شارل الياس شرتوني/الفاشية الشيعية وسياسة الاستحالات المدمرة

116

الفاشية الشيعية وسياسة الاستحالات المدمرة
شارل الياس شرتوني/17 أيلول/2020

*ان تصريحات وزير الخارجية مايكل پومپيو وسياسات وضع اليد التي دفعت بها وزارة الخزانة الاميركية، مترافقة بالتفاعلات على الحدود الجنوبية، هي عناوين المرحلة المقبلة.

*ترتبط ديمومة الفاشيات الشيعية بمبدأ “تناسل الازمات” وتدمير الكيان اللبناني، كما تفصح عنه المقولات الشعبية الشائعة في الاوساط الشيعية، وكل ما عدا ذلك كلام خارج الموضوع .

*لن يكون بعد اليوم حكم في لبنان في ظل سياسات نفوذ الفاشية الشيعية، واي تسوية معها تندرج ضمن باب التضليل وكسب الوقت والتأهب للمرحلة الانقلابية القادمة.

******
لم يعد هنالك من مجال للتندر حول تعثر التأليف الوزاري واعتماد منطق الالتفاف على الواقع والتنكر له، والسبب في ذلك اننا امام سياسة سيطرة شيعية تنعقد على خط التقاطع مع الديناميكية النزاعية الاقليمية التي اطلقها النظام الاسلامي في ايران، التي يلعب فيها حزب الله دور المفاعل الانقلابي الاساس في النطاق العربي والشرق ادنوي.

من مفارقات الامور ان معلوماتي عن هذه السياسة الانقلابية لا تنبع فقط من متابعتي الحثيثية للشؤون الايرانية منذ بدايات الثورة الاسلامية في العام ١٩٧٩ وتتبعي لمندرجاتها، بل من حادثة طريفة جرت معي يوم كنت طالبا في جامعة باريس، مفادها لقاء الصدفة مع احد الناشطين السابقين في حزب الدعوة الاسلامي، وهو معمم شيعي، افصح لي عن غير معرفة بخياراتي السياسية وبهويتي عن مشروع انقلابي يعد له من اجل الانتهاء من ” الوجود الماروني” في لبنان، والتمهيد لدولة اسلامية بقيادة حزب الله.

اذن نحن امام اربعة عقود من التحضير الدؤوب لهذا العمل الانقلابي الذي وصل الى خواتيمه، وبالتالي علينا ان نقلع عن سياسة التضليل الارادي حول امكانية تسوية ديموقراطية تخرج البلاد من واقع انسداد الافق والمطبات القاتلة من استراتيجية ومالية واقتصادية واجتماعية، الفاشية الشيعية تتعمد سياسة الانهيارات الارادية وتتأهب لاستثمارها على غير نحو.

ان الافشال المتعمد للمبادرة الانقاذية الفرنسية التي بنيت على قاعدة التسوية مع حزب الله كمقدمة لتسوية اكبر مع ايران، قد اصطدمت مرة اخرى بسياسة رفض التطبيع التي يعتمدها النظام الايراني دوليا لانه يرى فيها مقدمة لمسار ليبرالي في الداخل يقضي على حيثياته السياسية والايديولوجية، وهو ما يفسر سياسة الاحتجاز القسري للباحثتين الايرانيتين (فاريبا ادلخا ماريشال ونازنين زاغرى راتكليف) والاعدامات السياسية التي تطال كل المعارضين، وعلى رأسهم لاعب كرة القدم ناڤيد افكاري الذي عذب واعدم في ١٢ ايلول الجاري.

ان الاصطدام المزدوج ببمانعتي الداخل والخارج سوف يؤولان الى امرين، الابقاء على الفراغ الحكومي واستعمال حكومة تصريف الاعمال المستخدمة من قبل حزب الله، او تشكيل حكومة صورية اخرى، تفرغ من مضمونها غداة تشكيلها، لحساب سياسة النفوذ الشيعية. لن يكون بعد اليوم حكم في لبنان في ظل سياسات نفوذ الفاشية الشيعية، واي تسوية معها تندرج ضمن باب التضليل وكسب الوقت والتأهب للمرحلة الانقلابية القادمة.

تتحرك استراتيجية النفوذ الشيعية على خطين، خط صيانة سياساتها الريعية وموارد النهب المديد داخل المبنى الدولاتي المتهالك، وحماية خطوط الجريمة المنظمة التي تديرها على نقاط تقاطع الاغتراب الشيعي
(افريقيا، اميركا الجنوبية، ايران واجرامها الاقليمية والدولية)، وخط تصليب سياسات الممانعة الايرانية، من خلال استهداف السلم الاهلي في الداخل اللبناني، وتفعيل ديناميكيات الفوضى الاقليمية على تعدد محاورها.

لقد انطلقت مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من ارادة انقاذ السفينة اللبنانية المتهاوية، على قاعدة التمييز بين الطبيعة الارهابية لحزب الله ودوره في الحياة المؤسسية اللبنانية، لكن يبدو ان الواقعية السياسية واعطاء فرص للتسوية الداخلية استدراكا للانهيار الداخلي ليسا جزءا من سياسة الفاشية الشيعية القائمة، وانقاذ الاوضاع اللبنانية المتهاوية ليس في دائرة اهتماماتها، الامر الذي يحيلنا الى ضرورة تفعيل سياسة العقوبات على تنوع محاورها وموضوعاتها، وعلى رأسها مركزية اطلاق آلية ماغنتسكي واصدار مقرر مماثل لمقرر قيصر، لمصادرة اموال وتوظيفات الاوليغارشيات الناهبة التي تتصدرها سياسات نفوذ الفاشية الشيعية (حزب الله، بري، الحريري، الميقاتي، جنبلاط ،الصفدي ومواليهم في الاوساط المذهبية الاسلامية والمسيحية …).

ان تصريحات وزير الخارجية مايكل پومپيو وسياسات وضع اليد التي دفعت بها وزارة الخزانة الاميركية، مترافقة بالتفاعلات على الحدود الجنوبية، هي عناوين المرحلة المقبلة.

ترتبط ديمومة الفاشيات الشيعية بمبدأ ” تناسل الازمات” وتدمير الكيان اللبناني، كما تفصح عنها المقولات الشعبية الشائعة في الاوساط الشيعية، وكل ما عدا ذلك كلام خارج عن الموضوع.