سيمون أبو فاضل/تلكأ الموارنة وانتحروا بتحالف الأقليات .. فتحرك البابا باتجاه الإمارات والمغرب .. لحمايتهم

154

تلكأ الموارنة وانتحروا بتحالف الأقليات .. فتحرك البابا باتجاه الإمارات والمغرب .. لحمايتهم
سيمون أبو فاضل/الكلمة أونلاين/06 نيسان/19

يوما بعد يوم، تَظهر الطائفة المارونية خارج سياق التطورات والمحطات التي تشهدها المنطقة، على غرار اللقاء التاريخي الذي شهدته دولة الإمارات العربية المتحدة يوم توقيع وثيقة “الأخوة الإنسـانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك” بين البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب، وبعدها زيارة الحبر الأعظم المغرب وقوله كلاما مميزا هناك يكشف التقارب بين الأديان المسيحية والإسلام المعتدل الذي تقوده المملكة العربية السعودية برعاية ولي العهد محمد بن سلمان الذي أظهر الإسلام في صورة التعايش مع القيم الإنسانية، ثقافيا واجتماعيا، بعدما شوهت صورته التنظيمات المتطرفية وعلى رأسها القاعدة وداعش.

لقد كان مرتقبا أن تتولى الكنيسة المارونية دور التواصل بين السعودية والغرب ولا سيما الفاتيكان، نظرا لموقعها في حضن المنطقة الإسلامية ولانتشارها في الساحة الغربية حيث يكون على عاتقها إبراز دور الإسلام المعتدل.

لذلك كانت زيارة البطريرك الراعي مار بشارة بطرس الراعي في تشرين الثاني عام 2017 التي لعب دورا مهما فيها النائب السابق الدكتور فارس سعيد بعدما التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان في لقاءات ركزت على دور الكنيسة المارونية في هذا الحقل لتولي دور تبشيري على التعايش الإسلامي – المسيحي، والتأكيد أن الإسلام الذي ترعاه السعودية هو الإسلام الإنساني، وكانت يومها زيارة البطريرك الراعي إلى الرياض تاريخية، لأنها حملت دورا ورسالة تم إجهاضها من القوى المسيحية السياسية الرسمية والحزبية التي طلبت منه عدم استكمال هذا الدور كبطريريك أنطاكيا وسائر المشرق، هادفين لتطويق دوره وتحويله مرجعية تحت جناح المراجع السياسية المارونية، على غرار ما هو واقع لدى الطوائف المحمدية في علاقات رؤساء طوائفها ومرجعياتها السياسية، وفق أوساط روحية مسيحية.

وبعد فرملة دور الراعي، سياسيا وإداريا، كانت لقاءات بين مسؤولين سعوديين ومسؤولين في الفاتيكان، ومع بقية الطوائف أيضا إذ أثرت على تفاهمات لإعادة إحياء مراكز دينية في السعودية، واستكمل هذا الدور الإسلامي المتفاهم عليه بين السعودية والإمارارت ومصر، وتُرجم بتوقيع وثيقة الأخوة بعدما وطأ البابا أرض الإسلام لتستكمل بخطوات نحو المغرب في لقاء مع الملك محمد السادس، وهو المعَدّ من سلالة النبي محمد.
وفي كلا الخطوتين، لا دور لموارنة لبنان الذين كانوا رواد النهضة العربية، في وقت توجب عليهم أن يتولوا التواصل ترجمة لرسالتهم وانتشارهم في المنطقة.

لكن بدلا من أن تكون المناطق العربية حديقة خلفية، في المعنى المجازي للمسيحيين، نظرا للتطور والتقدم الذي باتت عليه هاتين الدولتين، السعودية والإمارات اللتين تحضنان مئات الآلاف من المسيحيين عدا عن إيمانهم بمنطق الدولة والمؤسسات الذي هو فلسفة مسيحية، يتجه الموارنة إلى الإنكفاء وإدخال ذاتهم في تحالفات أقلية “والإستجارة” بروسيا لحمايتهم من محيطهم كأقليات على حساب مبدأ الدولة المؤسساتية الضامنة والجيش الشرعي الحامي لجميع أنواع الوطن، بما يناقض وثيقة الأخوة التي تبنّت إبان توقيعها عدم تصرف المسيحيين على أنهم أقليات بل هم مواطنين شركاء، إذ خالفوا بذلك المنطق والشرعية الدوليين كونهما الملاذ الآمن لكل الشعوب.

في ذلك، يخسر المسيحيون فرصة ذهبية بعدما أعطتهم السعودية والفاتيكان فرصة ليكونوا شركاء في تظهير دور المنطقة والإسلام فيها.

وثمة قناعة لدى أوساط روحية بأنه على المسيحيين أن يتحركوا بسرعة ويرحبوا بقوة بالخطوات الإنفتاحية التي يبادر إليها الإسلام في السعودية وملاقاتها، بدلا من التشكيك فيها لأنه يجب احتضان هذه الأفكار واعتبارها هدفا مشتركا لما يعزز فرص العيش المتفاعل إيجابيا للديانات السماوية.