رهبان موارنة يعملون على تأسيس دير في واشنطن، يرخون اللحى يفترشون الأرض ويصلّون بالسريانية

544

 رهبان موارنة يعملون على تأسيس دير في واشنطن، يرخون اللحى يفترشون الأرض ويصلّون بالسريانية!!!
فريق أليتيا/16 يونيو,2016

لوس انجليس /موقع أليتيا (aleteia.org/ar)أقدم رهبان يسوع ومريم ويوسف الموارنة، وهي رهبانية جديدة تابعة لأبرشية سيدة لبنان في لوس انجليس، على شراء 65 فدانا من الأراضي في كاسل روك في المنطقة الجنوبية الغربية من ولاية واشنطن. وتخضع المطرانية ،التي تتبع التقويم الشرقي وتخدم 50 ألف كاثوليكي ماروني مسجل (وغيرهم الكثير غير المسجلين) في 42 كنيسة وبعثة في غرب الولايات المتحدة، تحت سلطة المطران إلياس زيدان وهي في اتحادٍ مع روما. وقد تم شراء الأرض بغية بناء دير القلب الأقدس للموارنة الذي من المتوقع أن يستضيف، بعد انتهاء عملية البناء، مجموعة منعزلة تتألف من 20 رجل. وتُعتبر هذه الجماعة فريدة من نوعها في الأبرشية.

ويقول المطران زيدان: “نؤمن بتنوع الدعوات سواء كانت أبرشية أو دينية، فاعلة أو تأملية. من شأن تأسيس هذا الدير ان يملأ الفجوات التي كانت أبرشيتنا تعاني منها فنعكس صورة الكنيسة الكاملة.”

وأضاف المطران قائلاً: “نأمل ان يستمر الدير في الازدهار في السنوات القادمة وان يصبح واحةً للسلام ومكان مميز للتواصل مع الرب.

ويقود الأب جوناثان ديكر، البالغ من العمر ٦٦ سنة الجماعة الناشئة. ولد في عائلة كاثوليكية مارونية تقية في بلدةٍ مشهورة بالتنقيب عن الفحم في ولاية بنسلفانيا. كان الإيمان أساسياً في عائلة ديكر كما وكانت عائلته الكبيرة تضم أساقفة وكهنة وراهبات يتبعون التقليد الماروني. أراد أن يكون كاهناً منذ سنٍ صغيرة وسيم كاهناً مارونياً عام ١٩٩٧.

خدم بدايةً بصفة كاهن رعية إلا أنه شعر بدعوةٍ الى العزلة فعاش حبيساً قبل ان يُستدعى من جديد للخدمة ككاهن رعية. فخدم في كنيسة القديس شربل المارونية في بورتلاند، أوريغون مدة ٢٦ سنة وكان زملاؤه الكهنة يلتمسون منه المشورة والناس تطلب منه المساعدة في تمييز الدعوة. ويقول لييف والدرون وهو رجل علماني يساعد في الدير: “جوناثان رجل متواضع جداً إلا أنه أيقونة روحية بالنسبة لكل من يعرفه.

أسس الأب جوناثان، بالتعاون مع المطران الفخري روبير شاهين والمطران زيدان، رهبنة يسوع ومريم ويوسف المارونية في العام ٢٠١١. أجرى معه موقع Catholic World Report مقابلة حصرية:

– كيف انطلقت جماعتك؟

نؤمن بعمل الروح القدس. يتمتع الطقس الماروني بجذور رهبانية قوية ترقى الى القرنَين الثالث والرابع وأراد المطرانان شاهين وزيدان تكريس هذا التقليد في أبرشيتنا. كان لأبرشيتنا المارونية في شرق الولايات المتحدة ديراً لكن لا نحن.

أراد أساقفتنا أن نكون جماعة متأملة، متجذرة في مكان واحد، لا تخدم رعايا مختلفة. هدفنا هو عبادة اللّه والتكفير عن الخطايا والصلاة على نية الكهنة وشعب اللّه. هذه هي نقطة قوتنا، عبادة اللّه الحي بصمت، في وحدتنا حسب تقليد مار مارون والقديس شربل والقديس نعمة اللّه كساب الحرديني. كما ونقدم المشورة الروحية للرهبان والإكليريكيين.

نعيش بصمت، في جو من الوحدة ولا نترك الدير إلا عند الضرورة. نحن جديون في التعامل مع دعوتنا وفي خدمة الكنيسة. إلا أن هذه ليست أفعالنا، فنحن نمشي على خطى القديس مارون وغيرنا بدأ هذه المسيرة منذ ١٧٠٠ سنة.

ما حجم الجماعة التي تأمل تأسيسها؟

نريد رجال بعدد الذين سيرسلهم لنا الروح القدس. نأمل أن يصل عددنا الى ما بين ١٨ و٢٠ راهب إذ ان ذلك هو العدد الأقصى الذي بمقدورنا استيعابه.

هل لك أن تصف لنا يومك العادي؟

أستيقظ عند الساعة الثالثة فجراً للصلاة. قد يعود البعض للنوم بعدها إلا أننا نجتمع جميعاً بحلول الساعة الخامسة لفترة من التأمل والسجود. نحتفل بالذبيحة الإلهية في تمام الساعة السادسة والنصف. نتناول بعدها وجبة الفطور قبل البدء بالمهمات اليومية التي قد تتضمن الدراسة والعمل وتقديم المشورة الروحية.

عند الظهر، نتلو صلاة منتصف اليوم ومن ثم نكمل العمل قبل تناول وجبتنا الثانية. نتناول وجبتَين في اليوم فقط تكون الأساسية منها بعد الظهر. ندخل بعدها فترة هدوء تتبعها صلاة المساء عند الساعة الخامسة. ننهي بعدها أعمالنا، نرتاح لبعض الوقت قبل تلاوة الصلاة والخلود الى النوم بحلول الساعة الثامنة والنصف أو التاسعة.

أي نوعٍ من الثياب ترتدي؟

نرتدي الزي الأسود البسيط والإسكيم أما في أيام الحر الشديد فباستطاعتنا ارتداء لباس أبيض. نرتدي صليباً حول أعناقنا ونرخي اللحى.

ما هي بعض الفوارق بين القداس الماروني واللاتيني؟

قد تكون اللغة هي الاختلاف الأبرز. فنحن نستخدم السريانية (شكل من أشكال الآرامية) وهي اللغة التي كان يتحدث بها المسيح. كما وان الزي الذي نرتديه مختلف.

وإن شاركت في القداس، لاحظت تركيزاً كبيراً على الثالوث والروح القدس كما وأننا نحب والدة الإله حباً كبيرا. لقد كرس الشرق توازناً جيداً فلا يُقلل أو يزيد من التركيز على دور والدة اللّه. واستشهد بالقديس أفرام القائل، مريم السفينة ويسوع الكنز. نحن رهبان يسوع ومريم ويوسف، نحمل اسمها كما نحمل اسمَي يسوع ويوسف.

هل لك أن تصف لنا علاقتك بالمطران زيدان؟

نخضع لسلطته. لا يحق لنا تأسيس دير بأنفسنا نحتاج الى رعاية مطراننا. ولذلك، بعد الحصول على الموافقة الكنسية، بدأنا بتأسيس جماعتنا.

لقد قدم لنا كل من المطرنَين شاهين وزيدان دعماً كبيراً.

ما هي مواصفات الرجل الذي يريد الإنضمام الى جماعتكم؟

كل شاب أو رجل في منتصف العمر قد يناسب الجماعة اللاتينية. شخص يكون مغرماً بالمسيح ومستعد لترك كل شيء لاتباعه وليكون له. شخص يكون له دعوة لعيش العفة في مجتمعه حسب نذور الفقر والطهر والطاعة.

إن الروح القدس هو من يدعو الإنسان الى الحياة الدينية. لا نختار المسيح بل هو يدعونا وينتظر منا الـ”نعم”.

أبلغ من العمر ٦٦ سنة وأنا الأكبر سناً في جماعتي أما الرهبان الاخرين فلا يتعدى عمر أكبرهم الـ٣٤ سنة.

لماذا اعتبرتم كاستيل روك موقعاً مناسباً للدير؟

بقينا نبحث عن موقع فترة ٥ سنوات. وُهبت لنا أرض في إيداهو إلا أنها كانت بعيدة جداً. قمنا ببيعها وبدأنا بالبحث عن موقع آخر في الجهة الغربية الشمالية. اعتبر مطرانَينا ان هذه المنطقة جيدة إذ يقل فيها تواجد الكنائس وهي أكثر مناطق البلاد التي تحتاج إلينا. لطالما كان الموارنة نور العالم وجماعتنا هي مكان يستضيف عمل المسيح. وجدنا المكان في كاستيل روك وصلينا لوالدة اللّه والقديس يوسف لإرشادنا فسألنا: “أين تريدون أخذنا؟ إن الدير ليس لنا بل لإبنكما.”

تمكنا من تأمين المبلغ لشراء المكان ففعلنا. لا تُعتبر المنطقة منطقة غنية فهي واقعة في أكثر المناطق فقراً. ومنذ ومجيئنا، يستقبلنا أبناء كاستيل روك أجمل استقبال. ودائماً ما تزورنا مجموعات لمساعدتنا.

أعتقد أن قصتنا شبيهة بقصة الأم أنجيليكا. كانت صديقتي وأنا تعرفت عليها عندما كنت ساكناً في ألاباما. دعاها اللّه لتترك بيتها وتؤسس جماعة جديدة في الجنوب حيث كانت أعداد الكاثوليك قليلة.

كيف تعتقد ان الرهبان سيُدخلون الدين الى هذه المنطقة التي تفتقد الى الكنائس؟

كما أتت الكنيسة الأولى بالإيمان الى العالم: أي بقوة اللّه. نأمل أن نكون رجال صلاة، أمينين لنذورنا فنأتي بالبركات للجماعة. فكما كان توماس ميرتون يقول: سنكون أشجار تنقي الهواء بصمت.

أين تأمل أن تكون بعد عشر سنوات؟

أولاً، إن الرجال هم من يصنعون الدير لا الأبنية أو الجدران. وأشير هنا الى أننا نعيش من الهبات ونحتاج الى المساعدة لبناء الدير، نحتاج الى مكان يعيش فيه الرهبان. نعيش الآن في غرفة صغيرة وينام البعض منا على الأرض. نأمل جمع مليون دولار لبناء هذه المباني والبنى التحتية التي نحن بحاجة إليها في المرحلة الأولى من مشروعنا، ٣ ملايين دولار ستكون كافية لتنفيذ الرؤية التي لدينا للدير.

نتعلم أن نكون مزارعين ونأمل أن نتمكن يوماً ما من إعالة نفسنا. لدينا أرض قابلة للزراعة ونأمل بيع القش. نأمل أيضاً بيع بعض المأكولات مثل جبن الماعز. لدينا بعض الأبقار إلا أنها لم تبدأ بدر الأموال لنا بعد.

حالياً، نعيش من سخاء الآخرين. لم تكن الأمور سهلة إلا أن العمل في ميدان اللّه ليس بالسهل أبداً. إن قرأنا تاريخ الكنيسة، نجد ان كل رهبنة ترتب عليها حمل صليب ما.

هل تقبلون النوايا والزوار؟

نعم، نستقبل النوايا من كل أنحاء العالم. وبريدنا الإلكترونيmaronitemonks@gmail.com

ونعم، باستطاعة الناس زيارتنا. يدخلون ويجلسون في مؤخرة الكنيسة عندما نصلي. باستطاعتهم الإنضمام إلينا خلال القداس وتلاوة الوردية والمسبحة.

نلقي عليهم بعدها التحية إلا أننا رهبان ونميل الى البقاء بعيدين عن العالم علماً ان في صفوفنا بعض العلمانيين الذين يساعدوننا في الفلاحة وإدارة الموقع الإلكتروني والطبخ ولذلك باستطاعتنا استضافة الزوار. لا أتصور كيف كانت لتكون حالنا دون العلمانيين. نحن ممتنون على المساعدة التي نحصل عليها “فيد واحدة لا تصفق”.