أحمد الأسعد: مجدداً، وتكراراً، تنجرف قيادات قوى 14 آاذار بكلام معسول للرئيس نبيه بري/الابتزاز بالناس

113

 مجدداً، وتكراراً، تنجرف قيادات قوى 14 آاذار بكلام معسول للرئيس نبيه بري/الابتزاز بالناس
أحمد الأسعد/01 أيلول/16

مجدداً، وتكراراً، تنجرف قيادات قوى 14 آاذار بكلام معسول لرئيس مجلس النواب، وتنزلق إلى غزل سياسي، تحاول من خلاله اقناع الرأي العام بقدرتها على جذبه أو استيعابه الى جانبها، وبتمايزه عن حزب الله.

ينمّ هذا الموقف في الواقع، عن اولوية واضحة للمصالح الضيقة لدى هذه القوى وعن سذاجة سياسية فاضحة. والمفارقة المضحكة المبكية أن الرئيس بري بات من النقاط القليلة والنادرة التي تتفق عليها كل مكوّنات ما كان يُعرَف بقوى 14 آذار!

لدى رئيس مجلس النواب قدرة على تمويه انتمائه المتجذر إلى خط 8 آذار، كما لدى قوى 14 آذار ما يكفي من الحجج الواهية من اجل تبرير هذا التحالف مع من كان يجب أن يكون ابرز المناقضين لها .

فعدى عن أن رئيس المجلس هو ركيزة اساسية في صفوف قوى 8 آذار،فإنه يناقض بممارساته مفهوم الدولة، وهو المفهوم الذي تدّعي قوى الرابع عشر من آذار النضال من اجل الوصول اليه.

لا يقتصر الأمر على أنه يحرص على البقاء دائماً تحت سقف حزب الله، بل هو في الواقع يتولى تجميل أهداف الحزب تمهيداً…لتتنفيذها وتحقيقها على الأرض.

ورغم تناقض مواقفه في غالب الأحيان، ما زالت قوى 14 آذار تغض النظر عن كل شيء بحيث يصبح تحالفها معه علنا”!!

فيدّعي مثلا” أنه يعتبر إنجاز الاستحقاق الرئاسي أولوية، ومع ذلك يربط هذا الاستحقاق بسلّته الشهيرة المتكاملة وبالتوافق على ما بعد الرئاسة.

من المستغرب حقاً أن يستعجل انتخاب رئيس ويرهنه في الوقت نفسه بشروط قد يستغرق تحقيقها وقتاً طويلاً.

إذا كان رئيس المجلس يأخذ على بعض القوى أنها تواصل الانقلاب على مختلف العناوين السياسية، فهو في الواقع يقوم بما هو أسوأ من الإنقلاب: الإبتزاز. والأدهى أنه يتسلّح بالناس في هذا الإبتزاز، فيما الناس هم أكثر من يعاني من استمرار الوضع في البلد معلّقا على كل المستويات، وفي اتجاه انحداري خطير. يريد رئيس حركة أمل أن يواجه الإنقلاب بقوة الناس، كما يقول.

هو الآخر يستخدم الناس متراساً في السياسة، فيما حليفه حزب الله يستخدمهم وقوداً لمشاريعه وحروبه.

إن الإنقلاب الحقيقي هو تجديد الثقة بمعادلة “الجيش والشعب والمقاومة” التي لا تنقلب على الدولة فحسب بل تلغيها كلياً من الوجود لصالح “دولة حزب الله”.

والإنقلاب الحقيقي هو رفض سحب سلاح ما يسمى بالمقاومة. فأي سلاح في غير أيدي الدولة ليس انقلاباً عليها فحسب، بل هو اغتيال لها.