المدن: مخالفات بالجملة: مئات الأصوات لم تحتسب لبيروت مدينتي/صناديق بيروت.. الفوز للبيارتة والأرقام لبيروت مدينتي

162

 مخالفات بالجملة: مئات الأصوات لم تحتسب لـ”بيروت مدينتي
وليد حسين/المدن/ الإثنين 09/05/2016

يُسجَّل على وزارة الداخلية تراجعاً ملموساً في إدارة العملية الانتخابية، ويُسجّل أيضاً عدم جدّيتها في تحضير الأقلام وتدريب هيئات الأقلام ومتابعة سير العملية وصولاً إلى إعلان النتائج. ففي حين أعلن الرئيس سعد الحريري فوز “لائحة البيارته”، ما زالت أصوات لائحة “بيروت مدينتي” إلى ارتفاع في جولة إعادة الفرز في لجنة القيد في “البيال”.
وقد أشارت مصادر “بيروت مدينتي” لـ”المدن” إلى وجود أصوات تقدّر بالمئات لم تكن مُحتسبة في مرحلة الفرز الأولى في مراكز الاقتراع. إذ تبيّن لدى إعادة فتح المغلّفات التي جُمعت فيها قسائم الاقتراع، أنّ هناك أصواتاً كثيرة لم تكن مُحتسبة. حتى أنّ بعض المغلفات كُتب عليها صفر أصوات للائحة “بيروت مدينتي”، في حين كانت تحوي عشرات الأصوات لمصلحة الأخيرة. وعلى سبيل المثال، بعض المغلفات التي تحتوي على 100 مقترع سُجّل عليها 65 صوتاً لـ”لائحة البيارته” ولا شيء لـ”بيروت مدينتي”، ومرد ذلك بحسب المصادر، إلى أنّ بعض هيئات الأقلام لم تكن مدرّبة بالشكل الكافي لأداء مهمتها. وبمعزل عما إذا كانت هذه الأرقام تؤدّي إلى إمكانية خرق قد تحدثه اللائحة، يبقى أن القيّمين على العملية الانتخابية لم يؤدوا وظيفتهم كما كان متوقعاً.
وكانت “الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات- لادي” قد أوردت في تقريرها، الإثنين، رصدها العديد من الخروقات التي بيّنت “التعاطي غير الجدي لوزارة الداخلية مع العملية الإنتخابية ككل (عدم جدية في تحضير الأقلام، وتدريب هيئات الأقلام، ومتابعة سير العملية، ونظم محاضر الفرز). وقد أوردت أيضاً مشاهدات موثّقة بالصور لصناديق الاقتراع وهي تصل إلى مراكز الفرز في لجان القيد العليا من دون مواكبة أمنية، كما تمّ رصد العديد من المغلّفات غير المختومة والأوراق الممزّقة ومحاضر الأقلام الفارغة او غير الموقّعة من كامل أعضاء هيئة القلم، وهذا مخالف للمادة 98 من قانون الانتخابات 25/2008. وبمعزل عما إذا كان يحق للحريري أو غيره إعلان فوزه قبل الإعلان الرسمي من جانب وزارة الداخلية بموجب المادة 101 من القانون، يُسجل لهذه الانتخابات التي لطالما انتظرها اللبنانيون أنها جرت على وقع الرشى وشراء الأصوات واستخدام المال السياسي وخرق القوانين المرعيّة الإجراء والإنتهاكات بالجملة للقانون والمبادئ العامة لديمقراطية الانتخابات.
وإذا كان يوم الاقتراع قد وصف بالهدوء العام من الناحية الأمنية، باستثناء الإشكاليات المتفرقة التي حدثت في عددٍ من المناطق، إلا أنه شهد العديد من المخالفات التي تطعن بديمقراطية الانتخابات ونزاهتها، ليس أقلّها حالات الرشى وشراء الأصوات. فضلاً عن خرق ممثلي قوى السلطة مبدأ الصمت الانتخابي عشية الاقتراع بتصريحات دعت إلى الاقتراع لـ”لائحة البيارته” في العاصمة، كنوع من “التكليف الشرعي” للمناصرين. فقد تسابق هؤلاء خلال اليوم الانتخابي على تسجيل خروقات أكثر لهذا المبدأ الأساسي في نزاهة وشفافية العملية الانتخابية. أمّا وزارة الداخلية فلم تصدر تعميماً لتطبيق المادة 73 من قانون الانتخابات 25/2008 المتعلق بالصمت الانتخابي. علماً أن هذا التقاعس لا يعفي جميع القوى السياسية، من مسؤوليتها أمام القانون والرأي العام على السواء.
ولم يكتمل الانتخابي، الإثنين، من دون تسجيل مخالفات وصلت إلى حد تدخل هيئات القلم بحرية الناخبين، بل شهد أيضاً تحويل بعض مراكز الاقتراع إلى ماكينات انتخابية لبعض القوى السياسية وحجز بطاقات الهوية… وقد أشار تقرير “لادي” إلى “ارتفاع ملحوظ، مقارنة مع انتخابات 2010، في نسبة المخالفات بشكل عام”. فبينما رصدت الجمعية 314 مخالفة في بيروت والبقاع في العام 2010 وصل العدد إلى 647 مخالفة في هذه الدورة.
لم ينتهِ الفرز إلى حين كتابة هذه السطور، وإن كانت النتيجة محسومة لمصلحة لائحة السلطة، لكن شرف المحاولة التي قامت بها “بيروت مدينتي” سيُسَجَّل في تاريخ الانتخابات اللبنانية، كما سيُسجِّل التاريخ عودة صورة التسيعنيات التي اعتقد اللبنانيون أنها ولّت إلى غير رجعة في سجل الدولة اللبنانية.

صناديق بيروت.. الفوز لـ”البيارتة” والأرقام لـ”بيروت مدينتي”
المدن – سياسة | الإثنين 09/05/2016
صناديق بيروت.. الفوز لـ”البيارتة” والأرقام لـ”بيروت مدينتي” تقدم “بيروت مدينتي” في الأشرفية يصدم “المستقبل”
رغم إعلان تيار “المستقبل” فوزه في بيروت بلائحة “البيارتة” وبكامل أعضائها، إلا أن أرقام عملية الفرز المستمرة في “البيال”، تشير إلى معركة قوية، وإلى أن الفوز لم يكن سهلاً على “المستقبل”، خصوصاً بعدما تبين أن “بيروت مدينتي” نجحت في تحقيق خرق كبير في الأشرفية تتضارب نسبه حتى الساعة، كما حققت نسبة جيدة جداً في الصناديق المحسوبة على الطائفية الشيعية في الباشورة وزقاق البلاط، وجيدة في الصناديق المحسوبة على الطائفة السنية في المزرعة والمصيطبة.
وبعيداً من تفاصيل الأرقام في انتظار إعلانها، تركت مفاجأة الأشرفية أثراً واضحاً على لائحة “البيارتة”، خصوصاً أن الرئيس سعد الحريري تدخل مراراً قبل إنطلاق عملية الإقتراع وخلالها، في اتصالات مباشرة، لحث “التيار الوطني الحر” وحزبي “الكتائب اللبنانية” و”القوات اللبنانية” على الإلتزام بالإقتراع للائحة كاملة.
ورست نسبة المشاركة غير الرسمية على 20.14% هذا العام، مقارنة مع 18.4 في العام 2010، أما على صعيد الدوائر فقد بلغت 20% في الدائرة الأولى (الأشرفية، الرميل والصيفي)، 18% في الدائرة الثانية (الباشورة، المدور والمرفأ) و23% في الدائرة الثالثة (المزرعة، المصيطبة، زقاق البلاط، دار المريسة، ميناء الحصن ورأس بيروت).
وعلمت “المدن” أن “بيروت مدينتي” حققت تقدماً في الدائرة الأولى، فيما حققت لائحة “البيارتة” تقدماً في صناديق المدور فقط، وذلك بسبب التزام حزب “الطاشناق”، خصوصاً أن هذا الحي يشكل فيه الأرمن أكثرية مطلقة.
إضافة إلى التعاطف الكبير الذي نالته “بيروت مدينتي” في الأشرفية، الرميل والصيفي، إلا أن أنصار “القوات” و”التيار الوطني الحر” و”الكتائب” عمدوا إلى “التشطيب” او حتى الإقتراع للائحة “بيروت مدينتي” كاملة، وهو ما أمن تقدمها على حساب لائحة “البيارتة”.
الأرقام أيضاً في صناديق زقاق البلاط والباشورة بدت لافتة، خصوصاً أن الصوت الشيعي الوزان في هذه الأحياء، يبدو أنه صب بنسبة لا بأس بها لمصلحة “بيروت مدينتي”. وفيما تؤكد مصادر “المدن” أن “حزب الله” لم يعمم على أحد الإقتراع لمصلحة هذه اللائحة، إلا أنها أكدت أيضاً أنها لمست تعاطفاً مع لائحة الوزير السابق شربل نحاس، وتصويتاً لمصلحة “بيروت مدينتي” من منطلق “النكاية” بتيار “المستقبل”. وتشير المعلومات الأولية إلى تحقيق “بيروت مدينتي” نسبة لا بأس بها في صناديق المزرعة ورأس بيروت والمصيطبة ذات الأغلبية السنية.
هذا الواقع، دفع الرئيس سعد الحريري، خلال احتفاله بنصر لم يعلن بعد، إلى انتقاد “الحلفاء” بحدة، عندما أشار إلى أن عنوان المناصفة “لم تفهمه بعض القوى السياسية ولم تقدره ولم تكن بمستوى ثقتكم بها”، مضيفاً: “يبدو أن البعض أحب اأن يشارك بالترشّح على لائحة البيارتة والانتخاب للائحة ثانية، وهناك حلفاء فتحوا خطوطاً لحساب مرشحين من خارج اللائحة، بشكل كان من الممكن أن يهدد المناصفة، وهذا أمر لا يشرف العمل السياسي ولا العمل الانتخابي”.
وبدا الحريري هادئاً على عكس الأسبوع الماضي، خصوصاً عندما توجه إلى “الناخبين الذين أعطو أصواتهم إلى لوائح أخرى وبشكل خاص بيروت مدينتي”، مشيراً إلى أنهم “جزء من نسيج بيروت الاجتماعي والمدني والثقافي والشبابي، وقد قمتم بعمل ديمقراطي مشكور وحافظتم على طبيعة نظامنا السياسي”.