علي الحسيني: الطفل الفلسطيني مُنير إلى مثواه الأخير والهتافات تندّد بحزب الله//فارس سعيد للأنباء: حزب الله سفارة إيران لدى لبنان

324

الطفل الفلسطيني مُنير إلى مثواه الأخير.. والهتافات تندّد بـ«حزب الله»
علي الحسيني/المستقبل/21 حزيران/15

«يا رب سلّمتك منير، تحنّن عليه يا الله. هذا طفل قُتل مظلوماً فكن له عوناً وارحمه ولا ترحم قاتليه. انا ام الشهيد الطفل مُنير حزينة لن اقبل بتعزيتي، باركوا لي بشهادة الطفل المظلوم».

بهذه الكلمات ودّعت والدة مُنير حزينة طفلها امس إلى مثواه الاخير في مدافن «شاتيلا» المُخصّصة للفلسطينيين المقيمين في لبنان. أمس كانت الرحلة الأخيرة لمنير في هذه الدنيا حيث عبر الطفل المظلوم الى دنيا الآخرة وليستقّر في حفرة صغيرة توازي في المسافة بين المكان الذي أطلق منه القاتل رصاصته على رأسه وبين المكان الذي سقط فيه، وكأنه أراد في آخر يوم له أن يشهد على قاتله وأن يبقى قبره محفوراً في الوجدان ويظل عنواناً لطفل قضى قتلاً من دون ان يرف جفنٌ لقاتله.

سار موكب التشييع بالأمس من داخل منزل عائلة حزينة في مُخيّم «شاتيلا» وقد طاف الجمهور بالنعش داخل أحياء المُخيّم وصولاً إلى جامع «الخاشقجي» ليُصلّى عليه قبل دفنه وسط تنديد علني بالجهة التي تسبّبت بمقتله ودعوات للدولة اللبنانيّة للإقتصاص من القاتل وعدم تمييع القضيّة وخصوصاً أن القاتل هذه المرّة معروف ومكان وجوده كذلك. يقول مازن حزينة والد الطفل «لن نسمح بتمرير مقتل ابني ولو كلّفني الأمر دفع حياتي، فإذا أرادوا ان يعرفوا هويّة القاتل، عليهم أن يُراجعوا أسماء القتلى الذين كان يُشيّعهم «حزب الله» أثناء إصابة مُنير».

رغم دعوات البعض من خارج نسيج المُخيّم عائلة وأقارب الطفل مُنير للتهدئة وعدم إطلاق الإتهامات بحق جهة مُحدّدة، إلا أن الصرخات والهتافات المندّدة التي كان تُطلقها الحشود أثناء سيرها خلف النعش حمّلت «حزب الله» وقيادته مسؤولية ما حصل حتّى ان إحدى قريبات الطفل الشهيد وقفت وسط الجموع لتُعلن على الملأ وبصوت عال «هذه جريمة ارتكبها «حزب الله»، ومن يظن بأنّنا سوف ننسى طفلنا بهذه السهولة نقول له أن الشعب الفلسطيني نفسه طويل وهذه فلسطين والمُخيّمات تشهد على كلامنا.»

بعد دفن مُنير بلحظات وقفت شقيقته الكُبرى على حافّة قبره ثم بدأت بالتحدّث اليه في مشهد موجع أبكى الحاضرين. سألته شعوره داخل حُفرة بالكاد تتسع لجسده الصغير وهو الذي كان يكره الظلمة ويخاف من الامكنة الضيّقة. ردّدت له أغنيّة للأطفال كان يُحبّها ويُعيد سماعها على الدوام، ثم حملت الـ«باد» الخاص به ووعدته بالإحتفاظ به وجلبه معها في كل مرّة تأتي لزيارته ليلعبا سويّاً تماماً في حال شعوره بالضجر. تختنق الكلمات بداخل شقيقة مُنير ثم تغيب عن وعيها للحظات ومع مُحاولة من عمّتها لإيقاظها، تستفيق وهي تصرخ «يا الله ليش الظلم».

ممثلون عن جميع الاحزاب والقوى السياسيّة في لبنان كانوا حاضرين أثناء التشييع، ومن لم يستطع الحضور ابرق برسالة تعزية للعائلة. وحده «حزب الله» كان غائباً بكل فروعه ما عدا الأمنيّة التي كانت تُراقب بالصوت والصورة كل شاردة وواردة، وهنا كان لا بد لبعض اقارب الطفل من اجراء مُقارنة مؤلمة بعض الشيء بين أربعة أطفال فلسطينيين قتلتهم اسرائيل خلال الحرب على غزّة الصيف الماضي مُبرّرة قتلهم أنه وقع عن طريق الخطأ، وبين الطفل منير حزينة الذي لم يعترف «حزب الله» حتّى بموته.

تشييع مُنير بالامس تحوّل الى جملة من الاعتراضات ضد ممارسات «حزب الله» بحق النازحين السوريين من أصول فلسطينية. البعض تحدّث عن اعتقالات كثيرة وتحقيقات مع عدد كبير من الذين يتوافدون الى المُخيّم هرباً من بطش النظام السوري وتحديداً من مُخيّم «اليرموك» ومُحيطه من باب يلدا والحجر والتضامن والقدم وغيرها العديد من المناطق. وفي مُخيّم البرج تحوّل اسم «المقاومة» الى رديف لعصابات القتل وارتكاب الجرائم وتحوّلت نظرة الاهالي لـ«حزب الله» الى ميليشيا ومُرتزقة تبيع القتل بالجملة والمُفرّق.

فارس سعيد للأنباء: حزب الله سفارة إيران لدى لبنان
الأنباء الكويتية/21 حزيران/15

وصف د.فارس سعيد منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار حزب الله بأنه سفارة ايران لدى لبنان وان السيد حسن نصرالله هو السفير الايراني وان السفارة الايرانية باتت قنصلية. ولفت سعيد في حديث لـ «الأنباء»الى ان السفير الايراني لا يزور الرئيس سعد الحريري او د.سمير جعجع او الرئيس فؤاد السنيورة كما يفعل السفير السعودي بالنسبة لاركان 8 آذار. وقال ان ايران لا تريد رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، بل هي تريد بيع رئاسة الجمهورية في مفاوضاتها النووية مع الاميركيين والاميركيون لا يشترون. وقد رفضوا حتى الآن وضع نفوذ ايران في المنطقة على الطاولة، وشبه سورية بالنسبة لحزب الله بفيتنام السورية التي لا يستطيع الحزب الخروج منها. ولدى سؤاله عن سبب ترك الايرانيين يتحكمون في انتخاب الرئيس وعدم المحاولة لسحبه من يدهم، قال سعيد لـ «الأنباء»: 14 آذار غير قادرة على تحقيق مشروعها الكامل في لبنان بسبب وجود حزب الله كمعرقل أساسي لعملية بناء الدولة، وهم 14 آذار الوحيد نقيض حزب الله الذي يحاول انقاذ بشار الاسد لمصلحة ايران، فيما هم 14 آذار انقاذ لبنان وهذا يبدأ بانتخاب رئيس جمهورية.

وردا على سؤال حول ما اذا حاولوا التواصل مع الايرانيين، اجاب: لا، لم نتواصل مع الايرانيين، لأن لديهم سفارة في لبنان اسمها حزب الله وهذه السفارة هي التي تحتكر العلاقة الايرانية ـ اللبنانية وهي التي تنفذ مصلحة ايران في لبنان والسفير هو السيد حسن نصرالله. وعند سؤاله عن السفارة الايرانية في بيروت، اجاب: انها قنصلية، عمليا السفارة الايرانية في لبنان لا تتعاطى بالتساوي مع الجميع، واذا اجريت مقارنة فسفراء دول الخليج منفتحون على الجميع كما يفعل السفير السعودي الذي يزور ميشال عون ونبيه بري، وبينما لم نر يوما السفير الايراني زائرا سمير جعجع او فؤاد السنيورة او سعد الحريري، ايران تخص علاقتها بلبنان بسفارة حزب الله ولا تعتمد سفارة اخرى في لبنان، وهذا الاحتكار يمنع تطور العلاقة بين لبنان وايران بشكل متوازن، سفارة مع سفير اسمه حسن نصرالله وجهاز امني وعسكري وجهاز اعلامي «خوش اماديد» يريدون بيع رئاسة الجمهورية. وحول ردة فعل النائب وليد جنبلاط بالنسبة لما حصل في قلب لوزة السورية، وصفه سعيد بالرصين والشجاع و«زعيم» ويحاول إعطاء الطائفة الدرزية خارطة طريق الى المستقبل، يعني يقول لهم تصالحوا مع المنطقة، بشار الاسد يحاول ان ترتكز سياسته على نقطتين: الاولى ان من يحاربه هو الارهاب وليس الثوار، والثانية انه هو حامي الاقليات في مواجهة اكثرية سنية ويحاول اقحام الدروز في مجزرة بين يدي الجهاديين والاسلاميين حتى يقول انه يحميهم قبل الدروز، خطف مطرانين، وليد كان شجاعا وزعيما حقيقيا. بالنسبة لتصريحات الشيخ نعيم قاسم، نائب الامين العام لحزب الله، قال سعيد: نحن تيار اخلاقي لأننا تيار لبناني صاف ونحن نشعر باننا قاب قوسين من الانتصار في المنطقة لأن سقوط نظام بشار الاسد بات حتميا، وعلى الرغم من الشعور بالنشوة سنتعامل مع الفريق الآخر بأخلاق لا من موقع المنتصر وندعو حزب الله العودة الى لبنان وليس بشروط. الأنباء الكويتية