مقالات تفضح إجرام حزب الله في مضايا/مشاري الذايدي: فجور نصر الله في مضايا/ديانا مقلد: مضايا تحاصر حزب الله/علي بردى: حذارِ مضايا يا حزب الله

460

فجور نصر الله في مضايا
مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/11 كانون الثاني/16
الحصار الفاجر الذي تفرضه ميليشيات الحزب اللبناني التابع لإيران، مع قوات نظام الأسد على بلدة مضايا بريف دمشق، وغيرها، وصمة عار على جبين الإنسانية اليوم.
أكثر من نصف سنة وهذه البلدة الجميلة بوادي بردى ممنوع عنها الطعام والدواء والخروج، نحو أربعين ألف إنسان، فيهم أطفال ونساء وشيوخ، يموتون «حرفيا» من الجوع، والصور التي خرجت لهؤلاء الهياكل العظمية خدشت عيون العالم، بينما نرى زعيم الضاحية يزبد ويرعد قبل أيام مدافعا عن إرهابي سعودي شيعي اسمه نمر النمر، وخدود نصر الله متوردة ولُغده يرتج وهو يكرر هراء المرشد خامنئي عن السعودية. الغرض السياسي واضح، وهو تهجير سكان هذه المناطق فقط لأنهم من السنة، وفرز السكان على أساس طائفي استعدادا ربما للدولة العلوية الموعودة. تهجير السكان عن مواطن أسلافهم منذ مئات السنين، وإن لم يخنعوا بالخوف يبادوا بالجوع، ومن يخرج من مضايا تقتله ألغام فجرة حزب الله وقناصته، وكله باسم الممانعة والمقاومة، ألا شاهت الوجوه! الأمر تجاوز الحرب القاسية على أساس سياسي أو حتى عقائدي، نحن هنا أمام تجرد تام من مشاعر الإنسانية. ما الفرق بين قتلة «داعش» بالحرق والسكاكين، وقتلة حسن نصر الله وبشار وخامنئي وبوتين بالتجويع؟! ليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل زاد الحزب اللبناني الإرهابي، حزب الله، بأن جعل قناته قناة «المنار» توغل في الفجور وتنفي حقيقة كارثة مضايا، وتنفي وجود مجاعة قاتلة، وتكذب الصور، ولو حصل لنفت وجود بلدة مضايا أصلا. مأساة مضايا أطلقت حملة مساندة عالمية، تحت هاشتاغ عالمي في «تويتر»، وتخيلوا ماذا حصل بعدها!! فجرة حزب الله وقتلة الممانعة يسخرون من هذا الهاشتاغ! نتحدث عن بشر كبقية البشر أم عن ماذا؟! قتلة خامنئي وبشار ونصر الله، شاركوا في هاشتاغ التعاطف مع مضايا بسخرية ونشر صور لموائد الطعام والشواء في نفس الهاشتاغ مع عبارات طائفية، حتى إن البعض نشر صور هياكل عظيمة بلاستيكية في سخرية من أجساد أهل مضايا الهزيلة. صحيفة بريطانية لا تتهم بالتعاطف مع السعودية ولا العرب السنة، وهي «إندبندنت»، لم تتحمل هذا الفجور فوصفت مشاركات هؤلاء الهمج بالسادية، وأن ما فعلوه هو «انحطاط جديد للإنسانية». هذه هي الخسارة الحقيقية، الداء العضال الذي يصيب الأرواح بالجدري الأخلاقي، وهذا هو الخطر الاستثنائي الذي تصنعه الحروب الدينية في النفوس. كيف ستنسى هذه المناظر؟! كيف ستغسل هذه الحروف من كتاب الزمن؟! وسلامات للمجتمع الدولي القلق على مفاوضات فيينا.

 

مضايا تحاصر حزب الله
ديانا مقلد/الشرق الأوسط/11 كانون الثاني/16
لم يكن طارح الأسئلة على الطفل السوري (محمد) الجائع في بلدة مضايا بحاجة لأن يلح على الصغير أن يحلف بالله أنه يتضور جوعًا، ليسارع الصبي ويحلف «والله العظيم أنا جوعان» مرفقا حلفانه هذا بنظرات ساهمة واعتراف ذليل بأنه يحلم بالطعام. لم نكن بحاجة إلى هذه الطريقة في سؤال محمد لنتأكد من أنه يتوق لأن يأكل كسرة خبز. فوجهه الذابل وعظامه الناتئة من جسده وصوته وملامحه كفيلة بإيصال الألم الذي يعتصر أمعاءه، فكان الأجدى عدم الإمعان في انتهاك آدميته لإثبات انحيازنا أكثر مما فعل الحصار نفسه. نعم، لقد باغتتنا صور أهالي مضايا وأهانت صمتنا وعجزنا الذي يبدو أننا تآلفنا معه واعتدنا عليه، فلم يعد يهزه شيء. للوهلة الأولى، تخيلتها مجموعة جديدة من الصور المسربة عن ضحايا النظام السوري في المعتقلات والسجون، والتي رأيناها العام الماضي، لكن تبين أن الصور هي لضحايا جدد، منهم من مات وقضى جوعا، ومنهم من لا يزال يتضور ينازع، جراء حصار محكم يمارسه النظام السوري وقوات حزب الله للمدينة. هذه القوى تحاصر البلدة منذ أشهر، جرى خلالها منع أي شخص من الخروج لإحضار مواد غذائية. وهذا الحصار هو تتويج لفضيحة الاتفاق الأخير بين المعارضة المسلحة من جهة والنظام وحزب الله من جهة أخرى، والذي قضى بعملية ترانسفير مذهبي بائسة شهدنا فصولها في الأيام الأخيرة من العام المنصرم وها نحن نشهد فصولا مؤلمة جديدة لها في بداية العام الجديد. شيئا فشيئا بدأت الأنباء تتواتر ومعها الصور والفيديوهات ومعلومات عن مبالغ خيالية لقاء شراء المؤن وعن اضطرار الأهالي لذبح القطط وأكلها أو أكل الأعشاب وكل ما يمكن هضمه في منازعة مريرة للبقاء أحياء. منظمة الغذاء العالمي وعبر مقابلات لممثليها على الإعلام أشارت إلى أن التجويع سياسة ممنهجة يمارسها النظام والمعارضة، وأقرت بأن مضايا هي أكثر البلدات معاناة على هذا الصعيد. مرة جديدة يحرج الإعلام الغربي إعلام الممانعة العربي. فطبعًا، لا إعلام النظام ولا إعلام حزب الله معني بالأمعاء الخاوية في مضايا، بل هناك تجاهل تام لها، لكن مع بدء انتشار صور من ماتوا جوعا أو من ما زالوا يعانون، شرع ذاك الاعلام في شهر لواء حصار بعض أطراف المعارضة المسلحة لمناطق سورية أخرى مثل كفريا والفوعة. أن يحاصر حزب الله بلدة سورية وأن يساهم فعليا في قتل أهلها جوعا حقيقة لا يرد عليها بالقول إن قوات المعارضة تحاصر كفريا والفوعة وإن حصار مضايا هو رد على حصار آخر. فهذه المعادلة الهزيلة التي يطرحها أصحابها دفاعا عن النظام وعن الحزب في قتلهم السوريين لا تفعل سوى أن تساوي بين قتلة وإن كانت لا تزال كفة النظام ومعه حزب الله راجحة بما لا يقاس، لجهة عدد الضحايا وشراسة المواجهة. وبالنسبة إلى حزب الله فالإدانة مضاعفة. يوما بعد يوم يتجرد الحزب من كل الأكاذيب التي سلح نفسه بها لتبرير ما يقترفه من تشريع حدود لبنان والدفاع عن نظام مجرم واليوم قتل مدنيين أبرياء عبر تجويعه أطفالا وعائلات حتى الموت. لقد حاصر حزب الله أهالي مضايا وهو حصار سينتهي يوما، لكن الوصمة التي ستلحق بالحزب جراء هذه الجريمة هي وصمة أبدية.

 

حذارِ مضايا يا “حزب الله”!
علي بردى/النهار/11 كانون الثاني 2016
يسود اعتقاد في أوساط دولية أن “حزب الله” لا يملك قرار وقف تورطه في الحرب الأهلية السورية. بل أن قيادته لا تدعي ذلك. تسلّم أن مربط هذه الفرس في يد الولي الفقيه. عبث يذهب بأي جهد الى غير مكانه. قد لا تجد قيادة “حزب الله” في الأمم المتحدة “جهة صالحة” للنصح. بيد أن التمعّن الهادئ في سياسات طهران يكشف أن المنظمة الدولية كانت ضرورة ملحّة لرفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية. لا علاقة لهذا الأمر بمدى مشروعية أو قانونية أو حتى أحقية هذه العقوبات. لا ضير إن كانت هذه قدوة حسنة لحزب لا تمنحه عقائده ومبادؤه واجتهاداته هوامش واسعة لسماع نصائح لبنانية. يعتقد مصيباً أن كثيرين يناصبونه العداء. يؤمن مخطئاً بأنه أكبر من لبنان. لا يقتصر هذا التحذير على مقاتلي “حزب الله”، بل يشمل أيضاً لبنانيين آخرين ضلعوا في المقتلة السورية، وبخاصة المنخرطين في صفوف الجماعات المصنفة دولياً أنها إرهابية، مثل “القاعدة” و”الدولة الإسلامية – داعش” و”جبهة النصرة”. سيأتي يوم يجد فيه هؤلاء أنفسهم أمام العدالة على ما تقترفه أياديهم. كان “حزب الله” ولا يزال رأس حربة في ما تراه الجمهورية الإسلامية مشروعاً للشيعة في أنحاء العالمين العربي والإسلامي. راهنت على حصان رابح: العداء لاسرائيل التي أرغمتها المقاومة المسلحة على الإنسحاب قهراً من لبنان. حاولت أن تظهر لأكثريات أهل السنّة أن صعود الشيعة ينبغي ألا يكون مستفزاً، على رغم دعم عدد من الدول العربية لعراق صدام حسين في حربه على ايران. آلت استراتيجية طهران الى “نشوء” ما يعدو كونه “هلالاً شيعياً” يبدو الآن ملتهباً ودامياً. بل إنها لا تجد ضيراً في أن يكون لها نفوذ ما في “البدر السنّي”. لم يعطها الإتفاق النووي تفويضاً للتدخل في شؤون دول أخرى حتى لو فيها أكثريات أو أقليات شيعية. لا يمكن أن تقبل دولة مثل السعودية أن تقارع ايران واقعاً مكرساً منذ عقود. يجب أن تفعل ايران أكثر كي لا تتحوّل الحرب على الإرهاب في سوريا والعراق، وربما لبنان، حرباً سنّية – شيعية. يمكن قيادة “حزب الله” أن تسلّي جماهيرها بأن طريق القدس تمر من حلب وحمص والزبداني أو من حيثما تشاء. غير أن الذرائع التي بدأت بالدفاع عن قرى لبنانية شيعية داخل الحدود السورية، ثم عن مقام السيدة زينب لئلا تسبى مرتين، انتهت بعمليات تطهير لـ”الشوائب السنيّة” في “الهلال الشيعي”. ما بدأ بحمص قد لا ينتهي بمضايا. تفيد تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن 394 ألف انسان يعيشون حالياً تحت الحصار في سوريا. يقيم 181 ألف شخص في مناطق تحاصرها الحكومة، و200 ألف تحاصرهم “الدولة الإسلامية – داعش”، و12500 تحاصرهم قوى المعارضة المسلحة في بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين.
الدفاع عن شيعة الفوعة وكفريا ليس ذريعة لحصار قد يرقى الى جريمة حرب في حق سنّة مضايا. حذار يا “حزب الله”!