نص عظة المطران عودة التي القاها اليوم 20 آب/2023 في كاتدرائية القديس جاورجيوس/كيف تستقيم الأمور في دولة بلا رأس وبحكومة مستقيلة ومجلس نيابي مشرذم؟/Bishop Aoudi: How are things straight in a state without a head, with a resigned government, and a fragmented parliament?

42

The text of Bishop ِAoudi’s Sermon, which he delivered today, August 20, 2023, at St. George’s Cathedral.

Bishop Aoudi: How are things straight in a state without a head, with a resigned government, and a fragmented parliament?

نص عظة المطران عودة التي القاها اليوم 20 آب/2023 في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
عوده: كيف تستقيم الأمور في دولة بلا رأس وبحكومة مستقيلة ومجلس نيابي مشرذم؟
وطنية/20 آب/2023
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
بعد قراءة الإنجيل المقدس ألقى عوده عظة قال فيها: “سمعنا اليوم مثل “العبد الشرير” أو “العبد الظالم”. يأتي هذا المثل بعدما طلب الرب من بطرس، ومعه جميع البشر، أن يصفحوا عمن أخطأ إليهم سبعين مرة سبع مرات. يقول الرب “يشبه ملكوت السماوات إنسانا ملكا أراد أن يحاسب عبيده”، دلالة على الرب يسوع نفسه، الذي هو إنسان وملك أو إله في الوقت عينه، وهو الذي سيدين البشر في اليوم الأخير عندما يقفون أمام العرش الإلهي. يعطي الرب يسوع هذا المثل لكي يعلم سامعيه، فيغيرون سلوكهم الأرضي قبل الوصول إلى الدينونة الأخيرة. يعلمنا أن من يغفر لأخيه هنا، سوف يغفر له الرب في يوم الدينونة الرهيب، تماما كما علمنا في الصلاة الربية: “واترك لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليه”. فلكي يكون الإنسان عبدا صالحا لله، لا بمعنى العبودية السيء إنما بمعنى البنوة الحقيقية، عليه أن يطبق الوصايا عبر عيشها، لا عن طريق الحفظ الببغائي غير المفيد. متى أدركنا، ولم نتناس، أن الآخر مخلوق على صورة الله ومثاله، نتعامل معه بمحبة فائقة، كما يتعامل الله نفسه معنا، هو الذي أرسل ابنه الوحيد ليخلصنا، متألما على الصليب. الله يرحمنا دوما، وينتظر عودتنا كالإبن الشاطر، ثم يقبلنا ويقبلنا ويدخلنا إلى فرحه. أما نحن، فعوض أن نغفر لأخينا الإنسان، الذي نخطئ مثله وأكثر، ونسامحه، نطالبه بما لا يستطيعه، ونتجاهل خطايانا الشخصية وتوبتنا قبل الانتقال من الأرض إلى الوقوف أمام عرش الديان العادل. هكذا، بدل أن نكون عبيدا لله، أي أبناء، نصبح عبيدا للخطيئة والحقد الأعمى والكراهية”.
أضاف: “العبودية الحقيقية لله نجدها عند شخصين، الأول نعيد له اليوم هو النبي صموئيل الذي عاش منذ طفولته في الهيكل، وقد ناداه الرب فأجاب: “تكلم يا رب فإن عبدك سامع” (صم 3: 9). جعل الله صموئيل وسيطا له بين الناس ليؤكد لشعبه أنه لا ينساهم ولا يهمل خلاصهم، وسيبسط قضاءه العادل عليهم لمحاسبة الخطأة والظالمين. أرسل الله عبده صموئيل ليحارب الفساد في الشعب، بدءا من رؤساء هذا الشعب، من الهيكل عينه، حيث نشر إبنا الكاهن “عالي” المدعوان “حفني” و”فنحاس خطيئة الزنى عند باب خيمة الاجتماع (2: 23). لم يصمت صموئيل بل واجه عالي وأخبره بما سيحل ببيته من أجل الشر الذي فعله ابناه، كما قال له الرب”.
وتابع عوده: “حبذا لو يتشبه مسؤولو هذه الأرض بخالقهم خصوصا من ناحية محاربة الفساد، إذ لا محاباة للوجوه لدى الرب، وعدله حاصل. الله عادل، ويبدأ بالمحاسبة من أهل بيته، إذ هكذا يكون العدل الحقيقي. والنبي صموئيل لم يخف من إحقاق عدل الله، لأن الله معه ويعضده. كان مثالا للطاعة وسماع كلمة الله، والشجاعة في نشر العدل الإلهي وعدم المساومة عليه، الأمر الذي نأمل تحقيقه لدى كل مسؤول أرضي، خصوصا في هذا البلد الذي يفتقر إلى أدنى مقومات العدل ولا يكترث لا لحقيقة ولا لعدالة. ماذا يمنع مسؤولي بلادي، وكل من بيدهم سلطة، بل ماذا يمنع كل إنسان عن قول الحقيقة، ولا شيء غير الحقيقة، في كل ظرف وأمام أي كان؟ وإن نطق بالصدق وأعلن الحقيقة هل يلام أو يعاقب؟ وهل يجوز تخوينه أو ترهيبه؟ وهل تلام مؤسسة إعلامية إن هي نقلت الحقيقة؟ أليس هذا دورها، بل واجبها؟ وماذا يمنع القضاء عن تحقيق العدالة في كل قضية ترفع إليه لو لم يكن يرزح تحت ضغوط سياسية؟”.
وقال: “الشخص الثاني الذي يعلمنا المعنى الحقيقي للعبودية لله وطاعته هو والدة الإله الفائقة القداسة مريم، التي عيدنا لرقادها منذ أيام، ومكانتها عظيمة في قلوب المؤمنين، وفي الوجدان الكنسي. نتعرف على مريم في العهد الجديد أنها “عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف” (لو 1: 27)، وأنها “وجدت نعمة عند الله” (1: 30). والدة الإله كانت مؤمنة حقيقية وضعت حياتها بين يدي الرب معتبرة نفسها “أمة”، أي عبدة له (1: 38)، كما أنها حفظت كل شيء حدث معها أو أمامها في قلبها (2: 19)، قبل الولادة وبعدها وعند مرافقتها لابنها نحو الصلب والموت، لأنها آمنت بأن كل شيء يقوم به ابنها وإلهها هو لخير البشرية بأسرها، وقد تكلل حقا بالقيامة وإقامة الجنس البشري من موت الخطيئة. كانت مثالا للمؤمن الحقيقي، لعبد الله الحقيقي، الذي يضع كل شيء بين يدي خالقه. وانطلاقا من الكتاب المقدس، نجد أن ذكر العذراء مريم ليس قائما بذاته، بل هو مرتبط دوما بالإله المتجسد منها، الرب يسوع المسيح، الأمر الذي علينا أن نتعلمه منها، أي أن نعتبر كل شيء في حياتنا مرتبطا بالله، فنشكره على كل خير وصلاح، ونتعلم من كل سوء طالبين معونته في منحنا الصبر والاحتمال”.
وشدد على ان “اللبناني بحاجة إلى صبر كبير وإلى صلاة مستمرة لكي يحتمل صعوبة العيش في هذا البلد المفكك الذي لا رأس يقوده، ولا حكومة تعمل من أجل إنقاذه، ولا مجلس نواب يعي مسؤوليته وواجبه في انتخاب رئيس من أجل بدء مسيرة الإنقاذ. فالدولة التي تدرك دورها تحترم مواطنيها وتسعى جاهدة لتأمين الحياة الكريمة لهم عبر الخدمات الضرورية والأمان والاستقرار والعدالة، ثم بعد تأمين حقوقهم تطلب منهم القيام بواجباتهم. عندنا، لا يحصل المواطن على أدنى حقوقه وهو مطالب بأن يقوم بواجباته تجاه دولته التي لا تفوت فرصة دون تحميله أعباء إضافية فيما أمواله محجوزة وهو في الضيق. والمضحك المبكي أن المواطن الراغب في القيام بواجبه كدفع ما يتوجب عليه مثلا من رسوم وضرائب لا يجد إدارة تعمل ولا موظفا يداوم، لكنه قد يفاجأ بحجز سيارته بحجة عدم دفع الرسوم المتوجبة عليها في الإدارة المغلقة الأبواب، أو بالغرامات تتراكم عليه بسبب التأخير. أليس هذا قهرا للمواطن؟ كذلك يلوحون بزيادة الرسوم والضرائب. ماذا قدموا للشعب؟ وأين الإصلاحات التي سئمنا تكرار الحديث عنها. أين الوعود؟ وكيف تستقيم الأمور في دولة بلا رأس، وبحكومة مستقيلة، وبمجلس نيابي مشرذم؟ السنة الدراسية على الأبواب، والأحمال على أكتاف الأهل ثقيلة، والوضع الإقتصادي ما زال مترديا، وقدرة اللبنانيين على التحمل أصبحت ضعيفة. هل فكر المسؤولون بهذا الوضع؟ ألم يحن الوقت بعد لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة تتولى إيجاد الحلول؟”.
وختم عوده: “إن الكلام على وضع بلدنا كما على الأنبياء والقديسين وعلى والدة الإله خصوصا يطول، إلا أن الكلام يبقى كلاما عاطفيا إن لم يقترن بالفعل، أي إن لم نتعلم كيف نحوي الإله في داخلنا، وننقله إلى العالم أجمع، لخلاص الكل. لذلك، من الجيد أن نتعلم عن القديسة والدة الإله، وجميع القديسين، لكن الأعظم أن نتشبه بهم ونسير على خطاهم، هم البشر الذين تألهوا، ولا نتعلل بعلل الخطايا، قائلين إننا بشر ضعفاء لا نستطيع الوصول. لقد أثبتوا لنا بحياتهم أننا نستطيع، لذا علينا أن نبدأ جهادنا الروحي فورا، وبلا تقاعس، كي لا نكون عبيدا بطالين نخسر كل ما لدينا بسبب خطايانا. فلنقل مع النبي صموئيل: “تكلم يا رب فإننا نسمع”، ومع والدة الإله: “إننا عبيد للرب فليكن لنا بحسب قوله”، لكي نصل إلى الخلاص والحياة الأبدية، آمين”.

The text of Bishop ِAoudi’s Sermon, which he delivered today, August 20, 2023, at St. George’s Cathedral.
Aoudi: “How are things straight in a state without a head, with a resigned government, and a fragmented parliament?
NNA/LCCC/August 20/2023
The Greek Orthodox Metropolitan of Beirut and its dependencies, Archbishop Elias Aoudi presided over the Divine Liturgy service at St. George’s Cathedral.
After reading the Holy Bible,Aoudi delivered a sermon in which he said: “The Lebanese need great patience and continuous prayer in order to endure the difficulty of living in this disintegrated country that has no head to lead, no government working to save it, and no parliament aware of its responsibility and duty to elect a president in order to start the rescue process. A state that understands its role respects its citizens.” And it strives to secure a decent life for them through the necessary services, safety, stability and justice, and then after securing their rights, it asks them to carry out their duties.With us, the citizen does not get his minimum rights and he is required to fulfill his duties towards his state that does not miss an opportunity without burdening him with additional burdens while his money is seized while he is in prison. And what is funny is that a citizen who wants to do his duty, such as paying the fees and taxes that he is required to, for example, does not find a functioning administration or an employee who attends, but he may be surprised that his car is impounded on the pretext of not paying the due fees in the closed administration, or with fines accumulating on him because of the delay. This is oppression of the citizen, as well as raising fees and taxes, what did they give to the people, and where are the reforms that we are tired of repeating about, where are the promises, and how are things straightened in a state without a head, with a resigned government, and a fragmented parliament? The economic situation is still deteriorating, and the endurance of the Lebanese has become weak. Did the officials think about this situation? Isn’t it time to elect a president and form a government to find solutions?
Aoudi concluded: “The talk about the situation of our country, as well as about the prophets and saints, and about the Mother of God in particular, is lengthy, but the speech remains emotional if it is not accompanied by action, that is, if we do not learn how to contain God within us, and transfer it to the whole world, for the salvation of all. Therefore, It is good to learn about the Holy Mother of God, and all the saints, but the greatest thing is to imitate them and follow in their footsteps, they are the human beings who were deified, and we do not excuse the causes of sins, saying that we are weak human beings who cannot reach. They proved to us with their lives that we can, so we have to start Our spiritual strife immediately, and without inaction, so that we do not become vain slaves who lose everything we have because of our sins. Let us say with the prophet Samuel: “Speak, O Lord, for we hear,” and with the Mother of God: “We are servants of the Lord, so let it be done to us according to His saying,” so that we may reach salvation. And eternal life, amen.