عبد الرحمن الراشد: معاقبة لبنان أم حزب الله/مشاري الذايدي: لبنان والسعودية: أين الخطأ//سليمان جودة: السبت الذي على بيروت أن تقدمه/ديانا مقلد: لبنان وغزو البلهاء

303

معاقبة لبنان أم «حزب الله»؟
عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/16
نتيجة التحرك السعودي ضد «حزب الله» اللبناني، هناك من يخلط ويظن أن اللبنانيين راضون أو متواطئون مع الحزب، فهل حقًا هذه هي الحال؟! لنتذكر أن الذي اغتال رفيق الحريري، كما أثبت ذلك المحققون الدوليون، هم أفراد من «حزب الله». قتلوه كما قتلوا عددًا من الرموز اللبنانية التي تجرأت على الوقوف في وجه المعسكر الإيراني، أي «حزب الله» ونظام الأسد. قتلوا وزراء مثل محمد شطح وباسل فليحان، ومن قيادات الجيش قتلوا اللواء فرنسوا الحاج. وقتلوا واحدًا من أهم المسؤولين الأمنيين، وسام الحسن، الذي كان يترصد أعضاء «حزب الله». وكذلك اغتالوا الرائد وسام عيد، لنفس السبب. قتلوا مفكرين، مثل جورج حاوي. قتلوا أحد أبرز شباب القيادات المسيحية، النائب والوزير بيار، ابن أمين الجميل زعيم حزب الكتائب، وكان في الرابعة والثلاثين من عمره، لأنه تجرأ على تحديهم. قتلوا كاتبًا مهمًا هو سمير قصير. قتلوا أهم الصحافيين، جبران تويني، رئيس تحرير جريدة «النهار»، الذي دأب على الكتابة مهاجما الأسد و«حزب الله»، والمطالبة بسحب القوات السورية، ورغم تهديدهم له استمر يكتب. المذيعة مي شدياق، أيضًا كانت تجاهر بالمطالبة باستقلال القرار اللبناني من على شاشة التلفزيون، فوضعوا لها عبوة متفجرة تحت سيارتها، نجت من الموت بعد أن فقدت يدًا وقدمًا، وتعيش معاقة اليوم. ورغم ما أصابها لا تزال صلبة الموقف، مستمرة في نقدهم. وعندما غزت ميليشيات حسن نصر الله المناطق السنية في بيروت الغربية قبل ست سنوات، وقتلت الكثير من أهلها ودمرت ممتلكاتهم، اصطف وليد جنبلاط زعيم الدروز متضامنًا معهم ضد «حزب الله» المحتل، فهاجمت ميليشيات الحزب مناطقه في الجبل، وقتلوا من الدروز في تلك الحرب 46 وأصابوا 123 شخصًا. وأشجع من تحدى «حزب الله» هو سمير جعجع، الذي حتى بعد إطلاق سراحه استمر إلى اليوم يواجه نظام الأسد و«حزب الله». حتى بين الشيعة هناك شباب تجرأوا على التظاهر أمام السفارة الإيرانية في بيروت احتجاجًا على تدخل حزب الله في سوريا، فهجم أفراد من الحزب عليهم وأطلقوا الرصاص على رأس زعيمهم أمامهم، هاشم سلمان، في عملية إعدام علنية بشعة. لهذا لا يجوز أن يقال إن اللبنانيين لم يحاولوا تحدي الهيمنة الإيرانية، لكن «حزب الله» يملك قوة ضاربة بناها زورًا باسم مقاومة إسرائيل، تلك الأكذوبة التي كان يصدقها آنذاك ويدعمها السذج من العرب.
وسبب مراجعتي التاريخية السياسية ظهور الخلط بين كل اللبنانيين و«حزب الله». فغالبية الشعب اللبناني تتمنى الخلاص من حزب إيران، فكرًا وعسكرًا، لأسباب داخلية لا علاقة لها بالسعودية أو سوريا. فقد ضيق عليهم حياتهم، وخلق حالة خوف تسببت في هجرة مئات الآلاف، ونفور المستثمرين، وكان آخر مشروع هو وسط بيروت، بدأ من عشرين سنة، الذي تعمد «حزب الله» تعطيله باحتلاله في كل مناسبة، وإرهاب أهله ورواده. من قبيل التعجيز أن نطالب الشعب اللبناني بمواجهة الإيرانيين وحزبهم في الوقت الحاضر، وفي نفس الوقت لا توجد قوة خارجية مستعدة لدعمهم، كما هو حال الشعب السوري الذي تُرك يذبح لوحده. موقف السعودية من سحب دعمها للجيش اللبناني مبرر، لأن هدفه كان تعزيز مؤسسات الدولة في وجه التنظيمات المتطرفة مثل «حزب الله» وكذلك «داعش»، ثم تبين أن الحزب صار يستخدم الجيش كرديف له في الحرب ضد السوريين، يحمي خطوطه وحدوده، واتضح أن قادة الجيش مغلوبون على أمرهم. فقرار الرياض حكيم لأنه يستهدف «حزب الله». وكذلك وقف رحلات الطيران السعودي إلى بيروت، وحث المواطنين السعوديين على المغادرة، ووضع بضعة أشخاص وشركات محسوبة على «حزب الله» على القائمة السوداء، كلها قرارات مبررة في وجه ارتفاع حدة التوتر مع إيران ووكيلها «حزب الله»، خاصة بعد أن تم الكشف عن تخطيطه لخطف طائرة سعودية في الفلبين. لكن لا أتصور أن السعودية ستتخلى عن دعم القوى التي تواجه «حزب الله»، ولن تمنع التعامل مع اللبنانيين الذين لا علاقة لهم به. ونحن في وقت أتصور أن تزيد السعودية فيه من دعمها لكل الجبهات التي تواجه إيران وحلفاءها، بما في ذلك لبنان، وحتى في داخل إيران من قوى معارضة، وليس الانسحاب من مناطق التوتر.

لبنان والسعودية: أين الخطأ؟
مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/16

الهدف «الطبيعي» للحركة السعودية الخليجية ضد لبنان «الرسمي» هو تشكيل قوة ضغط داخل لبنان على مختطف لبنان وهو «حزب الله»، ممثل إيران في المنطقة العربية. يردد ثلة من ساسة لبنان، مثل نواب من حزب الكتائب، بأنهم لم يخطئوا حتى يعتذروا للسعودية، وهذا صحيح بالنظر الضيق، لكنهم وكل الطبقة السياسية في لبنان مصدر للخطأ والخلل، حين استسلموا لاحتلال حزب عميل لإيران مقاليد الحكم في لبنان، مقاليد الحكم الحقيقية. يبدو أن أبرز زعيم سياسي لبناني فهم طبيعة «التحول» السعودي الحازم، هو رئيس الهيئة التنفيذية لحزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
تصريحات الرجل تشي بأنه يدرك تمامًا أبعاد السياسة السعودية، وما هو المطلوب من لبنان الدولة. بسؤال مختصر، ماذا يستفيد لبنان من إيران، وماذا يستفيد من السعودية ودول الخليج؟ كم عامل وموظف وشركة ومحل لبناني في إيران، وكم مثل ذلك في الرياض وجدة والدمام والمنامة والدوحة والكويت وأخيرًا أبوظبي والشارقة ودبي؟ حسب دراسة نشرتها «العربية نت» فإن عدد اللبنانيين الذين وجدوا في إيران منذ قيام حكم الملالي ألف شخص، أغلبهم كوادر لـ«حزب الله»، بينما في السعودية فقط عدد اللبنانيين نحو أربعمائة ألف شخص، ناهيك عن نحو مائة وخمسين ألف شخص في الإمارات، يحول هؤلاء كلهم زهاء 8 مليارات دولار لداخل لبنان. ناهيك عن الاستثمارات الخليجية المتنوعة في لبنان، وأعداد السياحة العالية في ربوع بلاد الأرز. وغير ذلك كثير، فكيف تعوض دولة الملالي المنهكة في إيران كل هذا الأمر؟ «حزب الله» في حالة حرب علنية ضد السعودية ودول الخليج منذ عقود من السنين، وليس من سنة أو سنتين، فإما أن يتخلص لبنان عمليًا من هذا الحزب الإرهابي الذي امتد إرهابه للبحرين والكويت واليمن والسعودية، وإما المواجهة الحتمية. قال سمير جعجع، إن بيان مجلس الوزراء الذي تلاه تمام سلام، حول الأزمة مع السعودية، ليس مرضيًا. ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية عن جعجع تشديده على الحكومة اللبنانية أن تطلب: «من (حزب الله) الانسحاب من المواجهات العسكرية التي يخوضها في الدول العربية كافة، وإلا فستتفاقم الأزمة، إذ عليها وضع الإصبع على الجرح والتوجه إلى (حزب الله) لسحب قواته من سوريا». صدق الحكيم جعجع، هذا هو أصل الداء اللبناني. وعلاجه الانتفاض على حزب إرهابي خطف الدولة. مستحيل أن يبقى لبنان الدولة مع بقاء «حزب الله» الدويلة. دويلة تدرب حملة الموت في كل عواصم الجزيرة العربية.

السبت» الذي على بيروت أن تقدمه!
سليمان جودة/الشرق الأوسط/16
هل ساء بنا الحال إلى الحد الذي يجد معه أشرف ريفي، وزير العدل اللبناني المستقيل، أنه مضطر لأن يعيد تعريف ما هو معروف بالضرورة؟! قال الوزير ريفي بعد أن زار مقر سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت، الثلاثاء قبل الماضي: «نحن عرب مهما كلف الأمر، ونحن إلى جانب المملكة والإجماع العربي». ثم قال: «نحن لبنانيون في الدرجة الأولى، وعرب في الدرجة الثانية، وأوجه اعتذارًا كبيرًا إلى المملكة، عن خطأ وزير خارجيتنا». ما هذا؟! هل جاء اليوم الذي يضطر فيه وزير لبناني إلى أن يقول إن لبنان بلد عربي؟! هل هذه الحقيقة يمكن أن تكون محل شك، أو موضع جدل؟! طبعًا القصة تعرفونها.. ففي اجتماع وزراء الخارجية العرب، في القاهرة، في أعقاب اعتداء إيرانيين على مبنى سفارة المملكة في طهران، ومبنى قنصليتها في مشهد، لم يجد وزير خارجية لبنان، جبران باسيل، حرجًا في ألا يدين معهم ما جرى، فكان ما كان، منذ ذلك اليوم، وكان أن ألغت الرياض أربعة مليارات دولار كانت مخصصة من جانبها، لدعم الجيش اللبناني، وقوى الأمن الداخلي في لبنان، ثم كان أن اجتمعت الحكومة اللبنانية، في نفس يوم زيارة الوزير ريفي، للسفارة السعودية، دون أن يخرج عنها موقف واضح، بما يضع الأمور في نصابها الصحيح!
لست أشك في أن موقف تمام سلام، رئيس الحكومة، مختلف قطعًا عن موقف وزير خارجيته، ولست أشك في أن لبنانيين كثيرين لا يقفون مع باسيل في مربع واحد، ولا يصطفون معه، فيما رآه، ثم لست أشك لحظة في أنه أخطأ، في الساعة التي تصوَّر فيها، أن سياسة «النأي بالنفس» اللبنانية الشهيرة، يمكن أن تكون مجدية في موقف من نوع ما وقع في حق سفارة المملكة، وفى حق قنصليتها. لست أشك في هذا كله، ولذلك أجد نفسي حائرًا في فهم الخلفية التي وقف عليها الوزير اللبناني، وهو يتخذ موقفه ذاك، فيلحق الضرر بوطن لبناني بأكمله، ويشوِّش على الروح العربية فيه التي لا مجال للتشويش عليها بأي حال.
لقد قال تمام سلام، رئيس الحكومة، بعد اجتماع حكومته الأسبوع الماضي، إنه يجهز لجولة خليجية تبدأ بالسعودية، ثم تمر بعواصم أخرى في الخليج، ليشرح حقيقة موقف حكومة بلاده.. ومن الجائز أن تكون الجولة قد بدأت، أو حتى تكون قد تمت، عندما ترى هذه السطور، النور، ومن المحتمل ألا تكون قد بدأت، فضلاً عن أن تتم، لتبقى بعد ذلك حقيقة لا أفهم كيف تغيب عن الرئيس تمام سلام. كيف يغيب عنه أن حل هذه الأزمة في بيروت، وليس في الرياض، أو في أبوظبي، أو في المنامة، لا لشيء، إلا لأن المواقف التي صدرت عن العواصم الثلاث، حين دعت مواطنيها إلى عدم السفر إلى لبنان، كانت رد فعل على فعل حدث في لبنان، وبالتالي، فصاحب الفعل مدعو إلى أن يصوِّبه، وإلى أن يعيد لبنان كله، إلى عروبته، وإلى هويته العربية، التي لا مكان للنقاش حولها كحقيقة ماثلة في وجدان كل لبناني. تمام سلام كرئيس حكومة يظل وجهًا مقبولاً في كل عاصمة عربية يذهب إليها، ولكن المشكلة في الحقيقة ليست مشكلته هو، وإنما كما يعرف بالتأكيد، مشكلة وزير خارجية عنده، حضر اجتماع وزراء الخارجية العرب، ثم تصرف وكأنه وزير خارجية لدولة أخرى، تقع خارج نطاق عالمنا العربي، وليس وزيرًا لخارجية دولة عربية، ودولة عضو في الجامعة العربية، اسمها لبنان.
إذا كان رئيس الحكومة يراهن على أن المملكة جمدت المساعدات، ولم تقرر إلغاءها، فلا بد أن يقدم السبت على الأحد، كما يقول أبناء البلد في القاهرة، ولا بد أن يكون على يقين بأن الخطوة الثانية إذا كانت سوف تأتي منه في الرياض، فالأولى في بيروت!

لبنان و«غزو البلهاء»
ديانا مقلد/الشرق الأوسط/16
حقا إنه «غزو البلهاء»..
هذا تعبير أطلقه الروائي الإيطالي «امبرتو ايكو»، الذي رحل قبل أيام، حين وصف ما فعلته بنا وسائل التواصل الاجتماعي، إذ قال عن تلك الوسائط بأنها «منحت حق التعبير لجحافل من البلهاء كانوا سابقاً يتحدثون فقط في الحانات، دون أن يزعجوا البيئة الاجتماعية. اليوم لهؤلاء نفس الحق في التعبير تماماً كصاحب جائزة نوبل. إنه غزو البلهاء». ومع الإقرار بأهمية وسائل التواصل هذه كونها عوضت عن نقص مساحات التعبير في مجتمعاتنا وعكست نبضاً ما لرأي عام مغيّب عن التفاعل حتى ولو لم ينضج كفاية بعد، لكن أيضاً كم تبدو عبارة «غزو البلهاء» أو «غزو الحمقى» صحيحة في أحيان كثيرة. أليس هذا ما نتثبت منه عبر الكثير من الهاشتاغات أو الأوسمة التي يختارها بعض الموتورين لتتحول إلى عبارة شائعة، يسطر أي كان ما يشاء تحتها، فيجري تداولها والاحتفاء بها، حتى نكاد نقتنع أنها تمثل رأياً صائباً علينا التوقف عنده. نصطدم بهذه الحقيقة يومياً تقريباً وفي حالتنا اللبنانية وفي ظل الإجراءات السعودية الأخيرة، فهناك الكثير من الأوسمة والهاشتاغات التي لا طائل منها سوى العبث بالكلام والتعبئة والشحن. فمن يحرّض ويشتم لا يبالي بتعميم لغة سوقية، ولا بترويج أفكار تنضح كراهية، خصوصاً حين يتوهم أن تلك اللغة الوضيعة يمكن أن تعيد حقاً أو كرامة. وتكاد هذه الخاصية، أعني اختراع أوسمة تحريضية، لا تستثني أحداً، لكن فيما خص الوضع المقلق في لبنان ساهمت الحملة الشعواء التي يطلقها جمهور حزب الله ومناصروه، رداً على الإجراءات السعودية في إذكاء مشاعر الاحتقان ضد اللبنانيين جميعاً في الخليج، ما يضاعف من ضرر ما يقال ذاك الانقسام اللبناني الداخلي، بحيث تتفاعل مجموعات محلية مع القرارات ومع أصدائها، بصفتها تثبت وجهة نظر ضد طرف محلي داخلي لا أكثر. لا يكترث هؤلاء في تحريضهم إلا بتسجيل انتصارات صبيانية في السجال السياسي، وإن كانت البلاد كلها تدفع الثمن. والمشكلة أن تلك اللغة تلقى صدى في المقابل يتراوح ما بين تعميم الإدانة لتطال جماعات بأسرها، وبين تصعيد الموقف حيال البلد بكامله. وفي الحقيقة لا يسعنا في لبنان سوى أن نجد أنفسنا في حيرة ومأزق فعلي حيال ما يجري. فإن كان منا من لا ينتمي إلى تلك اللغة التحريضية التي اعتمدها حزب الله ومناصروه، وما سبقها من خطوات سياسية لا تقيم وزناً لهشاشة الوضع في البلد، إلا أن هناك مبالغة كبيرة حول الإجراءات السعودية. وهنا لا يمكن سوى التوقف عند ردود الفعل التي تصلنا عبر أوسمة وعبر شخصيات، بحيث يبدو الموقف السلبي يتجاوز مسألة حزب الله ليطال فكرة لبنان ودوره، ويشمل كل اللبنانيين. نقرأ مقالاً أو تعليقاً أو حتى وسماً يشي برغبة عارمة في استمرار تفعيل قرارات السعودية، التي هي بحق تطال مفاعيلها جماعات لبنانية بأسرها، وليست محصورة بحزب الله. هناك من يستحث المزيد من تلك القرارات، علما بأن عبارات من نوع أن على اللبنانيين أن يتحملوا مسؤولية ما يحصل فيه شيء من الاختزال لصورة لبنان، بحيث تجري النظرة إلى اللبنانيين انطلاقاً من مواقف مسؤوليه السياسيين، وكلنا يعلم أن هذا المأزق بدأ منذ نهاية الحرب، حيث تسلمت سوريا وإيران زمام البلد..اليوم وبين دفتي اللغة المشحونة والقرارات السياسية دخلت العلاقة بين السعودية ولبنان في نفق مجهول، وهنا يبدو أن حزب الله الأكثر ارتياحاً، فما يحصل يساعده في تحطيم آخر ما تبقى من كيان لبناني، جهد لسنوات ليطيح به لصالح النظام الإيراني. نعم على حكومة لبنان أو ما بقي نابضاً فيها أن تقوم بالحد الأدنى من واجباتها، وواجباتها لا تعني بذل النفس كما هو حاصل، بل عليها ملء الفراغ وتحديد سياسة خارجية تحمي مصالح اللبنانيين، والوقوف بشكل حاسم ضد ما يرتكبه حزب الله في لبنان وسوريا والمنطقة، وضد كل ما يهدد البلد من أي جهة كانت. نحتاج هذا بإلحاح، خصوصاً أن القواعد الشعبية المحلية باتت في حال تأهب جراء الشحن الحاصل، والجميع يعيش على وقع التوتر وتوقع الأسوأ. بين الحماسة المفرطة لطرد اللبنانيين من الخليج، وبين من يعدهم بمكرمات إيرانية هناك عائلات بأكملها مهددة، وهذه العائلات لن تحميها غزوات تويتر البلهاء.