سهى جفّال: عندما يحاضر حزب الله تابع ولاية الفقيه ضد التبعية/جنوبية: إلى السعودية: أضيئوا شمعة الدعم بدل أن تلعنوا ظلام الخذلان/العرب: تراخي حكومة تمام سلام مع حزب الله يفاقم أزمة لبنان

272

عندما يحاضر حزب الله تابع ولاية الفقيه… ضد التبعية
سهى جفّال/جنوبية/23 شباط/16

جوبهت خطوة اطلاق “عريضة توقيع المليون مواطن” تأكيداً لأواصر العلاقة مع المملكة العربية السعودية بمعارضة واسعة من قبل جمهور وقيادات قوى 8 أذار بوصفها محاولة لإستجداء الرضى من النظام السعودي. لكن، من ينصاع لإرادة ولاية الفقيه ويتقاضى منها أمواله “النظيفة” يحق له التصويب على ما يسميه ب”المحور السعودي” في لبنان؟ في محاولة لترميم الشرخ الحاصل في العلاقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية بعدما وصل استياء الأخيرة من مواقف “حزب الله” وسياسة لبنان الخارجية إلى حد وقفِ هبة الأربعة مليار دولار المقدّمة لتسليح الجيش والقوى والأمنية اللبنانية. عقد الرئيس سعد الحريري أمس مؤتمراً صحافياً، أطلق فيه “عريضة توقيع المليون مواطن” من اجل تأييد العلاقة مع المملكة العربية السعودية. هذه الخطوة لم تلقَ استحسان عند جمهور 8 أذار بشكل عام وجمهور حزب الله بشكل خاص، إذا اعتبرت هذه العريضة عريضة ذل وعار في تاريخ لبنان، ومحاولة رخيصة لإستجداء الرضى من النظام السعودي. وبالطبع نشط على وسائل التواصل بالتزامن مع بدء التوقيع من قبل السياسيين هاشتاغ #وثيقة_العار #شحادين_يا_بلدنا.
بالأمس، حاضر قوة وجمهور 8 أذار بالعفّة والكرامة فعايروا حلفاء “آل سعود” بانتمائهم واسترضائهم العلني للملكة. هذا الجمهور العجيب الذي يعيش دائما في حالة تناسي، يوهم نفسه بالمثالية ويوزع الإتهامات بالعمالة والإرتهان للخارج يمينا وشمالا.. لكن، لحظة ماذا عن الأموال الشريفة والحلال؟ ماذا عن الإرتهان لإيران والتبعية العمياء لولاية الفقيه؟ اذا كان مشهد أمس مؤسف فان الإرتهان العلني للقوى السياسية جمعاء للخارج مخز اكثر من ذلك، فقد اصابت عدوى الإرتهان الشعب اللبناني فاصبح يتفاخر بالانتماء للمحور الايراني اوالسعودي اوالاميركي..
في هذا السياق، أكّد عضو كتلة “المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش لـ “جنوبية” أن “الطرف الآخر يريد الغاء الكيانات العربية كلها، وبالتالي تحريف تاريخ لبنان ويريد الحاقه بولاية الفقيه”. مشيرا إلى أن “اللبنانيين المعترضين الذين عبروا عن تضامنهم مع السعودية يعبرون عن مصلحة لبنان وعن ألاف المغتربين في دول الخليج“. معتبراً أن “هذا التضامن مع السعودية يتخطى موضوع “الشحادة””. كذلك رأى علوش أن “هؤلاء هم من يتصرفون بحكمة ومسؤولية، في حين ان الآخرين ليس لديهم أي حس بالمسؤولية وهم مستمرون بسفك الدماء والخراب والدمار، والهم الوحيد لديهم البقاء مرتزقة لدى الحرس الثوري الإيراني لإدارة الشون العسكرية وتأدية أجندة ولي الفقيه”. فليس خافيا عن أحد طبيعة العلاقات التي تجمع بين حزب الله وإيران خصوصا بعد حرب 2006، بل إن حزب الله نفسه اعترف بتلقيه دعمًا ماليًا من إيران، المال النظيف الشريف.
في عام 2012 في ذكرى المولد النبوي الشريف، صرّح الأمين العام السيد حسن نصرالله، أنّ حزبه يتلقى كل أنواع الدّعم الممكنة والمتاحة، السياسية والعسكرية والمادية والمعنوية من إيران، وأنّ هذا الدّعم يغني الحزب عن “أي فلس في العالم”
نصرالله أقرّ بأن هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها بهذه الصراحة عن مصدر دعم حزب الله.” وعلى كل حال، فإن مراكز بحثية أميركية، تشير إلى أن الحزب يتلقى من إيران دعمًا سنويًا يتراوح ما بين 200 و300 مليون دولار.
إذا، لا يحق لمن هو مرتهن أساسا للخارج التكلّم عن دولة القانون والمؤسسات والتنظير ضد التبعية. فالمنطق لا يتجزأ.

إلى السعودية: أضيئوا شمعة الدعم بدل أن تلعنوا ظلام الخذلان
جنوبية/23 فبراير، 2016 /لم تكتفِ المملكة العربية السعودية بخطوة وقف هبتي الجيش اللبناني والقوى الامنية. الخطوة الثانية كانت أمس، عبر إعلان السلطات السعودية، بالإضافة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، خفض التمثيل الدبلوماسي في بيروت، ودعوة رعايا البلدين الى مغادرة لبنان، مع منع رعايا الدولتين من السفر الى لبنان. خطواتٌ أظهرت أنّ الدولتين غير راضيتين عن البيان الذي صدر عن الحكومة الإثنين، وبالتالي فإنّ السؤال الذي يجول في خاطر الكثير من اللبنانيين: هل ثمّة خطوات أخرى بعد؟ وإلى أين سيصل الموقف السعودي من لبنان؟ الذي انتقل من مرحلة فرض عقوبات على حزب الله إلى مرحلة سحب البساط من تحت كل اللبنانيين ممن يؤيدون السعودية أو من يخاصمها أو يعاديها. الجميع يعلم، وصانع القرار في السعودية كذلك، أنّ حزب الله لن يسلم للمملكة في مثل هذه المواجهة. حزب الله يخوض حرباً مع المملكة في سياق المواجهة التي تقودها السعودية مع إيران. وما جرى في مجلس الوزراء الإثنين أظهر بوضوح أنّ البيان الذي صدر هو أقصى ما يمكن أن يصدر بإسم لبنان الرسمي، وأعلى من ذلك غير ممكن، في ظلّ التوازن القائم بالبلد.
بداية، من حقّ السعودية أن تغضب وأن تلغي الهبة العسكرية. ومن حقّها أن تتخذ خطوات تصعيدية لجهة التعامل مع لبنان بإعتباره دولة لم تقابل الدعم السعودي المستمر للبنان، اقتصادياً ومالياً، بمَا يفترضه نظام المصالح اللبناني مع المملكة. هذا قبل الحديث عن نظام المصالح العربية ومقتضيات الأخوة العربية. ومن حق القيادة السعودية، بمعيار العلاقات الثنائية بين الدول، أن تتعامل بالمثل مع الموقف اللبناني الرسمي تجاه قرار النأي بنفسه حيال العدوان الذي تعرضت له ممثليات السعودية في إيران.
لكن هل الموقف السعودي سيكتفي برسائل الإستياء الشديد التي وجهها حتى الأمس؟ أم يمهد، من خلال الخطوة الأخيرة تجاه رعاياه وحيال التمثيل الدبلوماسي، إلى ما هو أشد وأقسى على لبنان… وكما تردد بعض الصحف الخليجية عن توقعات بطرد لبنانيين من الخليج وغير ذلك من خطوات اقتصادية ومالية ضد لبنان؟ ازاء هذه المخاطر الجدية على لبنان، يبرز سؤال: ما هي الحكمة السعودية من وراء هذه الخطوات؟ هل هو تمهيد لانسحابها من لبنان؟ واذا تمّ هذا الانسحاب فمن سيملأ الفراغ؟ بل ما هي الاستراتيجية التي تقف وراء الموقف السعودي والخليجي عموماً؟ وإذا كان الهدف الخليجي استنقاذ لبنان من الهيمنة الإيرانية، فما هي الاستراتيجية لإستنقاذ لبنان من هذه الهيمنة؟ بل ما هي الثمار السياسية التي يمكن أن تحققها الدول الخليجية من الإنسحاب من لبنان؟ أيضا اذا كان الهدف مواجهة الهيمنة الإيرانية ومواجهة نزعات الخروج على شروط الدولة، فإنّ إيران وحزب الله سيرحبان بالفراغ الذي يمكن أن يحدثه انسحاب دول الخليج من لبنان. وإيران ستسعى لملء الفراغ. علماً أنّ استراتيجية حزب الله تقوم على إفراغ الدولة من مضمونها. على الأقل هذا ما تظهره الوقائع التي جعلت منه كياناً لا يتلاءم مع سيادة الدولة ومرجعيتها. وبالتالي أيّ إضعاف وتراجع للدولة ومؤسساتها يصبّ في مصلحة مشروعه.
يجب أن تعلم القيادة السعودية والقيادات الخليجية عموماً أنّ ما صدر عن الحكومة في بيانها الأخير، والذي لا يُرضي أغلبية اللبنانيين، هو أقصى ما يمكن أن يفعله أصدقاء المملكة ودول الخليج داخل الحكومة. علماً أنّ هؤلاء الأصدقاء يقولون كلاماً في إيران وولاية الفقيه وفي حزب الله، أكثر مما نتصور، وهم يعارضون سياسات الحزب ويعبرون بشكل دائم عن اعتراضهم على انتهاكه السيادة والدولة ونظام المصالح اللبناني والعربي بالكلمة والموقف، من دون السقوط في الحرب والاقتتال الداخلي.وهذا بحد ذاته تأكيد على خيار الدولة والوحدة الداخلية وعنصر قوة لانتماء لبنان العربي: فهل المطلوب التخلي عن هذا الخيار القوي في مضمونه اللبناني والعربي الإستراتيجي، والضعيف أمام لغة السلاح والاقتتال؟ هل المطلوب أن يضعف أكثر؟ لصالح خيار تحويل لبنان إلى قاعدة إيرانية بالكامل أو ساحة حرب أهلية. ببساطة من حق السعودية أن تتصرف وفق ما ترتئيه… أن تدير الظهر للبنان، وأن تقول للحكومة: “لم نعد نحتمل الخذلان”. وهذا يزعج ويؤذي اللبنانيين ويشكل ضربة للبنان، ولكن هذا أيضاً هزيمة للسعودية أمام إيران في لبنان. العريضة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري لا تكفي. يجب أن تعود المملكة إلى لبنان، بالسياسة والإحتضان لحلفائها ولمشروع الدولة. يجب أن تضيء شمعة الدعم بدل أن تلعن ظلام الخذلان.

تراخي حكومة تمام سلام مع حزب الله يفاقم أزمة لبنان
العرب/23 شباط/16
حزب الله يلعب بمصير اللبنانيين
بيروت – لا يبدو أن بيان مجلس الوزراء اللبناني، الذي صدر الاثنين، قد نجح ولو بنسبة ضئيلة في إقناع السعودية بوقف إجراءاتها العقابية بسبب انحياز المواقف الرسمية اللبنانية لإيران والرضوخ لإملاءات حليفها حزب الله. ولم تغير مناشدات رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، ورئيس الحكومة الأسبق وزعيم المستقبل سعد الحريري وغيرهما من “أصدقاء السعودية” قرار الرياض بحجب مساعداتها للبنان والتي تصل إلى أربعة مليارات دولار، خصوصا بعد البيان الحكومي اللبناني الذي جاء “متراخيا” مما كان سببا إضافيا للغضب السعودي. في غضون ذلك أعلنت الحكومة الإيرانية التي تمول حزب الله عن استعدادها لتمويل الجيش اللبناني وتقديم مساعدة مالية للقطاع العسكري اللبناني. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن ممثل وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري قوله في بيان إن “طهران جاهزة للنظر في مسألة تقديم المساعدة الضرورية للبنان، إذا حصلت إيران على طلب رسمي منه”.
لكن ما يثير مخاوف اللبنانيين أكثر هو أن تتطور الإجراءات العقابية لتمس قطاعات حساسة في البلاد، وخاصة ما تعلق بالعمالة اللبنانية الموجودة في السعودية والتي تقدر بأكثر من 300 ألف عامل يمكن أن تؤدي عودتهم القسرية إلى أزمة اجتماعية واقتصادية خانقة في لبنان الغارق بطبيعته في الأزمات.
وطالب السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري بأن لبنان يجب أن يعود إلى عروبته. ورأى أن “الجهات التي تسعى إلى عرقلة العلاقات بين البلدين لا تعبر عن رأي اللبنانيين ولا عن لبنان”، مشيرا إلى أن “هناك شريحة تؤذي لبنان”. وسام سعادة: لا يمكن لمن يسلح منظومة عسكرية خارجة عن الشرعية أن يبادر إلى تسليح الجيش وسيكون القطاع السياحي أول القطاعات تأثرا بالقرار السعودي بعد تحذيرات رسمية من الرياض لمواطنيها من مخاطر السفر إلى لبنان في ظل مناخ عدائي ضدهم يكرسه إعلام حزب الله والإعلام الذي يسير في ركابه.وقالت وكالة الأنباء السعودية الثلاثاء إن وزارة الخارجية في المملكة حذرت مواطنيها من السفر إلى لبنان وحثت الموجودين هناك على مغادرته من أجل سلامتهم. ومنعت الإمارات العربية المتحدة الثلاثاء مواطنيها من السفر إلى لبنان وخفض بعثتها الدبلوماسية فيه إلى الحد الأدنى، بحسب وكالة الأنباء الرسمية، في خطوة تعكس توافقا كبيرا مع السعودية حول تقييم الوضع في لبنان وسيطرة حزب الله عليه. وكانت تسريبات قد أشارت في وقت سابق إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تدرس “جديا” سحب سفرائها من لبنان، وقطع العلاقات معها في ضوء المواقف المرتبكة لحكومة سلام، وفي ظل محدودية قدرتها على التأثير، وهو ما كشفه تواضع البيان الذي أصدرته الاثنين.
وسخر سمير جعجع رئيس حزب “القوات اللبنانية” من هذا البيان واصفا إياه بـ”بيان الشِعر”. وقال جعجع في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء، في مقر إقامته في معراب (شمال بيروت) إن “الأزمة في مكان والبيان في مكان آخر.” وتابع “كان أجدى على الحكومة وضع أصبعها على الجرح، والتوجه إلى وزراء حزب الله بعدم اللعب بمصير اللبنانيين وبأمنهم ولقمة عيشهم”، متسائلا “أين هي الوحدة الوطنية من قتال حزب الله في سوريا ومن خوضه مواجهات شاملة على مستوى المنطقة ككل، وأين هي هذه الوحدة الوطنية من التهجم على السعودية؟”. واعتبر محللون أن ارتباك المسؤولين اللبنانيين تجاه سيطرة حزب الله ستجعلهم في وضع صعب خاصة أن لا أحد يستطيع توفير الدعم الذي كانت تقدمه السعودية، وخاصة إيران التي اكتفت دائما بتمويل أنشطة الحزب على حساب لبنان. واعتبر النائب خالد الضاهر في تصريح لـ”العرب” أن دعوة الرعايا السعوديين إلى مغادرة لبنان هي ردة فعل مشروعة على سياق متصل من قلة الوفاء، ومن الاعتداءات الإعلامية الضخمة، حيث أن هناك إعلاما كاملا يهاجم السعودية. وأكد الكاتب السياسي وسام سعادة لـ”العرب” أن الهبة لم تكن مشروعا لوضع الجيش في عهدة السعودية، معتبرا أن “من يريد تسليح الجيش اللبناني فعلا لا ينتظر سحب الهبة السعودية ليبادر إلى ذلك.” وختم بالتأكيد على “أنه لا يمكن لمن يسلح منظومة عسكرية خارجة عن الشرعية أن يبادر إلى تسليح الجيش لأن ذلك ضد مشروعه بالأساس.”