خليل فليحان: هل يوقَّع الاتفاق النووي في موعده أم يؤجّل إلى حين شفاء جون كيري//هشام ملحم: أوباما والاستراتيجية الضائعة

271

أوباما والاستراتيجية الضائعة
 هشام ملحم/النهار/11 حزيران 2015

مع حلول الذكرى السنوية الاولى لسقوط مدينة الموصل في ايدي “الدولة الاسلامية” (داعش)، وبعد 10 اشهر من بدء الائتلاف الدولي حملته الجوية على هذا التنظيم، يعترف الرئيس أوباما انه “ليست لدينا حتى الان استراتيجية متكاملة، لان ذلك يتطلب التزامات من العراقيين ايضا”. وكان سقوط مدينة الرمادي، عاصمة الانبار، قد اثار من جديد الاسئلة عن جدية وفاعلية الحرب المحدودة التي تقودها واشنطن ضد “داعش” في العراق. ومرة اخرى يجد الرئيس اوباما نفسه مضطرا تحت ضغوط النكسات الميدانية للقوات العراقية، الى ارسال نحو 400 مدرب اضافيين لتدريب القوات العراقية في الانبار. هذا الموقف يبين مرة اخرى ان واشنطن تفتقر الى استراتيجية تشمل العراق وسوريا وتهدف بالفعل الى دحر “داعش” في البلدين، وان ما تريده هو احتواء “داعش” وترك تحدي تدميره للرئيس الجديد. قرار زيادة عدد المدربين، يؤكد مرة اخرى ان أوباما لن يرسل قوات قتالية الى العراق، كما يرغب بعض المرشحين الجمهوريين لمنصب الرئاسة. لكن العديد من الخبراء العسكريين والمسؤولين السابقين يشككون في جدوى برامج التدريب الجديدة، وخصوصاً بعد الاداء الفاضح للجيش العراقي في الرمادي.

المسؤولون الاميركيون يركزون على التدريب، وضرورة قيام العراقيين بدور رئيسي في هذا المجال، لكن العراقيين يعودون الى الشكوى من عدم وجود اسلحة دفاعية كافية ومتطورة. بيد ان جوهر المشكلة العراقية هو سياسي وليس عسكرياً أو تقنياً يمكن ان يحله بضع مئات من المدربين الاميركيين. المشكلة هي في هيكلية الجيش العراقي وقياداته والولاءات المذهبية والفساد والمحسوبية وكلها عوامل تفسر غياب الانضباط والمعنويات، وسرعة انهيار الجيش وتخليه عن عتاده. والمفارقة العسكرية الآن هي ان “داعش” يحارب القوات العراقية بسلاحها الاميركي الصنع والمسلوب منها. الارقام محرجة للغاية : داعش غنم 2300 سيارة مصفحة، و74 الف مدفع رشاش، و40 دبابة من طراز “ام 1 إي 1” الثقيلة و52 مدفعاً متحركاً من طراز “هاوتزر”. قيمة هذه الاسلحة وغيرها تصل الى 656 مليون دولار. نعرف ان أوباما هو محارب متردد في الاصل، ولكن هناك اجتهادات مختلفة بين القيادات العسكرية، اذ يدعو قائد القيادة المركزية الجنرال لويد أوستن الى تكثيف الغارات الجوية وادخال مروحيات هجومية من طراز “آباتشي” في القتال، وهو أمر يعارضه رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، والاهم من ذلك الرئيس اوباما. التقدم الميداني الاخير لـ”داعش” في العراق وسوريا، يتحدى التقويم المتفائل وغير الواقعي لواشنطن التي تدعي ان “داعش” كان في موقع دفاعي. الواقع أكثر تعقيداً، والاميركيون يعترفون الان بان أي حديث جدي عن تحرير الموصل لن يكون واقعيا قبل 2016.

هل يوقَّع الاتفاق النووي في موعده أم يؤجّل إلى حين شفاء جون كيري
 خليل فليحان/النهار/11 حزيران 2015

لم يعرف بعد ما اذا كانت ساق وزير الخارجية الاميركي جون كيري ستشفى قبل 30 من الشهر الجاري، الموعد المبدئي لتوقيع الاتفاق – الاطار لبرنامج ايران النووي بين الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الامن زائد المانيا من جهة، وايران من جهة أخرى. وتجدر الاشارة الى ان كيري خضع لعملية جراحية في ساقه في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن نتيجة اصابته في 31 أيار الماضي بينما كان يقود دراجته على جزء من مسار دورة فرنسا للدراجات قرب سيونزيه. وتقول الخارجية الاميركية ان كيري يمارس عمله بواسطة الهاتف، ولكن ليس في وسعه ان يوقّع الاتفاق الاطار هاتفياً، بل يستوجب ذلك حضوره الشخصي. ويطرح السؤال عما اذا كان كيري سيتماثل للشفاء قبل 30 من الشهر الجاري، ولا سيما انه هو المحرك الأساسي الذي أدار مفاوضات صعبة مع الايرانيين، ويقول المطلعون والمواكبون لمسودة الاتفاق – الاطار انها كانت من نوع المفاوضات الشاقة جداً. وفي معلومات توافرت لـ”النهار” ان مشروع الاتفاق الاطار جاهز ولم يعد يحتاج الى التفاهم على مراسم التوقيع. وأكد ذلك كولن باول مساعد نائب الرئيس الاميركي جون بايدن في مؤتمر كان قد عقد في الدوحة مطلع الاسبوع الجاري. وشرح فوائد التوقيع مؤكداً انه لن يؤثر على التزام بلاده أمن دول الخليج. وحاول أحد رؤساء الكتل النيابية الاستفسار من أحد الديبلوماسيين عما إذا كان موعد الاتفاق في 30 من الجاري لا يزال قائماً، فكان الجواب صريحاً وواضحاً، وورد على لسان سفير دولة أوروبية معتمد لدى لبنان ومفادها، انه لم يتلق أي معلومات مغايرة من وزارة خارجية بلاده العضو من بين الدول الكبرى التي ستوقع الاتفاق عندما يثبت موعده. وأتى استفسار زعيم الكتلة النيابية الوازنة بعد تلقيه معلومات عن ان هذا الاتفاق بعد توقيعه سيكون له تأثيرات ايجابية على لبنان ولا سيما على انتخاب رئيس للجمهورية. وأشار رداً على سؤال الى أنه ليس من الواضح بعد اذا كان هناك مرشح تسوية غير المرشحين الحاليين المتنافسين ميشال عون وسمير جعجع. وأفاد أن واشنطن قلقة جداً على الوضع السياسي المهترئ في لبنان وانه يجب تصويبه بسرعة قبل استفحاله، ويتوجب أيضاً على بعض السياسيين وقف المساس بمؤسسة الجيش مثل تعيين القائد الحالي او الطلب منه التصدّي لمسلحي التنظيمات الارهابية، فيما يرد الجيش هجمات لا تتوقف لهؤلاء المسلحين، سواء على مواقعه المنتشرة في عرسال أو على التلال المؤدية الى جرودها. ولفت الى ان التقويم الاميركي لاداء الجيش اللبناني في مواجهته الارهابيين هو جيد جداً نظراً الى ان الاسلحة التي كانت متوافرة لديه لم تكن كافية، والآن أصبح الأداء أهمّ ويدل على مهارة في نوعية قتال ليس سهلاً في بقعة وعرة وشاقة. وأبدى قلقه أيضاً من الانقسامات السياسية التي شلّت مجلس الوزراء بعد تعثر انتخاب رئيس للجمهورية وشلل مجلس النواب، والسبب هو الاصرار على تعيين قائد للجيش الآن، بينما يدعو الفريق الرافض الى تأجيله الى 23 أيلول. وشدد على أهمية الانتهاء من هذا الكباش الذي – في حال استمراره – سينقل البلاد الى حال من الفوضى يصعب السيطرة عليها، أياً كان الساعي الى ذلك، في وقت تتغير فيه الانتصارات في سوريا، علماً أنه سيكون لها انعكاساتها على الوضع السياسي الداخلي.