الدكتورة رندا ماروني: إلى قيام الساعة

473

إلى قيام الساعة
الدكتورة رندا ماروني/11 تشرين الثاني/18

لا بعد سنة ولا سنتين ولا ألف بل إلى قيام الساعة انا أنصرهم، لديكم خيارين لا ثالث لهما، أحكمكم أو أغرقكم.!!
هذا فحوى ما نطق به السيد حسن نصرالله في يوم شهيده في خطابه وفي الشق المتعلق منه بالوضع الداخلي اللبناني وفي اسباب فرملة عملية تشكيل الحكومة فيما سمي بعقدة تمثيل المعارضة السنية.

الأقوال مبدئية، أما ما خفي فهو الأعظم، فحين كان الجميع يبشر بقرب ولادة الحكومة إلتزمنا الصمت دون تعليق ليقيننا بالنوايا الفعلية لحزب الله وتحركاته التكتيكية في إدارة اللعبة السياسية اللبنانية في محاولة تغييرية للمعادلات السياسية الطائفية والقفز فوق إتفاق الطائف حيث لا نستطيع وصف ما أعلن عنه اليوم صراحة سوى بالدخول في النفق المظلم إلى أجل غير مسمى. وبالرغم من ظهور المشكلة كعقدة سنية شيعية، الا انه أعلن تململه صراحة من حجم حصته الوزارية المتمثلة بستة وزراء وقد اتى هذا الاعلان ليظهر الباطن الواضح الساعي للقفز فوق إتفاق الطائف الذي أقر المناصفة بين المسلمين والمسيحيين مهددا بإعادة النظر في كل الحسابات.

فحالة الجمود والواقع الاقتصادي المتردي والاستحقاقات المداهمة والمساعدات المؤجلة ربطا بعملية تشكيل الحكومة لا اعتبار لها عند حزب الله إلا كوسيلة لمضاعفة تشدده وإستعمالها كأداة ضغط للحصول على مآربه من أم الصبي كما وصفهم في خطابه، وهم المتنازلين دوما والمتهالكين بالتدريج ليس بصفتهم أشخاص أصحاب مصالح بل كحكام متحكمين يقدمون لحزب الله ما لا يملكون على طبق من فضة في كل مرة.

لقد قالها السيد حسن صراحة، ألستم تقولون بأنكم أم الصبي وتريدون المحافظة على الاستقرار الإقتصادي إذا إرضخوا لمشيئتي لأنه لا بعد سنة ولا سنتين ولا ألف ولا الى قيام الساعة ستشكل الحكومة إلا بتحقيق ما أطلبه فيها.

ولم يخف تهكمه من مقولة أم الصبي عندما ذكر بالصفقات والسرقات والسمسرات التي هي السبب الحقيقي الكامن وراء عقد التسوية معه، وليس صفة أم الصبي، وتسائل عن حجم المساعدات التي سوف تعطى للبنان في حال تشكل الحكومة وكم ستدوم بأيدي هؤلاء المسرفين.

واذا نطق كلاما حقا في بعض ما يدور على الساحة اللبنانية، إلا أننا كمواطنين لبنانيين نشهد عصر انحطاط مليء بالدجاليين السياسيين لا يستثني المدعي والمدعى عليه، ولا يعفيه من علامات إستفهام كثيرة نضعها حول مغزى الاستمرار في إطلاق المبررات المكشوفة الزيف لحالته الشاذة عن القاعدة والمتمسكة بشذوذها وبمعادلاتها اللامنطقية والتي أكد على استمرارها السيد حسن بتجديد تمسكه بثلاثيته الذهبية الشعب، الجيش والمقاومة وبسلاحه الفتاك الذي دحر به العدو الصهيوني وحرر به القدس.!!

ولا عجبا من ديمقراطية ينادى بها على غرار الديمقراطية الإيرانية تطالب بتمثيل سنة المعارضة وتتغاضى عن تمثيل الشيعة المعارضين للنهج الإيراني المبعدين قصرا نتيجة لسطوة السلاح غير الشرعي عن المشاركة في العملية السياسية.

ولا عجب أيضا من التركيز على قضية الخاشقجي في حين ترشح الديمقراطية الإيرانية زيتا فيما تقوم به مع المعارضة السلمية الايرانية حيث يسجل كل شهر اعدامات بالجملة حسب تقارير انتهاك حقوق الإنسان في إيران والتي بلغت في شهر تشرين الأول وحده ٢٢ حالة إعدام من بينها إمرأة دون الثامنة عشرة من العمر وخمسة من الناشطين البيئيين ومواطنين عرب من الاهواز وبعض سائقي الشاحنات.

لقد قال السيد حسن كلمته بفوقية واستعلاء وبحزم لا رجوع او تفاوض فيه، ولا مسايرة لواقع اقتصادي صعب، بل إنتهازا واضحا لفرصةحاجة الجيوب للسيولة.

فهل سنشهد في الايام المقبلة رضوخا مذلا جديدا تحت عنوان ما يسمى أم الصبي؟
هذا المسمى الذي راق للسيد حسن كثيرا على ما يبدو، أم سنشهد إستفاقة لكرامة بعد سبات عميق؟
خيار من إثنين لا ثالث لهما، إما المواجهة لإعادة السيادة لأصحابها وأما إلى مزبلة التاريخ مع كل تبريراتكم وإلى قيام الساعة.

إلى قيام الساعة
موقف وحيد
لا رجوع فيه
إصرار وتأكيد
أحكمكم أو أغرقكم
تهديد ووعيد
لا تحلموا بدولة
فللثلاثية تمديد
لأجل غير مسمى
تمجيد وتخليد
وللسلاح دور باق
مؤبد تأبيد
يمدحه شهود زور
بمثابة العبيد
لا شئمة لا كرامة
حقارة تستزيد
أصغر أوصافها
وقاحة عربيد
إلى قيام الساعة
موقف وحيد
لا رجوع فيه
إصرار وتأكيد
أحكمكم أو أعرفكم
تهديد ووعيد.