علي الحسيني/محاولة فاشلة بطلها حزب الله// لف ودوران عون وباسيله التعطيلي هو أمر عمليات ملالوي

227

محاولة فاشلة… بطلها “حزب الله”
علي الحسيني/ موقع 14 آذار/٢٤ حزيران ٢٠١٥

تسريب مقاطع فيديو تُظهر سجناء في سجن رومية يتعرّضون للضرب والتعذيب لهو دليل واضح على الواقع المآزوم الذي يمرّ فيه البلد ونتيجة طبيعيّة للفراغ الذي يعيشه في العديد من مؤسّساته المسلوبة بفعل هيمنة السلاح الخارج عن إرادة اللبنانيين ودولتهم لا سيّما منها رئاسة الجمهورية المركز الضامن للإستقرار وحامي الدستور والعدالة. من الواضح ان التوقيت الذي سُرّبت فيه مشاهد تعذيب السجناء يدّل على نيّات مُبيّتة للجهة التي تقف وراء الموضوع وهي الجهة الأكثر تضرّراً من الإنجازات التي يقوم بها فريق سياسي مُحدّد لجهة ضبط الوضع الداخلي وعدم خروجه عن سيطرة القوى الأمنيّة بأكملها في الوقت الذي تتخبّط فيه جهات تُصرّ على اغراق لبنان بالدم واستجلاب الإرهاب اليه، وهي جهة لطالما نذرت الإنشقاق للبلد وسعت إلى خرابه غن من خلال منعها قيام مؤسّسات الدولة أو عبر إنغامسها العبثي في حروب الغير. وزير العدل اللواء أشرف ريفي حمّل تسريب “الفيديوات” الأربعة لـجهة واحدة هي “حزب الله” وماكينته حيث قال “أن الحزب يقف وراء هذه الحملة، فهو بعدما عطّل الحكومة يريد زرع الشقاق داخل الفريق الواحد، وهدفه واضح وهو ضرب الإعتدال السنّي وضعضعته”. من المؤكّد أن “حزب الله” تقصّد زرع بذور الشقاق بين وزارتي الدخليّة والبلديّأت والعدل وهما الوزارتين المحسوبتين على خط سياسي هو تيار “المُستقبل”، إلّأ ان حسابات حقله الصغير لم تتطابق مع حسابات بيدر ما تعوّدت رجاله وقياداته إلّا على زرع بذور الخير وطرح الأمن والعدل بين الناس من دون تمييز بين مذهب او طائفة. يُحاول “حزب الله” اليوم أن ينقل أزماته التي يُعانيها في سوريا إلى لبنان بشتّى الوسائل وهو الذي بات يعيش حالة ضياع كاملة من جرّأء الهزائم التي يُمنى بها هناك، ولهذا وجّه سهامه الأخيرة بإتجاه المؤسّسة الأمنيّة المعنيّة بشكل رئيسي بأمن الداخل اللبناني وهي مؤسّسة قوى الأمن الداخلي، والقاصي والداني يعلم محاولات الحزب الدؤوبة للنيل من هذا الصرح الأمني وتسخيفه للإنجازات التي تُقدّمها وهي التي دفعت الكثير من دماء أفرادها في سبيل الكشف عن جرائم عديدة من بينها جريمة ارتكبتها مجموعة من عناصره ما زالت متوارية عن العدالة. جميع المعلومات والتحليلات السياسيّة تُشير إلى أن “حزب الله” هو الجهة الوحيدة المُستفيدة من ما حصل وهو الغارق في آزماته منذ ما يزيد عن خمسة عشرة عاما أربعة منها في سوريا والبقيّة كانت من حصّة لبنان وشعبه. بعد الكشف عن زنازين تابعة له في الضاحية الجنوبية والإرتكابات التي يُمارسها بحق أبناء وطنه وأبناء جلدته، حاول الحزب ان ينقل المشهد نفسه إلى داخل احدى مؤسّسات الدولة الامنيّة طنّاً منه أن فعلته هذه قد ترفع عن عنقه سيف الإتهام الذي يلبسه. ولكي يُريح نفسه أكثر من الإنتقادات التي تطاله على الدوام حاول “حزب الله” نقل الصراعات والمشاكل التي يُعاني منها إلى داخل الطائفة الواحدة إلّا أن سحره إنقلب عليه وبدا اشبه بساحر مكشوف لم يجد سوى لعبة دقّ “الأسافين” لحرف الأنظار عن فظائعه.

من عادة “حزب الله” اخفاء أي دليل يُمكن ان يُدين إرتكاباته، وفي المعلومات أن الأشخاص الذين سرّبوا شريط التصوير من داخل السجن هم مُقرّبون من خطّه السياسي، لكن القضاء وضع يده على عملية التسريب هذه وقد باشر التحقيق بها للوصول الى الجهة التي تقف ورائها وهناك خيوط فعلية بدأت تتكشّف لدى القضاء بالتعاون مع المُديرية العامة لقوى الامن الداخلي بشخص وزيرها وعدد من ضُبّاطها الكبار.

 لف ودوران عون وباسيله التعطيلي هم غب فرمان ملالوي

“اللف والدوران”… للتعطيل فقط
موقع 14 آذار/15/٢٥ حزيران ٢٠١٥

يبدو أن “اللف والدوران” هي السياسية الوحيدة التي يعتمدها “التيار الوطني الحر” مع الملفات في الحساسة، يتحدث معه باقي الافرقاء من اليمين… يأتيهم من اليسار. يدعونه إلى المشاركة في جلسات انتخاب رئيس جمهورية فيطل عليهم بتعديل في الدستور لانتخاب الرئيس من الشعب، يدعونه إلى جلسات حكومية لتسيير شؤون الناس يطل عليهم بجدول أعمال على مقاسه… وماذا بعد؟ حكومياً، التعطيل واضح ولا مجال للمواربة والالتفاف عبر حجج دستورية، فالتيار الوطني الحر يريد خوض معركة تعيين قائد جيش قبل ثلاث أشهر، وإذا اطلعنا على ديموقراطية الوزراء، فحتى لو اتخذ القرار بوضع مسألة التعيينات على جدول الجلسة (وهذه مهمة لرئيس الحكومة تمام سلام وحده) فإن هدف الوطني الحر لن يمر باجراء التعييان طالما أن نصف عدد الوزراء على الاقل ضد التعيين حالياً. 12 وزيراً لا يريدون الخيار العوني حالياً، ثمانية وزراء من “اللقاء التشاوري” الذي يضم وزراء الكتائب والرئيس ميشال سليمان وأخرين وهم الحريصون على عدم تعيين قائد جيش قبل انتخاب رئيس جمهورية، وزيرا “حركة أمل”، خصوصا ًان الرئيس نبيه بري واضح في موقفه بأن لا تعيين قبل شهر أيلول موعد انتهاء ولاية العماد جان قهوجي. وزيراً الحزب التقدمي الاشتراكي لناحية التريث في تعيين قائد الجيش إلى حين انتخاب الرئيس، وبهذا يكون مطلب “الوطني الحر” قد ولد ميتاً، وهذا يؤكد أن لا غاية من عدم المشاركة في الجلسات سوى التعطيل. رئاسياً، لا يبالي “الوطني الحر” بجلسات انتخاب رئيس للجمهورية، وها هي أمس تمر الجلسة 25 من دون أي نتائج، وإذ بهذا التيار يطل علينا باستطلاع رأي يبحث فيه عن الخيار المسيحي، بعدما فشل في مطلبه غير الدستوري بانتخاب الرئي سمن الشعب. “الوطني الحر” يريد من النتيجة أن تظهر أن عون يملك الشعبية المسيحية الاكبر، وبعيدا عن العينات ومستوى مصداقية الشركات التي تريد القيام بمثل هذا العمل، وحتى لو كان الخيار ديموقراطي، فإن لبنان برلماني النظام والرئيس لا ينتخب سوى في مجلس النواب، وفي نهاية المطاف مهما كانت النتيجة فإن الاستحقاق سيبقى مقيداً طالما نواب “الوطني الحر” و”حزب الله” لا يشاركون في جلسات انتخاب الرئيس، إذ بات واضحاً أن هناك جهة لا تريد للبنان أن يستقر سياسياً، خصوصا ان وجود رئيس جديد يعني حكومة جديدة وانتخابات نيابية وتغييرات سياسية تبدأ من رأس الهرم، وهذا الامر ربما لا يفيد “حزب الله” الذي يهتم بابقاء البلد معطلاً إلى حين جلاء الواقع السوري. ولم يقتنع “حزب الله” حتى اليوم أن النظام انتهى وسوريا الجديدة ستكون عدوته وأن بشار الأسد يبح عن مكان يهرب إليه. إنها سياسة اللف والدوران وشلل يتبعه شلل من أجل التعطيل فقط.