عمـاد مـوسـى: الحقد على رفيق الحريري/منير الربيع: حزب الله بعد اكتشاف العميل: الصراع باق مع واشنطن/بشير مصطفى: عكار وطرابلس: المعترضون على خطة النفايات يستعدّون

338

الحقد على رفيق الحريري
عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/27 أيلول/15
كناّ بأزمة النفايات “الوطنية” وسبُل حلّها على المديين القريب والمتوسط، صرنا نناقش ـ كمجتمع مدني ـ مسألة الرأسمالية المتوحشة وأثرها على النسيج المديني.
وما بين الأزمة الإجتماعية الضاغطة والمسألة الفلسفية المُستعادة واصَل قادة “الحراك”  إطلاق النار على حكومةٍ بالكاد تستطيع إطفاء الحرائق المفتعلة على طاولة مجلس الوزراء. حكومةٌ يستحيل رحيلها ويستحيل تفعيلها ويستحيل تحميلها وزر تاريخ من الفساد، عمره من عمر لبنان يا عمري.
كنّا بـ”جمعية” واحدة جامعة بعض القيادات الشابة الطموحة والملتحية بمعظمها تدليلاً على البعد النضالي، فصرنا بإثنتين وثلاث وعشر وعشرين “جماعة” وحركة تصحيحية ولكل منها مجلس قيادة و”انضباط” وبرنامج عمل ثوري وأولويات وحسابات مفتوحة على “تويتر”، ونحّاسٍ ما يُوجّه.
البث التلفزيوني المباشر يفتح الشهية على تفريخ الحركات: طاولة في حمى رياض الصلح أو بجوار نصب الشهداء. مؤتمر صحافي. دعوات إلى للتظاهر في الوسط التجاري أو حيث تنمو الرأسمالية المتوحشة من عين المريسة إلى آخر حبة رمل من الرملة البيضاء.
أخطر ما يٌلمس في خلفية الحراك المدني هو العداء لسوليدير بوصفها صنيعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولكون مشروع إنشائها لم يحظَ بإجماع أربعة ملايين لبناني ولقي معارضة بعض المهندسين والسياسيين من ذوي السيرة المهنية الحسنة.
ليست المرة الأولى، في عقدين ونيّف، التي  تعبّر فيها شرائح لبنانية عن كراهيتها ورفضها لوسط المدينة النظيف و”البرجوازي” بعماراته المرممة وأبراجه المطلة على المتوسط.
في كانون الثاني 2007 بلّطت أحزاب 8 آذار وحلفاؤها في ساحة رياض الصلح في مخيّم دائم تولى إنضباط حزب الله حراسته، وأقفلت مؤسسات تجارية وصرفت كادحيها وبات المخيم مقصد شريحة من أهلنا الطيبين.
“بشّط” كارهو رفيق الحريري سنة ونصف السنة في قلب المدينة بهدف إسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة ولم تسقط.
ونشهد اليوم موجة من الكراهية للحريري وسوليدير ومساهميها الذين يتعدون الثلاثين ألفاً من كل الطبقات (وأنا منهم بكل فخر وقناعة) وبتنا أمام خطاب “طبقي” يستهدف طبقتين: الطبقة السياسية برمتها النازلة من المريخ وطبقة المتوحشين أصحاب رؤوس المال، إنها حالة متجددة تُترجم باستباحة الشوارع وساحات الوسط كيفما اتفق، من خلال الإعتصامات والتظاهرات والعروض المتلفزة وآخرها إفتتاح ما سُمي بسوق أبو رخوصة لجموع اللبنانيين، كمشروع بديل (غير معلن رسمياً ) لمشروع سوليدير أو نكاية به.
لم يعر منظمو السوق الموقت والإعتصامات الدائمة اهتماماً إلى حجم الخسائر التي يتسببون بها. يعيشون على بخار طالع من مركبات عظمة ومكونات نقص. وعلى البخار يطبخون خططهم.
يا شبيبة اللحظة الراهنة، ليس بسوق أبو رخوصة وببعض التهريج يعاد تطريز النسيج الإجتماعي لأهل البلد.
أنا، أيضاً إبن ساحات بيروت.
إبن الروكسي والميامي ومحلات العصائر والسيتي سنتر وسوق السمك وسوق الحرامية وعجقة الحمالين والنشالين ولاعبي الكشاتبين والبواسط وبسطات الكتب في العازارية.
أنا أيضاً عشت صخب المدينة الجميل.
أنا أيضاً تمتعت بزمن الفرنك والقروش القليلة.
وأنا أيضاً أحب الأسواق الشعبية ورائحة الشواء ودواخين فستق العبيد.
إنما رغم العاطفة والماضي الذي أحب وتحبّون، مدينٌ أنا، كما أنتم مدينون لرفيق الحريري بوسط مدينة راقٍ بُني على أنقاض الحروب. وسطٌ بالكاد أملك فيه متراً مربعاً لكنني أملك مساحة للعين. فكفّوا رجاءً عن توليد الحقد المتلبّس أدوار العدالة الإجتماعية.

 

حزب الله” بعد اكتشاف “العميل”: الصراع باق مع واشنطن!
منير الربيع/المدن/الأحد 27/09/2015
إحدى أبرز نقاط القوة لدى “حزب الله”، إتقانه للإستثمار في كل شيء، خصوصاً أنه يملك القدرة على تحويل الهزائم إلى إنتصارات، وصناعة صورة مجيدة عن نفسه أمام نفسه وجمهوره، وبث الشك والخوف في صفوف الخصوم.
سجل مؤخراً إلقاء “حزب الله” القبض على عميل لصالح جهاز الإستخبارات الأميركي “CIA” في صفوفه. كان الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله يتباهى دوماً بان الحزب أطهر من أن يخرق، سقط هذا التباهي منذ سنوات، إذ ثبت إكتشاف أعداد لا يستهان بها من الحزبيين العملاء، من بينهم مسؤولون في مواقع عسكرية حساسة، في غالب الامور كان “حزب الله” يحول هذه الخروقات إلى إنتصارات يعيدها إلى نجاحه في إكتشافهم.
لكن ما جرى في مسألة العميل صادق الحريري، والذي تبين أنه يعمل لصالح المخابرات الأميركية، كان مغايراً، خصوصاً أن لحظة الإعلان عن الأمر تأتي في توقيت سياسي له مدلولاته، إذ جرى الربط بين الإكتشاف وطريقة تسريب الخبر ومضمون المهام التي أوكلت إلى الحريري من قبل مشغليه.
كان الحريري يشغل منصب المسؤول الأمني عن مستشفى الرسول الأعظم، وفق ما تشير المعطيات، لمدة ثلاث سنوات، كما كان قبلها أحد المسؤولين عن أمن مجمع سيد الشهداء ومسؤولاً في وحدة الأمن المركزي في الحزب، كل ذلك لا يبدو غريباً، فإن أي خرق إستخباراتي يسجل في صفوف خصوم يخوضون حرباً مخابراتية، تتجه الأنظار نحو أشخاص يقومون بمثل هذه الأدوار، على الرغم من تفاوتها حسب تفاوت المناصب والمعلومة التي يمكن للعميل أو المخبر أن يستقيها.
حجم الضخ الإعلامي والتعاطي مع هذا الموضوع أظهر بوضوح محاولة تكبير حجم العميل الجديد، في مقابل التقليل من أهمية الخرق، لصالح تعظيم دور الإكتشاف. أكثر من ذلك ما يبدو لافتاً في هذه المسألة، هو تشديد الخبر المُسرَّب على المسألة الصحية والطبية في صفوف الحزب، فالبعض تحدث عن معلومات يمتلكها صادق عن حجم خسائر “حزب الله” في سوريا، فيما الأبرز هو الحديث عن أنه يمتلك معلومات حول الملف الصحي للأمين العام للحزب، وقد رجحت المعلومات أن يكون قد سربها إلى الأميركيين. كل ذلك في وقت تتحدث معلومات عن أن العميل قد طرد من عمله وجرّد من مهامه الحزبية.
بمجرد الإتيان على ذكر إسم نصر الله وانه مستهدف وملفه الصحي قد يكون مسرّباً، حاول “حزب الله” أن يؤكد بعد الإتفاق النووي الإيراني انه لا يزال مستهدفاً من قبل الشيطان الأكبر، وأن أمينه العام هو على لائحة المستهدفين، ورأسه مطلوب من قبل الأعداء، هذه الإشارة بغض النظر عن صحتها من عدمه، لها وقعها في صفوف الحزبيين والمؤيدين، ما من شأنه ان يعيد التعبئة ضد الأميركيين.. وان يحدد هامشاً مع القيادة الايرانية التي تسير نحو المصالحة مع الشيطان الاكبر.

 

عكار وطرابلس: المعترضون على خطة النفايات “يستعدّون”
بشير مصطفى/المدن/الأحد 27/09/2015
في الوقت الذي أعدت فيه الجهات الرسمية في عكار عدتها للبدء في تنفيذ “خطة (الوزير أكرم) شهيب” وإقامة مطمر في سرار، فإن المجموعات وفروع الحراك المدني الرافضة للخطة، في عكار وطرابلس، تحضر نفسها للمواجهة.
حركة إحتجاجات كثيفة شهدتها محافظة عكار اليوم اعتراضاً على خطة شهيب، ففي بلدة مشحا إجتمعت البلديات والمخاتير الرافضين لنقل النفايات وإنشاء المطمر، بدعوة من رئيس بلديتها وحملة “طمرتونا بفضلكم”. وخصص المجتمعون مؤتمرهم الصحافي للإعلان عما سموه “لائحة الشرف” من البلديات التي وقعت على العريضة الرافضة لتحويل عكار إلى مزبلة.
واللائحة، التي بدأ العمل عليها منذ الشهر الماضي، تضمنت تواقيع 51 رئيس بلدية من مناطق السهل والشفت والجومة، بالإضافة إلى 148 مختاراً و86 جمعية عكارية، وممثلين عن “حملة إقفال مطمر الناعمة”. وعبّر الموقعون عن رفضهم لتحميل عكار وحيدةً عبء أزمة نفايات لبنان والعبث ببيئة عكار وطبيعتها، و”تعريض أمنها البيئي والغذائي والصحي للخطر”.
من جهة أخرى إستغل النائب خالد الضاهر فرصة الاجتماع الذي دعا إليه في بلدة الدوسة – عكار لتظهير التباين بينه وبين نواب المستقبل في عكار، مكرراً موقفه الرافض لجلب النفايات إلى داخل المحافظة أو إنشاء مطمر في سرار، مؤكداً انه “لن تأتي أي شاحنة مهما كلف الثمن”.
وأشار الضاهر إلى ان كرامة عكار قد أهينت، متسائلاً “هل المسؤولون حريصون على صحة وكرامة وبيئة عكار”.
كما عقدت الهيئة الإدارية للمجلس المدني لإنماء عكار، والذي يضم أكثر من خمسين جمعية، اجتماعاً في مقر المجلس في بلدة منيارة أعرب خلاله المجتمعون عن رفضهم لإستقبال أي نفايات من خارج عكار لدفنها فيها، مؤكدين على حقهم بإستعمال الأساليب المشروعة كلها لمنع وصول النفايات.
وخلال النهار تداولت صفحات التواصل الاجتماعي خبر إحراق جرافة تشق طريق يصل مكب سرار بالأوتوستراد، فيما نفى صاحب شركة “الأمانة العربية” خالد ياسين، وهو مالك المكب، الخبر، مؤكداً أن أي شاحنة لم تصل بعد إلى المكب، مشيراً إلى أن “الحفر بدأ من ناحية الأوتوستراد وهم يتجهون نحو المكب”.
طرابلس و”الإنتفاضة”
وفي طرابلس إختارت “الإنتفاضة الشعبية” الإعتصام أمام مكب النفايات الذي يقع على مقربة من المرفأ والمصالح الصناعية ومصفاة النفط، والذي أصبح يشكل جبلاً من النفايات، يتجاوز علوه الثلاثين متراً، ويحجب من خلفه البحر.
الجبل وصل إلى مرحلة خطرة، وهو مهدد بالإنهيار في أي لحظة، وهذا ما سيؤدي إلى كارثة بيئية بفعل النفايات التي ستملأ الشاطىء الشمالي، “لذا نطالب بتدعيم جدرانه”، على ما قالت الناشطة ناريمان الشمعة.
وتزداد المخاطر بفعل “العُصارة السامة” التي تصدر عن تخمر النفايات ويستمر مفعولها لعقود من الزمن، وتؤدي إلى القضاء على الحياة البحرية والثروة السمكية. وقد بات بعض الصيادين يتوجهون إلى مناطق بعيدة، كما كفرعبيدا وعمشيت، للصيد.
ومن أمام المحجر الصحي في طرابلس، طالب ناشطو المجتمع المدني بإقفال المكب في طرابلس. وأعلن مراد عياش من “إنتفاضة طرابلس” تضامن حملتهم مع المعتصمين في الناعمة وعكار وبرج حمود، مطالباً بـ”تشغيل معمل الفرز الموجود في طرابلس”.
والمكب الذي وصل إلى درجة التخمة منذ ما يزيد عن الست سنوات، “يجب إيجاد بديل له من قبل الدولة”، وفق العضو السابق في بلدية طرابلس أحمد المرج.
والحال أن الفئات الشعبية معنية بهذا الإعتصام أكثر من غيرها لأن ضرر المكب يمس أهل الميناء والتبانة بشكل خاص، حسب الناشط بلال مطر، الذي أشار إلى روائح كريهة تنبعث من المكب.
وخلال الإعتصام حصل إحتكاك بين معتصمين وقوى الجيش المولجة إجراءات الحماية، بعد توقيف الشاب أحمد سنكري لحيازته مسدساً رخصته منهية الصلاحية.
من جهتها طالبت مجموعة “حراس المدينة” أعضاءها بزيادة حال الجهوزية، تحسباً لبدء نقل النفايات إلى عكار، في ظل المخاوف من رمي سائقي الشاحنات حمولتهم ضمن حدود طرابلس، قبل وصولهم إلى سرار.