المحامي الدكتور عبد الحميد الأحدب: الفدرالية ليست الحل.. ولاء كل الطوائف للبنان هو الحل.. الولاء الولاء ولا حل غيره

83

الفدرالية ليست الحل.. ولاء كل الطوائف للبنان هو الحل.. الولاء الولاء ولا حل غيره
المحامي الدكتور عبد الحميد الأحدب/06 تموز/2023

لبنان واقع تحت الاحتلال الإيراني بواسطة مليشيا دينية مسلحة ولاؤها إيراني ولا يربطها بلبنان سوى محل الإقامة الرئيسي، وانتماء أبناء الطائفة الشيعية في لبنان بأكثرية راجحة إلى حزب الله. وأدى هذا الاحتلال وما سبقه من ولاءات فلسطينية وسورية الى تحطيم مؤسسات الدولة والى انهيار لبنان اجتماعياً وصحياً ومدرسياً وقضائياً و.. و… وهجرة خطيرة من لبنان الى خارجه! وهو وضع العراق مع الحشد الشعبي وسوريا بالحرب التي خاضها حزب الله لإنقاذ سوريا من الثورة التي اندلعت فيها وحطمتها وقتلت ربع سكانها! فضلاً عن تحطيم كل مؤسساتها الحكومية!

الإحتلال الإيراني للبنان هو بفعل ولاء الطائفة الشيعية بأكثريتها الكبرى لإيران. وكان لبنان قد شهد قبل الولاء لإيران حروباً أهلية متعددة خلال ثلاثين عاماً بدءًا بالولاء الإسلامي للفلسطينيين الذي تكرّس “باتفاق القاهرة” ثم بالولاء الإسلامي لسوريا الذي جعل لبنان محتلاً من الجيش السوري ومحكوماً من أجهزة المخابرات السورية، ولما اغتيل رفيق الحريري من حزب الله كما حكمت المحكمة الدولية، إذ ذاك إلتقى المسلمون والمسيحيون معاً بطلب جلاء الجيش السوري. وكانت الإستجابة السريعة. ولم يكد الجيش السوري يخرج من الباب حتى دخلت إيران من شباك ميليشياتها مسلحة ودينية، وولاء الطائفة الشيعية لإيران بأكثريتها، فإذا كان أكثر من نصف لبنان كفر بنظامه السياسي وصار يبحث عن تغيير النظام من المركزي الى الفدرالي فلأن ولاء الإسلام السياسي للبنان كان معدوماً مع الفلسطينيين ثم مع السوريين والآن مع الإيرانيين! فهل الفدرالية هي الدواء لهذا الداء؟

هل كان لبنان ينجو من حربه الأهلية الفلسطينية لو كان النظام فدرالياً؟ ومع سوريا، والآن مع إيران؟
هل الفدرالية هي العلاج لنظام مركزي، ولاء نصف الشعب يتمايل من الولاء الفلسطيني الى الولاء السوري الى الولاء الإيراني؟
الفدرالية مطروحة بكل جدية على أنّها علاج للانهيار الحاصل؟ ففي برنامج مرسال غانم “صار الوقت” الذي يسمعه نصف اللبنانيين استمر الحوار بين أنصار الفدرالية وخصومها أكثر من ثلاث ساعات! وتبيّن ان مجموعات اجتماعية ووطنية وضعت خريطة مدروسة ملونة للفدرالية، كما وضعت دراسة مفصّلة عن المفاهيم القانونية للفدرالية! وانقسم المشاركون في ندوة “صار الوقت” الى من هو مع الفدرالية والى من هو ضد الفدرالية!

إذا عدنا لتاريخ لبنان نجد ان الفدرالية لم تكن حلاً لمشكلة تعدد المكونات والهويات في لبنان، بل كانت سبباً لاندلاع حرب دموية في نظام القائم مقاميتين! فمن جرّب المجرب كان عقله مخرب! وايضاً هل الفدرالية هي حل؟ أم هي نظام حرب أهلية جديدة أشرس من الحروب الأهلية التي سبقتها!
لو كانت “النبطية” دولة فدرالية هل كان ذلك يحول دون ولائها لحزب الله وولاء حزب الله لإيران؟

المشكلة هي في ضعف أو إنعدام الولاء الوطني للبنان! هذه هي المشكلة!

لو كان لدى الاسلام السياسي ولاء للبنان هل كانت الحرب الفلسطينية تقع؟ كان ولاء الاسلام المعدوم وهو الذي ولّد “اتفاق القاهرة” الذي ولّد حرباً اهلية! جعلت المخابرات السورية والجيش السوري الذي هو علوي يستحكمون بالعباد في لبنان الى هذا الحد من الذل؟

ولكن لما ذاق “الاسلام السياسي” طعم الولاء لسوريا ووجده مراً الى هذا الحد، غيّر كثيراً من اتجاه ولائه لا سيما بعد اغتيال رفيق الحريري، أصبح ولاء السنّة في لبنان “لبنان أولاً”، ولكنه ما زال ضعيفاً لأنه عند انهيار لبنان على يد حزب الله وميشال عون وفي الانتخابات التي شهدت ولاءاً شيعياً كاملاً متكاملاً لحزب الله الايراني حتى فاز اكثرية النواب الشيعة بمقاعدهم بالتزكية وولائهم لحزب الله الايراني!

وبقي السنّة في تفكك الولاء وضعفه ولم يمدّوا يد الولاء للمسيحيين وان كان المسيحيون أنفسهم بقي ربعهم العوني معدوم الولاء لتحالفه مع حزب الله.
والمسيحيون هو حراس الولاء لأنه ليس لهم غير لبنان!

الفدرالية ليست دواء لقلة او انعدام الولاء، ليست علاجاً للحروب الاهلية، بل الولاء للبنان هو الحل. سبب الحروب الأهلية هو انعدام الولاء! وكلما دخلت امة لعنت اختها!

فالولاء السنّي كان معدوماً ورفع شعار لبنان اولاً ولكنه عند تجربة انهيار لبنان بسبب ولاء الطائفة الشيعية لإيران، فإنّ الولاء السنّي كان ضعيفاً ولم يتصدّ لحزب الله وحتى الولاء المسيحي كان منقسماً بين ميشال عون والقوات اللبنانية وباقي المسيحيين، إذا عُرف الداء سهل الدواء…

ليست الفدرالية هي الحل بل هي كب النار على الجرح وتفضي الى مزيد من انعدام الولاء! الحل بالولاء للبنان “السنّة” في اول الطريق وما زال أمامهم طريق طويل، والشيعة إنعدم الولاء عندهم بغياب موسى الصدر وصارت إيران هي القبلة!!

والحوار ليس حلاً، فالحوار مع ولاية الفقيه حوار مع الآلهة.. فهل يحاور حزب الله الآلهة مع ولاية الفقيه. والحوار جربناه في عهد الرئيس ميشال سليمان وانتهى الى وثيقة وقّعها حزب الله مع الآخرين ثم حاد عنها وقال للمحاورين “بللو وشربوا ميته”. فهل الثنائي الشيعي جماعة حوار؟ وحوارنا حملات كراهية وحروب بالكلمات وليس هناك ضمان لأي صاحب رأي يبديه بكل موضوعية- أن يجد رأيه في النهاية ذخيرة لمدافع في حملات الكراهية وحروب الكلمات. الحوار جريناه وشربنا ماءه.. والحوار مع ولاية الفقيه حوار مع الآلهة وليس قابلاً لتبادل الأفكار، فالآلهة نصت على عقيدتها وانتهى الأمر.

الولاء… الولاء للبنان من كل مكوناته وطوائفه هو الحل ولا حل سواه…
فلما شعرنا بمخاطر الحرب الأهلية او بالإنهيار فالسبب في انعدام أو قلّة الولاء… الولاء هو الحل ولا حل سواه.
المؤمنون بالفدرالية يحلمون بالمبادئ وينسون أنّ الحقائق أهم منها في السياسة، وكذلك الحوار جربناه وشربنا ماءه.