واشنطن تبحث عن شريك داخل النظام السوري غير الأسد لتولي مهمة الحرب البرية ضد داعش

221

واشنطن تبحث عن شريك داخل النظام السوري غير الأسد لتولي مهمة الحرب البرية ضد “داعش”
( بغداد – باسل محمد: استدعى تقدم تنظيم “داعش” ميدانياً في سورية مقابل تراجعه بشكل محدود في العراق محادثات مهمة داخل منظومة دول التحالف العربي – الدولي التي تقاتل التنظيم, ودور مستشاريها العسكريين لتدريب وتأهيل قوات الجيش العراقي وبعض فصائل المعارضة السورية المعتدلة. وتشارك الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي في بعض جولات هذه الحوارات التي يتبادل فيها مسؤولون سياسيون وديبلوماسيون من دول التحالف بعض السيناريوهات والخيارات المضمونة لهزيمة التنظيم خلال سقف زمني معقول. وفي هذا الإطار, كشف قيادي بارز في التحالف العراقي الشيعي الذي يقود حكومة العبادي ل¯”السياسة” أن واشنطن تبحث عن شريك داخل النظام السوري غير الرئيس بشار الأسد, ليكون الشريك السياسي والعسكري لدول التحالف الدولي على الأراضي السورية بهدف وقف التقدم الميداني ل¯”داعش”, من خلال دعم هذا الشريك لبدء عملية برية موازية للعملية البرية الجارية في العراق لتحرير المدن والبلدات من سيطرة التنظيم والإسراع في القضاء على نفوذه وقوته. وقال القيادي ان التحالف الدولي يدرك ان لا قيمة ستراتيجية عسكرية لأي انتصار على “داعش” في العراق من دون القضاء عليه في سورية, مشيراً إلى أن المشكلة في سورية لا تقتصر على التقدم الميداني للتنظيم على حساب قوات المعارضة السورية المعتدلة وقوات نظام الأسد في بعض المناطق بل إن خطورة “داعش” تتعدى هذه النقطة لأن سورية باتت القاعدة الجغرافية عبر العالم والمنطقة المعنية بتجنيد المسلحين وتدريبهم وتسليحهم, وهي البلد الذي يتم فيها استقبال آلاف المقاتلين الأجانب الذين يأتون من الخارج من أوروبا وأستراليا وكندا ودول المغرب العربي ومن أي بقعة في العالم, وهؤلاء هم القوة الضاربة للتنظيم في العراق وسورية وفي الدول القريبة من لبنان. وبحسب معلومات القيادي العراقي, فإن الدول الرئيسية في التحالف لديها موقف سياسي واضح وهو عدم التعامل مع النظام السوري وقواته طالما بقي الأسد في السلطة, كما أن تأهيل المعارضة السورية المعتدلة سيحتاج خمسة أعوام على الأقل لتكون قادرة على دحر “داعش”, استناداً الى آخر التقارير الاستخباراتية الاميركية في هذا الشأن, وهو زمن مكلف وطويل, لذلك يجري البحث في سيناريو إيجاد شريك سياسي وعسكري من داخل النظام السوري للتعاون في ضرب “داعش”, كما هي الحال في العراق. وأكد القيادي أن فكرة اللجوء الى قوات عربية وتركية على سبيل المثال إلى جانب قوات المعارضة السورية المعتدلة لمواجهة “داعش” في سورية هو أمر مطروح, لكن هذه الخطوة لها تداعيات على المستوى الإقليمي لأن ايران لن تقبل بذلك وربما يفسر الموضوع على أنه محاولة مبطنة للإطاحة بنظام الأسد بالقوة, وقد تتطور الأمور إلى توتير المنطقة أكثر, وهذا لا يساعد فعلياً بالقضاء على “داعش”. ووفقاً لمعلومات القيادي, فإن الحكومة العراقية السابقة برئاسة نوري المالكي حاولت إقناع الولايات المتحدة بضرورة التعاون مع الأسد لمواجهة “داعش”, كما أن الحكومة الحالية برئاسة العبادي تحاول مجدداً في هذا الموضوع, غير ان واشنطن تعارض هذا التوجه وربما أصبح موقفها أكثر تشدداً في التعامل مع هذا الخيار, بعدما فاز الحزب الجمهوري بغالبية مقاعد الكونغرس في الانتخابات النصفية التي جرت مطلع الشهر الجاري. واستناداً إلى بعض المعطيات والتقارير الاستخباراتية, توقع القيادي أن يتم اللجوء الى أكثر من طريقة لتحصل دول التحالف الدولي على شريك سياسي وعسكري داخل النظام السوري, وبذلك تستطيع الولايات المتحدة تحقيق هدفين ستراتيجيين هما: القضاء على “داعش” والذهاب بالأزمة السورية إلى تسوية سياسية شاملة بعد سنوات من الصراع. ولخص القيادي الشيعي العراقي خيارات التحالف الدولي للبحث عن شريك من داخل النظام السوري غير الأسد بطريقتين: الأولى تتمثل بتوجيه بعض الضربات الجوية إلى القوات التي يعتمد عليها الأسد للبقاء في السلطة كقوات الحرس الخاص والحرس الجمهوري وهو عمل قد يؤدي إلى تحرك داخل المؤسسة العسكرية السورية لفعل شيء ضد الرئيس والتفاهم مباشرة مع التحالف الدولي. أما الطريقة الثانية فتتمثل بعقد صفقة سياسية مع الأسد نفسه تقوم على أساس التعاون بين الجيش السوري النظامي وبين دول التحالف الدولي لتقويض قوة “داعش”, على أن يعقب إحراز الانتصار الميداني على التنظيم, التوجه الى حل سياسي لفترة انتقالية يتنحى بعدها الأسد من السلطة من تلقاء نفسه وبشكل تدريجي, وبالتالي يعني الحل السياسي في هذه الحالة, تشكيل حكومة سورية جديدة من المعارضة المعتدلة والنظام, تكون معنية بإدارة كل شيء في سورية. –