إيلـي فــواز: تسوية أوباما الفاشلة للمنطقة/محمد عبد الحميد بيضون: اخلاق الميليشيات/فارس سعيد: ترشيح فرنجية يعرض المسيحيين بشكل خاص للاستهداف

311

اخلاق الميليشيات
محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/على باب “بكركي”اي مقر البطريركية المارونية التي أُعطي لها مجد لبنان سمعنا درساً في التعامل السياسي “الأخلاقي” والالتزام “الاخلاقي” الذي تزعم الميليشيات المتحكمة بلبنان انه يحكم علاقتها بميشال عون وأنها لن تستجيب لطلب البطريرك بالضغط على عون لكي ينهي مقاطعته هو والميليشيات “الحليفة” لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية. الميليشيات الغارقة في الحروب المذهبية على مستوى المنطقة تتحدث عن “التعامل الاخلاقي”. الميليشيات التي أوغلت في الدم السوري وفي تشريد الشعب السوري وتدمير مناطق واسعة من سوريا تتحدث عن “التعامل الاخلاقي “. الميليشيات التي تعتدي يومياً على العيش المشترك وعلى الدستور والقوانين بكل انواع الخروقات من إشعال الحروب الى الأيام المجيدة الى القمصان السود الى التهديد المستمر بإرهاب البلد كله اذا لم يخضع لإرادتها السياسية والأمنية تتحدث عن “التعامل الاخلاقي”صار الفراغ الرئاسي الذي هو اكبر طعنة للشعب والسيادة والعيش المشترك هو صورة السياسة الاخلاقية للميليشيات المهيمنة. مبروك لبكركي هذا الدرس في الأخلاق و نأمل ان يتكرر هذا الدرس مع كل المراجع الروحية التي تعتبرها هذه الميليشيات ناقصة المناعة الاخلاقية وتحتاج لتلقينها هذا الدرس المهم. ولكن غداً سيتوجه سليمان فرنجية الى بكركي وسيسأل على بابها لماذا “التعامل اخلاقي مع عون” وغير اخلاقي مع فرنجية؟ والأهم سيتوجه وفد من الحراك المدني يمثل كل الشعب اللبناني الى بكركي ليسأل لماذا “التعامل اخلاقي مع عون” وغير اخلاقي مع البلد كله ومع حياة المواطن ولقمة عيشه وأمنه ؟متى تتعلم بكركي ان تقاطع المقاطعين على الأقل لحماية مجد لبنان؟

 

 فارس سعيد: ترشيح فرنجية يعرض المسيحيين بشكل خاص للاستهداف
موقع القوات اللبنانية/30 كانون الأول/15/أمل منسق الأمانة العامة لـ14 آذار الدكتور فارس سعيد أمل ان “يُنتخب رئيس جمهورية في العام الجديد وألا تنتقل نيران الحرب إلى لبنان وأن يبقى اللبنانيون على وعيهم”. وأشار سعيد في حديث لـ”المستقبل” إلى ان كلام رئيس المجلس السياسي في “حزب الله” إبراهيم أمين السيد من بكركي الثلثاء هو اوضح كلام من مسؤول رفيع “حزب الله” بدعم رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون ولكن الكلام ليس لائقاً بحق البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وبكركي والكنيسة. ولفت سعيد إلى ان “”حزب الله” يحاول ان يقول انه انتزع ورقة لمصلحته ان رئيس الجمهورية سيكون من “8 آذار” سواء العماد عون او رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية. وأعلن سعيد انه “في “14 آذار” وجهات نظر تبدأ من دعم فرنجية وتنتهي بالتحفظ والاعتراض وانا منهم ولكن اتفقنا ان يبقى الاختلاف محصوراً”، ورأى ان “ترشيح فرنجية يعرض المسيحيين بشكل خاص للاستهداف لصورته كحليف لرئيس النظام السوري بشار الأسد”. واوضح سعيد ان “رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع يجيب عن موضوع ترشيح العماد عون ورأيي اتمنى ان نصل لمرشح توافقي بين الفريقين”، متابعاً: “حجم الدكتور جعجع وطنياً لا يجوز تجاوزه وهو أبدى ملاحظات على ترشيح فرنجية لا تمت لأي موضوع شخصي بصلة وهناك لجان تواصل بين “القوات” و”المردة””. ووجه سعيد “التحية للجيش اللبناني الذي يقوم بأكمل واجباته وأكبر دليل ما قام به الثلثاء في دار الواسعة”، خاتماً: “نتمنى ان تبقى بيروت عاصمة الخير ويلتقي فيها المختلفون من مختلف العرب”.

تسوية أوباما الفاشلة للمنطقة
إيلـي فــواز/لبنان الآن/30 كانون الأول/15
التسوية التي تحدّث عنها بعض الصحافيين تبريراً لاستراتيجيات ولاءاتهم السياسية كانت وما زالت أقرب إلى التمنيات منها الى الواقع. فليس في الأفق أية ملامح تشي أن الأفرقاء الإقليميين من إيرانيين وسعوديين وصلوا إلى تلك النقطة التي تدفعهم للجلوس حول طاولة مفاوضاتٍ ما. كل ما هو مطروح اليوم هو تصوّر للرئيس الأميركي باراك أوباما حول التسوية الممكنة للمنطقة.
فما هو تصور أوباما للحل؟
أولاً اعتمد أوباما في استراتيجيته الشرق الأوسطية الانسحاب من المنطقة التي دخلها سلفه الرئيس جورج بوش عسكرياً، تبعاً لتوصيات لجنة بايكر هاملتون التي أُوكلت بمهام رفع تقرير للإدارة الأميركية حول العراق والتي شملت المنطقة ككل. كما اعتمد أيضاً مبدأً عبّر عنه بأشكال عديدة وهو عدم استئثار الولايات المتحدة بفرض حلول، وبالتالي إشراك كل الدول المعنية بالنزاعات القائمة بالشرق الأوسط، أو بكلامٍ آخر التخلي عن لعب دور شرطي العالم، مع العلم ان الفراغ الذي خلقه انسحاب الأميركي من المنطقة لم و لن تستطيع ملئه أية دولة، روسية ام ايرانية، من دون ان ينتج عنه كوارث. من هذا التصور الذي كوّنه أوباما بدأت رحلة الانفتاح على ايران، والتي أدت الى توقيع الاتفاقية النووية، والتي كانت ايضاً من نتائجها تحرير ايران من الحصار الدولي المفروض عليها لتصبح شريكاً أساسياً وفاعلاً ضمن المنظومة الاقليمية. ان واضحاً أوباما في تعبيره عن هذا التوجه عندما أكد الصحافي جفري غولبرغ ان هناك تغييرات طرأت على المنطقة وفاجأت كثيرين، معتبراً ان التغيير دائماً مخيف. لم يكتفِ أوباما بالإشارة إلى التغيرات التي بدأت تظهر نتائجها على مواقف ادارته من الصراعات القائمة، والتي كانت تصب كلها لصالح اعداء حلفائه التقليديين، بل حثّ حلفاءه من دول الخليج بالاهتمام بمشاكلهم الداخلية التي قال عنها انها أهم من المشاكل الخارجية التي يواجهونها. يؤمن اوباما ان المشاكل الداخلية هي نتيجة عداء جزء من الشباب للانظمة، ونسبة البطالة العالية، ووجود ايديولوجية مدمرة، ليستنتج ان اكبر خطر على تلك الدول لا يأتي من ايران بل من غضب الشعوب على حكامها.
اما اكثر ما كان ملفتاً في تصور اوباما حول نظرته الى التطرف السنّي ام التطرف الشيعي، هو قوله ان ايران الشيعية تتعامل مع الامور بمنطق و عقلانية، وتضع مصالحها في ميزان الربح و الخسارة. وبذلك يتهم الدول العربية بعدم الرضوخ للعقلانية في تعاملاتها السياسية، متناسياً الظلم الذي تعرضوا له وما زالوا في العراق وسوريا واليمن ولبنان.
لم يخفِ يوماً أوباما انحيازه لإيران. من التراجع عن معاقبة الاسد، الى فتح ابواب المتوسط لروسيا، مروراً بمحاربة الارهاب “السنّي” حصراً، وصولاً الى اعترافه بوجوب المحافظة على مصالح الايرانيين والروس في سوريا في مؤتمره الصحفي الأخير، ومن ضمنها بقاء بشار الاسد لفترة انتقالية غير محددة زمنياً.
طبعاً هناك ما هو غير معلن في السياسة المتّبعة من قبل ادارة البيت الابيض، كالضغوط الممارسة على تركيا والمملكة العربية السعودية والاردن من اجل وقف دعمهما عن الفصائل الثورية في سوريا، وقد يدخل اغتيال زهران علوش في هذا السياق. باختصار اوباما استطاع ان يحوّل بفعل انحيازه لإيران منطقة الشرق الاوسط الى فلوجة اخرى مضاعفة المساحة. يريد أوباما من الدول العربية بكل بساطة الاعتراف بمناطق نفوذ ايرانية في المنطقة، في سوريا كما هو الحال اليوم، او في اليمن حيث يتصاعد الخلاف بين الادارة الاميركية والمملكة العربية السعودية حول الضربات الجوية. يريد لأقلية ان تتحكم بمصير الاكثرية، كما يريد لتلك الاكثرية ان تحصر اهتماماتها بمحاربة داعش واية حالة تعتبرها الولايات المتحدة وايران وروسيا ارهابية. و في هذا الكثير من ظلم لن يجلب اي سلام للمنطقة.