الدكتورة رندا ماروني: الوجه المشوه والأذرعة المبتورة

378

الوجه المشوه والأذرعة المبتورة
الدكتورة رندا ماروني/24 شباط/18

عنوانين سياسيين كبيرين خيضت بهما المعارك الإنتخابية للعام 2009، الأول سيادي إستقلالي والثاني ملتزم بالشكر لسوريا الأسد، وبالرغم من النجاح الساحق التي حققته الحركة الإستقلالية في النتائج الإنتخابية إلا أن هيمنة السلاح الغير شرعي إستطاعت التحكم باللعبة السياسية وتجميدها والإطاحة بالإنجاز المحقق، ليس هذا فحسب بل إستطاعت أيضا أن تخلخل تدريجيا التركيبة الزعماتية لقوى 14 آذار وتفرض وجهة سياسية تتناغم مع مصالحها تعاظمت وكبرت ككرة الثلج ليس لأنها قوة قادرة لا تقهر، إنما ضعفا وتخاذلا ممن إدعى المواجهة والمنازلة، ولتفرض قانون إنتخابي قد يعيد تركيب نموذج الدولة اللبنانية على أسس جديدة تتلاءم مع تطلعات فارضه في الهيمنة النهائية على القرار السياسي والسيطرة الكاملة من خلال المؤسسات، وبالمقارنة مع إنتخابات 2009 فإن إنتخابات 2018 التي يتم التحضير لها هي ذو وجه سياسي مشوه وأذرعة مبتورة إرتضت الإستسلام عمليا أما خطابيا ما زالت تستحضر ماضيها.

إن الوجه السياسي المشوه لإنتخابات 2018 لا يشمل فقط الأحزاب التقليدية لقوى الرابع عشر من آذار، إنما أيضا الحركات والأحزاب المستجدة على الساحة السياسية التي هي كما تصف نفسها اليوم وفي زمن الإحتلال، بأنها ليست بموالاة ولا بمعارضة، أي لا رأي سياسي لها ولا سيادة تعنيها، إضافة إلى طرح مشاريع سياسية لا تتوافق مع المعطيات الواقعية الحالية لطبيعة المجتمع اللبناني.

أمام هذا الواقع المبهم يتم إستدعاء المواطن اللبناني للقيام بواجبه الإنتخابي في ظل غياب العناوين السياسية إلا شكلا خاصة للقوى السابقة للرابع عشر من آذار، فيما العناوين السياسية لقوى الثامن من آذار واضحة تمام الوضوح ولا تزال على حالها، إلا ما إستجد حاليا في خطاب السيد حسن نصرالله من رفع لشعار السيادة إنما على طريقته الخاصة والمعهودة، سيادة على مقاس المشروع الإيراني للبنان، وليعلنه مشروع وطني على الناخب أن يصوت له، ليتكلل بالشرعية اللازمة من داخل مجلس النواب وليعلن الفضل مسبقا لهذا التغيير الذي سينعكس على نموذج الدولة اللبنانية، لحوزة الإمام المنتظر الذي سعى للوصول إلى نقطة تحول في تاريخ البقاع ولبنان.

وأمام هذا المشروع المذهبي العظيم والذي قدر له أن ينجز بفضل مسعى الإمام المنتظر، فعلى الناخب أن ينظر عند الإختيار قبل الاقتصاد والسياسة والخدمات والبنية القانونية حتى، إن ينظر إلى حماية دم أبنائه وإنجاز شهدائه، بالمختصر عليه أن يموت حيا كرمة لمشروع مذهبي غريب بإنتظار الموت الفعلي نتيجة الانخراط في حروب الغير وبكل الأحوال موت محتم فلا تنتظروا أكثر.

عمليا وبين هاذين الخيارين المطروحين بقوة، أي بين الوجه السياسي المشوه، وبين الموت المحتم إذا قابلتم خيارا ثالثا فأسلكوه علكم تنجون.
وجه مشوه
وأذرعة مبتورة
سادت فسادا
تبعثرت منثورة
خلعت عباءة
رمت الزهور
أنكرت تاريخا
محت السطور
تزينت بالدجل
والأقنعة المسحورة
تكحلت سوادا
أخافت الحضورا
وموت محتم
يروي قصصه
بأبهى صورة
يحيك تاريخا
يتبصر المبصور
يعطر إنجازاته
بعبق العطورا
يصول يجول
عمرة المعموره
يقول أنا
بعدي الطوفان
مالك الدهورا
ليأتي الخيار
وجه مشوه
وأذرعة مبتورة
وموت محتم
مصور لنا
بأبهى صورة.