الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون ‘للبنان 360’ بمناسبة 7 ايار: نعيش تحالف السلاح والفساد ضد مشروع الدولة

278

الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون ‘للبنان 360’ بمناسبة 7 ايار : نعيش تحالف السلاح والفساد ضد مشروع الدولة
نهلة صفا/موقع لبنان 360/08 أيار/16

معارض شرس لحزب الله وسلاحه ، ومقاوم بكلمته وعمق ثقافته واتساع نظرته التحليلية ، لمواقف هذا الحزب ونشاطه وأهدافه ومشروعه من الألف الى الياء ، فهذا الحزب يلفت الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون يقيم دويلته الخاصة ، يهيمن على البلاد والعباد ، يعطل ، يصادر هيبة الدولة ويضرب بقراراتها عرض الحائط ، ولا يتورع عن نسب كل ذلك الى فعل المقاومة وحقها الالهي ..

نحن اليوم في السابع من ايار وفي ذكرى مرور ثماني سنوات على هذا الحدث الاسود ، حدث لا نزال نعيش تداعياته التسلطية حتى اليوم .. وفي هذه المناسبة طبيعي ان يتحدث الوزير بيضون ، فكان لموقع “لبنان 360” معه هذا الحديث ..

يرى الوزير بيضون أن 7 أيار هو يوم عار على حزب الله وكل اطراف 8 آذار التي أرسلت ميليشياتها في عملية انقلابية إرهابية لاخضاع العاصمة بيروت والجبل وتاليا اخضاع كل التيارات السياسية السيادية والتي ترفض الوصاية الخارجية على لبنان.

ويقول ، ماحصل في 7 أيار كاف لوحده لتصنيف هذه الميليشيات كمنظمات إرهابية نظرا لما قامت به في العاصمة من جرائم قتل وتدمير بحق احياء سكنية ومواطنين آمنين, لكن الأهم هو استعمال حزب الله سلاحه في الداخل وضد مواطنين عزل ولغايات فرض سياسته ورؤيته على البلد مما انهى كل أنواع البروباغندا السياسية عن المقاومة ودورها. صارت المقاومة مكشوفة لأنها لم تعد سوى سلاح الفوضى والإرهاب والانقلاب وأثبتت الاحداث لاحقا بعد تمرغ هذا السلاح في الوحول السورية ان المقاومة ليست ابدا من مهمات هذا السلاح بل مهمته الأساسية تدعيم سلطة وتسلط ايران وولاية الفقيه على المنطقة وعلى لبنان تحديدا من خلال رفع شعار “فلسطين” للتغطية على جرائم الأنظمة بحق شعوبها وفشلها في تأمين الحد الأدنى من الكرامة لهذه الشعوب.

ويضيف ، 7 أيار كان اعلانا بتحول حزب الله الى استعمال القوة الضارية ضد المدنيين أي العودة الى جذوره الإرهابية ، واذا من بلد اختبر إرهاب الميليشيات لها ، فهو لبنان قبل أي بلد آخر ، لانه ابتداء من 7 أيار ووقوف القوى العسكرية والقضاء في حالة شلل وغير قادرة على الدفاع عن المواطن وحقوقه وغير قادرة على محاسبة القاتل والمجرم واللصوص ، فإن الدولة كلها ومشروعها انتهت ، وسقط الدستور والقانون وارتفع السلاح عنوانا لارهاب يعيشه البلد منذ 8 سنوات.

سلاح الميليشيا اسقط مشروع الدولة ، يقول الوزير بيضون ، واسقط لبنان في الفراغ المؤسساتي والانهيار الاقتصادي والعزلة العربية والدولية، ورغم محاولات 14 آذار وغيرها بالقيام بتسويات مع 8 آذار لإعادتها الى مشروع الدولة الا ان هؤلاء تمادوا اكثر فأكثر في تهديم المؤسسات ونشر الفوضى وضرب الاقتصاد ولم يلتزموا ببنود اتفاق الدوحة رغم انه اعطاهم الكثير خلافا للدستور ووصلت بهم الغطرسة الى تشكيل حكومة موالية لهم بالكامل، دمية حقيقية لكنهم اكتشفوا انهم عاجزون عن تأمين الحد الأدنى من الاستقرار للبلد وهم اليوم يضعون لبنان كله على مذبح الدفاع عن نظام الاستبداد والفساد في سوريا.

ويتابع الوزير بيضون ، ايران نفسها انتفضت خصوصا في الانتخابات الأخيرة ضد نظام ولاية الفقيه وضد سياسات هذا النظام التي افقرت وعزلت الشعب اليراني عن العالم ورغم ذلك لا يزال حزب الله يأخذ لبنان الى طاعة الولي الفقيه ويتابع الحرب على الشعب السوري مرتكبا ابشع جرائم الحرب وجرائم التطهير المذهبي ولا رادع له لأن مؤسسات الدولة كلها تقع تحت الإرهاب او الفساد. وما يعيشه لبنان اليوم هو تحالف السلاح والفساد ضد مشروع الدولة والمواطن اللبناني الذي يبقى اسير زعامات لا تمتلك أي حلول وعاجزة عن مواجهة أي استحقاق، لا يشغلها سوى الفساد وزيادة الثروات وتضخم النفوذ على حساب الدولة والشعب اللبناني الغير عظيم لأنه فقد كرامته امام فجور السلاح والمذهبية والفساد.

اما اللبنانيون الشيعة ، يقول بيضون ، فهم في الأغلبية مع وطنهم ومع قيام الدولة ومع الدستور والقانون وليسوا مع وصاية ايران او الحرس الثوري او ولاية الفقيه، لكن مع غياب الحد الأدنى من مؤسسات الدولة خصوصا الامن والقضاء يصبح هؤلاء خاضعين للاستبداد وللارهاب وغير قادرين على المواجهة ومع الأسف قامت ثنائية الفساد والسلاح لتعلن نفسها ممثلة لشيعة لبنان وهؤلاء منها براء لأن التشيع مسار تاريخي من الانتفاض ضد الظلم والإرهاب ولأجل الإصلاح بينما هذه الثنائية لم تترك شيئا من جرائم الفساد وجرائم السلاح الا وارتكبته. فاللبنانيون الشيعة اليوم لديهم مخاوف كبيرة من كوارث السياسة الإيرانية على لبنان وعلى مستقبلهم في لبنان لأن هذه السياسة _ أي زرع وتمويل الميليشيات المذهبية _ هي نقيض للعيش المشترك التي تطلب بناؤه عشرات السنين ، كذلك هم يرفضون اليوم صورة “الشيعي البشع” التي تمثلها ايران ونظام ولاية الفقيه ويريدون قبل أي شيء آخر الحفاظ على اوطانهم من التفتيت المذهبي والحفاظ على العيش المشترك في اطار اتفاق الطائف الذي هو الميثاق الوطني والذي يمثل مسارا انتقاليا الى دولة المواطنة وحقوق الانسان.

حزب الله ، يختم بيضون ، يريد ان يفرض في لبنان صيغة ازدواجية مثل صيغة ايران أي ثنائية جيش وحرس ثوري ضمن ثنائية دولة ومرشد ، والكلمة الأخيرة تبقى للمرشدوليس للدولة ، وهذه الصيغة تجعل من الميليشيا حاكمة للدولة والدولة خاضعة للشخص وليس للدستور ، ونحن نعيش هذه الصيغة منذ 7 أيار 2008 وهي صيغة أدت الى انهيار الدولة والاقتصاد والقيم، وادت الى تحول الحزب وسلاحه الى عامل فوضى هائلة في البلد والى فرق موت في سوريا والى عمليات إرهاب وتبييض أموال في الخارج ، ولا يمكن لأي مؤتمر حواري او تأسيسي ان يشرع هذه الفوضى وهذا الإرهاب.