أحمد عدنان: حزب الله الذي يشبه إسرائيل/علي حماده: الرئاسة اللبنانية آخر هموم العالم

272

حزب الله الذي يشبه إسرائيل
أحمد عدنان/العرب/02 نيسان/16

من عاشر قوما 40 يوما صار منهم، ويبدو أن الاحتكاك الطويل بين حزب الله وإسرائيل خلق قواسم مشتركة وواضحة بين الطرفين. إسرائيل تقول إنها دولة يهودية، ونحن نهاجم ذلك ونصفه بالعنصرية، مغفلين أن الحزب الإلهي كل أعضائه من الشيعة، كل الأحزاب اللبنانية تحرص على حضور شرفي من الطوائف الأخرى إلا حزب الله، هو حزب طائفي شيعي بنسبة 100 بالمئة، والمشكلة التي تواجهنا أن برلمان إسرائيل يحتوي على تنوعات أخرى، فنجد العرب والمسيحيين والبهائيين وغيرهم، لكننا في حزب الله لا نجد إلا لونا واحدا كنواب ووزراء وكوادر الحزب.
وفي هذه النقطة نلحظ شبها آخر مع إسرائيل أيضا، فإسرائيل دولة يهودية وحزب الله هو “حزب المقاومة الإسلامية في لبنان”، كلاهما يسيّس الدين، إسرائيل تزعم أنها يهودية، والحزب الإلهي يظن نفسه مسلما أو إسلاميا، هذا شوه صورة الإسلام والشيعة، وتلك أساءت لحقيقة الدين اليهودي، أولئك احتلوا أرضا لا يستحقونها باسم الدين، وهؤلاء شلوا دولة يتواجدون فيها باسم “الله”. الإسرائيليون يغتصبون أرضا ليست لهم، وحزب الله يعترف بأنه لا يعترف بلبنان وطنا، فهو المقاومة الإسلامية في لبنان وليس المقاومة الإسلامية اللبنانية. إسرائيل تمارس الإرهاب في فلسطين والجولان، والحزب الإلهي يقتل الناس في سوريا والعراق واليمن والبحرين، وكلاهما في العنصرية سواء، فالإسرائيليون يقتلون العرب، والحزب الإلهي يقتل السنة، والمشكلة التي تواجهنا أن الرقعة الجغرافية لجرائم حزب الله تتجاوز المساحة الجغرافية لجرائم إسرائيل. إسرائيل تمارس الاغتيال السياسي تماما كالحزب الإلهي، عاصرنا مؤخرا اغتيالها للمبحوح وأحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي، وشاهدنا قيام حزب الله باغتيال رفيق الحريري ورفاقه من شهداء ثورة الأرز، إضافة إلى محاولة لم تنجح لاغتيال النائب والوزير بطرس حرب ومروان حمادة والإعلامية مي شدياق. إسرائيل تعمل ضد العرب لمصلحة الغرب، هذا ما سمعناه وقرأناه في الكتب ووسائل الإعلام، وحزب الله أيضا في محيط العرب يعمل لمصلحة إيران. في العام 1956 شاركت إسرائيل في العدوان الثلاثي على مصر لمصلحة الاستعمار الإنكليزي والفرنسي، وورط الحزب الإلهي لبنان في حرب لمصلحة إيران عام 2006 أمام إسرائيل، وعام 2012 إلى تاريخه ضد الثورة السورية. لم يسبق لحزب الله أن رشح امرأة لمنصب نائب أو وزير، لكننا للأسف بالمقابل فإن وضع المرأة في إسرائيل أفضل من وضع المرأة في حزب الله، فجولدا مائير تولت رئاسة الحكومة، وتسيبي ليفني تولت الوزارة والنيابة وتزعمت المعارضة. في مفاوضات السلام قامت غير جولة بعد عهد رئيس الحكومة إيهود باراك لم تقم خلالها إسرائيل بغير إضاعة الوقت، وهو نفس ما يفعله الحزب الإلهي في الحوار الوطني اللبناني أو في الحوار الثنائي مع تيار المستقبل. المشكلة التي تواجهنا أن إسرائيل تلتزم بمعاهدة أوسلو إلى حد كبير، لكن حزب الله لا يريد الالتزام باتفاق الطائف مطلقا. أوجه المقارنة بين الحزب الإلهي وإسرائيل كثيرة وكبيرة، وهناك قواسم مشتركة لا يمكن تجاهلها، لذلك لا يمكن على المدى البعيد أن يحقق الحزب الإلهي نصرا قاطعا على الصهاينة، فحتى لو فعل ذلك سيتولى هو بعدها تنفيذ الأجندة الصهيونية العنصرية، لكن المشكلة الحقيقية التي تواجهنا أن إسرائيل أقل سوءا ممّا يسمى بحزب الله، وتلك المذمة الأقسى والنقد الأهم للحزب الإلهي.

 

الرئاسة اللبنانية آخر هموم العالم
علي حماده/النهار/2 نيسان 2016
يخطئ من يعتقد من المسؤولين اللبنانيين أن المجتمع الدولي، وحتى العربي يستعجل إتمام الاستحقاق الرئاسي اللبناني بانتخاب رئيس جديد، بمعنى أن أحدا لا يضع الاستحقاق الرئاسي اللبناني في سلم اولوياته الدولية، أو يدرس إمكان القيام بمبادرة دولية – عربية لإخراج لبنان من عنق الزجاجة. ويخطئ من يعتقد ان لبنان بوضعه الحالي يحضر على طاولة الاجتماعات الدولية والاقليمية الكبرى بأكثر من ملف اللاجئين السوريين، الذي يؤرق العالم بأسره، فضلا عن دول الجوار السوري، ويحضر بدرجة أقل عندما يتعلق الامر بخطط محاربة تنظيم “داعش” والتنظيمات المصنفة إرهابية من روسيا والغرب. فدعم لبنان بالحد الادنى اقتصاديا لإعانته على استيعاب الموجة غير المسبوقة من اللاجئين السوريين (مليون ونصف مليون لاجئ في أقل تقدير) مطروح على طاولة المنظمات الاممية، وفي العواصم الكبرى المعنية، ولا سيما الاوروبية. أما موضوع الجيش اللبناني، بصرف النظر عن قيادته وغموض علاقته العملانية مع “حزب الله”، فإنه المؤسسة الوحيدة الموضوعة في حسابات المجتمع الدولي، فيما يقبع استحقاق الرئاسة في مرتبة متدنية، حيث لا استعجال دوليا ولا عربيا لانتاج مبادرة تنهي فترة الشغور التي قاربت العامين، وهي مستمرة من دون أفق واضح المعالم، بالرغم من حركة الرئيس سعد الحريري لتحريك الملف في الداخل والخارج!
في لبنان مؤسستان لا تحتملان المسّ بهما في الوقت الراهن: الجيش والمصرف المركزي. وهما تتقدمان الرئاسة، ويا للاسف، في سلم اولويات المجتمع الدولي. الجيش نظرا الى ارتباطه بحرب إقليمية على تنظيم “داعش” وتوافق القوى السياسية الداخلية في لبنان، بمن فيها “حزب الله” المتمسك بسلاحه على الحفاظ على مؤسسة الجيش قائمة بالحد الذي نراه اليوم. أما المصرف المركزي فينظر اليه المجتمع الدولي من زاوية إسهامه في الاستقرار الأمني في لبنان، باعتبار ان انهيار المالية اللبنانية من شأنه تعريض الاستقرار الهش المتوافق حوله لهزة خطيرة، وتسهيل تسلل تنظيمات مصنفة إرهابية الى عمق النسيج اللبناني، بأدوات مادية.
يستفاد مما تقدم أن الاستحقاق الرئاسي واقع في أسفل سلم الاولويات الدولية، في وقت تبدو المنطقة مشتعلة من اليمن الى سوريا والعراق. وقد أسهم الاستقرار النسبي في لبنان، على الرغم من كل المشكلات الداخلية، في إعراض مختلف القوى الكبرى عن التدخل جديا في ملف الرئاسة، معتبرة أنه ملف داخلي، وإن يكن تعطيل “حزب الله” الذراع العسكرية – الامنية التابعة لايران واضح المعالم، فالمجتمع الدولي بدءا بالولايات المتحدة، مرورا بأوروبا ووصولا الى روسيا، غير مستعد لوضع ورقة الاستحقاق الرئاسي على طاولة المقايضات الاقليمية مع ايران. والخلاصة أن الرئاسة لبنانية الى الآن، وعلى اللبنانيين أن يحدثوا الاختراق الجدي وينتخبوا رئيسا للجمهورية هو من الاهتمامات الهامشية في كبرى عواصم العالم: لن يحرم استمرار الشغور الرئاسي في لبنان كلا من باراك اوباما وفلاديمير بوتين وفرنسوا هولاند وانغيلا ميركل النوم عميقا في الليل!