محمد قواص:هولاند في بيروت: الحصاد المقبل/خيرالله خيرالله: ما تطرحه زيارة هولاند للبنان

176

ما تطرحه زيارة هولاند للبنان
خيرالله خيرالله /العرب/22 نيسان/16

زار الرئيس فرنسوا هولاند لبنان ومصر والأردن في جولة شرق أوسطية دامت أقلّ من أسبوع. كشفت هذه الجولة حدود الدور الأوروبي على الصعيد العالمي. كشفت الجولة أن دولة مثل فرنسا تتمتع بعضوية دائمة في مجلس الأمن لم تعد قادرة سوى على العمل من أجل حماية مصالحها المباشرة. لم يعد في الإمكان الحديث عن دور أوروبي ولا عن تعاون وتنسيق أوروبي- أميركي، كما في الماضي القريب. مفهوم لماذا زار هولاند كلّا من مصر والأردن. هناك اهتمام فرنسي بالسوق المصرية، وهناك تعاون مع الأردن في مجال الحرب على الإرهاب. يعبّر عن ذلك وجود طائرات فرنسية ترابط في الأردن وتشنّ، بين حين وآخر، غارات على مواقع “داعش”. ولكن ماذا عن زيارة لبنان التي تبدو زيارة غريبة، خصوصا أن فرنسا باتت عاجزة عن مساعدة هذا البلد في أيّ مجال من المجالات، بما في ذلك إزالة العقبات التي تقف في وجه انتخاب رئيس للجمهورية.
ليس في الإمكان لوم فرنسا على الفراغ الرئاسي في لبنان. حاولت فرنسا وما زالت تحاول، عبر رئيسها، جعل إيران توافق على السماح لمجلس النوّاب بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في وقت ما زال قصر بعبدا شاغرا منذ عامين تقريبا. فالرئيس ميشال سليمان غادر القصر مع انتهاء ولايته في الخامس والعشرين من أيّار/ مايو 2014. لا يزال القصر ينتظر منذ ذلك التاريخ من يشغله، ولا تزال إيران تعتقد أن في استطاعتها استخدام الرئاسة اللبنانية ورقة في يدها من جهة، وتغيير طبيعة النظام في البلد من جهة أخرى. جرت العادة في لبنان، عندما كانت هناك حياة سياسية طبيعية، وحتّى شبه طبيعية، أن يُنتخب الرئيس قبل نحو شهر من انتهاء ولاية سلفه. كانت هناك عملية تسلّم وتسليم في القصر بما يؤكد أن لبنان بلد فيه تداول سلمي للسلطة في منطقة لا مكان فيها سوى للانقلابات العسكرية، ولشرعية لا علاقة لها بالشرعية.
كان الانقلاب العسكري، الذي تنبثق عنه سلطة مشوّهة، القاسم المشترك بين الأنظمة القائمة في العراق وسوريا، وصولا حتّى إلى مصر، والسودان وليبيا والجزائر. في أساس كلّ من هذه الأنظمة انقلاب عسكري حصل في مرحلة ما. النظام السوري، على سبيل المثال، امتداد للانقلاب الذي حصل في الثامن من آذار/ مارس 1963. تطوّر هذا النظام وصولا إلى تمكّن حافظ الأسد من توريث سوريا لبشّار الأسد الذي أقام نظام العائلة الحاكمة المستند إلى الطائفة الحاكمة. في مصر هناك انقلاب حصل في العام 1952، لا يزال النظام يستمدّ منه شرعيته. وفي الجزائر، هناك انقلاب هواري بومدين في العام 1965 الذي أقام نظاما ليست معروفة طبيعته باستثناء أنّه أخذ الجزائر من كارثة إلى أخرى. هذا المسلسل، ذو الطابع الكارثي، يبرّر إلى حدّ كبير قيام “مجلس التعاون لدول الخليج العربية” ويفسّر ديمومته منذ العام 1981. ضمّ المجلس مجموعة دول ذات أنظمة متجانسة، تجمع بينها وبين المملكتيْن في المغرب والأردن صفات كثيرة، في مقدّمتها وجود توافق وتكامل وتصالح بين الأسرة الحاكمة والمواطن. كان لبنان في الماضي استثناء. جاء الفراغ الرئاسي ليؤكد أن هذا الاستثناء لم يعد قائما. هل بدأ العالم يتعوّد على لبنان الجديد، خصوصا بعدما جاء فرنسوا هولاند إلى بيروت، أي إلى جمهورية من دون رأس؟
هناك تحولات في العمق يشهدها الشرق الأوسط والمشرق العربي تحديدا. قلبت هذه التحولات التي بدأت بالزلزال العراقي في العام 2003، موازين القوى في المنطقة. جعلت هذه التحوّلات من الاستثناء اللبناني جزءا من الماضي. صارت إيران اللاعب الأساسي في لبنان. أكثر من ذلك، صارت إيران من يقرّر ما إذا كان لبنان يستطيع انتخاب رئيس للجمهورية أم لا؟
كان لبنان إلى مرحلة قريبة طائرا يغرّد خارج سربه. في عزّ الحرب اللبنانية، انتخب رئيس للجمهورية بشكل طبيعي، إلى حدّ ما طبعا. كان ذلك في العام 1976، عندما خلف إلياس سركيس سليمان فرنجيه الجدّ.ما يكشفه الوضع اللبناني حاليا ليس التغيير العميق الذي طرأ على الوضع اللبناني. يكشف الوضع اللبناني فرنسا بشكل خاص، وأوروبا بشكل عام. لم يعد هناك من اهتمام بالوضع اللبناني إلا من زاوية اللاجئين السوريين والإرهاب. هناك خوف أوروبي من أزمة اللاجئين والإرهاب. وهذا ما يفسّر كل هذا الاهتمام الأوروبي بلبنان. بكلام أوضح لم يعد من اهتمام بلبنان كنموذج للعيش المشترك بين المسلم والمسيحي في ظلّ دولة يحكمها القانون. ما الذي تستطيع فرنسا عمله في لبنان؟ الجواب بكلّ بساطة أنّها لا تستطيع شيئا. هذا عائد إلى أن لبنان سقط تحت هيمنة “حزب الله” الذي بات من حقّه أن يعتبر نفسه الممثل الشرعي الوحيد للجمهورية اللبنانية. يستفيد “حزب الله” من مؤسسات الدولة إلى أبعد الحدود من دون أن تكون لديه أيّ مسؤوليات يتحمّلها. يتحكّم بقراراتها على كلّ صعيد. ذهب إلى سوريا لمقاتلة الشعب السوري بإذن إيراني من منطلق مذهبي بحت. لا تتجرّأ الدولة اللبنانية، التي استقبلت رئيس الجمهورية الفرنسية، على الاعتراض على تورّط الحزب في الحرب التي يشنّها النظام على شعبه. لا تتجرّأ هذه الدولة على إدانة الدور الإيراني في الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري في المحافل الدولية… أو على اتخاذ موقف من ممارسات “حزب الله”، باسم إيران، في العراق واليمن والبحرين على سبيل المثال وليس الحصر. في الواقع، ليست أوروبا وحدها العاجزة. هناك انكفاء أميركي عن الشرق الأوسط والخليج جعل أوروبا مكشوفة. كان هناك دور لأوروبا عندما كانت هناك إدارة أميركية فاعلة. هناك في الوقت الراهن إدارة أميركية، على رأسها باراك أوباما، تركت سوريا لروسيا تفعل فيها ما تشاء. واعتبرت في الوقت ذاته التوصّل إلى مصالحة مع إيران، بغض النظر عن ثمن هذه المصالحة وانعكاساتها على الحلفاء العرب، هدفا في حدّ ذاته. نعم، ما الذي تستطيع فرنسا عمله للبنان في مثل هذه الأجواء وفي ظلّ هذه المعطيات؟ ليس في استطاعتها الكثير باستثناء إظهار النيات الطيبة. وهذا يفسّر تكيّف فرنسوا هولاند مع الوضع اللبناني الجديد وإصراره على زيارة بيروت في غياب رئيس للجمهورية. أقدم الرئيس الفرنسي على ما أقدم عليه على الرغم من معرفته أن لبنان لم يعد لبنان. يعرف خصوصا من يمنع انتخاب رئيس للبنان. لم تبق لهولاند سوى سنة واحدة في قصر الإليزيه. هل هناك من يأخذه على محمل الجدّ؟ في النهاية، لا تفهم إيران سوى لغة القوّة. لا تستطيع فرنسا ممارسة أيّ ضغط على إيران. هذا واقع لا مفرّ من الاعتراف به. ما لا يمكن الاعتراف به هو الشعور العميق لدى اللبنانيين بأن العالم بات مهيّأ للتعامل مع بلدهم من دون رئيس للجمهورية. هل آن تغيير النظام في لبنان؟ هل تقبل أوروبا بالهيمنة الإيرانية على لبنان، وبرغبتها في تغيير النظام السياسي فيه؟ هذا ما تطرحه زيارة هولاند للبلد بصراحة ليس بعدها صراحة في ضوء العجز الأوروبي ودور المتفرّج الأميركي. تكمن المفارقة في أن هولاند غادر بيروت، فيما كانت طائرة “آر فرانس” تهبط للمرّة الأولى منذ سنوات عدّة في طهران، وفيما كان وزير النقل الفرنسي يتحدّث عن مدى التقدم في صفقة شراء إيران لطائرات “إيرباص”!

 

هولاند في بيروت: الحصاد المقبل
محمد قواص/العرب/22 نيسان/16
أن يستهل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند جولته في الشرق الأوسط بـ”زيارة عمل” إلى بيروت، وأن يخصص لها يومين للقاء قيادات البلد والتجوال في أكثر من منطقة داخله، ففي ذلك رسالة لأولي الأمر بأن البلد مازال على رأس أولويات باريس في مقاربة علاقاتها الشرق أوسطية، وأن غياب رئيس مسيحي عن قصر بعبدا لا يخفف من مواكبة الحكم في فرنسا ليوميات الحكم في لبنان ومساراته. وفي الزيارة ورسائلها إشارات تنطلق صوب لاعبين حيويين في الشأن اللبناني: إسرائيل، إيران، السعودية والولايات المتحدة. يستنتج المراقب أن باريس تلعب من خلال زائرها في ملعب الآخرين. أول هؤلاء الآخرين هو إيران التي هاجمت صحفها زيارة هولاند “المعادي للمقاومة”، ولا سيما أن زعيم الإليزيه لم يلتق وفد حزب الله، على ما يفاقم توصيف الزيارة بالنسبة للحزب كما طهران. يتذكّر هولاند ما عانته فرنسا في لبنان جرّاء موقفيْ طهران ودمشق. سقط لباريس سفيرها في بيروت لوي ديلامار (1981) على مسافة ليست بعيدة عن حاجز عسكري سوري، بما عكس رغبةً سوريةً آنذاك في التعريف بهوية القاتل ومضامين رسائله. وسقط لباريس 58 جنديا في هجمات على ثكنتهم في لبنان (1985) عُرف أنها من تدبير إيراني الهوى، كما تذكر باريس قصصا عن رهائن قتلوا وآخرين أفرج عنهم من ضمن البازار المتعلّق بسوء العلاقة بين فرنسا وإيران.
تصرّ باريس على لعب دور متقدم في شأن لبنان وعلى التمسك بعلاقات استثنائية مع بيروت على الرغم من اندثار زمن أرجحية دورها في الشرق. كانت باريس على الدوام حاضرة في كل مفصل تاريخي للبلد، فيما كان حضورها العسكري سباقا من ضمن قوات الأمم المتحدة للفصل على الحدود مع إسرائيل في السابق والراهن، كما حضورها ضمن القوات المتعددة الجنسيات التي دخلت البلد عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.
يتقدم هولاند نحو لبنان وهو يعرف أن المنطقة أضحت رهينة لعبة أمم لا تنخرط داخلها تلك التقليدية المعروفة التي راجت بعد الحرب العالمية الثانية. تهيمن الولايات المتحدة (أو تحاول) على شؤون الساعة في العراق، فيما تهيمن روسيا (أو تحاول) على شؤون الراهن في سوريا. وما بين القطبين لاعبون إقليميون يناكفون ويعطّلون ويتواطأون حسب أجندات متنافسة. وفي تقاطع الخطوط بين أنظمة المنطقة وتلك الوافدة من موسكو وواشنطن تبدو باريس غائبة مغيّبة تتحرّى، كالمعتاد، طريقا يبعدها عن واشنطن ولا يقربها من موسكو. يقف هولاند في منتصف تقاطع قد لا يجد له مؤازرا أو مباركا من قبل القوى المعنية بأمر لبنان. يتحدث الرجل عن معونات عسكرية للجيش اللبناني قد لا تحبّذها الرياض في موسم غضبها من بيروت وجيشها، وفي أعقاب معاقبتها للبنان بوقف الهبات لجيشه. لن تحبّ طهران كرم باريس لجيش لبنان وهي التي عرضت كرمها فلم تستجب بيروت، ناهيك عن حساسية حزب الله من أي مساعدة عسكرية للجيش اللبناني (وسبق أن توجّست من منحة روسية لتقديم مقاتلات له)، ولا سيما إذا لم تكن تلك المساعدات إيرانية المصدر. ثم إن الهجوم الدبلوماسي لهولاند على لبنان قد لا تستأنس به واشنطن التي تشرف على كل المنطقة وتنخرط في ملفاتها، سواء تلك الإيرانية أو العراقية أو السورية أو الخليجية.
والحقيقة تقال أن باريس تدّعي دورا لا تمتلكُ إمكانات لعبه. ولئن أثبتت العاصمة الفرنسية في السنوات الأخيرة أنها صاحبة قرار في شؤون ليبيا ومالي وأفريقيا الوسطى، كما في شؤون مكافحة الإرهاب في الساحل الأفريقي، فإن موقعها في الشرق بدا متواضعا، وكثيرا ما يكون شكليا ملتحقا برؤى واشنطن رغم الإدعاء بمعاندته. ولا بدّ أننا نذكر أن باريس أعلنت تحريك حاملة الطائرات شارل ديغول نحو المنطقة لمحاربة داعش، ثم أعلنت بعد أشهر عودتها دون أن تسجّل الرحلة شيئا لافتا في تقويض قوى تنظيم أبوبكر البغدادي.
ومع ذلك تعرف بيروت أن ردّ فعل واشنطن إزاء اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري لم يكن بالمستوى المطلوب، وأن تحرّك الرئيس الفرنسي جاك شيراك، آنذاك، ومطالبته بتشكيل محكمة دولية لمتابعة الجريمة هو ما قلب المزاج الدولي العام رأسا على عقب. وتعرف طهران أن باريس لعبت دورا متصلبا في مفاوضات البرنامج النووي وطالما اعتبرت مطالبها الأكثر خشونة ضدّ إيران. وتعرف دمشق أن مواقف باريس، وأيّا كان الرئيس في الإليزيه، ولا سيما في السنوات الأخيرة بدءا بشيراك، مرورا بنيكولا ساركوزي (رغم موسم العسل مع الأسد في بداية عهده في الإليزيه) وانتهاء بهولاند، هي تواصل لمعارضة عنيدة ضدّ النظام السوري ودعوة متقدمة لاستخدام الخيار العسكري ضده. بهذا المعنى تملك باريس مهارة اللعب بجدارة داخل ملاعب لا تهيمن على مفاتيحها. تكفي متابعة مواقف باريس إزاء واشنطن وموسكو في رعايتهما للملف السوري لاستنتاج تلك البراعة في التحفّظ دون الاستعداء، على نحو يجعل من باريس حاجة للولايات المتحدة كما لروسيا في تدوير الزوايا، ولا سيما حين يلوح انسداد ما بين واشنطن وموسكو. وعلى هذه، ومن خلال المتاح، تمررُ فرنسا ورئيسها خياراتهما اللبنانية، على ما يرفع من ثقة اللبنانيين بالخيمة الدولية المفترضة المنصوبة فوق بلادهم (سيعود وزير الخارجية الفرنسي إلى بيروت للتحضير لاجتماعات مجموعة الدعم الدولي لمساعدة لبنان). في أزمان القطيعة الدولية لحزب الله بقيت أبواب باريس مفتوحة للتواصل والحوار مع شخصيات الحزب. في الأمر أيضا حماية للجنود الفرنسيين المتواجدين في جنوب لبنان من ضمن قوات اليونيفيل. لكن باريس كانت تعتبر أن الحزب ممثل في البرلمان والحكومة، وكانت من ضمن من شجّع الراحل رفيق الحريري، وربما نجله سعد، على الانفتاح على الحزب. لذلك تبدو القطيعة بين الحزب وهولاند في بيروت تتداعى من موقف خليجي عربي إسلامي يصنف الحزب إرهابيا، على نحو لا تريد باريس معاندته على ما قد يستفز بيئة من الأصدقاء في مقدمتهم دول الخليج.
لم يعرض هولاند أي مبادرة لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان. استمع الرجل، تهذيبا، لساسة لبنان وهو العارف بمواقفهم. يعرف سيد الإليزيه أن مفتاح الحلّ في طهران، وأنه حين أرسل دبلوماسييه يسألون نظراءهم الإيرانيين عن ذلك المفتاح جاء الردّ الإيراني سرياليا: الحلّ بيد اللبنانيين.
يصف الزعيم اللبناني وليد جنبلاط بأن الرد الإيراني هو نكتة، هولاند أيضا يعرف نفس النكتة، ولا بد أنهما تذكراها سويا حين التقيا قبل أيام في قصر الصنوبر ببيروت. لكن باريس تراقب عن كثب مآلات الكارثة السورية ومداولاتها، فمنها تخرج خارطة طريق النفق اللبناني. في زيارة هولاند دعم مالي لبيروت لمواجهة أزمة اللاجئين السوريين، ما اعتبره الخبثاء طريقة للقول “أبقوهم عندكم وامنعوا انتقالهم لعندنا”. وفي زيارة الرجل عرض لاستضافة حوار لبناني لبناني لإنتاج رئيس. وفي زيارة الرجل ما فهم بأنه تمسّك بالصيغة اللبنانية أرضا ووحدة ونظاما، على هامش ما قد يُعَدُّ لسوريا ولبنان في جنيف في غياب رئيس يمثّل مصالح كل لبنان. قد يعتبر البعض أن زيارة فرانسوا هولاند شكلية في راهنها، لكن الرئيس الفرنسي، الذاهب في العام المقبل لخوض غمار السباق الرئاسي في بلاده مجددا، يدرك أهمية لبنان كمفتاح أساسي لفرنسا في الشرق الأوسط. يجري في المنطقة زرعٌ كثير، لكن لموسم الحصاد فلسفة أخرى. حينها تكون باريس جاهزة لقطف حصادها، وحينها ستكون ربما محجّا مقبلا للاعبين لا فرق إن أتوا من بغداد أو طهران أو دمشق أو الرياض، أو طبعا من بيروت.