شارل الياس شرتوني/الفاشية الشيعية، برمجة الحروب الاهلية القادمة والانفجار الثاني للشرق الاوسط

141

الفاشية الشيعية، برمجة الحروب الاهلية القادمة والانفجار الثاني للشرق الاوسط
شارل الياس شرتوني/28 آب/2020

لقد دخلنا في حقبة تدمير الدولة الوطنية لحساب السياسات الامپريالية الاسلامية المتصادمة، وهذا ما يستدعي وعيا اوروپيا لطبيعة هذه التحولات المنعقدة حول الحروب الاهلية الاسلامية وتردداتها على مستوى المنطقة وتأثيراتها على الامن الاوروپي.

ان القواعد التي انتظم عليها الاجتماع السياسي اللبناني قد انقضت الى غير رجعة، وجمهورية الطائف الصورية، التي لم تكن فعليا الا غطاء باهتا لتعايش سياسات النفوذ الاقليمية، تشهد نهايتها على يد اقطابها لحساب سياسة هيمنة شيعية مبرحة يسعى حزب الله الى حسمها، لجهة نسف ما تبقى من الكيان الدستوري للدولة اللبنانية، وشرعية الكيان الوطني اللبناني وماهيته عبر تدمير النسيج المدني المسيحي (انفجار المرفأ)، والتخلص التدريجي من اقطاب التحالفات الانتهازية التي اعتمدها في عمليته الانقلابية، بدءا بحليفه الشيعي (احداث البقاع )، وغريمه السني (احداث خلده)، وانتهاء بحليفه في الوسط المسيحي الذي حوله خرقة لمسح اثار تدمير الحيثية الانسانية والسياسية والوطنية للكيان اللبناني.

*****
ان الجموح السلطوي لحزب الله قد دخل مرحلة على درجة عالية من الخطورة تتقاطع مع واقع التفتت السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمذهبي، الذي يستحث ديناميكيات نزاعية مفتوحة سوف تحول البلاد في المدى القريب الى ارض محروقة تتآكلها الصراعات الدموية على تنوع اشكالياتها.

ان العمى الايديولوجي والشعور الواهم بفائض القوة، كما يسميها، المترادف مع تفخيخ الاراضي اللبنانية عبر مخازن الاسلحة، سوف يشكلان المدخل الاسرع لصراعات متنوعة المصدر، وتمدد الفراغات الاستراتيجية الاقليمية وتداعياتها على السلم الاقليمي والدولي، وتفعيل الفاشيات السنية، والدفع بديناميكية الانهيارات الجيوبوليتيكية على غير منحى.

لم نعد امام مشهد نزاعي داخلي بل امام ديناميكية نزاعية تشكل الارض اللبنانية احدى محطاتها.

ان ما يجري اليوم في لبنان هو اعادة لما شهدناه في السبعينات مع التحالف الانقلابي الفاشي بين اليسار ومنظمة التحرير الفلسطينية، مع فارق اساسي، حرب الامس انعقدت حول خطوط تماس الحرب الباردة الدولية والعربية الجامدة، في حين ان الحروب المزمعة تندرج على خطوط تقاطع نظام اقليمي متفجر وحروب باردة ناشئة.

ان غرور فائض القوة لدى هذا التنظيم الفاشي قد قضى على فكرة الدولة اللبنانية قبل القضاء على وجودها الفعلي، على غرار ما جرى في السبعينات، مع فارق اساسي يعود الى تبدل اقطاب المشهد النزاعي، الذي انتقل من الاوتوقراطيات العربية المتنازعة، الى الحروب الاهلية الاسلامية على تنوع قاطراتها الدولتية والجهادية الارهابية، التي تتجاوز الجغرافيا السياسية الدولتية باتجاه صدام الامپرياليات الاسلامية، كما تظهرها التموضعات الاستراتيجية الايرانية والتركية على خطوط المنازعات القائمة والقادمة.

المتغير الدولتي تابع ولا قوام له، ويصار الى التعاطي معه انطلاقا من اعتبارات جيو-استراتيجية ناظمة لدوره ضمن سياسات القضم المتأهبة واملاءاتها المرحلية.

لقد سقط المتغير الدولتي اللبناني ودخلنا في ديناميكية انهيارات مفتوحة سوف تفضي الى موازين قوى اقليمية جديدة، وما تستدعيه من صراعات مفتوحة على غير نحو.

ان القواعد التي انتظم عليها الاجتماع السياسي اللبناني قد انقضت الى غير رجعة، وجمهورية الطائف الصورية، التي لم تكن فعليا الا غطاء باهتا لتعايش سياسات النفوذ الاقليمية، تشهد نهايتها على يد اقطابها لحساب سياسة هيمنة شيعية مبرحة يسعى حزب الله الى حسمها، لجهة نسف ما تبقى من الكيان الدستوري للدولة اللبنانية، وشرعية الكيان الوطني اللبناني وماهيته عبر تدمير النسيج المدني المسيحي (انفجار المرفأ)، والتخلص التدريجي من اقطاب التحالفات الانتهازية التي اعتمدها في عمليته الانقلابية، بدءا بحليفه الشيعي (احداث البقاع )، وغريمه السني (احداث خلده)، وانتهاء بحليفه في الوسط المسيحي الذي حوله خرقة لمسح اثار تدمير الحيثية الانسانية والسياسية والوطنية للكيان اللبناني.

لقد دخلنا في حقبة تدمير الدولة الوطنية لحساب السياسات الامپريالية الاسلامية المتصادمة، وهذا ما يستدعي وعيا اوروپيا لطبيعة هذه التحولات المنعقدة حول الحروب الاهلية الاسلامية وتردداتها على مستوى المنطقة وتأثيراتها على الامن الاوروپي.

لا تفهم مبادرة الرئيس الفرنسي الا من خلال هذه الرؤية الاستراتيجية الواسعة، في محاولة قصوى لوقف ديناميكية مفتوحة على كل التداعيات.