علي نون/مفاجآت إيرانية//محمد عبد اللطيف بيضون يقرأ في مقابلة الشيخ صبحي الطفيلي

264

مفاجآت إيرانية!
علي نون/المستقبل/05 حزيران/15

يشبه المناخ المحيط بالحديث عن المدَدَ البشري الإيراني العراقي لاستلحاق بقايا سلطة بشار الاسد في دمشق، ذلك الذي انتشر وخيّم بعد سيطرة «داعش» على الموصل في حزيران الماضي، مع فارق شكلي هو غياب «صورة» الجنرال قاسم سليماني عن الحالة السورية وحضورها في الحالة العراقية.. اضافة إلى ان دمشق ليست مهددة من قبل «داعش» إنما من قبل المعارضة الآتية من جهة الجنوب والتي لم يستطع تنظيم الدولة ذاك اختراقها أو مشاغلتها مثلما فعل مع المعارضة في الشمال. غير ان غياب صورة الجنرال سليماني لم يغيّب طيفه. حيث إن أحداً لم ينفِ او يُصحّح ما نُقل عن لسانه من وعود «بمفاجأة» العالم بالذي ستفعله الميليشيات التي يُقال إنها أُحضرت على عجل «للذود» عن دمشق واستعادة جسر الشغور الاستراتيجية. والملاحظ في الشكل هو ان الآلة الاعلانية الممانعة لم تُشر ولو بكلمة واحدة إلى تدمر، ولا إلى «مفاجأة» أحد فيها، ولا إلى تسريب روايات التحضير لاستعادتها من «داعش»، ما يعني في المضمون ان «داعش» في سوريا هو في نظر المحور الممانع، غيره في العراق! والتعبئة حياله تختلف باختلاف جغرافية انتشاره ووظيفته الموضعية. أما حديث التكفير والارهاب، فذلك أمر يمكن اعتباره «مبدئياً» في بلاد الرافدين وعارضاً في حرب إنقاذ الاسد من مصيره الأخير. لكن بغضّ النظر عن ذلك، فإن أمر الحشد الإيراني هو الأساس في الحالتين، حيث يفترض كثيرون وصوله الى نتيجة واحدة: أي مثلما عجزت إيران وميليشياتها العراقية و«صورة» الجنرال سليماني في الميدان، عن إعادة السيطرة على المناطق التي سقطت في أيدي «داعش» بعد ان طاشت وظيفة هذا التنظيم في العراق باتجاهات استثمارية اميركية.. فان حسابات المعارضة السورية في الشمال، في إدلب وجسر الشغور، وفي الجنوب من محيط درعا إلى دمشق، تلحظ شيئاً مماثلاً بدورها.. أي اصابة الاهداف الإيرانية بمفاجآت مضادة! ما يعرفه الجميع، هو ان إيران فعلت تقريباً كل شيء على مدى السنوات الأربع الماضية لمحاولة كسر الثورة السورية، لكن العكس هو الذي حصل، وتراكمت الكسور على الجسد السلطوي الأسدي حتى أنهكته وأوصلته إلى مشارف الكرسحة الأخيرة.. وبالتالي، فإن الوعود الزلزالية الإيرانية الجديدة، لا جديد فيها سوى صخبها. وهذا لا يُعتدّ به كثيراً أو قليلاً في الميدان، ولن يعدّل في الخلاصة التي يراها الجميع والقائلة إن الإيرانيين يستثمرون عبثاً في قربة الأسد المفخوتة.

محمد عبد اللطيف بيضون يقرأ في مقابلة الشيخ صبحي الطفيلي
فايسبوك/04 حزيران/15

الشيخ صبحي الطفيلي في مقابلته التلفزيونية البارحة كان في اعلى درجات الشجاعة والصراحة٠فقد طالب بمحاسبة المسؤولين عن الكارثة التي تضرب المنطقة من خلال تأجيج الصراع السنّي الشيعي ومن خلال تورط حزب الله في الدم السوري دفاعاً عن التركيبة الهمجية الحاكمة٠لأول مرة يرتفع صوت إسلامي يطالب بتنحي ومحاسبة المسؤولين خصوصاً ان نظام ولاية الفقيه وكذالك نظام العصابات والميليشيات المتحكم في لبنان جعل بعض الأشخاص يعتبرون أنفسهم بمستوى الآلهة او اذا تواضعوا بمستوى أنصاف الآلهة ٠البعض منهم لا يستحي ويدَّعي انه معصوم ولا ينطق عن الهوى ومرتبته تتجاوز الأنبياء. كلام الشيخ صبحي الطفيلي البارحة يقول لنا ان هؤلاء السلاطين المتسلطين مهما تغطوا بالدِّين او بالسلاح او الرئاسات ليسوا أنصاف آلهة وليسوا ارباع آلهة ولا حتّى ذرات آلهة فهم قد غادروا مستوى الإنسانية وحلّوا في الهمجية والبربرية ولن يعودوا٠ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية اي ارتكبوا جرائم ضد الأنبياء والأئمة٠بتنا نخجل من النظر اليهم فهل يخجلون وينسحبوا على ما طالبهم الشيخ الذي لا يزال يصر على ان الدين في خدمة الانسان الضعيف او المصاب وليس في خدمة الاولياء والسلاطين والعائلات الحاكمة اوالميليشيات الفاجرة.