول الى صلاة تراويح جامعة في ساحة معرض الرئيس رشيد كرامي الدولي ومن بعدها تم إلقاء كلمات إحتجاجاً على الاشرطة التي سربت. التحركات التي اقيمت في المدينة امتصت غضب الأهالي، إلا أن حالة الغليان لا تزال موجودة ولن يخمدها سوى الوصول الى تحقيق جدي وشفاف بمعاقبة جميع المتورطين في هذا الموضوع بالطريقة عينها، اضافة إلى تسريع محاكمة الموقفين ظلماً بموجب وثائق الإتصال المخابراتية.

الرافعي: ظلم على الشباب المسلم
يعتبر عضو هيئة العلماء المسلمين وإمام مسجد “السلام” الشيخ سالم الرافعي، في حديث خاص لموقع “14 آذار”، أن “هناك ظلماً يقع على الشباب المسلم من أهل السنة، وهذا امر واضح ومعروف، ليس في السجون والتعذيب فيها فحسب، إنما من خلال التعذيب في التحقيق والتوقيف التعسفي بموجب وثائق إتصال غير قانونية”، مشيراً الى أن “هناك حوالي 16 ألف وثيقة إتصال وتنفذ هذه الوثائق وتهمها حيازة بارودة أو إطلاق الرصاص في العرس وغيرها من التهم التي يكتب فيها تقارير من مخبرين وترسل الى مديرية المخابرات من أجل البت فيها وتنفيذها وإعتقال المسؤول عن هذه الوثيقة”.

على السلطة تدارك الأمر
وشدد على أن “ما يجري أمر مرفوض والمطلوب أن تعمل السلطة السياسية على تدارك الأمر، فالموضوع لا يقتصر فقط على ثلاثة مرتكبين للتعذيب نريد أن نحاسبهم، بل هناك ظلم كبير يجب على السلطة السياسية أن تحاور أهالي الموقفين وهيئة العلماء ودار الفتوى، وتفهم الدولة ما هو مطلوب”، لافتاً الى أن “المطلوب هو عدم القيام بمداهمات غير مبررة داخل السجن، وكذلك عدم القيام بتوقيفات تعسفية بموجب وثائق الإتصال”.

ورأى أن “البلد مشلول الآن وهناك حوالي ألف شاب معتقل وخمسة عشر ألف مطلوب لا يمارسون أعمالهم الطبيعية، وهناك عشرات العائلات من دون معيل”، معتبراً أن “هناك إرهاباً يمارس على الشباب من الدولة، وهذا يدفعه الى الذهاب الى القتال في سوريا أو السفر الى خارج البلاد، فهل المقصود إفراغ البلد من الشباب المسلم، فإن كنا نريد أن نعيش سوياً فلنجلس معاً وللنقاش هذه القضايا ونضع لها حلول جدية للتنفيذ”.

علوش: ما جرى في رومية جريمة مذهبية موصوفة
من جهته، يشدد عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل ومنسق عام طرابلس النائب السابق مصطفى علوش، أن “ما جرى في سجن رومية أمر مرفوض ومدان بكل المعايير على مستوى حقوق الإنسان وعلى مستوى السفالة الواصلة لها بعض العناصر الأمنية الموجودة في هذا السجن”، مشيراً أن “ما رأيناه هو قمة جبل الجليد على الأرجح، وهناك أمور كثيرة مخبئة لم تظهر” .

القضية تركت
ولفت الى أن “في الوقت التي دخلت في القوى الأمنية على سجن رومية وظهرت إشاعات أنه كان هناك تجاوزات خلال المداهمات، نحن حاولنا أن نقول أن التحقيق سيمشي ووزير الداخلية سيقوم بما يلزم، لكن يبدو أن لم يقوم أي من المعنيين بما هو لازم ويبدو أن الأمور تركت من دون تحقيق جدي وشفاف”، مشيراً الى أنه ” من أجل هكذا من المصعب تغطية القضية بعدما ظهرت بهذا الشكل”.

وقال: “في كل مرحلة هناك من ينتظر خصمه على أي خطأ من أجل الإنقضاض عليه، وهذا ما تم اليوم ولا يوجد أدنى شك أن الاطراف السياسية الأخرى خصوصاً الأطراف السنية تحاول أن تستغل الأمور الى اقصى الدرجات وهدفها اتهام تيار المستقبل بشتى الإتهامات”، مشدداً على ان “نهج الإعتدال الذي يقوده تيار المستقبل هو أكثر المتضررين من هذه الفيديوات، هذا النهج الذي حمى لبنان وحافظ عليه طوال السنوات الماضية”.

المسؤول عنها من قام بالتفجيرات السابقة
ورأى أن “ما جرى هو مخطط خبيث لأقصى الدرجات والمسؤول عنه الاصابع عينها التي كانت تقوم بالتفجيرات في الفترة السابقة، أما إن كانت بالصدفة فهذا يعبر عن مرض موجود داخل المؤسسة الأمنية ومدى الحاجة الى علاج هذه الحالة المرضية”، معتبراً ان “المسوغات والتبريرات لا تفيد، والقضية لم تحتوى بعد بشكل كافي، قبل أن نرى العلاج الحقيقي والجدي من خلال اتخاذ عقوبات على مستوى الجرم وليست مسلكية بحق من قام بهذه الأعمال، فهذه جريمة ذات طابع مذهبي وطائفي وقد تؤدي الى تكون انطباع بأنها جريمة مذهبية”. وشدد على أن “الساحة الطرابلسية متأثرة كثيراً بما جرى، والوضع في حالة غليان ولا أظن أن سيكون هناك لجوء للعنف ولكن عملياً الشعور بالإستهداف على المستوى المذهبي هو السائد، وهناك صعوبة كبيرة في تهدئة خواطر الناس وفي إعادة الأمور كما كانت سابقاً سريعاً “.