الدكتورة رندا ماروني: حكومة العهد الأولى

367

حكومة العهد الأولى
الدكتورة رندا ماروني/04 شباط/19

هلل اللبنانيون بمناسبة ولادة حكومة العهد الأولى بعد مخاض عسير دام تسعة أشهر وقد يكون هذا التهليل مبررا لوهلة، بسبب المخاطر الاقتصادية المحدقة التي شهدناها والتي أرعبت اللبنانيين من خطر السقوط في المجهول خاصة بعد تراجع التصنيف الإئتماني للعملة اللبنانية وارتباط سيولة سيدر بعملية تشكيل الحكومة، لا شك بأن مجرد إعلان تشكيل حكومة جديدة قد أعطى دفعا إقتصاديا جديدا أزال معه ولو مرحليا هواجس السقوط القريب إلا أننا أمام مشهد معقد بين ما ينتظره المجتمع الدولي من لبنان ومن حكومة العهد هذه، خاصة لناحية تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بمسألة السلاح غير الشرعي، وبين البيان الوزاري المبهم الوجهة والمزدوج الاتجاه، بين إقرار النأي بالنفس من ناحية وبين إعطاء المبررات لإبقاء السلاح المتفلت من ناحية أخرى وإبقاء المساكنة بين الشرعي وغير الشرعي على حالها بحجة الدفاع عن لبنان بوجه الاطماع الإسرائيلية عدا عن تسرب بعض المعلومات التي تشير إلى إمكانية زيارة بعض المسؤولين إلى سوريا ما يشكل في حال الحصول خروجا عمليا للحكومة برمتها عن شعار النأي بالنفس تضعها في خانة الاصطفافات والتموضع الرسمي المنخرط في محاور وفي حروب المنطقة ما يؤدي لضرب موقع لبنان على خارطة العالم العربي كما الدولي، فحكومة العهد الأولى كما سابقاتها تناور نصيا وتضفي إبهاما على البيان الوزاري مما يجعل التوقعات الدولية لناحية تطبيق القرارت بعيدة التحقيق، إنما إضافة إلى التباين بين البيان والتوقعات ما يميز هذه الحكومة هو التباين بين ما يبغيه حزب الله من هذه الحكومة وبين العين المراقبة الأميركية خاصة لناحية إمكانية إستعمال الوزارات التي حصل عليها حزب الله واعتمادها كمصادر تمويل أساسية خاصة بعد الأزمات الكبيرة التي يتعرض لها النظام في طهران.

لقد رحب المجتمع الدولي بتأليف الحكومة في لبنان إلا أنه ذكر كما دائما بوجوب تطبيق القرارات الدولية، فلقد رحب الأمين العام للأمم المتحده أنطونيو غوتيرس بإعلان تشكيل الحكومة في لبنان واعرب في بيان صحفي صادر عن المتحدث باسمه عن تطلعاته للعمل عن كثب مع الحكومة الجديدة لمواصلة معالجة التحديات السياسية والأمنية والإقتصادية والإنسانية العاجلة بما في ذلك فيما يتعلق بالمؤتمر الدولي لدعم لبنان الذي عقد العام الماضي وجدد الأمين العام للأمم المتحده التأكيد على إلتزام الأمم المتحدة بدعم تعزيز لبنان لسيادته واستقراره واستقلاله السياسي بما يتوافق مع إتفاق الطائف وإعلان بعبدا والتطبيق الفعال لقراري مجلس الأمن ١٧٠١ و ١٥٥٩ والقرارات الأخرى ذات الصلة والتي ما زالت أساسية لاستقرار لبنان والمنطقة، وفي نفس الإطار أكد الرئيس إيمانويل ماكرون بمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة تمسكه بالسيادة اللبنانية واستقرار لبنان وأمنه وشدد على أهمية سياسة النأي بالنفس، كما رحب روبرت بلادينو نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية بتشكيل الحكومة الجديدة وأعرب عن تطلع وزير الخارجية الأميركية إلى زيارة لبنان إلا أنهم يشعرون بالقلق لكون حزب الله الذي تصنيع الولايات المتحدة منظمة إرهابية سوف يستمر في تولي المناصب الوزارية، حيث دعا الحكومة الجديدة إلى ضمان عدم توفر موارد للوزارات التي يتولاها حزب الله كما أمل أن يعمل جميع الأطراف في الحكومة على الحفاظ على التزامات لبنان الدولية وسياسة النأي بالنفس عن النزاعات الإقليمية بما في ذلك تلك الواردة في قرارات مجلس الأمن رقم ١٥٥٩ و١٧٠١ ورحب في هذا السياق بالبيانات الأخيرة للقادة اللبنانيين الذين اكدوا الإلتزام بقرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١.

ولقد شدد مساعد وزير الخارجيه الأميركي لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينجسلي على أن واشنطن سوف تستمر في مساعيها لمنع حزب الله من استغلال النظام المصرفي اللبناني لتمويل اعماله الإرهابية محذرا أن أي عقوبات ستفرض على المصارف اللبنانية سيكون حزب الله قد تسبب بها، وكشف بيلينجسلي أن إجراءات حاسمة سوف تتخذها الولايات المتحدة من أجل تجفيف منابع دعم الحزب عبر النظام المصرفي وخارجه، واكد ان الدعم المالي الذي كان يصل إلى الحزب بقيمة ٧٠٠ مليون دولار سنويا بدأ يتضاءل لأن إيران لم تعد تمتلك القدرة الكافية للتمويل وبالتالي فإن الحزب سوف يلجأ إلى محاولة إستثمار المؤسسات اللبنانية كما التجارة بالمخدرات ورفض خرافة وجود جناح عسكري وآخر سياسي مؤكدا أن كل الأنشطة الإرهابية التي يقوم بها الحزب مصرح بها من قبل قيادته العليا ومن نصرالله تحديدا وأعلن عن وضع مجلس شورى حزب الله على لوائح الإرهاب وشدد على أن الولايات المتحدة لا تستهدف المصارف اللبنانية بل حزب آلله فقط مؤكدا أن حزب الله منظمة إرهابية اسستها إيران لخلق المشاكل وهذا ما فعلته إيران بأماكن أخرى كالعراق واليمين عبر ميليشيا الحوثي ألتي يرسل إليها حزب الله فتيانا صغارا للقتال في اليمن وأضاف بان ميليشيا حزب الله تمتلك منازل مليئة بالمخدرات ولقد عملت الولايات المتحدة على محاربة إمبراطورية حزب الله المالية في أفريقيا الغربية أمثال ادهم طباجا واستطاعت تفكيك منظومة هائلة يقودها محمد بزي الذي تاجر بفتيات سوريات قاصرات وتعمل على القضاء على هذا السرطان الإيراني.

لقد اعلن لبنان الرسمي منذ وقت قصير قبيل التهديدات الاسرائيلية التزامه تطبيق القرار ١٧٠١، ان الإلتزام اللبناني بالشيء ونقيضه تضمنته البيانات الوزارية السابقة كما سيتضمنه البيان الوزاري الحالي، ثقافة المناورة والالتفاف المتوارثة من الوصاية الأسدية الأولى، هذه الثقافة الحرباء القابلة للتلون حسب الظروف درءا للاخطار بحسب الاعتقاد إلا أنها لم تجدي نفعا لمتقنيها فكان مصيرهم السقوط كما لن تجدي نفعا لمتلقينها السائرون الى الهاوية والافلاس السياسي كما الخراب الإقتصادي، فبين البيان والتوقعات إصرار دولي للوفاء بالالتزامات وعين مراقبة على كل ما هو خارج وكل ما هو آت
بين البيان
والتوقعات
إصرار دولي
للوفاء بالالتزامات
وعين مراقبة
على كل
ما هو خارج
وما هو آت
ثقافة الحرباء
قابلة للتلون
لتلغيم المفاهيم
وتغيير المعتقدات
وكسر الحلم
ورميه شتات
وإطفاء العقل
لينام سبات
فبين البيان
والتوقعات
إصرار دولي
للوفاء بالإلتزامات
وعين مراقبة
على كل
ما هو خارج
وما هو آت.