أمير طاهري: أباطرة المال وإغراء السلطة/خيرالله خيرالله: الثورة العربية الكبرى المنسية/داود البصري: النظام الإيراني حديقة الإعدام الشيطانية

400

أباطرة المال وإغراء السلطة
أمير طاهري/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/16
مع بداية موسم الانتخابات الرئاسية التمهيدية في الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، ينصب التركيز على دونالد ترامب الأوفر حظًا للترشح عن الحزب الجمهوري. ويستفيد رجل المال، الذي يحظى بشهرة واسعة، بظهوره المتكرر على شاشات التلفزيون، من أن أغلب المعلقين يعتقدون أن الديمقراطيين قد اختاروا هيلاري كلينتون بالفعل كحاملة راية النضال في الانتخابات المقررة هذا العام. وبناء عليه لم يتبق سوى حسم الجدل عمن يختاره الحزب الجمهوري. وحتى الآن لا توجد سوى إجابة واحدة وهي ترامب.
لكن هل الإجابة صحيحة؟
أظهر استقصاء جرى منذ ستة شهور أن ترامب يتمتع بدعم نحو ثلث المتعاطفين مع الحزب الجمهوري. وعلى اعتبار أن الحزب الجمهوري يمثل نحو ثلث عدد الناخبين، نستطيع أن نفترض أن القاعدة المساندة لترامب تبلغ نحو 10 في المائة من الإجمالي. وعليه فإن نحو 70 في المائة من الجمهوريين و90 في المائة من إجمالي الناخبين لا تساند ترامب. ليس في حكم المؤكد أن ترامب سوف يكون المرشح عن الحزب الجمهوري، أو حتى في حال ضمن ذلك لنفسه، فمن غير المؤكد أنه سيستطيع الفوز في الانتخابات المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. والسبب في ذلك، وبالمقارنة بشعوب أقدم، هو أن ذاكرة الأميركيين قصيرة، ويرى الكثيرون ترامب مفاجأة غير متوقعة. على أي حال، ومن دون تكرار للوصف في كل مرة، من الممكن اعتبار ترامب آخر عنقود رجال المال الأميركيين ذوي الطموح السياسي، وفى بعض الحالات، نجحوا في التأثير على نتائج الانتخابات الكبرى. كان الإعجاب برجال الأعمال دوما، جزءا من الثقافة الأميركية التي تقدر المشروعات الحرة والنجاح المالي. وبسبب الهجرات الجماعية من مختلف أنحاء العالم، فإن المواطن الأميركي العادي اليوم ينظر بحسد للأثرياء أكثر مما كان عليه الحال منذ 30 أو 40 عاما مضت. حتى في تلك الفترة أيضا كان الأميركيون ينظرون للنجاح في الأعمال كشرف، على عكس الكثير من الأوروبيين الذين ينظرون لرجال الأعمال نظرة دونية باعتبارهم أنانيين في «طريقة جمعهم للمال». السؤال المثار هنا هو: هل يمكن ائتمان رجل أعمال ناجح على أعمال دولة بكاملها؟ في الربع قرن الأول لنشأة الولايات المتحدة كشعب، كانت الإجابة هي لا بكل تأكيد.
وبسبب حرب الاستقلال، وبعد ذلك حرب الانفصال، ناهيك بتوسع السكان في مختلف الاتجاهات، جرى تفضيل الناس ذوي الخلفيات العسكرية لتولي المناصب القيادية. إلى جوارهم جاء المحامون المحترفون الذين تحولوا إلى ساسة وجرى تعيينهم في المناصب العليا ليشكلوا البنية القانونية للبلاد، وكان الدستور بمثابة الملهم لذلك.
منذ نهاية القرن التاسع عشر عندما برزت الولايات المتحدة الأميركية كأكبر قوة اقتصادية في العالم، بدأ جيل جديد من رجال الأعمال يتبوأ مكانة بارزة إلى جوار الجنرالات وكبار المحامين. أول رجل مال تغريه قمة السلطة كان ويليام راندلوف هيرست الذي أسس أكبر إمبراطورية صحافية أميركية بدأها بجريدة سان فرانسيسكو إكسامينر التي ورثها عن أبيه. وفى عام 1902، أصبح هيرست أهم من شكلوا الرأي العام الأميركي، وشرع سرا في جمع الأصوات ليتبين فرصة في الترشح لرئاسة الولايات المتحدة. لكن بسبب عدد من المشكلات الشخصية وبسبب نقص المهارات السياسية التي يحتاج إليها المرشح في الديمقراطيات الغربية، قرر رجل الأعمال على مضض أن يتراجع عن قرار الترشح وأن يعود إلى مكانه الطبيعي عام 1904. وبعد ذلك بعقود، أصبح الرجل ملهما لقصة فيلم أورسون ويلس بعنوان «ستيزين كين»، الذي جسد فيه تراجيديا رجل سحرت السلطة عقله وخياله. وبعد مرور عقدين من محاولة هيرست الفاشلة لدخول معترك السياسية، ظهر رجل مال آخر يدعى هنري فورد، وسعى وراء إغراء الترشح للسياسة. وعلى الرغم من محاولته الفاشلة للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ عن ولاية ميشيغان، سعى فورد للترشح عن الحزب الجمهوري عام 1923 لكنه خسر أمام كالفن كوليدج الذي كان «بالكاد محاميا انخرط في السياسة».
تأكد درس هيرست، وهو أن الأميركيين يحبون اللعب مع فكرة انتخاب رجل مال كرئيس للدولة لكنهم يتراجعون بعد رؤية الخيارات الأخرى.
على عكس هيرست، لم يصبح فورد قصة لفيلم، لكن الأيام أبانت جانبا سيئا في الرجل ظهرت بعد عدة عقود واتضح أنه لا يصلح لقيادة دولة. وفى حقبة الثلاثينات، جاء دور تشارلز ليندبيرغ، الطيار الذي تحول إلى رجل أعمال، وأغراه حلم دخول البيت الأبيض. كان لدى ليندبيرغ كل المواصفات المطلوبة، كان بطلا أميركيا وسيما وله زوجة من أرقى الأوساط الاجتماعية من عائلة بنكية. كان له أيضا ميزة لم تكن في هيرست أو فورد، وهو مؤسسة سياسية تمثلت في المؤسسة الألمانية الأميركية التي كان يديرها نازيون. الأهم هو أنه استطاع اللعب على المشاعر المناهضة للحرب في الوقت الذي كان فيه أغلب الأميركيين يتوقون للعيش بعيدا عن أجواء حرب كبيرة أخرى كتلك التي دارت رحاها في أوروبا (على غرار النغمة المناهضة للحرب التي استخدمها أوباما لدخول البيت الأبيض في 2008). تبخرت طموحات ليندبيرغ عندما هاجم اليابانيون مضيق بيرل هاربر، مما أجبر الولايات المتحدة على دخول الحرب العالمية الثانية بهدف تحقيق نصر كاسح ضد المحور الذي تقوده ألمانيا. استمرت الانتخابات الرئاسية الأميركية من دون رجال مال حتى عام 1992 عندما ترشح روز بريوت – الذي جمع ثروته من بيع المعدات لإيران – للانتخابات الرئاسية. وبسبب حصوله على أصوات من الرئيس جورج دبليو بوش، كان بريوت سببا في فوز المرشح الديمقراطي بيل كلينتون بفارق ضئيل في الأصوات يعتبر الأقل في تاريخ الولايات المتحدة. لم يكن بريوت بنفس ثراء سابقيه من رجال المال لكنه كان أكثر قوة، وفي عام 1996، ترشح مرة أخرى مسببا هزيمة أخرى للجمهوريين. شكل هيرست، وفورد، وليندبيرغ، وبريوت كوكتيل مبادئ حزب الشعب الأميركي «بالحديث عن الحلم الأميركي» الذي يهدده آخرون، بدءا من اليهود في حالة فورد وليندبيرغ، إلى الإيطاليين والشرق أوروبيين في حالة هيرست، إلى اللاتينيين في حالة بريوت. كلهم زعموا أن الحكومة في واشنطن أصبحت كبيرة وأن المواطن العادي لم يعد سيد مصيره. كلهم تبنوا مواقف مناهضة للحرب في الوقت الذي كان فيه المزاج العام في الولايات المتحدة معارضا للعنف. يسير ترامب عن نهج هؤلاء بمعارضته للاتينيين، والمسلمين باعتبارهم مصدر تهديد لغيرهم، ويهاجم واشنطن والصفوة من الساسة. بيد أن لديه مشكلة لم تكن في أسلافه، وهي أنه يريد أن يبدو مناهضًا للحرب بأن يدعي، شأن أوباما، أنه عارض التخلص من صدام حسين في العراق، لكنه يعد بشن حرب ضد «داعش» وغيرها من «الأعداء المسلمين». هل يكون مصير ترامب كسلفه من رجال المال؟ سوف تكون الإجابة الأولى الأسبوع المقبل في ولاية أيوا؟ الشعار: دونالد ترامب آخر عنقود رجال المال الطامحين للرئاسة الأميركية.

 

‘الثورة العربية الكبرى’.. المنسية
خيرالله خيرالله/العرب/29 كانون الثاني/16
قبل مئة عام انطلقت “الثورة العربية الكبرى”. يتذكّر العالم العربي سايكس – بيكو، لكنّه نسي “الثورة العربية الكبرى” التي نجد، لحسن الحظ، من يحتفل بمرور قرن عليها وإن في ظروف إقليمية أقلّ ما يمكن أن تُوصَفَ به أنّها صعبة ومعقدة ومليئة بالمخاطر. اختار الملك عبدالله الثاني الذهاب إلى العقبة يوم السبت الماضي لرعاية مراسم تبديل راية “الثورة العربية الكبرى” ورفعها وذلك من منطلق أن العقبة هي أوّل مركز قيادة لتلك الثورة. يشير التزامن بين “الثورة العربية الكبرى” وسايكس – بيكو إلى أنه كان هناك تنبّه عربي باكر إلى ضرورة بقاء المنطقة العربية موحّدة بعد انهيار الدولة العثمانية. قاد الشريف الحسين بن علي الثورة العربية الكبرى التي تبيّن مع الوقت أنّها لم تكن سوى حلم عربي جميل حاربته قوى كثيرة من أجل الوصول إلى المرحلة الراهنة التي تتسم أوّل ما تتسم بحال الهلهلة والاهتراء للنسيج الاجتماعي في مختلف الدول العربية، في العراق وسوريا ولبنان على وجه التحديد. من حسن الحظ أنّه لا يزال هناك الأردن الذي يمتلك الملك فيه ما يكفي من الشجاعة للتعلّق بمبادئ “الثورة العربية الكبرى”، التي لم تميّز بين عربي وآخر ولا بين مواطن وآخر، بل جمعت بين الشيعي والسنّي والدرزي والمسيحي واليهودي.
كان الهاشميون ضمانة لبقاء المجتمع العربي في منطقة المشرق موحّدا. كانوا ضمانة للمدينة العربية بمعناها الحضاري. كانت الهجمة التي تعرّض لها الشريف الحسين بن علي، الذي تحوّل منزله المتواضع في العقبة إلى متحف منذ العام 1973، دليلا على غياب حدّ أدنى من الوعي لدى أكثرية شعوب المنطقة.
نعم، وُجد سايكس – بيكو ولكن هل هناك من عرف كيف التعاطي مع هذا الاتفاق الذي ما كان ليجد ترجمة له على الأرض لولا الحروب التي تعرّضت لها الثورة العربية الكبرى. استمرّت هذه الحروب على الهاشميين في العراق والأردن، أي في المكانين اللذين كان يمكن أن يشكلا مثالا يحتذى به في الإقليم كلّه. أدّت الحروب التي تعرّض لها الهاشميون على مرّ التاريخ الجانب الأكبر من أغراضها. أُبيدت العائلة بشكل شبه كامل في العراق الذي يمتلك ثروات ضخمة، لكنّها بقيت في الأردن الفقير في كلّ شيء، باستثناء الإنسان. لا يزال الأردن إلى الآن صامدا هو و”الجيش العربي” الذي هو جيشه. صمد الأردن على الرغم من اغتيال الملك عبدالله بن الحسين الأوّل وهو في حرم المسجد الأقصى في العام 1951.
لا يزال الأردن يحمي، إلى اليوم، مبادئ “الثورة العربية الكبرى” ويرعاها. كان أوّل من حماها الملك المؤسس عبدالله الأوّل، ثم الحسين بن طلال الباني الحقيقي للمملكة ومؤسساتها الذي وجد في عبدالله الثاني من يستكمل الرسالة ويحافظ عليها. سيكتب التاريخ أنّه إذا كان مكان يمكن أن تستعيد فيه النهضة العربية شبابها، فهذا المكان هو الأردن الذي عمل كلّ ما يستطيع من أجل المحافظة على ما بقي من القضيّة الفلسطينية بعدما ذهب عبدالله الأوّل ضحية رافعي الشعارات الذين لم يفهموا يوما معنى التعاطي مع الواقع ومع موازين القوى. من بين هؤلاء كان الحاج أمين الحسيني، مفتي القدس، الذي لعب دورا كبيرا في حصول النكبة في العام 1948، خصوصا أنه رفض قرار التقسيم، كما ذهب قبل ذلك إلى برلين، في أثناء الحرب العالمية الثانية، للاستنجاد بهتلر، واضعا الفلسطينيين في صفّ الذين خسروا الحرب! من حقّ الأردن الاحتفال بمئوية “الثورة العربية الكبرى”. الأردن حمى كلّ ما بقي من هذه الثورة، على الرغم من كلّ الظلم الذي تعرّض له. لا يزال إلى الآن يؤدي هذا الدور. فالمملكة الأردنية الهاشمية هي من الأماكن القليلة في المنطقة التي فيها عيش مشترك. لا تفريق بين مسلم ومسيحي، ولا تفريق بين شركسي وعربي. أكثر من ذلك، الأردن هو بين القلائل الذين ما زالوا يعملون من أجل القضية الفلسطينية ومن أجل حلّ الدولتين نظرا إلى أنه يجد أن لديه مصلحة في ذلك. لديه مصلحة في حماية حدوده، ولديه مصلحة في حصول الفلسطينيين على حقوقهم كاملة غير منتقصة.
يقاتل الأردن في هذه الأيّام على جبهات عدّة. يقاتل في الداخل على جبهة الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها، والتي تفاقمت بسبب وجود نحو مليوني لاجئ سوري في أراضيه. يعاني الأردن أيضا من الإرهاب الذي وجد أرضا خصبة له في سوريا والعراق. ويعاني من المزايدين الذين لا يعرفون شيئا عن تاريخ البلد ووقوفه في 1970 حاجزا في وجه مشروع الوطن البديل للفلسطينيين. لولا بسالة الملك حسين، رحمه الله، والذين كانوا إلى جانبه، لكان الأردن سقط في 1970. أنقذ الملك حسين الأردن وأنقذ الفلسطينيين من أنفسهم أوّلا. من حقّ عبدالله الثاني أن يقول الآن إنّه لا يريد أن يسمع بعد اليوم عبارة الوطن البديل. دفن الأردن هذه العبارة نهائيا وإلى الأبد بعدما رسم الحدود النهائية للمملكة. كلّ من حارب الأردن، خدم إسرائيل بطريقة أو بأخرى. لو استمع جمال عبدالناصر للملك حسين، لما كان أوصل العرب إلى حرب 1967 التي ما زالوا يعانون إلى اليوم من نتائجها. ولو استمع حافظ الأسد إلى الملك حسين أيضا، لكان استعاد الجولان وما كان أمضى آخر حياته في الاعتراض على اتفاق السلام الأردني – الفلسطيني وفي المتاجرة بالفلسطينيين وقضيّتهم. ولو استمع بشّار الأسد لعبدالله الثاني، لكان وجد مكانا يعيش فيه معزّزا مكرّما مستمتعا بثروته الضخمة مع أفراد عائلته، بدل الاستمرار في حرب الإبادة التي يشنّها على الشعب السوري، وهي حرب ستنتهي بتفتيت سوريا رسميا. بعد انبعاث الغرائز المذهبية بفضل المشروع التوسّعي الإيراني، من كان يتصوّر هذا الانقسام السنّي – الشيعي في منطقة كانت تحلم قبل مئة سنة بمبادئ “الثورة العربية الكبرى”؟ من كان يتصوّر أن المواطن العراقي لن يرى يوما أبيض منذ الانقلاب الدموي على العائلة المالكة في الرابع عشر من تمّوز ـ يوليو 1958؟ لم يعد الأردن يرمز اليوم إلى ما بقي من الثورة العربية الكبرى ومن مبادئها فحسب، بل ما زال يرمز أيضا إلى ما بقي من أمل في أن “الثورة العربية الكبرى” لم تكن حلما مستحيلا.

 

النظام الإيراني… حديقة الإعدام الشيطانية
داود البصري/السياسة/29 كانون الثاني/16
لنظام الملالي الفاشي في إيران تاريخ حافل وموثق في عمليات الإعدام الوحشية بالجملة، وهو تاريخ مجلل بالعار يبدأ منذ بداية الانقلاب الإيراني عام1979 ليتصاعد فصولا دموية مرعبة بعد الصراع الدموي مع قوى المعارضة الوطنية الإيرانية الهادفة لبناء إيران تقدمية حرة مسالمة حقيقية تؤدي دورا في تنمية و ازدهار الديمقراطية ، وليس مجرد ميدان من ميادين الموت المجاني وساحة لصناعة وتصدير الإرهاب ، ونشر الفوضى ، وتوسيع أطر الفتن الطائفية والعرقية التي لم تعرفها المنطقة إلا مع مجيء رموز الفتنة و الإرهاب!لعرش الطاووس في طهران.
والإعدام الجزافي في إيران حقيقة راسخة وسنة متبعة ، ومنهج أصيل وإرهابي متأصل، وهناك رموز إرهابية خالدة في سجلات الإرهاب الإيراني اشتهرت بعبثيتها وفرحها بتنفيذ الإعدام المباشر ومن دون محاكمة، مثل القاضي السابق الجلاد الشيخ صادق خلخالي وآخرين، يخلد سيرتهم العطنة تاريخ القمع الفاشي لنظام الملالي الذي دخل تاريخ القمع الدولي، ودخل في نادي الرعب الدولي من خلال إفراطه الشديد في تنفيذ أحكام الإعدام في الساحات العامة، ومن على أعمدة الرافعات الحديدية وبطريقة فاشية نازية فظة هدفها زرع الرعب و الخوف في نفوس الجماهير وفرض العبودية على المجتمع.
وقد تحركت الآلة القانونية الدولية أخيراً لتكشف عن فظائع جديدة للملالي عبر قيامهم بإعدام القاصرين من دون التزام لا بدين ولا عقيدة ولا أي شريعة سوى شريعة الغاب و الإرهاب التي اتخذوها منهجا وسلوكا، والتي جعلوا من الشعوب الإيرانية المغلوبة على أمرها ضحية رئيسية لها.
الفاشية الدينية القائمة في إيران تضرب في الصميم بكل القوانين السماوية والوضعية، فإرهاب الملالي قد تجاوز كل الحدود وأضحى فضيحة إنسانية دولية، ومنظمة العفو الدولية ووفقا لشهادات ميدانية حية واعترافات السلطات الإيرانية ذاتها قد وثقت حملات الإعدام الشاملة الرهيبة التي تقترفها السلطات بكل خفة واستهتار وعدم مسؤولية ومتاجرة رخيصة بالشعارات والمبادئ الأخلاقية والدينية، وقد تركزت حملات الإعدام على المخالفين وبشكل طائفي مرعب يثير الأسى ويجعل شعارات الوحدة الإسلامية الزائفة التي يرفعها نظام طهران مجرد يافطات مزيفة لنظام طائفي استئصالي إرهابي قمعي اختلق قانونا فاشيا اسمه»الحرابة» ليبدع في قتل الناس و إرهابهم.
لقد حذرت المعارضة الوطنية والمقاومة الإيرانية طيلة سنوات طويلة ماضية من أسلوب الإبادة و الإرهاب الشامل الذي تطبقه السلطات التي تقود إيران بعقلية تسلطية إرهابية، وهي العقلية نفسها التي أدمنت توسيع الخراب عبر دعم العصابات والجماعات الإرهابية المسلحة في دول المنطقة ، فالعراق تحول بعد الاحتلال الأميركي ومجيء الأحزاب الطائفية الإيرانية للسلطة بمثابة ملعب وحديقة لضباع النظام الإيراني من خلال الميليشيات الحاكمة بأمرها اليوم التي بلغت أكثر من 50 عصابة طائفية مسلحة تعيث في الأرض فسادا وتعمق الفتن الطائفية، وتفيض بإرهابها المصدر لقمع الشعب السوري الحر ، كما أن عصابات الولي الفقيه تمارس التخريب العلني في مملكة البحرين وشرقي السعودية، وتستمر في التآمر على الأمن الوطني الكويتي من خلال شبكات التجسس والتخريب، وعصابات التآمر المسلحة والخلايا السرية التي تنتظر تنفيذ الأوامر الصادرة لها من قيادة الحرس الثوري الإرهابية!
ولعل في الهجمة الإرهابية الأخيرة على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد دليل ميداني على حجم الحقد الكراهية وروح التآمر التي تحرك النظام الإيراني وتشعل آلة إرهابه عبر تفعيل عمليات الإعدام التي يقف أمامها العالم الحر مشدوها، ومنافقا أيضا، فالسكوت عن القمع السلطوي الإيراني يعطي رسالة خاطئة جدا لنظام القمع ويجعل الشعوب الإيرانية تقف وحيدة في مواجهة آلة قمع إرهابية شرسة لا تتردد أبدا عن الإبادة الشاملة لشعوب تطالب بحقها في الحرية وتقرير المصير، ويأتي الشعب العربي الأحوازي في مقدمة الشعوب التي قدمت فاتورة باهظة للغاية في مقاومة فاشية الملالي الرجعيين الإرهابيين، وقدم الشباب العربي الأحوازي قوافل غالية من الشهداء الذين قبلوا المشانق لكونها أرجوحة الأحرار والطريق الشائك لنيل الحرية والاستقرار ، وحقد النظام الإيراني على المجاهدين الأحوازيين العرب هو حقد لا متناهي جسده من خلال المبالغة في عمليات الإعدام البشعة وعرض الجثث و تعليقها على الرافعات و أمام الملأ ، وهي ممارسة فاشية إرهابية لن تثني أبدا المناضلين عن إشعال ثورتهم ، بل سيزداد لهيب الثورة العربية الأحوازية استعارا حتى تتحقق كامل الأهداف الوطنية والقومية ويرحل الاحتلال الفاشي العنصري بعد أكثر من تسعين عاما من أبشع احتلال إرهابي استيطاني فشل في أن يفرض رؤاه وابتزازه على الشعب العربي الأحوازي الذي يعيش اليوم إرهاصات الثورة وملامسة طريق الحرية والتحرر.
حبال المشانق ستلتف في النهاية حول رقاب الفاشية المعممة، وسينصر الله من ينصره، ويخزي وجوه القوم المنافقين الإرهابيين.