حمد الماجد: عصا إيران الطائفية وجزرتها التبشيرية//داود البصري: متوحشو عملاء إيران في العراق.. والتمثيل بالجثث

242

عصا إيران الطائفية وجزرتها التبشيرية
حمد الماجد/الشرق الأوسط/16 حزيران/15

اندلعت الثورة الإيرانية وتطاير مع لهيبها المتصاعد شرر الطائفية، لتبلغ الطائفية ذروتها مع اندلاع الثورة السورية وتدخّل إيران السافر في كل من لبنان والعراق وسوريا واليمن، ونجحت الثورة الإيرانية فترة طويلة في ستر وجهها الطائفي الكالح بدغدغة العواطف حول الوحدة الإسلامية ومقاومة إسرائيل.هذا الستار الذي مزقته الثورة السورية شر ممزق، تاركة إيران في عراء الفضائح الطائفية المدوية، ساعدها في ذلك بشكل فاضح ومكشوف أذرعتها الطائفية في لبنان من خلال حزب الله، واليمن من خلال حركة الأنصار.وحين نتحدث عن طائفية الثورة الإيرانية، فهذا لا يعني أبدًا تبرئة ساحة بعض متشددي السنة، فالكل يرصد الأحداث الطائفية من كل الأطراف وآخرها القديح ومسجد العنود. إذن الحريق الطائفي اندلع بقوة وزادت ضراوة نيرانه حين بدأت إيران تدرك أن الطائفية التي أشعلت نيرانها بدأت ترجع لتلتهم أطراف من أوقدها، ولهذا لم تجد القيادة السعودية صعوبة في حشد التحالف الناجح لمقاومة تغلغلها الخطير في اليمن مع التنويه بالقدرة الدبلوماسية في تحقيق هذا النجاح، لأن الجميع أدرك المرامي البعيدة للثورة الإيرانية.

ومنذ أن أحست إيران بتضييق الخناق عليها وفشل دعايتها التسويقية، وانكشاف استراتيجيتها الطائفية، وهي تحاول الاعتماد بقوة على البناء الطائفي الذي أسسته طوال الثلاثين عاما الماضية، فلا يوجد دولة إسلامية في طول العالم الإسلامي وعرضه متحالفة مع إيران، عدا ميليشياتها في كل من العراق ولبنان واليمن، وطبعا نظام حافظ الأسد الذي يربطه بالثورة الإيرانية رباط طائفي وثيق، مهما حاول النظام تغطية طائفيته بستار العلمانية المكشوف.ومن يرصد الأحداث الطائفية الأخيرة في العراق وفي لبنان وفي سوريا وفي اليمن، يستطيع أن يقرأ التغييرات التي حدثت في استراتيجية السياسة الإيرانية، التي تقوم على التغذي من الأحداث الطائفية لاستمرار نفوذها، ومن ثم إجبار المنتمين لمذهبها على الركون إليها والاعتماد عليها كملاذ آمن للحماية مما تدعيه إيران وتروج له، أعني خطر الأغلبية على الأقلية.

هذا الخطر المزعوم هو الذي أدركه بيان علماء وأعيان الشيعة في المنطقة الشرقية في السعودية، حين أكدوا في بيانهم الموفق على اللحمة الوطنية، وعدم الانجرار لمخطط إشعال وإشغال السعودية بأحداث طائفية ليس للدولة ولا شعوبها مصلحة فيها، كما يزعم ويدعي بعض متطرفي السنة والشيعة الذين يجدون مع إيران مصلحة مشتركة في إشعال المنطقة بنار الطائفية، حتى يثبتوا أقدامهم ويوسعوا انتشارهم، ويكسبوا مزيدًا من الأتباع والمتعاطفين.لا يمكن أن نعزل هزائم حلفاء إيران في سوريا وفي اليمن وحتى في العراق عن ارتفاع مؤشر الطائفية في المنطقة كلها، فمن نقص الحصافة والنباهة أن ينجر العقلاء من كل الأطراف لفخ الطائفية، الذي نصبته إيران للجميع، ومن يفعل ذلك حتى ولو بدا الأمر مناصرة لمظلومين فإنه يعزز للمخطط الإيراني ويعبد الطريق لها لمزيد من النفوذ والتوسع، وسنتوقع مزيدًا من الأحداث الطائفية ما دام النفوذ الإيراني يواصل هبوطه، وما دام يتآكل، فالمنطقة كلها تقاوم نظاما مؤدلجًا له مرام بعيدة يطمح إلى بسط نفوذه وسيطرته على بقية العالم الإسلامي بالعصا الطائفية والجزرة التبشيرية، بالترغيب والترهيب. ولن يفشل هذا المخطط الشنيع إلا مزيد من الوعي بهذا المخطط وتفويت الفرصة عليه بالوقوف ضد الطائفية بكل أشكالها وصورها.

متوحشو عملاء إيران في العراق.. والتمثيل بالجثث
داود البصري/السياسة/16 حزيران/15

الفصول البشعة للحرب الأهلية الطائفية المشتعلة في العراق حفلت بصور بشعة لحالات متوحشة من التصفية الجسدية , ومن الإغراق في العنف إلى حد السادية والتوحش والتمثيل البشع بالجثث البشرية التي نهانا خلقنا وديننا الإسلامي الحنيف عنها كقول الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) “إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور! فكيف بإبن آدم الذي كرمه الله وأعزه.

لقد جاءت عملية خطف الميليشيات العراقية الطائفية الوقحة لجثة نائب رئيس الوزراء الأسبق طارق عزيز من صالة الشحن في مطار بغداد أخيراً لتعيد للأذهان حكايات التوحش والبشاعة والمثلة بالأجساد البشرية , وهي العملية التي لها في تاريخ العراق أوليات وسوابق مفزعة تؤشر على مدى تغلغل الحقد في نفوس بعض الموتورين وسفاكي الدماء والأوغاد هناك, فثقافة الكراهية والحقد هي من أبرز سمات المجتمعات البدائية المتخلفة, وتلكم العصابات الطائفية التي نشأت برعاية إيرانية وبتوجيه فكري معلوم من أطراف وتوجهات معروفة باتت تشكل في عراق اليوم التائه تحديا حقيقيا للقوى المتحضرة التي تراجعت, للأسف, في ظل سطوة الجماعات الطائفية المتوحشة التي أظهرت فصول الحرب الأهلية القائمة حاليا صولاتها المخجلة وتوحشها الفظ , وعدوانيتها الرهيبة , فمناظر الرؤوس البشرية المقطوعة , أوالتلذذ والإنتشاء بحرق الجثث عبر حفلات شواء بشرية في الهواء الطلق , إضافة إلى ممارسات متوحشة مثل تقطيع الأوصال ودق المسامير في العيون والرؤوس وغيرها من الفظائع والبشاعات جميعها أمور تحدث يوميا في الساحة العراقية الملتهبة, وبما يخالف مكارم الأخلاق وأساس ومنهج العقيدة الإسلامية والإنسانية عموما.

متوحشون أوغاد في زمن متوحش بات فيه الأوغاد والقتلة هم من يهيمن على الساحة وسط حالة الفراغ القيادي الرهيبة التي إنزلق إليها العراق وهو يجر أذيال خيبته وهزيمته الحضارية المفجعة , وما هو سائد حاليا من توحش فظ لم يأت من فراغ , بل كانت له جذوره الكامنة وأسسه المنهجية وصورته البشعة التي لن نتوغل بعيدا في التاريخ لسبر أغوارها ومكامنها , بل سنبدأ من العصر الحديث, ومن ستة عقود خلت من تاريخ العراق الدموي المتوحش ففي يوم الإثنين الرابع عشر من يوليو العام 1958 حدث إنقلاب عسكري غادر أطاح بالعائلة الهاشمية المالكة التي أبيدت بالكامل في مجزرة إعدام شاملة في قصر الرحاب الملكي صبيحة ذلك اليوم الأغبر الذي فتحت فيه وبعده بوابات جهنم العراقية بعد أن إنهارت الشرعية الدستورية على يد طغمة عسكرية خائنة نالت جزاءها لاحقا من رب العباد , بعد الإنقلاب الغادر خرجت جموع الأوغاد وهي منتشية بمناظر الدماء والأشلاء وحيث لم يتم الإكتفاء بإبادة العائلة الهاشمية المالكة في تكرار فظ لإبادة الإمام الحسين وأهل بيته في كربلاء قبل 1400 عام , بل برزت الوحشية والسادية بأبشع صورها حين تم إيقاف سيارة الإسعاف التي تنقل جثث ملك العراق فيصل الثاني وأهل بيته (رحمهم الله أجمعين) وألتقطوا جثة الوصي على العرش العراقي الشهيد عبد الآله بن الملك علي بن الحسين الهاشمي حيث ربطوها بالحبال وسحلوها في شوارع بغداد ثم علقوا أجزاء منها على إحدى بنايات العاصمة! وبوشر بتقطيع الأوصال! في مشاهد متوحشة لا نظير لها , وحدثت الفظائع نفسها مع جثث أخرى لمسؤولين آخرين أبرزهم رئيس الوزراء وباني الجيش العراقي الشهيد نوري باشا السعيد وكذلك إبنه صباح, وحيث قطعت جثثهم إربا, بل أن أصابع نوري السعيد قد بترت وأرسلت كهدية للرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي إستهجن هذا الفعل المتوحش الخارج عن السياق الإنساني. قد قام المصريون بإنقلابهم على حكم الأسرة العلوية المصرية وودع الجيش بكل إحترام وتقدير الملك الراحل فاروق الأول والأخير نحو منفاه الإيطالي من دون أن تسفك قطرة دم واحدة, أما في العراق فقد إستولى الأوغاد وأبناء الشوارع على الساحات العامة ومناحي الحياة وفرضوا هياجهم وشبقهم الدموي, وحيث تحولت حبال السحل منذ ذلك الحين لتكون القانون الذي يحكم العراق, ولتتعاقب أنظمة سياسية لا تعرف غير القمع الشامل وسيلة للحوار وفض الخلاف! تاريخ قريب مجلل بالعار وموغل بالتوحش , وما يسود حاليا من سطوة للجماعات الطائفية والإرهابية ومن عصابات للقتل والخطف وتقطيع الأوصال هو نتيجة حتمية لإنهيار القيم ولثقافة العنف والوحشية المفرطة… العراق يسير اليوم بامتياز نحو الجحيم والتشظي للأسف… لقد حانت نهاية العراق مالم تحدث معجزة, وزمن المعجزات لم يعد له وجود.