ثريا شاهين: الضغوط الروسية لانتخاب رئيس «تفاجئ» إيران//خالد موسى: هل يستمر التعطيل الحكومي طوال شهر رمضان؟

303

 الضغوط الروسية لانتخاب رئيس «تفاجئ» إيران
 ثريا شاهين/المستقبل/21 حزيران/15

الاهتمام الروسي المستجدّ بضرورة حلّ الأزمة السورية، ينسحب أيضاً على الاهتمام المتزايد لموسكو بالملف اللبناني، أي بانتخابات رئاسة الجمهورية تحديداً وبوجوب عدم استمرار حالة الفراغ في هذا الموقع. إذ إنّ هناك اتصالات روسية أميركية تصبّ في هذا المجال وحركة ناشطة للتوصّل إلى تسوية ما. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفقاً للمصادر الديبلوماسية، وعد الرئيس سعد الحريري خلال زيارته لموسكو بأنّه سيبحث مع كل الأطراف الدولية والاقليمية موضوع تسهيل عملية انتخاب الرئيس في لبنان.

وفي هذا الاطار، تقوم موسكو باتصالات مع إيران، التي بحسب المصادر، يجب في رأي روسيا أن تؤدّي دوراً مساعداً في إنجاز هذا الاستحقاق، عبر السعي إلى مرشح توافقي ليس محسوباً لا على فريق 14 آذار ولا على فريق 8 آذار. الروس يعتبرون أنّه ثبت بعد سنة من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، وترشّح كل من مرشحي 14 و8 آذار لهذا المنصب، أنّه لا حظوظ لديهما بالنجاح، وبالتالي يشجّع الروس الدول الكبرى والاقليمية على أن يفسح الفريقان في المجال أمام مرشحين آخرين. الروس بحثوا هذا الأمر مع طهران فعلياً، وحضّوها على بذل جهودها لانتخاب رئيس في أقرب فرصة ممكنة.

روسيا مهتمّة بالملف الرئاسي، كون الرئيس اللبناني الرئيس المسيحي الوحيد في المنطقة، وموسكو تتّهم الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة، بأنّه لا يبذل جهوداً كافية لحماية المسيحيين في الشرق، وأنّه في ظل وجود الجيش الأميركي في العراق هُجِّرت من المسيحيين نسبة عالية جداً وأكثر بكثير ممّا هُجِّر قبل دخولهم. وفي سوريا يتم تهجير المسيحيين، والغرب لا يقوم بأية إجراءات لمنع ذلك، بل يعطيهم سمات الدخول إلى بلدانه وترك بلادهم، وروسيا حريصة على مسيحيي الشرق ومن بينهم لبنان والرئيس بوتين تحدّث حول ذلك خلال لقائه البابا فرنسيس في الفاتيكان أخيراً، في اطار ضرورة الحفاظ على مقوّمات الأقليات لا سيما المسيحيين.

روسيا تباحثت مع إيران في المسألة اللبنانية، وقد وعدت بدراسة الأمر وبذل الجهود. لكن المصادر كشفت أنّ إيران لم تكن مرتاحة للضغوط الروسية في مجال الانتخابات الرئاسية وتحريكها. حتى الآن ليس هناك من بوادر إيجابية أيضاً في ما خصّ ملف العلاقات الخليجية الإيرانية والتي ينعكس توتّرها على هذا الموضوع. إلاّ أنّ المصادر تشير إلى أنّه في السياسة لا شيء مستحيلاً. هناك صفقات بين القوى في السياسة، لكن نضوجها غير واضح بعد زمنياً. إنّما روسيا تجري اتصالات مع كل الأطراف الدولية والاقليمية لإيجاد وسيلة لانتخاب الرئيس. ليس هناك من توقيت معيّن لحل الأزمة الرئاسية لكن الضغط الروسي الجدّي على إيران لتسهيل ذلك قائم. وإذا التقت مصالح الدول الكبرى والاقليمية على حلّ معيّن، فسيتم عندها إنجاز الاستحقاق الرئاسي.

وتعتقد روسيا أنّه كلما استمر الفراغ ساهم ذلك في إيذاء المسيحيين، لذلك يحضّ الروس مختلف الأطراف على التفتيش عن مرشح توافقي، حيث ثبت أنّ الأمر يشكّل مجالاً وحيداً لإنضاج الاستحقاق. ولدى روسيا سياسة واقعية، وهي تدرس التطوّرات والمتغيّرات في كل الدول وفي المنطقة، والجدّية الروسية في الموضوع اللبناني، فاجأت الإيرانيين. وتفيد مصادر ديبلوماسية أخرى، أنّ الفرنسيين أيضاً يقفون إلى جانب رئيس توافقي، وليس هذا فقط موقف روسيا، إلاّ أنّ الأطراف الداخليين يراهنون على أنّ مَن يدعمهم في الخارج سيربح المعركة اقليمياً لا سيما في سوريا، لكي يفرض الحلّ الذي يريده في ملف الرئاسة. وهذا ينطبق تحديداً على الطرف الذي لا يذهب إلى البرلمان للانتخاب، وهو ينتظر أكثر من غيره نتائج المعركة السورية، والمدى الذي تربط بعض القيادات اللبنانية الاستحقاق بتطورات خارجية، ما يعني أنّ الوضع سيبقى على حاله. ويوجد كذلك دور «حزب الله» في سوريا، ولكنه موضوع آخر، أمّا في عمل المؤسسات والانتخابات، فيمكن للقيادات اللبنانية أن تقرّر خوض الاستحقاق. فريق 14 آذار يقبل بتسوية عبر اختيار رئيس توافقي، لكن قوى 8 آذار لا تقبل. والانتظار لمعرفة المصير السوري لا ينعكس إيجاباً على هذا الملف، ويجب أن يقرّر الأطراف الداخليون أنّه يكفي انتظاراً لأنّ الأزمة السورية ستبقى عشر سنوات ربّما!

هل يستمر التعطيل الحكومي طوال شهر رمضان؟
 خالد موسى/موقع 14 آذار/٢١ حزيران ٢٠١٥

وتراوح الأزمة الحكومية تراوح مكانها منذ أكثر من اسبوعين بفعل اصرار “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” على شل جلسات الحكومة، يسعى رئيس الحكومة تمام سلام جاهداً الى إعادة الزخم الى العمل الحكومي من خلال بعض الإتصالات التي يجريها مع الأقطاب السياسية من أجل حلحلة العقد الموجودة. وانكفأ النشاط السياسي أمس، مع سفر سلام الى خارج البلاد إلى أن يعود الاثنين الى بيروت على أن يقرر حينها موضوع توجيه الدعوة الى عقد جلسة في ضوء الاتصالات الجارية. فهل ستنجح هذه الإتصالات في فك العقدة الحكومية وإعادة الحياة الى الحكومة أم التعطيل سيستمر طوال شهر رمضان؟

جريج: لن نخضح لإملاءات البعض
وأمل وزير الإعلام رمزي جريج، في حديث خاص لموقع “14 آذار” أن “لا يستمر الوضع الحكومي هكذا الى ما بعد شهر رمضان المبارك”، مشيراً الى أنه “تمنى على الرئيس سلام دعوة مجلس الوزراء الى الإنعقاد قريباً كما تمنيت عليه أن يستعمل صلاحياته الكاملة التي يكفلها الدستور من أجل دعوة المجلس الى الإنعقاد”. وشدد على أن “الرئيس سلام لا زال يتريث في الدعوة إلى عقد الجلسة بانتظار الإتصالات الجارية”، لافتاً الى أنه في حال نجحت الإتصالات سيتم دعوة مجلس الوزراء أقله الاسبوع المقبل، وفي حال لم تنجح هذه الإتصالات فإننا حتماً ذاهبون نحو تأزيم وتعقيد أكثر الى ما بعد شهر رمضان”.

لن نخضع
واعتبر أنه “لا يجوز أن يخضع مجلس الوزراء الى بعض المصالح الفئوية والشخصية الضيقة”، مشيراً الى أن ” مصالح الناس أهم بكثير من المصالح الشخصية والفئوية الضيقة”. ولفت الى أن “من ينظر الى مواقف هذه المجموعة يرى أن الأمور ذاهبة نحو التأزيم ولا حلحلة قريبة في الأفق”، معتبراً أن “هذه المواقف سترتد عليهم لأن مصالح الناس تبقى الأساس أمام مصالحهم الشخصية”.

شبطيني: لا شيء مشجع
من جهتها، رأت وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني، في حديث خاص لموقعنا، أن “عقدة مجلس الوزراء أصبحت قريبة من الحلحلة في حال نجحت الإتصالات الجارية”، مشيرة الى أنه “حتى الآن لم نتبلغ كوزراء أي دعوة لجلسة قريبة”.

إنشاء فيدراليات
ولفتت الى أنه “لا يوجد هناك شيء مشجع، طالما هناك دعوات لإنشاء فيدراليات”، معتبرة أن ” بعدما كان من يدعو الى إنشاء فيدراليات اليوم يسعى الى منصب رئيس جمهورية كل لبنان، أصبح اليوم يريد أن يكون رئيس على قسم من اللبنانيين وعلى قطعة جغرافية صغيرة بدلاً من لبنان الكبير”.

إعادة حقوق المسيحيين
وسألت:” هل هكذا يريد إعادة حقوق المسيحيين، أم أن بمقارنة حقوقهم مع الطوائف الأخرى يعمل على إستعادة حقوقهم، ولماذا هذا الكلام اليوم في ظل الحروب التي تمر بها المنطقة ويمر بها البلد على الحدود، فهل يريد تقسيم لبنان مع حلفائه؟”، مشيرة الى أن ” هذا الفريق تارة يعطل انتخاب رئيس للجمهورية على قاعدة أنا أو لا أحد وتارة أخرى يعطل مجلس الوزراء بسبب التعينات العسكرية وتعيين قائد جيش جديد، فهل تعيين قائد جيش جديد هو حقه من دون المسيحيين الآخرين؟”.