الياس بجاني/نص وفيديو: قليلون الذين يقدسون قضية إنساننا اللبناني ويحملون بصدق وعن قناعة راياتها

127

قليلون الذين يقدسون قضية إنساننا اللبناني ويحملون بصدق وعن قناعة راياتها
الياس بجاني/22 شباط/2023

قليلون الذين يقدسون قضية إنساننا اللبناني ويحملون بصدق وعن قناعة راياتها حقوقاً وهوية وكياناً وتاريخياً ومصيراً وكرامات.
على قلتهم العددية ومحدودية إمكانياتهم المالية والشعبية هم فعلاً رسل بشارة، وخميرة مباركة، وشعاع ساطع يفعلون فعلهم الإيماني بتقوى وثبات.
يتحسسون أوجاع ناسهم ويشاركونهم همومهم والصعاب.
يأخذون بيد المتعثرين والمغرر بهم في مسالك النضال، من أجل ثوابت كيان وطن الأرز وهويته والأخلاق.
يقاومون بالتقوى والمثل الصالح أفعال أنسال الأبالسة من عشارين وانتهازيين وطرواديين.
يقوون إيمان المترددين وضعفاء النفوس، ولا ييأسون أو يتراجعون مهما كانت الأثمان.
يعرون بشجاعة أطماع وألاعيب تجار الأرزاق والأعناق.
لا يترددون في شهر سيف الحق وإعلاء شأنه في وجه لصوص القيم والمبادئ وتجار المقاومة والوطنية.
هم قوم أحرار الفكر والعزيمة، ضميرهم حي، ولا يباعون ولا يشترون.
يجاهرون بالحقيقة ويشهدون لها بجرأة وثقة بالنفس، مهما قسَّت الظروف وازداد عدد المشككين والمفترين، وذلك دون الالتفات إلى كل ما هو ضغوط ومنافع ومصالح ذاتية.
لا يرتضون حياة الأغنام التي تساق إلى المسالخ، ولا يقبلون أدوار الأتباع والحواشي.
لا يماشون أحد “على العمياني”، ولا يُسيَّرون بالريموت كونترول.
هم ينتقون فقط خياراتهم ونوعيتها وطرق بلوغ مآربها.
أساس خياراتهم قناعات راسخة، ووعي متأني، وعمق فكري وشفافية في التعاطي مع الغير.
لا يرهبهم تهديد، ولا يخيفهم وعيد، ولا تلّين مواقفهم إغراءات ومراكز.
تُنفرهم وتستفزهم أساليب الفرض والقهر والتجني من أي جهة أتت، وتقززهم آفات “نفخة الصدر” الفارغة والغباء، كما التطاول على الأشراف و”الأوادم”.
يغلِّبون المصلحة الوطنية على ما عداها، وباستمرار يفاخرون بهويتهم وتاريخهم والتراث.
الإنسان بمفهومهم هو وقفة عز وكبرياء.
مقتنون افعالاً وأقوالاً بأن من لا موقف له يفقد إنسانيته والكرامة، ومعها نعمتي الحرية والبصيرة.
في عرفهم يبقى الإنسان مقعداً وعاجزاً وإرادته مسلوبة إن لم يمتلك الشجاعة والحوافز التي تؤهله لاتخاذ المواقف طبقاً لمعطيات وقناعات الحق ومعايير القانون والعدل.
يرون في ممارسات المتلونين والحربائيين وصمة عار على مجتمعاتنا والوطن، ووباءً قاتلاً يتوجب استئصاله.
يحتقرون المتخلي عن حريته والراضي بالذل والهوان، يشفقون على حال مدمني الركوع والخنوع طوعاً.
ربي قوي إيمان الأحرار ورافعي راية الحق من أهلنا وقياداتنا والمراجع، فهؤلاء رسل سلام ومحبة حاملين صليب وقضية وطني الأم، لبنان.
إنهم يشهدون للحق كما علمنا كتابنا المقدس، “من يشهد للحق الحق يحرره”.
نختم بقول المقدسة: “لأنك لست ساخناً ولا بارداً، بل فاتراً سوف أبصقك من فمي”.
ومن له أذنان للسمع فليسمع

*عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت
http://www.eliasbejjaninew.com