الكولونيل شربل بركات يرثي صديقه الياس الحصروني (الحنتوش): أعمالك كانت صلا وراح ترافقك وين ما رحت… الله يقبل روحك قربان عن لبنان ويخلصوا من الآلم المتملك فيه

361

الكولونيل شربل بركات يرثي صديقه الياس الحصروني (الحنتوش): أعمالك كانت صلا وراح ترافقك وين ما رحت… الله يقبل روحك قربان عن لبنان ويخلصوا من الآلم المتملك فيه.
05 آب/2023

وين رايح يا حنتوش وعلى مين تارك هالغلة؟..
عا قولة ربنا “الحصاد كثير والفعلة قليلون” وانت من أهم الفعلة…
مين فكرك قادر يحمل الحمل هاللي حملتو؟..
مين قادر يعبي المطرح هاللي عملتو؟..
ما بحقلك تترك هيك وتروح… عودتنا انو في جبل نستند عليه بكل الأوضاع.. بيحمي بالمصاعب.. وبيتفهم الظروف الدقيقة.. وبياخذ المبادرة وقت اللازم…
ما فيك تترك هيك.. مش بهالسهولة..
انت منك متل كل الناس.. لأنك آمنت بهالبلد.. وفهمت مشاكلو.. وجربت كتير من الحلول.. ويوم الكل بيتردد انت دايما صاحب القرار…
حنتوش… هالاسم هاللي زينتوا بالجهد صار يعني كتير… هاللقب هاللي أخدتو بالحرب صار موازي للبطولة، والاصرار، وبعد النظر، والشجاعة، والاقدام.. لما بينذكر بتكبر المعنويات وبيرجع التوازن..
بالحرب كنت مقدام، وبالسلم كنت صارم، وصادق بعلاقاتك مع الكل.. ما يوم خفنا على البلد وانت موجود، حتى ايام التهجير والقصف، بقيت ونظمت الصمود، وحافظت على بيوت الناس وحياتن، والتزمت حتى بأكلن وشربن…
وأم النور هالحلم يلي نبت بليلة صمت وصلا صار معك حقيقة.. من أول شقفة أرض ركضت تجمعها تتكون الأساس.. لأول جرفة للصخور.. والتمثال الزغير.. وبعدين كل الحفر، والصب، والحديد، والطوبار.. ما فاتك ولا لحظة.. وما تركت أي تفصيل يمرق بدون ما تشارك فيه…
مين بدو يتسلق التلاتمية وتلاتة وتلاتين درجة تيوصل لراس البرج عالستين متر؟.. ومين بدو يركب بالسلة ويطلع يشرف على هاللي عم ينعمل؟..
آخر مرة حكينا خبرتني عن كتير تفاصيل بالمشروع، والزيارات هاللي عم تصير، وارتحت لحماسك ومتابعتك الدقيقة لكل شي، وحسيت ان بركة الله بعدها مرافقيتنا…
واليوم والتمثال عم ياخد شكلو قولك كيف راح يركب فوق البرج بدون ما تشارك انت؟.. ومعقول ام النور توقف فوق وتضوي بلاد البشارة وانت مش هون؟.. والا في شي ما منعرفو وهيي العدرا بدا اياك تشوف الأشيا من فوق وتساعد معا تيكمل المشروع لأنك بتعرف كل شي عنو وما بتنام بدون ما تخلص المهمة؟..
بالسياسة ما خليت أي من عناوين لبنان الدولة يفوتك وأخدت دورك بكل فخر على صعيد الوطن والمنطقة.. وبالتنطيم ما حدا بعلّم عليك.. وبالمعنويات انت النبع…
صديقي العزيز ورفيق الدرب بالأيام الصعبة والايام الحلوة، بالدفاع وبالبناء، ما مرة تلكأت ولا مرة أحجمت، دايما حاضر، ومتفهم، ومساند، لا بل مسبّق… كتير راح نفقدلك وبلشنا من هلق نحس بالفراغ…
ربنا يكون معك بمهمتك الجديدة، ولو ما محتاجك ما أخدك من هون بهالسرعة… منعرف مطرحك غالي ومتل ما هوي هون أكيد كمان فوق.. خلاص لبنان دايما بعجايب، ويمكن رحيلك وحدة من العجايب هاللي راح تساهم بالخلاص…
الله معك والعدرا ترافقك، بزمن التحضير لعيد انتقالها، وهوي عيدنا الكبير، عم نحتفل بانتقالك انت كمان لحضن العدرا الحبيتا.. ومن فوق ساعدنا تنصمد ونكمل المشوار.. وتتزين عين إبل وبلاد البشارة، مدخل لبنان من الأرض المقدسة، بام النور رمز المحبة والعطف، وهاللي كل ولاد المنطقة بيحترموها…
التعازي للعيلة؛ ايفيت والاولاد وعيالن، للأم هاللي كانت دايما تشجعك عا عمل الخير واليوم راح تنجرح بنفس السيف هاللي جرح امنا العدرا، للخي وعيلتو والخيات وعيالن، للاصدقاء والزملا والمحبين، وللعيلة الكبيرة عائلة الحصروني، للقوات اللبنانية هاللي كنت دايما علم فيها، لكل ولاد عين إبل بالوطن وبلاد الانتشار… أعمالك كانت صلا وراح ترافقك وين ما رحت… الله يقبل روحك قربان عن لبنان ويخلصوا من الآلم المتملك فيه…
الله يرحمو…