منير الربيع: حزب الله يحاول التأقلم مع واقع العقوبات/سامي خليفة: رسائل إسرائيلية لحزب الله من الجولان

216

“حزب الله” يحاول التأقلم مع واقع العقوبات!
منير الربيع/المدن/الأحد 24/04/2016

تحولت العقوبات الأميركية مع بدء سريانها ضد “حزب الله” إلى واقع يدفع حكماً إلى محاولة البحث عن طريق للإلتفاف حولها، من أجل إفراغها من مضمونها، وعلى الرغم من أن ذلك يبدو مستحيلاً، إلا أن الحزب يحاول قدر الإمكان التخفيف من تأثيراتها ونتائجها. يعتبر “حزب الله” ان الضغوط التي تفرض عليه، هي بهدف التأثير على خياراته السياسية، وبالتالي استدارجه واجباره على الموافقة على التسويات في المنطقة، كما ان كل هذه الاجراءات تصب في صالح دول الخليج واسرائيل، سواء كان ذلك الآن أم على المدى الطويل. الكثير من المخصصات المالية لـ”حزب الله” توقفت منذ فترة، هذا لا يعني أنها لا تصل من طهران، لكن الحزب لا يصرفها كما كان يفعل سابقاً، بسبب الضغط المالي الذي يتعرض له. تحمل هذه المخصصات اسماء محددة ومرمزة مثل “هدية القائد”، “ولادة الأمير”، “هدية التحفيز”، وهدايا اخرى لها علاقة بالمباركة للنشاط السياسي والعسكري للحزب. وتفيد معلومات “المدن” أن كل هذه الهدايا توقفت بشكل عام، لتستمر فقط التحفيزات المالية للنشاطات العسكرية. لا يتوقع “حزب الله” ان تخف هذه الضغوط قريباً، ويعتبر انها ستطول وستصبح اكثر قسوة، وذلك الى حين الوصول الى تسويات سياسية لأزمات، لكنه يوافق على أن العلاقة بين الولايات المتحدة الاميركية وايران في أفضل احوالها، وتسير بشكل سلس جداً.
عند السؤال عن الازدواجية في الموقف الاميركي حيال ذلك، بمعنى انه في الوقت الذي ترفع فيه واشنطن العقوبات عن ايران، على خلفية الإتفاق النووي، تشددها على ذراعها الاقوى في المنطقة، لا يعتبر الحزب وفق مصادره ان هذا يدخل ضمن الازدواجية الاميركية في التعاطي، وعلى الرغم من سلاسة العلاقة بين طهران وواشنطن، الا ان استمرار الضغط على الحزب مطلب اميركي ثابت، لا بل حاجة للضغط على ايران سياسياً. لن تقتصر العقوبات عند هذا الحدّ، لا بل ستتوسع اكثر فأكثر، خصوصاً ان هناك العديد من الاسماء التي ستظهر، واللائحة وفق ما تشير معلومات “المدن” كبيرة جداً، لا بل لوائح تتضمن شركات لأشخاص في هونغ كونغ وافريقيا وايضاً في لبنان. تأتي هذه التطورات في وقت اصبحت فيه المصارف اللبنانية تقاطع “حزب الله” واي شخص له علاقة به، اضافة الى قطعها مع اي شخص يتعاطى مع اي مؤسسة مالية او مصرفية قريبة من “حزب الله”، كمؤسسة القرض الحسن، اضافة الى وضع اشارة سلبية على بنك صادرات ايران، وهذا نوع جديد من الضغوط ليس على الحزب ومموليه فحسب، لا بل على بيئته بهدف تجفيف كل مصادر التمويل. وتكشف مصادر قريبة من الحزب لـ”المدن” أن البحث عن سبل لمواجهة هذه العقوبات جارية، ان على الصعيد السياسي او القانوني عبر التحضير لاقتراحات قانونية تجنّبه ذلك، بالتعاون مع مصرف لبنان تحت عنوان ان ذلك قد يهدد القطاع المصرفي اللبناني، بدءاً من خرق السرية المصرفية، وصولاً الى سحب العديد من رؤوس الاموال.

 

رسائل إسرائيلية لـ”حزب الله” من الجولان!
سامي خليفة /المدن/الأحد 24/04/2016
بعد إنهاء الجيش الإسرائيلي المناورات العسكرية للواء الاحتياطي من لواء المظليين في سفوح الجولان القريبة من مزارع شبعا اللبنانية، والتي تخللها زيارة رئيس الوزاء بنيامين نتنياهو إلى الجولان وإقراره بتنفيذ عدة غارات ضد حزب الله في سوريا و بعدها الإجتماع الوزاري الأول من نوعه في الجولان أشعلت هذه التطورات  جدلاً حامياً في تل أبيب. تصريحات نتنياهو الأخيرة احتلت المرتبة الأولى في الإعلام الإسرائيلي، إذ سارعت وسائل الإعلام لتحليل أبعادها خصوصاً أنها كانت متعمدة وبتوقيت مدروس، فإسرائيل اعتادت دائماً عدم التصريح رسمياً عن الغارات التي تُنفذها خارج الحدود، وتجاهل كل الاتهامات الموجهة لها، ولم يسبق لها ان عقدت اجتماعاً وزارياَ في الجولان، وهي تأتي في سياق إرسال رسالة مباشرة لـ”حزب الله” وبشار الأسد أن الاقتراب من الجولان ممنوع وأن إسرائيل ستبذل ما في وسعها للحد من قدرات الحزب على الجانب السوري. انسحاب اسرائيل من الجولان التي احتلتها  في حرب عام 1967 وضمتها عام 1981 بحسب موقع التايمز أوف إسرائيل لم يعد ممكناً خصوصاً مع تفكك سوريا وفتح “حزب الله” لجبهة جديدة على حدود الجولان، فهذه المرتفعات التي كانت أهدأ الخطوط الأمامية لإسرائيل لعقود، أصبحت في خطر وهي تشكل أمرا حيوياَ لأمن الدولة العربية يضاهي أهمية الضفة الغربية.
الرد على التهديد هو ما تراه صحيفة “يديعوت أحرونوت” الدافع وراء تصريحات نتنياهو حول الحزب والجولان وزيارته الأخيرة لموسكو وتأكيده لبوتين أن الجولان خط أحمر. وقد عرضت الصحيفة الأسبوع الماضي عدداً من الاحتمالات حول التصريحات الأخيرة، أحدها أن رئيس الوزراء على معرفة بتهديد ملموس أو إمكانية لقيام إيران أو سوريا بإرسال أسلحة متطورة إلى “حزب الله” قد تهدد القدرات التشغيلية للجيش الإسرائيلي، أو قد تشكل تهديداً خطيراً ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية والآبار البحرية، أو الغاز. الاحتمال الاخر تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في روسيا، وقد سبق لنتنياهو أن أبلغ بوتين بامتلاك اسرائيل قائمة من الخطوط الحمراء، وطلب  من الروس السيطرة على صواريخ “SA-22” وصواريخ “سام SA-17″، التي حاول النظام السوري بالفعل إرسالها إلى “حزب الله” في الماضي. أما اخر الاحتمالات فهو أن نتنياهو لا ينوي إرسال رسالة “مباشرة” لـ”حزب الله”، فهذه التصريحات  قد تكون لتعزيز صورته “كسيدٍ الأمن”. و قد تآكلت هذه الصورة إلى حد ما في الأشهر القليلة الماضية في ضوء “انتفاضة السكين”، وبعد فشله في منع الاتفاق النووي الإيراني.
وفي ما تصفه الإحباط واليأس المزمن المستمر عند اليسار، ترى صحيفة “إسرائيل اليوم” المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الأخير عاد بصورة الرجل الحديدي وأن الأحزاب اليسارية كـ”كاديما” و”العمل” و”ميريتس” التي انتقدت بشدة تصريحات نتنياهو حول “حزب الله” تعاني من الإحباط  لثلاثة أسباب رئيسية داخلية، مرتبطة بالعجز عن تقديم مرشح يستحق منصب رئيس الوزراء، وانهيار حلم اليسار الإسرائيلي بالوصول الى سلام في الشرق الأوسط، وابتعاد الإسرائيليين عن الاشتراكية الجوفاء وشعارات البلشفية. وتستغرب من جهتها صحيفة “الجيروزاليم بوست” هذه التصريحات، خصوصاً انه لسنوات منعت الرقابة العسكرية الصحفيين من تغطية ضربات سلاح الجو الاسرائيلي في سوريا التي تهدف إلى إحباط نقل أسلحة متطورة إلى “حزب الله”. وعلى الرغم من أن نتنياهو سرب سابقاً عندما كان يشغل منصب زعيم المعارضة، وثيقة من الكنيست نُسبت إلى العميد في الجيش الإسرائيلي تسفي شتاوبر بشأن خطط لعقد اجتماع في واشنطن آنذاك بين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أمنون ليبكين شاحاك ونظيره السوري ، إلا انه من الصعب معرفة ما إذا كان رئيس الوزراء قرر فضح المعلومات السرية الأخيرة بعد نقاش شامل مع المسؤولين الأمنيين، وأياً كانت الإجابة هناك شيء واحد واضح: إن الوضع في سوريا لم يتغير بشكل ملحوظ على مدى الأشهر القليلة الماضية بصرف النظر عن وجود وقف هش لإطلاق النار بين نظام الأسد والفصائل المتمردة ما يجعل المراقبين في حيرةٍ من امرهم. ومن الواضح أن “حزب الله” لا  تعجبه تصريحات نتنياهو، فتعليقاته تصوره كحزب ضعيف لعدم الرد على الغارات الجوية الإسرائيلية وأنه ليس لديه الرغبة أو النية  لمهاجمة إسرائيل لانتهاكها سيادة سوريا.
وترى صحيفة “هآرتس” من جهتها ترابطاً بين تصريحات نتنياهو حول الحزب واعتبار الجولان أرضاَ إسرائيلية، فالإجتماع الوزاري في الجولان الذي فاجأ الرأي العام، وإدلاء نتنياهو بالتصريحات حول الحزب  بعد خروجه من إجتماع أمني مهم عن سوريا مع مسؤولين كبار في الجيش والاستخبارات، يُفهم منه أن المشاركة الروسية في المنطقة، فضلاً عن التطورات الأخرى في سوريا، كلها تشير إلى أن الأسد باق في منصبه في المستقبل المنظور وأن “حزب الله” سيبقى يقاتل إلى جانبه وبالقرب من الجولان. والأقرب إلى المنطق أن نتنياهو أعرب عن رغبته في إطلاع الأسد، أنه إذا لم توقف اسرائيل اتخاذ خطوات فعالة لوقف “حزب الله” بينما كانت الطائرات الروسية تحلق في سماء سوريا، فمن المؤكد أنها لن تتوقف بعد مغادرة الروس. وتخلص  الصحيفة إلى أن نتنياهو يريد من الأسد و”حزب الله” أن يتذكرا أن إسرائيل هي لاعب رئيسي في المنطقة وستواصل العمل لضمان مصالحها وتضرب بقوة عندما تقتضي الحاجة.