محمد جواد: وهزمت الأحزاب وحدها.. ميريام سكاف: المسيحيّ الأقوى/ميشال قنبور: لم تنجح حرب الالغاء في زحلة

188

 وهزمت الأحزاب وحدها.. ميريام سكاف: المسيحيّ الأقوى
محمد جواد/جنوبية/ 9 مايو، 2016

ميريام سكاف المرأة الحديدية المسيحية، والتي أثبتت عن جدارة أنها الأقوى بين الأقطاب المسيحية الأربعة. حيث لم يستطعوا الفوز عليها مجتمعين إلا بفارق بضع مئات من الأصوات.
طبل ميشال عون وسمير جعجع وسليمان فرنجية وأمين الجميّل، طبلوا رؤوس المسيحيين والمسلمين واللبنانيين والعرب، بأسطورة “المسيحيّ القويّ”. واتفقوا، في دارة راعي الموارنة وبطريركهم، بشارة الراعي، على انّهم “الأقوى”.
لا بأس. لكن بالأمس، ميريام سكاف هزمت الأحزاب وحدها. نعم ربما خسرت بفارق ألف أو ألفي صوت. لكن في زحلة، كل الأحزاب المسيحية لم تستطع أن تفوز بفارق أكثر من بضع مئات من الأصوات. قد لا تزيد عن أصوات عائلة زحلاوية واحدة.
كل الأحزاب المسيحية في لبنان تتفوّق على ميريام سكاف، وحدها، بعائلة واحدة.
ميريام سكاف، والحال هذه، هي “المسيحيّ/ة” الأقوى. المرأة الحديدة. المارونية التي يمكنها أن تطالب بضمّها إلى “لائحة الأربعة”. الكاثوليكية المستجدّة التي تخلّت عن مارونيتها لتحمي “بيتها” العائلي والسياسي، في عاصمة الكثلكة. لتحمي “مقعداً نيابيا” كان لزوجها، وتريده لأولادها. لتبقي “بيت إيلي سكاف” مفتوحاً.
أليست العائلة و”البيت” هما الأساس في التقليد المسيحي؟ الأب والابن والروح المقدّسة. وبينهما ميريام. المرأة التي حاولت الأحزاب صلبها، وخرجت من الهزيمة منتصرةً.
تحية إلى المسيحيّ/ة الأقوى. تحيّة إلى ميريام سكاف.

 

لم تنجح حرب الالغاء في زحلة
!!!ليبانون ديبايت – ميشال قنبور/09 أيار/16

ان “المصالحة التاريخيّة” التي سعت “القوات اللبنانية” الى تحقيقها وقلبت فيها الموازين بعد تبنيها ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، راميةً وراءها ذكريات الماضي والحروب والدماء والشهداء، لم تكن إلّا عبارة عن طي صفحة وحيدة من الماضي، من دون أن “تقلب” كتاب التاريخ المسيحي الحديث الموشّح بالسواد والملطّخ بالدم.

فالقوات التي إعتقدنا أنها وضعت مصلحة المسيحيين فوق كل إعتبار، وتفاهمت مع القوّة المسيحيّة الأكثر تمثيلاً، بهدف الحِفاظ على وحدة الطائفة، غاب عن بالها كُتلةً سياسيّةً لها وزنُها وثقلُها في عاصمة “الكثلكة” زحلة، أعطت الكثير للمدينة، فإستكتر الحزب عليها أن تُمثّل بما يُناسِب حجمها الشعبي في المجلس البلدي، وبذلك تتمثّل جميع القوى المسيحية في أكبر مدينة مسيحية في الشرق بمشهدٍ جامع يا ليتنا نراه في الإستحقاق الرئاسي. فما كان من رئيسة “الكتلة الشعبية” السيّدة ميريام سكاف، سوى أن أعلنت التمرّد وخوض المعركة وحيدةً بوجه الأحزاب المسيحية، بعدما إعتبرت انه في اعطائها 5 مقاعد فقط إهانة لشريحة كبيرة من الزحليين، وضعوا كل ثِقتهم بها منذ وفاة الراحل الياس سكاف، للدفاع عن أبسط حقوقهم. وهكذا حصل.

بالأمس، بدأت المعركة وإستُخدمت فيها كافة “الأسلحة المعنويّة” المُباحة وغير الشرعية للضغط على أبناء المدينة، لكن “الزحليين” وحدهم يعلمون الحقيقة كما هي. واليوم، أُعلن عن النتائج الأوليّة وسجّل فوز مرّ بطعم الخسارة للأحزاب المسيحية في زحلة. حيث أن نسبة الأصوات العالية التي حصلت عليها “الكتلة الشعبية” فاقت كل التوقعات، فتقدمت فيها على لائحة زحلة تستحق المدعومة من الوزير السابق والنائب نقولا فتوش، ولامست أرقامها حدود الاحزاب المسيحيّة مجتمعةً. وهذه النتائج، تطرح علامات إستفهام كثيرة حول إستطلاعات الرأي بعد “تفاهم معراب” والتي قيل لنا بعده أن 86% من الشارع المسيحي يؤيّد التيّار والقوّات، وهو ما إنعكس في إنتخابات زحلة البلدية، حيث لم يستطع حلف “التيّار – القوات” المُطعّم بأحزاب مسيحية أخرى أن يحقق فارق كبير على سكاف التي تمكنت وحيدةً أن تقارعهم وهو ما يعتبر إنتصاراً معنوياً يُسجل لها.

وينطبق على تحالف الأحزاب المسيحيّة في زحلة مثل “اللي بيتو من زجاج ما بيرمي الناس بحجارة”، حيث أن هذه الاخيرة رمت “الكتلة الشعبية” بالحجارة، متهمة إياها بالاقطاع، ومعلنة الحرب عليها تحت عنوان “التجديد، وإعطاء الفرص لأسماء جديدة، والحد من إنتقال الزعامات ضمن البيت الواحد”، بيد أنّ الأحزاب المسيحية تناست أنها ذو نهجٍ وأسلوبٍ وممارسةٍ إقطاعية حتى في مداورة السلطة وعليها الإنتباه من محاولة رشق إرثها، والسؤال هنا: هلّ أن ما يحق لـ”حزب الكتائب” وآل الجميّل لا يحق لغيرهم، وهل أنّ التوريث في “التيار الوطني الحرّ”، يختلف بمفاهيمه عن مفهوم الإقطاع الذي ينادون بإلغائه؟، وهلّ ننسى في القوات كيف إستمرّت المرجعية في “بيت الحكيم” وكيف تم إقصاء كل من عارضها وهم من الحزبيين القدامى إلى أن خرج “جعجع” من السجن؟.

وانطلاقاً من الأرقام، ومن النسبة العالية التي حازت عليها الكتلة الشعبية، يجب إعادة الإعتبار لمفهوم “الأربعة الأقوياء”، فهناك حقيقة لا مفرّ منها على الرغم من إعلان الجهة الفائزة، وهي أن سيّدة واحدة إستطاعت ان تنافس ثلاثة أحزاب ووصلت حتى مقاربتهم في الأرقام.

وفي الختام، كيف للأحزاب المسيحية التي تتغنى بالديمقراطية، أنّ تلغي وتقصي مكوناً أساسياً في الشارع المسيحي، لأحقاد وخلافات قديمة، للتفرّد في الحكم، وهي التي ترفع شعار حقوق المسيحيين. وهل إستعادة الحقوق يكون بالغاء “الكتلة الشعبية” التي تكتسب تمثيلاً قوياً في الشارع الزحلي؟!