وسام الأمين: لماذا يخشى عون وصول سليمان فرنجيّة الى بعبدا/لبنان الجديد: نصر الله: ميشال عون حالة إسرائيلية صدامية وتدميرية/عماد قميحة: فرنجية – بركيل بنشعي والموساد

884

لماذا يخشى عون وصول سليمان فرنجيّة الى بعبدا ؟
وسام الأمين/جنوبية/6 ديسمبر، 2015
بشكل سلبي، حسم العماد ميشال عون رسميا أمس مسألة مبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجيّة لرئاسة الجمهورية، فقد خرج صهره الوزير جبران باسيل بوصفه رئيس التيار الوطني الحرّ ليرفض صراحة ترشيح فرنجيّة للرئاسة دون ان يسميه ويقول: نحن أصحاب الحق…ولن نأخذ الفتات ! يبدو ان بناء الجدار المسيحي المعارض لوصول النائب سليمان فرنجيّة بدأ بالاكتمال، فقد نقلت مصادر حزبية اطلعت على نتائج المشاورات التي يجريها البطريرك الماروني بشارة الراعي عن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل قوله للراعي إنه “في وقت لا يستطيع بشار الأسد أن يكرس حكمه لسوريا فكيف نقبل نحن بأن يحكم في لبنان؟”. وكانت صحيفة “الحياة” نقلت عن زوار عون إنه تلقى تطميناً من الرئيس السوري بشار الأسد بأن دمشق ما زالت على دعمها له، طالما هو مستمر بترشيح نفسه للرئاسة. وقالت مصادر مقربة من عون في تفسير ذلك انه على رغم صداقة الأسد مع فرنجية، فإن القيادة السورية غير مرتاحة إلى دعم السعودية للأخير للرئاسة، في وقت تخوض الرياض معركة تنحي الأسد.  واذا اضفنا ما نقلته جريدة النهار عن “تصاعد الحديث عن امكان ذهاب رئيس القوات سمير جعجع الى تأييد ترشيح العماد ميشال عون اذا حصر الخيار بين عون وفرنجية”، فان ما يقال عن “حلف ثلاثي مسيحي” هو فعلا قيد التشكّل في سبيل منع وصول فرنجية الى قصر بعبدا. وتوكيدا لذلك، وخلال “افتتاح معرض بترونيات لميلاد 2015″، قال رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل أمس ان “التضحية بالذات من اجل الصالح العام هو واجب انما التضحية بالذات من اجل مصالح الاخرين هو تخلي عن الناس والقضية والمشروع”.
وهكذا جاء الرد العوني بعد أيام من الانتظار،على مبادرة ترشيح فرنجية للرئاسة، وكان قبلا التريّث سيّد الموقف، وظهر ان الأمر اصبح متوقّفا كله على ردّ الجنرال عون الطامح للرئاسة منذ سنين بوصفه كما يقول “الزعيم المسيحي الاول في لبنان”، لذلك كثرت التساؤلات فيما اذا كان سيتخلّى عن هذا الطموح المزمن لصالح حليفه الزعيم الزغرتاوي سليمان فرنجيّة، الذي رشّح من قبل الرئيس سعد الحريري قبل أسبوعين، وكان مفاجئا ما لاقته مبادرة الترشيح هذه من موافقة وارتياح دولي وعربي صريح، خصوصا في الايام القليلة الماضية وما صدر عن فرنسا والسعودية والولايات المتحدة الاميركية.
ومتابعة لتصريح الوزير باسيل الذي ذكر اسباب الرفض دون ذكر اسم النائب فرنجية فقال “اننا اصحاب قضية وهي استعادة دورنا الحقيقي والريادي وليس اعادة انتاج مجموعة سياسية موجودة اصلا من اجل ان تحكمنا”، لافتا الى ان “مرحلة 90 الى 2005 لن تتكرر، فلن نكون سجناء ولا منفيين في وطننا، ومرحلة تقسام الادوار ولّت ولن نقبل بالفتات لاننا اصحاب الحصة الشعبية وما يريد الناس”.  واوضح باسيل ان “كل اللبنانيين يريدون قانون انتخاب يمثلهم ويعطي صوتهم قيمة ورئيس جمهورية يمثلهم”، مؤكدا انه “علينا الصمود والمقاومة لانه يحق لنا ان نطمح”.
هذا ويعتقد مراقبون مهتمون بالشان المسيحي في لبنان، ان اسبابا جوهرية وجودية تمنع العماد عون من القبول بسليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، أهمها ان الجمهور العوني يعتبر ان زعيم زغرتا الذي يشاركهم الموقف السياسي في القضايا الجوهرية التي يتبناها فريق 8 اذار عموما، سوف يتماهى مع فرنجيّة بعد توليه مقاليد الرئاسة، فليس هناك مانع عقائدي تعبوي يمنعهم من الدخول في طاعة فرنجيّة كزعيم عتيد، فاذا كان العماد عون يشكّل في شخصه وزعامته التاريخية حالة شعبية مارونية لا يمكن تخطيها، فان رئاسة الجمهورية وهي أقوى منصب ماروني بالمقابل سوف تجعل من الزعيم المسيحي الشمالي ندّا لزعامة عون لا يمكن تجاوزها لما يملك أصلا فرنجية من إرث ومن زعامة أصيلة بدورها ورثها عن جدّه رئيس جمهورية لبنان الأسبق المرحوم سليمان فرنجية، وهو سوف يتمتع بقوّة معنويّة سلطويّة لاحقة سوف يستمدّها من قصر بعدا تجعله حكما الوصيّ الشرعي على لبنان، والوصي عرفا على مقدّرات ومصالح المسيحيين داخل السلطة اللبنانية، مقوّضا بذلك الزعامة المسيحيّة الاولى لميشال عون، وسوف يصبح لاحقا الوريث الشرعي لتلك الزعامة. لذلك فان الخبراء في الشأن المسيحي اللبناني يرون ان وصول الخصم التاريخي سمير جعجع الى بعبدا سيكون أقل خطرا على مكانة عون وشعبيته من وصول فرنجيّة، وبناء عليه فانه ليس مستغربا ما بدأت تنشره مصادر اعلامية من أن سعد الحريري بوارد تقديم ضمانات للعماد عون كي يطمئن على بقاء مكانته وشعبيته المسيحية المارونية على حالها فلا تقضمها الزعامة الزغرتاوية القادمة ولا ترثها.

نصر الله: ميشال عون حالة إسرائيلية صدامية وتدميرية
لبنان الجديد/06 كانون الأول/15
مبادرة التسوية التي تمّ الإتفاق من خلالها على إخراج البلاد من فراغ رئاسي ، نصّت وكما تداولت الأوساط السياسية والإعلامية على مجيء سليمان فرنجية رئيساً توافقياً ، ترافقه حكومة يرأسها الشيخ سعد الحريري . هذه المعادلة والتي يشير المحللون أنّها ما كانت لتنضج لولا مخطط بري – جنبلاطي ، تبناه زعيم المستقبل . وإذ يبرز السيد حسن نصر الله المحرج الأوّل بهذه الصفقة ، إلا أنّ من يعود تاريخياً للعلاقة بين نصر الله وميشال عون لوجد أن حزب الله لا يمكن أن يدعم مجيء الجنرال رئيساً للجمهورية ، وأنّ دعم ترشيحه كان يتكلّ على معارضة الطرف الآخر ممّا سوف يحرق ورقته الرئاسية .
فهل يوافق السيد حسن نصر الله على مجيء حالة إسرائيلية صدامية وتدميرية ، إلى بعبدا ؟ ففي السادس من تشرين الثاني عام 1989 ، وخلال احتفال تأبيني في حسينية الرمل في برج البراجنة في الذكرى الأولى للمقاوم عبد الله عطوي ، أعلن السيد حسن نصر الله أن في لبنان مشكلة اسمها ميشال عون، وأنه حالة إسرائيلية صدامية وتدميرية ولا يرى إلا مصالحه الشخصية ومصالح طائفته. فهو النهج الماروني العنصري في الشرقية .
(( في خضم الأحداث في لبنان تبرز مشكلة اسمها اتفاق الطائف، ومشكلة اسمها ميشال عون (حسن نصرالله، النهار في 6/11/1989)
أما أن ميشال عون مشكلة، فلأنه حالة إسرائيلية صدامية وتدميرية ولا يرى إلا مصالحه الشخصية ومصالح طائفته. فهو النهج الماروني العنصري في الشرقية (حسن نصرالله، النهار في 6/11/1989)  .. ))
من هذه التصريحات نجد أنّ حزب الله لن يسعى بعون إلى بعبدا لا سيما وأنّ ميشال عون ما زال بمبادئه غير الثابتة ذاك الذي نفي في الثمانينات والذي أحاطته شائعات عديدة بالعمّالة، وإنّما أقام الحزب ورقة تفاهم معه لحاجته لحليف مسيحي في مرحلة سياسية كان بها الالتفاف الماروني حول الحريري (القوات – الكتائب) ، غير أنّ هذه الحاجة تجعله يرشّح عون لقصر بعبدا مع يقينه من معارضة الفريق الآخر الذي لن يقبل برئيس جمهورية يغطي السلاح غير الشرعي، ومشاركة الحزب بالحرب السورية ..
من هذه المنطلقات يأتي ترشيح فرنجية كخلاص لنصر الله من العهد العوني وليس كإحراج، لا سيما وأنّ فرنجية صاحب مبدأ ونهج سياسي ثابت لم يتقولب ولم يتبدل حسب بوصلة المصالح …
وما بين الحليف الثابت والحالة الإسرائيلية، انتهى حلم عون الرئاسي … ليكون ريّس بعبدا المرّحب به من حزب الله فخامة سليمان فرنجية !

 

فرنجية – بركيل بنشعي … والموساد
عماد قميحة/ لبنان الجديد/06 كانون الأول/15
وكأننا نسينا أو تجاهلنا في خضم ما نعيشه من زحمة أحداث حولنا للعامل الإسرائيلي ، حتى بتنا لا نلتفت ونحن نقرأ التحولات بالمنطقة أنّ لهذا العدو الغاشم وظيفة لا يزال يمارسها في السعي الدائم بتأزيم المنطقة ، وبأنّ أياديه الإجرامية هذه الأيام هي الأطول والأقدر على اللعب فوق المسرح الإقليمي، ولعلّ المرحلة التي نمرّ بها الآن هي العصر الذهبي لهذا العدو الغاشم منذ نشأة كيانه الغاصب .تاريخياً ، لم يخرج الإستحقاق الرئاسي في لبنان من دائرة الإهتمام الإسرائيلي ، إن بشكل مباشر كما كان الحال عقب الإجتياح واحتلال بيروت وفرض الرئيس بشير الجميل ، أو بالطرق الغير مباشرة عبر الرسائل التي كان ينقلها سفراء الدول الغربية وفي مقدمتهم السفير الأميركي . ولا يجب أن ننسى في هذا السياق ، أنّ فرق الموت والإغتيال كانت إحدى أهم الوسائل التي تلعب دوراً في تحديد هوية الرئيس ، وليس بالضرورة أن تمارس هذه الأدوات السوداء لوظيفتها بعد انتخاب الرئيس ، بل من الممكن أن تباشر دورها قبل الإستحقاق ، إن لم نقل قبل بدء الحديث عنه أصلاً . ومن المعلوم  أنّ الموساد الإسرائيلي ، يحاول عند الإمكان أن يصطاد أكثر من عصفور واحد في أيّ عملية إجرامية يقوم بها ، بحيث أنّ واحدة من عصافيره الدائمة التي يعمل على التصويب عليها، هو تشويه صورة الممانعة عبر اغتيالات تتهم فيها الممانعة بشكل مباشر ، وفي هذا الإطار نضع محاولة الإغتيال التي تعرض لها الدكتور سمير جعجع ، بوصفه مرشح طبيعي في وجه المرشح المعلن لقوى الممانعة ميشال عون .وهذه الحال يمكن أن تنطبق على كل الإغتيالات السياسية التي حدثت في السنوات الأخيرة ، حيث أصابع الإتهام وجهت مباشرة إلى حزب الله، بدون أيّ أدلة يعتدّ بها .
وبالعودة إلى مبادرة الحريري وتسمية فرنجية للرئاسة ، وما يمكن أن تشكل هذه المبادرة في حال وصولها إلى خواتيمها السعيدة مع عودة الحريري أيضاً إلى رئاسة الحكومة من إنهاءٍ لحالة الفراغ السياسي وبالتالي من قيام نوع من الإستقرار في المؤسسات الدستورية مصحوبة كما يقال بتحريك للعجلة الإقتصادية التي يأتي في مقدمتها تحريك ملف استخراج النفط والغاز وما ينتج عنه من استقرار وازدهار مالي يعتبر الخطر الحقيقي على الكيان الإسرائيلي ، بالأخص إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنّ العدو الغاشم ( ما غيرو ) يعمد إلى سرقة غازنا من البحر دون رقيب أو حسيب .
إنّ خوفي على حياة سليمان فرنجية هذه الأيام لا يتأتى من فراغ أو على طريقة المنجمين ، وإنّما يعززه اعتبار أنّ تسمية فرنجية أتت على لسان سعد الحريري وبمباركة من ” تنابل ” السعودية وما قيل عن دور أساسي لعبه السفير الأميركي السابق في لبنان ، ممّا يعني أنّ محور الممانعة المغيب عن كامل الموضوع يمكن أن يتوجس خيفة الآن من تسمية فرنجية واعتبار أنّه خائن لحلفائه كما توحي يومياً جريدة الأخبار التابعة له، والتي تكاد تصف فرنجية مرة جديدة ” ببركيل بنشعي ”  فتكون هذه هي الظروف المثلى للموساد لا سمح الله . .