علي الأمين: حزب الله حلف أميركا وروسيا حلفاء إسرائيل/سهى جفّال: ولدنات أم استجابة لأوامر حزب الله/محمد المقداد: خيبات غير معلنة لجمهور حزب الله

234

حزب الله.. حلف أميركا وروسيا.. حلفاء إسرائيل
علي الأمين/جنوبية/ 29 مارس، 2016
يكابر حزب الله في البقاء على الأراضي السورية، وفي القتال دفاعًا عن الرئيس بشار الأسد، وفي إلقاء التوصيفات المقدسة على حرب تدمر (سورية). ويحصد نتائجها الكبار: الجهاد المقدس، وحماية المقاومة، ولن تسبى زينب مرتين…
شعارات لم تزل ترفع حين يتمّ تشييع ضحايا هذه الحرب إلى بلداتهم وقراهم. لكنّها ليست حاضرة في حسابات الرئيسين الأميركي والروسي، فيما يناقشان سبل إدارة الحرب أو وقفها. الجميع تحت مظلّة أميركا أو روسيا، بإستثناء الارهاب، على حدّ زعم الرجلين. خلاصة آلاف الضحايا والخسائر المادية والبشرية، في أحسن الأحوال بالنسبة لحزب الله، بقاء الرئيس الأسد في السلطة، وليس حتى كفّ يد أميركا التي يستجديها الأسد عبر مندوبه في الأمم المتحدة بشار الجعفري لتتعاون مع قواته وحلفائها لمحاربة تنظيم داعش. وأميركا كعادتها تحبّ سماع طلب الودّ منها، لكنّها في نهاية الأمر تتابع الأوضاع مع الشريك الروسي، في حين محور الممانعة والمقاومة يتفكك لصالح شراكة أميركية – روسية، وبقية اللاعبين ملتزمون بأوامر الشريكين الكبيرين. خلاصة المشهد السوري اليوم أنّ حزب الله، القادم من الأراضي اللبنانية إلى عمق الجغرافيا السورية، يحتاج إلى مزيد من الإستنزاف العسكري والمعنوي والسياسي. هذا ما يفسّره انحسار الدعوات المطالبة بعودته إلى لبنان، سواء من خارج لبنان أو من داخل لبنان، ليبقى في سورية وليكن في موقع الداعم للأسد الذي لن يكون بطبيعة الحال من يقود مرحلة إعادة بناء الدولة والمجتمع.
قد لا يكون الأمر قريبًا. أيّ أنّ الأسد سيبقى إلى حين تنضج شروط التسوية. لكن في كل الأحوال لن ترفع لحزب الله آيات الشكر من السوريين لتورطه في الحرب السورية. بطبيعة الحال عودة حزب الله إلى لبنان ليست متيسرة وأكلافها ستكون كبيرة على لبنان وعلى الحزب نفسه، لا سيما أنّ وظيفة مقاومة اسرائيل فقدت بريقها، ولم تعد في سلم الأولويات بظلّ المسار الذي تتجه إليه المنطقة. وبالتالي فإنّ حزب الله لن يعود إلى لبنان إلاّ في سبيل تحصين نفسه بمزيد من القبض على مفاصل البلد بالقوة.
الجهاد المقدس في سورية تؤول نتائجه إلى مزيد من استحواذ الروس والأميركيين على معادلة سورية الجديدة سواء كانت موحدة أو مقسمة. الجميع ملتزم بتهذيب تام بشروط الهدنة. لا صوت يعلو هذه الأيام فوق صوت وزيري خارجية أميركا وروسيا. معزوفة “المؤامرة الأميركية” على سورية لم تعد لسان حال الممانعين هذه الأيام. الإختباء خلف روسيا وتبرير تنسيقها مع إسرائيل والسعودية ليس مجال انتقاص من الدور الروسي. إنّه ضياع الممانعة وإيديولوجياتها الموهومة. حين تتفتق عقول رموزها على التمييز بين دور روسيا في سورية من جهة والتنسيق الروسي مع اسرائيل من جهة ثانية. هذا في عرف الأنظمة العربية مقبول ولا يلقى استنكاراً، لكن في إيديولوجيات الممانعة وأدبياتها وشعاراتها أصبح مبررًا ويجري تسويغه بمنطق تبريري لا صلة له بكل أدبيات الممانعين والمقاومين.
حزب الله في تدمر
تهافت الممانعة ومنطقها وإيديولوجياتها هو ما تنتجه الأزمة السورية. ودماء الشعب السوري والدمار الذي طال البلاد ستكون الشاهد على هذا التهافت. فنظام الأسد لا يمكن أن يكون ثمن استمراره أهمّ من الشعب والدولة. والقضية التي طالما تاجر فيها الممانعون، أي المقاومة والممانعة، انكشفت على حقيقة التسليم بمرجعية الحل في سورية لأهم حليف وأهم صديق لإسرائيل: أميركا وروسيا. والتهافت أيضًا هو في أنّ المقاومة انخرطت، بإرادتها، في مواجهة مذهبية، تكشفها التعبئة والعصبية المذهبيتان. وبعدما ادّعت هذه “المقاومة” أنّها عنوان لوحدة الأمّة، أثبتت كفاءة عالية في تعميق الشروخ الداخلية على مستوى الأمّة وشعوبها.
أيّا كانت الأسباب والمبررات فإنّ النتائج العملية لقتال حزب الله في سورية أنّ اسرائيل دولة آمنة على حدودها الشمالية، مطمئنة إلى مسار العلاقات الأميركية الإيرانية، كإطمئنانها للدور الروسي في سورية، فيما حزب الله يستمر في خيار الإستنزاف من دون أفق سياسي بل بمزيد من التورط. وذلك من خلال المشاركة بتوفير شروط سقوط الدول والمجتمعات. سقوط هو الوحيد الذي يمكن أن يشكل فرصة لإستمراره كآلة حرب. تلك الوظيفة التي لم يعد يتقن سواها، على ما تظهر الوقائع اللبنانية والسورية وغيرها.

ولدنات»… أم استجابة لأوامر حزب الله؟
سهى جفّال/جنوبية/ 29 مارس، 2016
لم يمرّ في تاريخ الحكومات اللبنانية المتعاقبة وزير كالوزير جبران باسيل . يبصم لأدائه بالعشرة في كم الاخفاقات والمصائب التي جلبها لكل حقيبة وزارية أوكل بها. فبعد الاخفاقات في وزارتي الاتصالات والطاقة، ها هو اليوم “صهر الجنرال” ومنذ توليه وزارة الخارجية والمغتربين فان علاقات لبنان بجيرانه العرب ساءت وفترت مع بعض الدول الأجنبية وحتى مع الأمم المتحدة. ولا شك ان استمراره على هذا النمط من تأزيم العلاقات اللبنانية الخارجية يبشر بالتأكيد أنه لن يترك للبنان علاقة سويّة مع أية دولة في المستقبل.
بعد سلسلة من المواقف المحرجة للبنان التي اتخذها وزير الخارجية جبران باسيل خرج فيها بأكثر من مناسبة عن السياسة العامة للبنان التي يقرها مجلس الوزراء، لا سيما تلك المواقف التي صدرت في اجتماع وزراء الخارجية العرب ومنظمة الدول الإسلامية، حيث نأى بلبنان من التضامن مع السعودية في مواجهة الاعتداءات على بعثاتها الدبلوماسية في طهران ورفض التدخل الإيراني في الشؤون العربية.. وما عقب ذلك، من تأزم في علاقات لبنان مع دول الخليج والسعودية خصوصا ما ادى لحرمان الجيش من هبة الأربع مليارات وما استتبع ذلك من إجراءات عقابية بحق لبنان تعاقبت عليها الدول الخليجية.
لم يكتفِ باسيل بسياسة الخروج عن الاجماع العربي وتأزيم علاقات لبنان بأشقائه، بل وسّع البيكار ليشمل العلاقات اللبنانية الأممية إذ تخلّف باسيل عن استقبال الامين العام للامم المتحدة في مطار بيروت بحجة “دبلوماسية” بأن بان كي مون ليس رئيس دولة ولذا انتدب الامين العام لوزارة الخارجية لاستقباله.
هذا ما خلّف بدوره انزعاجا أمميا من مواقف باسيل غير الدبلوماسية، فضلا عما تناولته الصحف عن انزعاج بان كي مون بشكل كبير خلال زيارته إلى لبنان، بسبب المواقف التي أدلى بها باسيل وما رافقها من اتهامات أطلقها بحق الأمم المتحدة، ممثلة بأمينها العام في انه جاء ليبحث توطين النازحين السوريين في لبنان، وقد نفى “بان” هذه الاتهامات لوسائل الاعلام، فيما رأت الامم المتحدة فيها خروجاً فاضحاً عن الأعراف الديبلوماسية المتعارف عليها دولياً، في خطوة غير مسبوقة.
في هذا السياق، اعتبر الخبير في القانون الدولي الدكتور شفيق المصري في حديثه لموقع “جنوبية” أنه في المبدأ لا بد أن تنفذ سياسة لبنان الخارجية ضمن توجيهات مجلس الوزراء، ولا يجوز لأي وزير أن يتفرّد بإتخاذ أي قرار مصيري بالتعارض مع مجلس الوزراء. وتابع ان “الموضوع الأخير الذي أثار جدلا مما لا شك فيه أنه سلوك مخالف للأصول الدبلوماسية لان الأمين العام للأمم المتحدة هو الوحيد في العالم الذي يتمتع بصلاحيات ثلاث . فهو يمثل أولا المنصب الدبلوماسي الأعلى للمنظمة وبالتالي فهو الذي يستقبل ويتسلم أوراق الاعتماد لكافة مندوبين الدول إلى المنظمة الدولية. أما الصلاحية الثانية فهو الأمين العام وهو رأس الجهاز الإداري والتقني في المنظمة وهي صفة ادارية. وصلاحية الأخيرة هي سياسية لأنه يتحدث في المؤتمرات الدولية وغيرها من المناسبات باسم المنظمة الدولية”.
وفي المحصلة يقول المصري إنه ” هذه الصفات الخاصة تجعل الامين العام للامم المتحدة بمثابة رئيس دولة. بإعتبار أن المنظمة الدولية تمثل شخصا من أشخاص القانون الدولي”. مؤكدا بذلك أن “تصرف باسيل إزاء الأمين العام خاطئا وفي الإطار الرسمي غير لائق”.
وخلص إلى أن “سياسة لبنان الخارجية لا تتوقف على أي وزير فمجلس الوزراء هو الوحيد من يرسمها “.
كذلك، توقف عضو كتلة المستقبل النيابية النائب أحمد فتفت عند الدوافع التي جعلت وزير الخارجية يتصرف بهذه الطريقة في حديث لموقع “جنوبية” قائلا” للأسف، هذا جزء من “ولدنات” باسيل التي سبق ورأيناها في وزاراتي الطاقة والاتصالات. ولكنها، الآن تطال المصالح الوطنية وتسيئ للعلاقات اللبنانية الخارجية”.
ولفت إلى انه “القرار لم يكن شخصيا، إذ تبين لاحقا أن حزب الله هو الطرف الوحيد الذي أيّد تصرف باسيل”.
ووصف فتفت “تصرفات باسيل المتتالية بغير المسؤولة تجاه المصالح الوطنية والعلاقات الدبلوماسية في وقت، نحن بأمس الحاجة إلى العلاقات الخارجية الجيدة وكيف اذا كانت مع الامم المتحدة”. وتابع “الظاهر أن باسيل غير معني بالصالح الوطني ويتصرف كطرف سياسي”.
وخلص إلى أنه” باسيل من خلال أدائه يسيئ أولا لميشال عون وهو بالتالي يقلل من فرص الأخير لوصول الى الرئاسة بسب تأزيم العلاقات الخارجية “.
فبعد الغضب السعودي الخليجي الذي أنزل بلبنان بسبب اخفاق باسيل بالفصل بين توجهاته السياسية وأدائه الوزاري إضافة إلى قلّة الخبرة واللامسؤولية بقرارته وتصرفاته بجانب كبير هل سيرتب على لبنان بعد سقطة استقبال بان كي مون غضبا أمميّا؟

خيبات غير معلنة لجمهور حزب الله
محمد المقداد/جنوبية/ 29 مارس، 2016
حاشى لجمهور حزب الله أن يرتد عن عصبه المشدود مذهبياً على وقع مشروعه المذهبي.
إنما اللامبالاة تأتي من خلفية أن أخبار الميدان لم تعد وتيرتها متسارعة لتداعب مشاعره ولم تعد الأخبار العاجلة على قناتي “المنار” و “الميادين” تخبره أن الحزب قد سيطر وإقتحم القرى في حلب والريف الدمشقي، وحتى ان إقتحام جيش الأسد لمدينة تدمر الأثرية لم تعد ذات أهمية رغم مشاركة عناصر من حزب الله في المعركة وسقوط قتلى له، والمفارقة هنا أن بشار الأسد كان قد شكر روسيا فقط عن هذا الإنجاز ولم يأتِ على ذكر حزب الله.
وقد حلت الهدنة الهشة في سوريا كالصاعقة على جمهور حزب الله المعتاد على قرقعة السلاح وأزيز رصاص “رجال الله” في الميدان، مما جعله ولو نسبياً غير مبال بالحدث السوري ليس من باب التذمر من كثر الضحايا ولا الأوضاع الأمنية المتردية والتي يزيد حزب الله من غليانها من خلال التشديد الأمني وتركيب الكاميرات على مفارق الضاحية، فالكاميرات بالضاحية حلال وحرام في بيروت. ومن المعروف أن حزب الله كان قد رفض سابقاً تركيب الكاميرات في بيروت خصوصاً بعد إرتفاع وتيرة المطالب حينها من قبل فريق 14 إذارعلى وقع تعرضه لحرب التصفيات الأمنية التي ذهب ضحيتها العديد من الرموز اللبنانية.
إن ما يعتقده وما يؤمن به جمهور حزب الله هو فقط ما يفهمه إياه السيد نصرالله أن المعركة هي بين حقنا في الميدان السوري وليس حق قوات الأسد التي بحسب ما يشيع انصار الحزب انها غدار ة وتقتنص الفرصة للإيقاع بعناصرالحزب.
أما المفهوم الثاني فواضح وجلي ألا وهو العصب المذهبي الذي جعل حزب الله بندقية للإيجار، مهمته أن يقتحم ويتدخل ويحتل القرى والمدن السورية لأنه يدافع عن “قدسية المذهب” شأنه شأن أكثر التظيمات الإسلامية التي لا تقيم وزناً للحدود الجغرافية بين الدول.
ستنتهي الحرب في سوريا يوماً ما على وقع إقتراب الحل السياسي الذي يلوح في الأفق، وستعصف الخيبة قريباً بعقل جمهور حزب الله وسيدركون أن ملف الأسد بات في عهدة الدول الكبرى للبحث عن السبل الآمنة لرحيله.
وستبقى السيدة زينب في الشام مقيمة بين الشعب السوري الذي حضنها مئات الأعوام وسيعود “رجال الله” مع محمولاتهم المذهبية خائبين لأن مسألة سوريا أكبر من الجميع وقرارات الدول الكبرى لن تراعي مصالح المرتزقة والأيام ستشهد.