فيديو ونص: فارس سعيد في ذكرى 14 اذار: لتجديد الخيارات التاريخية لانتفاضة الاستقلال

265

فارس سعيد في ذكرى 14 اذار : لتجديد الخيارات التاريخية لانتفاضة الاستقلال
الإثنين 14 آذار 2016

اضغط هنا لمشاهدة وقائع المؤتمر/تلفزيون المر/

وطنية – دعا منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد في مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمانة العامة في الأشرفية، إلى “تجديد الخيارات التاريخية لانتفاضة الاستقلال”، وقال:”أشكر الإعلام الذي أتاح لي اليوم أن أخاطب من خلاله الرأي العام اللبناني، كل الرأي العام اللبناني، فيما يتعدى القسمة التي اعتدنا عليها وألفناها، وخلافا للوحدة التي تجلت على نحو غير مسبوق في الرابع عشر من آذار 2005. في ذكرى 14 آذار ليس مألوفا أن يطل عليكم منسق الأمانة العامة بمفرده، بل المألوف أن تطل عليكم قيادة 14 آذار، بما فيها أمانتها العامة، في مشهدية تكررت عشر مرات في عشر سنوات، حتى أصبحت هذه المشهدية تقليدا مرادفا للوحدة والإستمرار”.

أضاف: “أن يتعذر اليوم ارتسام هذه المشهدية، لأسباب غير قهرية وحتى غير طارئة، فهذا أمر خطير، وخطير جدا، لا يمكن رده حصريا إلى خلاف حول ترشيحات رئاسة الجمهورية، كما أوحى كثير من المعنيين المسؤولين، بل يتعدى ذلك إلى مراكمات خلافية على مدى شهور وسنوات، لست مضطرا إلى عرضها، ولستم في حاجة إلى ذلك، لأنها ظهرت وعبرت عن نفسها في مناسبات عدة. في رأيي، وعلى وجه الإجمال، فإن اللحظة الخطيرة هذه إنما هي المولود الطبيعي لحالة متمادية من انكفاء المكونات السياسية والحزبية الأساسية في 14 آذار على ذواتها وأولوياتها الخاصة، لا سيما الأولويات الطائفية والحزبية – وأكرر – خلافا للأولوية الوطنية المطلقة التي تجلت في 14 آذار 2005. واللحظة الراهنة هي أيضا بنت عملية اختزال لحركة شعبية واسعة في مجموعة من زعماء الأحزاب”.

وتابع:”مما حملني على الكلام في هذه المناسبة، بالإضافة إلى ما تقدم – سببان آخران: أولهما من طبيعة وطنية أخلاقية، وهو أني ألزمت نفسي مع الأمانة العامة، ومنذ ثماني سنوات، بأن نكون حراس الوحدة الوطنية – وتحديدا الوحدة المسيحية الإسلامية – في الحركة الإستقلالية. والسبب الثاني من طبيعة إدارية وهو أني تلقيت، من موقعي في الأمانة العامة، دعوات معلنة – كما تعلمون (الرئيسان الحريري والسنيورة) – وأخرى مباشرة للعمل على لم الشمل. لقد أشفقت على نفسي في مهمة لم الشمل، إذ أراني كما قال الشاعر: ألقاه في اليم مكتوفا وقال له…إياك إياك أن تخشى من البلل، مع ذلك لن أدخر أي جهد ممكن. أما مهمتي الوطنية والأخلاقية فإني أتحملها اليوم ودائما، لأنها جزء من خياري وهويتي، وأمارسها في كل الظروف بغبطة ورضا، مهما كانت الصعوبات والأكلاف”.

وقال:”غير أني في هذا الوقت ملزم بقول حقيقة إيماني وإيمان جميع الذين أشبههم على مساحة 10452 كلم2: إن جوهر إنتفاضة الاستقلال ولحظة 14 آذار هو قضية شعب وليس قضية نخب سياسية أو ثقافية أو اقتصادية. إنه ما يستحق الدفاع عنه، كي نستحق نحن الحرية. إنه مبرر وجودنا معا في وطن ودولة، إنه العيش المشترك الذي جعل من لبنان أكثر من بلد، جعل منه البلد – الرسالة في ذاته وفي محيطه والعالم. العلاج إذن ليس في ترقيع أو ترميم أو مسكنات، وإنما هو بتجديد الخيارات التاريخية لانتفاضة الاستقلال، والتي أراها تتلخص بما يلي:

أولا – إن الوحدة الداخلية في لبنان هي رديف السيادة والاستقلال، فلا سيادة ولا إستقلال إلا من خلال نظرة وطنية واحدة، وإن تجربة الحرب الأهلية أكدت، لجيلي على الأقل، أنه إذا انكسرت الوحدة الداخلية سينسحب التشرذم إلى داخل كل طائفة وجماعة رغم حضور قيادات ومرجعيات سياسية لها.

ثانيا – لا مساكنة بين سلاح الدولة اللبنانية وسلاح غير شرعي. لأن تجربة اتفاق القاهرة في العام 1969 أدت إلى انفجار لبنان، والمساكنة التي فرضت بين الجمهورية اللبنانية والجيش السوري المحتل أدت إلى إلغاء لبنان حتى “انتفاضة الاستقلال”.وتجربة المساكنة مع سلاح “حزب الله” أدت إلى تعطيل الدولة ومؤسساتها حتى إلغاء موقع رئيس الجمهورية.

ثالثا – لا مهادنة في التمسك باتفاق الطائف والدستور اللبناني الذي دفعنا ثمنه 150 ألف شهيد خلال الحرب، والذي لا يطبق إلا على قاعدة التوازن بعيدا عن قاعدة موازين القوى. إن التوازن ينتج اسقرارا، أما موازين القوى المتحركة فلا تنتج إلا مشاريع غلبة، اليوم لمصلحة فريق وغدا لمصلحة فريق آخر.

رابعا – تمسك لبنان بنظام المصلحة العربية المشتركة في وجه مطامع قوى غير عربية تحاول الإمساك بقرارنا، ثقافيا واقتصاديا وسياسيا، وصولا إلى إلغائنا.

خامسا – التمسك بقرارات الشرعية اللبنانية والشرعية العربية والشرعية الدولية والإلتزام بتنفيذ كل القرارات الصادرة 1559 – 1680 – 1757 و1701″.

أضاف:” أيها اللبنانيون، من كان عمره 10 سنوات يوم 14 آذار 2005 أصبح اليوم عمره 21 سنة. هو اليوم ينتخب وبرغم اعتراضه على الكثير مما حصل منذ ذلك اليوم في لبنان، فهو يتمسك بكل لحظة عاشها مع أهله وأصدقائه في ساحة الشهداء. لقد ساهم مع آخرين في صنع تاريخ لبنان الجديد وساهم في رسم معالم ربيع عربي ينقل عالمنا من مرحلة إلى أخرى. إن هذا الشعور بالمساهمة في صناعة التاريخ لم يمح، إنه راسخ في عقولنا جميعا. إن 14 آذار جزء منا، من ثقافتنا، وهي خيارنا.لأننا نحب الحياة، لأننا نحب الحرية، لأننا نحب لبنان”.

وختم: “في النهاية أدعو كل اللبنانيين المؤمنين بهذه المعاني، إلى المساهمة في استنقاذ لبنان وتجديد معناه، كل بحسبه ومن موقعه، أكان موقعا بحكم الاختيار أو الاستمرار أو الأمر الواقع”.

ردود الدكتور سعيد على أسئلة الصحفيين

سعيد، ورداً على أسئلة الصحافيين، أعتبر أنه على اللبنانيين العودة إلى الوحدة الداخلية كوسيلة وحيدة لانقاذ لبنان، وقال ليس الموضوع 14 آذار وإختلافات في وجهات النظر أو في طبيعة إدارية. نجح فريق من اللبنانيين بدعوة جميع اللبنانيين الى العودة الى أولوياتهم الطائفية، لكنني لا أرفع أولوية طائفية على حساب الالوية الوطنية، نحن سنقف مجددا في وجه هذه المخططات التي ترمي إلى إعادة رسم الحدود الداخلية بين اللبنانيي، فقط العودة إلى الوحدة الوطنية كفيلة بإنقاذ لبنان.

وردا على سؤال، رأى أن هناك إجحاف في القول بأن أحزاب 14 آذار تجنح بإتجاه الفصل، فريق 8 آذار ليس في أفضل حال، التشكيك بالوحدة الداخلية هو دعوة جميع الطوائف إلى المساكنة فيما بينها بدل العيش المشترك، وأن تكون الالويات الطائفية على حساب الالويات الوطنية، الموضوع ليس 14 آذار أو أحزابها فقط ،إنما الموضوع هو لبناني وطني شامل، لا يجوز في لحظة نحن بحاجة فيها التضامن، إذا كان هناك أولويات إسلامية لا يجوز أن يكون المسيحيين بعيدين عنها، وكذلك الالويات المسيحية لا يجوز أن يكون المسلمون غائبين عنها، وبالتالي فقط العودة إلى روح الوحدة الداخلية هي الكفيلة بإنقاذ هذا البلد.

وردا على سؤال آخر أعتبر سعيد أن الأزمة التي تعيشها 14 آذار ليست من طبيعة إدارية أو تنظيمية، بل هي بمثابة أزمة وطنية لعلاج شأن كبير في البلد، ويجب أن نعود جميعا إلى المساحة الوطنية المشتركة وأن لا يكون هناك أولويات أخرى في لبنان، سلاح حزب الله لا يواجه إلا من خلال وحدة وطنية شاملة ، وأكبر خدمة تقدم لسلاح الحزب هو ما يحصل اليوم. المقايضة بين الحصول على مقاعد نيابية أو وزارية أو الوصول الى كرسي الرئاسة مقابل الحصول على الاستقرار والسلم الأهلي، هذه المقايضات لتسليم البلد إلى سلطة خارج الدستور والقانون والشرعية اللبنانية والعربية والدولية هو تسليم البلد إلى المجهول، وهذا قد يؤدي إلى عودة الطوائف الى طوائفها وإلى أولوياتها الحزبية، المساكنة بين الجمهورية اللبنانية والسلاح غير الشرعي هي مساكنة مستحيلة، المساكنة التي فرضت نفسها في أيام وضع الوصاية السورية يدها على لبنان إنفجرت بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولم نستطع أن ننجز خروج الجيش السوري من لبنان في العام 2005 من مربع مسيحي، بل من مربع مسيحي وإسلامي، وبالتالي الانجازات الكبرى لا تصنع من خلال مربعات حزبية أو طائفية أو ثنائيات، أكانت من طبيعة مسيحية أو إسلامية، فقط الوحدة الداخلية والعودة إلى المساحة الوطنية هي الكفيلة بأن نتجاوز الأزمة الراهنة.

سعيد أكد أنه لا يمكن أن يبقى تيار سياسي وإستقلالي مثل تيار 14 آذار من دون رفض منطق تعطيل المؤسسات الدستورية من قبل حزب الله، بعض الوزراء في الحكومة يدافعون عن منطق غير شرعي ويعرضون لبنان ومصالح اللبنانيين في الخارج للخطر، دوائر القرار الداخلية كاملة تحت سيطرة حزب الله، ولا يمكن الاستمرار بهذا الوضع، وقد نجحنا بإخراج الجيش السوري من لبنان من خلال وحدتنا الداخلية، واستشهاد الرئيس رفيق الحريري كان بمثابة حدث تأسيسي للقاء اللبنانيين مسيحيين ومسلمين، ويجب بناء إنتفاضة في وجه السلاح غير الشرعي من خلال وحدة اللبنانيين