رابط فيديو تقرير للصحافي علي حمادة من موقع النهار العربي عنوانه: إيران القنبلة قريبة جداً واجتياح رفح مستمر/مع مقالته الجديدة: طارت الصّفقة والحرب مستمرّة

50

رابط فيديو تقرير للصحافي علي حمادة من موقع “النهار العربي” عنوانه/إيران: القنبلة قريبة جداً واجتياح رفح مستمر/مع مقالة جديدة: طارت الصّفقة والحرب مستمرّة
هل سيصدر المرشد الإيراني علي خامنئي فتوى يشرع فيها السلاح النووي؟

/10 أيار/2024

غزة: طارت الصّفقة والحرب مستمرّة
علي حمادة/النهار العربي/10 أيار/2024
فشلت الجولة الأخيرة من المحادثات الخماسية التي ضمت في القاهرة كلاً من إسرائيل، حركة “حماس”، الولايات المتحدة، قطر ومصر. وفشلت المساعي الأميركية التي تكثفت مع وصول مدير “وكالة الاستخبارات المركزية” الأميركية بيل بيرنز إلى المنطقة يوم السبت الماضي، حيث غادر العاصمة المصرية صباح يوم أمس من دون أن تتحدد معالم المرحلة المقبلة من المحادثات بشأن هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. وبالطبع سارعت إسرائيل إلى الإعلان عن فشل الجولة من مسؤول كبير أكد ذلك قائلاً: “إننا نعتبر محادثات القاهرة بشأن الهدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن منتهية”.
وبدا واضحاً أن بصيص النور الذي تراءى مطلع الأسبوع بعدما أعلنت حركة “حماس” عن موافقتها على المقترح المصري مع تعديلات تبخر بسرعة قياسية مع رفض إسرائيل التعديلات التي ربطتها “حماس” بالمقترح، ومباشرة القوات الإسرائيلية المتمركزة على تخوم مدينة رفح بالتقدم نحو المعبر واحتلال المناطق المفتوحة المحاذية للأحياء السكنية. لكن العملية البرية الكبرى لم تبدأ بعد نظراً للضغوط الأميركية التي تمارس على حكومة بنيامين نتنياهو حيث أوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأدميرال جون كيربي “أننا اقتراحنا على إسرائيل طرقاً أخرى لإلحاق الهزيمة بحماس لا تتضمن اجتياحاً برياً في رفح والمحادثات مستمرة”.
وعلى الرغم من إعلان الإدارة الأميركية عن تعليق تسليم بعض الأسلحة والذخائر لإسرائيل لم يتغير الموقف الإسرائيلي، وإن يكن ارتفع منسوب التوتر داخل حكومة الحرب مع تسريب صحيفة “معاريف” ليلة أمس أخباراً مفادها ان كلاً من عضوي مجلس الحرب بيني غانتس وغابي أيزنكوت يخططان لترك الحكومة قريباً.
ما سبق يفيد بأن النافذة الزمنية فتحت من جديد أمام إسرائيل لكي تحقق “إنجازاً” في رفح. لكن واشنطن تحاول أن تأخذ مسافة عن إسرائيل بالقدر الذي يمنحها قدرة تخفيف الانتقادات الخارجية والاهتزازات الداخلية، لا سيما في ما يتعلق بالمعركة الرئاسية الصعبة التي يخوضها الرئيس جو بايدن. لكن المخاطر كبيرة إذا ما اجتاحت تل أبيب رفح حيث يتجمع اكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني يجعل من المستحيل أن تدار معركة الاقتحام من دون أن تقع خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين. وللدلالة إلى حراجة الموقف نشير اإلى أن الخسائر بين المدنيين الفلسطينيين في رفح بين يومي الاثنين والأربعاء الفائتين كانت كبيرة حيث سقط 109 أشخاص وأصيب أكثر من 290 آخرين. ومن هنا صعوبة موقف الإدارة الأميركية الممزقة بين خيارها الاستراتيجي بدعم إسرائيل ومساعدتها على تحقيق نصر واضح على حركة “حماس”، وبين الكلفة المعنوية والسياسية والجيوسياسية للحرب التي تخوضها إسرائيل بمستوى عنف كبير منذ أكثر من سبعة أشهر. طبعاً تمثل فكرة التحدي الوجودي لإسرائيل أساساً لفهم سلوك حكومة بنيامين نتنياهو التي لم تنجح كل المحاولات السياسية الداخلية والضغوط الأميركية في إسقاطها بسبب توافر أكثرية إسرائيل تجنح نحو اليمين، معتبرة أن ما حصل في السابع من أكتوبر 2023 هو أكبر ضربة تتلقاها إسرائيل منذ إنشائها عام 1948.
ويذهب بعض غلاة القادة السياسيين إلى تسمية الحرب على غزة بـ”حرب الاستقلال الثانية”. من هنا تجرؤ رئيس الوزراء الإسرائيلي على الرئيس الأميركي ورده على انتقاداته والضغوط التي يمارسها، وخصوصاً عبر القرار الأخير بتعليق تسليم بعض الأسلحة الأميركية لإسرائيل بقوله “إذا كان علينا أن نقف وحدنا فسنبقى وحدنا وسنقاتل بأظافرنا”.
استنتاجاً، حرب غزة مستمرة. ومحاولة اقتحام رفح مستمرة وإن بأساليب معدّلة. والهدف النهائي لكل من إسرائيل وأميركا هو هزيمة حركة “حماس” أياً تكن الاعتبارات وبصرف النظر عن اليوم التالي.