عبد الله الخوري/إذا خُيّرنا بين العيش المشترك والحرية، لانتقينا الحرية

44

إذا خُيّرنا بين العيش المشترك والحرية، لانتقينا الحرية
عبد الله الخوري/فايسبوك/13 نيسان/2024

نستلهم مسيرة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير بأطروحة البقاء الكياني “إذا خُيّرنا بين العيش المشترك والحرية،لانتقينا الحرية” ، كوننا في مواجهة بالغة الخطورة مع حرية التفلت والمزاج والتسيب والاستئثار والبطش، والظلم والظلامية وعدم الرحمة.

نلتزم التعبير عن إيماننا الخلاصي بشجاعة الرسل ومنارة تبشيرهم التي أنارت ظلمة المسكونة وأعتقتها من صنميتها، ليس لنعاود عن خنوع ومأربية التلطي والتشرنق بذمية فاضحة قد تفضي لا محالة إلى حتفنا المعنوي والمادي، عدا أنها تكفّن عقولنا وضمائرنا فنمسي أحياء بالجسد أمواتا بالكرامة.

نتوخى الحذر الشديد في مقاربة ما يضمر لنا أصحاب البدع المستوردة كمثل الممانعة وما جرته من ويلات وتدمير لوطن كنا خميرته ويُراد لنا اليوم أن نقبع على قارعة طريقه وهامش قراره،كمن يهوّل علينا بالأمس، “لن تكون رئاسة للجمهورية معزل عن حجم تضحيات المقاومة في الجنوب”، تلك الرئاسة لن تعدو كونها أكثر أو اقل صنمية من التي ابتلينا بها مؤخرا بعد التعطيل والمماطلة فشهدت على اغتيال لبنان الدولة والمؤسسات.

نربأ بأنفسنا عن تجرع الكؤوس المرة الواحد تلو الآخر، في الوقت الذي يجري الانقضاض المقذع على مقاماتنا وأحزابنا ومعتقداتنا ونحن نرزح تحت وطأة فقدان أعزاء لنا، بتسخيف صارخ ومؤلم كما حصل مع الاغتيال السياسي للمغدور باسكال سليمان ومحاولات تحويره إلى محاولة سرقة سيارة بتدبيج استخباراتي يستهين العقول ويزدريها.

نقارب الملمات بثقافة الحياة وحضارة القيم الإنسانية، مرآة ذلك ما صدر عن السيدة ميشلين زوجة المغدور باسكال سليمان من رسوخ إيماني مسيحي بالرجاء والقيامة، وانفة ومسؤولية بعيدا عن كيل التهم، ولاقتها دموع بطريرك مثقل بأوزار طائفته ووطنه، وآزرهم قائد القوات اللبنانية بصلابة الموقف والحضور مع ما يحمله على منكبيه من قساوة المواجهة بالموقف الرصين المتماسك.

نتطلع إلى حلول دستورية تنتشلنا من وحول المغامرات القاتلة وتضع حدودا للاستقراء بفائض القوة عن طريق السلاح وعبادة السلاح، وإعادة الجسور الإقليمية والدولية وإعادة وصل ما انقطع مع ركب الحضارة خدمة للإنسان.