عمـاد مـوسـى/إنجاز آخر لجبران باسيل

329

إنجاز آخر لجبران باسيل
عمـاد مـوسـى/لبنان الآن

12 تشرين الثاني/14

طلبت القنصلية اللبنانية العامة في سيدني، تدخل قوات الأمن الأسترالية لمؤازرة موظفيها في تنظيم دخول حشود اللبنانيين التي فاقت التوقعات وعرقلت حركة المرور. في ملبورن كان الوضع تحت السيطرة على الرغم من الإقبال الكثيف للمقترعين منذ ساعات الصباح الأولى. وكل ذلك ما هو إلاّ ثمرة الجهود الجبارة التي قام بها وزراء الخارجية المتعاقبون بعد إقرار مجلس النواب العام قانوناً في العام 2008 أعطى المغتربين حق الاقتراع في أماكن إقاماتهم، لكن من دون وضع آليّة واضحة تمكّن من تطبيق هذا المشروع وتسير به قدماً حيثُ تُرك لوزارة الخارجيّة والمغتربين وضع آلية لتنفيذه. لم يتمكن فوزي صلّوخ وفريق عمله من وضع الآلية، لأنه كان يحاول تركيب منظومة دولية بأهمية منظمة دول عدم الانحياز لشق الاصطفاف بين معسكر روسيا ـ الصين وبين المعسكر الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة. صبّ فوزي جهوداً حقيقية في هذا الإطار. وكذلك صبّ مفاتيح “سبير” لقصر بسترس.أحياناً كان يأتي إلى الأشرفية بعد منتصف الليل لمتابعة الملفات الإقليمية والدولية. جرت الانتخابات النيابية العام 2009 من دون جميلة المغتربين اللبنانيين الذين حظي البعض منهم ببطاقات سفر على حساب بعض متمولي اللوائح. شارتر بتروني. شارتر طرابلسي. شارتر متني. شارتر على البقاع الغربي. زحمة طائرات. وجايين يا أهل الجبل جايين. يومان وراجعون. في حكومة الرئيس سعد الحريري تسلم مقاليد الخارجية الوزير علي حسين الشامي وهو لا يقل ألمعية عن شارل مالك وفيليب تقلا وفؤاد بطرس. فعَل علي الكثير لتحقيق الحلم. في العام 2010 أعد تقريراً مفصلاً لن نعود إلى تفاصيله المملة وخلاصته: لن يصوّت المقيمون خارج لبنان في انتخابات الـ 2013. حسمها قبل ثلاثة أعوام.

بعد الشامي جاء عدنان منصور. من الطينة القيادية نفسها مع خبرة ديبلوماسية طويلة. رجلٌ استثنائي في زمن الثورات وسطوع الممانعة. أعد منصور تقريراً يتعلق بانتخابات المغتربين زبدته: مصاري ما في. حماسة ما في. لوجستية ما في. كان وجهه خيراً. تم التمديد الأول.

وكم استبشر اللبنانيون، على اختلاف مللهم، بتعيين الوزير الديناميكي جبران باسيل على رأس الخارجية. للتاريخ فوزي كان ديناميكياً بس مش قد جبران. حظّه أن علي بزي ظلّ فوق راسه. لم يدعه يفجّر طاقاته الإبداعية. في المختصر تمكن جبران باسيل في تسعة أشهر من حشد أوسع تأييد للانتخابات النيابية في الخارج، فسجل عشرات الآلاف اسماءهم في السفارات. رُصدت الأموال. تأمنت اللوجستية. اُعد كل شيء لتكون الانتخابات على قدر أهل العزم. بالفعل فإنها فاقت طموحات باسيل الذي لم يتأثر بالتمديد غير الشرعي فمضى قدماً في الانتخابات وفق الروزنامة المحددة، في السابع من نوفمبر فتحت مراكز الكويت تقدم ناخبان: الأول أدلى بصوته في الصندوق المخصص لقضاء حاصبيا ـ مرجعيون (ذكور). والثاني لم يجد صندوقاً لقضاء كسروان ـ الفتوح. في سيدني كان الوضع أفضل بكثير. ثلاثة مقترعين. في ملبورن ما تجي اليوم ولا تجي بكرا. وعلمنا أن دوائر الخارجية اللبنانية منهمكة اليوم في فرز الأصوات وهي على تواصل مع الوزير المقاوِم لإطلاعه على نتائج الفرز أولاً بأول كما ترد إليها من لجان القيد.