نسرين مرعب: حزب الله يهدد كارول معلوف/اميل خوري: هل يُعقل أن تكون كلمة إيران في الرئاسة أعلى من كلمة أي دولة صديقة وشقيقة/علي الأمين: سعد الحريري: عُد إلى لبنان

364

سعد الحريري: عُد إلى لبنان
علي الأمين/جنوبية/ 12 فبراير، 2016
في الذكرى الحادية عشر لإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يترقب كثيرون ماذا ستحمل من جديد هذا العام. فهل سيخرج رئيس تيار المستقبل بمواقف تُعيد شدّ العصب المستقبلي وما تبقى من قوى 14 آذار وروحها؟ أم أنّ الأحد المقبل لن يضيف شيئاً على السبت وستمرّ الذكرى ويتلاشى مشهد الحفل من دون أن يغير في الواقع السياسي المحكوم بتعطيل الإستحقاق الرئاسي وغيره؟ ليس سعد الحريري من يتحمل مسؤولية تعطيل الإنتخابات ولا فريق 14 آذار عموماً، الذي صار فِرَقاً، لكن متفقة على النزول إلى المجلس النيابي في كل جلسة انتخاب دعا اليها رئيس مجلس النواب منذ نحو عامين تقريباً. التعطيل يأتي من الجهة الأخرى. هذا ما أثبتته الوقائع، حتى في المشهد الأخير الذي رسمه الحريري عبر اقتراح تسمية الوزير سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، أي تبنّى مرشحاً من الفريق الآخر، ومن الأربعة الذين أضفت عليهم بكركي صفة المرشحين الشرعيين الاقوياء. اقرأ أيضاً: ريفي ينقلب على الحريري؟ أو هي خلافات طرابلسية؟ موقف الحريري هذا كشف إلى حدٍّ بعيد خطة تعطيل الطرف الآخر لإنتخابات الرئاسة. فما بدا أنّه كرم حريري تجاه خصومه، انكشف مع انقشاع غبار تسمية فرنجية أنّ القصة في مكانٍ آخر. أي في ملعب حزب الله الذي لا يجد في تمديد الفراغ الرئاسي ما يعطل من نظام مصالحه الإقليمي والمحلي. لا بل وفّر له الفراغ الرئاسي والتعطيل فرصاً أوسع لحرية الحركة من دون أن يتحمّلَ أعباء تجاوز شروط الدولة، والدولة المعلّقة هي المظلّة الملائمة لحماية دويلة حزب الله وتمددها ولتعزيز نفوذها.ماذا سيقول سعد الحريري في الذكرى الحادية عشر لجريمة اغتيال والده؟ ولأنّ اغتيال الرئيس الحريري ليس جريمةً جنائية بل جريمةً سياسية استهدفت لبنان، فالردُّ عليها كان دائماً تحدٍّ يتصل بمصير الوطن والدولة قبل القضية العائلية أو الشخصية. واليوم أكثر من أيّ وقت مضى فإنّ التحدي أشدّ وأقسى. فكيف سيخاطب الحريري جمهور المستقبل واللبنانيين عموماً؟ وما هي خطته لمواجهة هذا التعطيل المتمادي للمؤسسات الدستورية واستحقاقاتها؟ وما هي خطة المواجهة للمخاطر التي تحيط باللبنانيين من داخلهم قبل الخارج؟ لعلّ ما ينتظره اللبنانيون، وجمهور تيار المستقبل من سعد الحريري، أن يكون بينهم أولاً، أن يبدأ المواجهة باتخاذ قرار العودة إلى لبنان، إذ أنّ من يقدّم نفسه قائداً في معركة استعادة سيادة الدولة واستنهاض الدولة من التداعي والإنهيار، تتطلب حضوراً يومياً، وعملاً دؤوباً، وجرأةً في المواجهة. فالمنقذون لأوطانهم لا يمكن إلاّ أن يكونوا رأس حربة المواجهة، وأن يقدموا الأمثولة للآخرين في التصدي وفي الصمود وفي الإيثار. خمسُ سنوات تقريباً مرّت على خروج الرئيس الحريري من لبنان، وهذا بحدّ ذاته أحدث فراغاً لم يستطع أركان تيار المستقبل ملأه، بل بدا أنّ هذا الغياب القسري للحريري فرصة لمناوئيه وللساعين إلى إبقائه خارج لبنان، فقاعدته يتناتشها حزب الله بسراياه السنية، وبخصومه، من بقاع عبد الرحيم مراد إلى طرابلس نجيب ميقاتي وما بينهما بيروت وصيدا. وبدا أنّ الحريري مستعجل لإنتخاب رئيس أكثر من استعجاله للتواصل مع جمهوره. سعد الحريري، الشاب الطموح، يتيم الأب والوطن، والذي تملأ أخبار إفلاسه، مالياً وسياسياً، صالونات مناصريه قبل خصومه، مطالب بأن يسمع للناس، وأن يفعل ما بوسعه: أن يكسرَ يًتم الوطن بالعودة إلى لبنان، وليصارح ناسه بأنه سيكون بينهم وأنه سيحارب باللحم الحي، وليتوقف عن الاستسلام. لن ينتخب رئيسٌ إلاّ بتعليمة إيرانية، وفي هذه الأثناء عُدْ إلى لبنان يا شيخ سعد، قبل أن تصير العودة مثل قلتها.

 

حزب الله يهدد كارول معلوف… فهل غادرت لبنان خوفا على حياتها؟
نسرين مرعب/جنوبية/ 11 فبراير، 2016
الأمر لم يتوقف عند حد التحريض على الزميلة كارول معلوف في مواقع مناصرة لحزب الله. فها هو الثلاثاء موقع العهد التابع لحزب الله ينشر مقالاً تحت عنوان “فتاة ’النصرة’.. وأخلاقيات المهنة”. مقال وصف مقابلة معلوف بأنها “استنطاق” وأنّها أجرتها بطلب من “جبهة النصرة” وأنّ الإعلامية قد حققت سكوباً وإنّما على حساب المبادئ القانونية والأخلاقية والانسانية. لم تكتفِ كاتبة المقال ميساء مقدم عند هذا الحد، بل استشهدت بالرؤيا القانونية للدكتور عمر نشابة، وهو الكاتب السابق في جريدة “الأخبار” والاستشاري في المحكمة الدولية، الذي نزعت صلاحياته منذ عامين بتهمة تحقير المحكمة من خلال نشره موادا سرية في الإعلام. المقال انتقد كارول ومهنيتها وانتقد حتى برنامج بموضوعية، وأشار أنّه ليس من حق الإعلام استنطاق الأسرى. كما تضمن تهديدا مبطناً اتهمها بأنّها “تروج للعدو”. هذا العدو الذي يقاتله حزب الله ويحلل دم مقاتليه وإعلامييه. فما حكم المروج للعدو والذي يقف معه “في حربه النفسية”، بحسب مقال حزب الله التحريضي؟ أليس القتل؟ هذا المقال لا بد من التوقف عنده من منطلقين، الأول اتهام كارول بأنّها عاملت الأسرى بعدائية وهذه تهمة أول ما يدحضها الفيديو و “الكيميا” بين الإعلامية والأسيرين والتواصل السلس. الإعلامية كارول معلوف تنشر مقابلة الأسرى أما الثاني فهو الفبركة واختلاق البدع لأجل إدانة كارول بدلا من شكرها، فكارول صنعت ما عجز عنه الحزب خلال ما يقارب ثلاث أشهر مضت، وطمأنت أهالي الأسيرين عنهما، والأحق بالكاتبة “ميساء مقدم” أن تتوجه لحزب الله وأن تسأله عن الأسير موسى كوراني وعن مصيره؟ فالتصويب على كارول من قبل إعلام الحزب لن ينفع، التقرير قد عرض والحقائق قد ظهرت، وبدلاً من انهماك مناصري وإعلاميي حزب الله في إنتاج المانشيتات السينميائية ضد معلوف، فليأتوا أولاً بخبر واحد عن كوراني وعن المفاوضات ومن ثم ليتحدثوا عن التقرير ما شاؤوا. ولكن للأسف هذه استراتيجية الحزب وهذه سياسة من معه، فحينما لا يملكون حجة يرجمون من يقول لهم “حجتكم ها هي هنا” وهذا ما قالته معلوف وما أثارته. وقبل الطعن بمهنية معلوف كونها ذهبت الى مناطق خاضعة لجبهة النصرة، نذكر الحزب وذاكرة الحزب وذاكرة إعلامه، أنّ الزميلة ندى أندراوس وفريق عمل LBCI قد سبق توجهزا وقاموا بتغطية صحافية في منطقة أعزاز حيث كان المخطوفون الشيعة لدى الحيش السوري الحر، وأيضاً قناة “الجديد” قد سبق وأرسلت كل من المراسلتين يمنى فواز ونوال بري إلى أعزاز… لكن في جمهورية الموز الخاضعة للولي الفقيه والمرشد الأعلى لجمهورية لبنان السيد حسن نصر الله، كن مع حزب الله وقاتل من شئت، لكن إذا خاصمته أمامك إما النفي، أو التهديد الذي قد يصل حد القتل.

 

هل يُعقل أن تكون كلمة إيران في “الرئاسة” أعلى من كلمة أي دولة صديقة وشقيقة؟
اميل خوري/النهار/12 شباط 2016
هل يعقل أن تكون كلمة إيران في الانتخابات الرئاسية فوق كلمة كل دولة شقيقة وصديقة للبنان، ولا يكون لأي منها، ولا سيما أميركا وروسيا، قدرة التأثير عليها لفصل أزمة انتخاب الرئيس عن أي أزمة في المنطقة ولا تظل مصرّة على ربطها بها حتى وإن استمر لبنان يعاني سياسياً وأمنياً واقتصادياً من جرّاء استمرار الشغور الرئاسي إلى أجل غير معروف، وهذا ما جعل البطريرك الكاردينال الراعي يقول في عظته لمناسبة عيد مار مارون: “إن لبنان في حاجة إلى رجال دولة حقيقيين”، وان يقول راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر في عظته في المناسبة ذاتها: “ان كرامتنا الوطنية تحتّم علينا ألا نربط هذا الاستحقاق بأي موقف أو بأي موقع أو بأية إرادة خارج حدود لبنان”. الواقع أن الدول الشقيقة والصديقة لو أنها كانت تريد فعلاً رئيساً للبنان لما كان في مقدور إيران وحدها الحؤول دون ذلك أيّاً تكن الغايات والاهداف بما فيها إقامة جمهورية جديدة ووضع نظام ودستور جديدين لها يكونان أكثر إنصافاً في توزيع الصلاحيات على السلطات الثلاث. إن ربط حل أزمة الانتخابات الرئاسيّة بحل أزمات دول المنطقة ربما يعود إلى أن لدى الدول الكبرى رغبة في إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، إمّا بتقاسم النفوذ وإمّا بتقسيمها إذا تعذّر الاتفاق على التقاسم، وهل يكون لبنان من ضمن هذه الخريطة التي تُرسم أم يبقى خارجها؟ الجواب عن هذا السؤال يتوقف على تطوّر الأوضاع في عدد من دول المنطقة، ولا سيما في سوريا، ليأخذ لبنان الشكل الذي تتخذه سوريا تأكيداً لما تكرّر قوله في الماضي عن وحدة المسار والمصير… لذلك لا يمكن منذ الآن معرفة ما إذا كان مصير لبنان سيكون فعلاً من مصير سوريا أو العكس بعد حل الأزمة السورية، وأنه لا بد من الانتظار لانتخاب رئيس للبنان تكون صورته على صورة لبنان الجديد ويكون أهلاً لمثل هذه المرحلة، وإلاّ فإن انتخاب رئيس منذ الآن وقبل معرفة ما سوف تستقر عليه الأوضاع في عدد من دول المنطقة، ولا سيما في سوريا، سوف يجعله رئيساً للبنان كسائر الرؤساء الذين سبقوه، عاجزاً عن اقامة الدولة القوية مع بقاء السلاح خارجها، وعاجزاً عن جعل سلطتها تمتد على كل أراضيها ولا تبقى أي منطقة خارج هذه السلطة، ليصير في الإمكان تطبيق القانون على الجميع ومن دون أي تمييز، وسيف العدالة يطاول كل مرتكب ولا ملاذ له في أي منطقة في لبنان. وانتخاب رئيس في ظل الوضع الراهن يخضعه لسؤال ينقسم المرشحون للرئاسة حوله وهو: هل توافق على بقاء سلاح المقاومة وعلى استخدام هذا السلاح بقرار من الدولة أو من قيادة المقاومة وحدها؟ والانقسام في الاجابة عن هذا السؤال يحول دون الاتفاق على مرشح للرئاسة يكون لديه جواب يرضي كل القوى السياسية الأساسية في البلاد، لأن لبنان لا يزال يواجه اليوم ما كان يواجهه عندما كان خاضعاً للوصاية السورية التي كانت تأتي بالرئيس الذي يجيب عن أسئلتها بما يرضيها مثل سؤال: هل توافق على بقاء القوات السورية في لبنان؟ وكانت الوصاية السورية تمتلك في مجلس النواب اللبناني أكثرية تنتخب الرئيس الذي تريده وكذلك تشكيل الحكومات، في حين أن إيران لا تمتلك هذه الأكثرية بل تمتلك بديلاً منها أكثر ضرراً هو تعطيل انتخاب الرئيس بغية ترك الأبواب مفتوحة على فراغ شامل يذهب بلبنان إلى المجهول… لذلك فإن انتظار ما ستنتهي اليه التطوّرات في المنطقة، ولا سيما في سوريا، يجعل الدول المعنية بوضع لبنان قادرة على اختيار رئيس تكون صورته ملائمة لصورة لبنان الجديد ولا يواجه ما واجهه رؤساء سابقون من عقبات وعراقيل وانقسامات حالت دون قيام الدولة القوية المنشودة، وعلى أمل أن تزيل التطوّرات في المنطقة، وخصوصاً في سوريا، أسباب وجود سلاح خارج الدولة ليصير في الإمكان اقامة الدولة القوية التي تقع عليها وحدها مسؤولية صد أي عدوان وتحرير ما تبقى من الأراضي اللبنانيّة التي تحتلها اسرائيل، وليست مسؤولية أي حزب بمفرده ولا أي طائفة بعينها.  وعندما يصبح لبنان في هذا الوضع الجديد، يصير في إمكان الدول الشقيقة والصديقة أن تضع له إطار حياد يجنبه تداعيات صراعات المحاور وارتداداتها عليه، هذا الحياد الذي يضمن استقراراً سياسياً وأمنياً واقتصادياً دائماً وثابتاً له، ولا يعود ثمة عذر أو حجة لأي حزب أو طائفة في لبنان للخروج على هذا الحياد، كما حصل بالنسبة الى “اعلان بعبدا” والى سياسة “النأي بالنفس”.