لبوس مخايل الجردي/يلومون كلَّ من يوثق الحقائق عن اتفاق الطائف ورعاته وينتقدون من يذكر تداعياته ونتائجه

94

يلومون كلَّ من يوثق الحقائق عن اتفاق الطائف ورعاته وينتقدون من يذكر تداعياته ونتائجه.
لبوس مخايل الجردي/01 تشرين الأول/2021

اولا العذر من المدافعين عن هذه الفضيحة والمبررين هزيمتهم الشنيعة وانزلاقهم في هذا المنعطف القاتل.
لماذا نستحي أَن نسمِّي الأَشياء بأَسمائها، ولماذا الخوف والخجل إِن الحقيقة موجعة لكن يجب أَن تُقال.

ورقة نعوة المسيحيين كتبها الدعاة والسعاة الى الاتفاق المشؤوم الطائف. فليخرس من يتنطح ويلاقي مخارج لِمَا اقترفت أَيديهم وما ارتكبوا من عار شماتة للتاريخ ولعنة للأجيال.

شاء المغرضون والمتضررون أَم أَبَوا، كان لبنان الملجأ الوحيد والأخير لمسيحيي الشرق وللموارنة بالحصر.
كانت القوات اللبنانية رغم ما اعتورها من مقابح تشق الطريق الى النصر وفعلا أَوصلت رئيس جمهورية الى الحكم غير أَنه للأَسف اغتيل.

كان قائدا مميزا مُجمَّلا بمواصفات القائد المتكامل، مُلمّا بأوضاع الوطن والشرائح وجامعا الثقافة والعزم والحزم والإِطلالة الساحرة. ترك فراغا لأنه كان الملء فلم يأتِ من بعده لا بحجمه ولا بشخصيته على القيادة. غيابُه كان بداية النهايات وكما يقول المثل لن يرجع المفقود وما فات مات.

لِنقُلها بصراحة دون مواربة وخجل، لم تحظَ بكركي ببطريرك عليها رائد يليق في الأزمة المصيرية، والدليل ثلاثة بطاركة لا علاقة لهم بقيادة القطيع الى المراعي الخصيبة. والواقع المؤلم شهود على الكلام، بطريركان انخلعا والثالث هزيل.

لم يحدث في تاريخ الكنيسة المارونية ان بطريركا يُنحَّى وإِذ بهما اثنان والثالث يتبع نفس الطريق.كان إِذا حكي يهزُّ الشرق من غير هذا القماش! نرد الباب لنقول لو كان هناك من له الحكمة والمقدرة كي يدير لتغيرت الأسطوانة كلها.

ثم نعود بالعتاب على قادة مجتمعنا . لا يُعقل ان يتسلم قضية شعب ويتفرَّد بها رجل على شاكلة سمير جعجع على مرأى من البطريركية المارونية فيبيع الأسلحة التي هي للمجتمع المسيحي ويغطي اتفاق الطائف، بعد ما ضرب الجيش والمجتمع وتآمر مع السوريين للدخول الى المنطقة الشرقية. كان عليه أَقله ان يكون الأخير في تسليم السلاح بعد الأحزاب المسلحة. يوجد عدم قراءة ورؤية وطيش وغباء يشبه ذلك الطيش وهذا الغباء. عوض ان تتقدَّم الأحزاباولا وهي تلقي سلاحها ونحن نلحق بها، كان العكس تماما فابتلينا وتقهقرنا وهذا الحصاد من تلك البذور.

من الطبيعي أَن يتسلم حزب الله زمام المرحلة بعدما تعرينا من ثيابنا واهدينا السيف لقطع اعناقنا الى الشرائح الأخرى التي خربت لبنان واوصلتنا الى حيث نحن اليوم، نتخبط في اوحال الفساد والفسق والسفالة والانكسارات.

رحم الله لبنان القديم والصلاة والسلام على ماضيه الجميل وعلى شعبه الهانىء وكيانه المحترم.
نجزم مهما حاولنا بأَن الخسارة وقعت لا تعوّض وبقي أَن نبحث عن بديل ما هو كيف متى أَين اسئلة برسم الغد الكفيل برد الجواب.