عمـاد مـوسـى: مؤسسة الجنرال عون/عون تلقّى رسالة من الأسد: اُصمد حتى تشرين/عون الناطق باسم حزب الله والأداة/شمعون: العماد عون يظن أن لا أحد يعرف غيره ان يدير البلد

611

مؤسسة الجنرال عون
عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/21 أيلول/15
قبل أن يستوعب اللبنانيون البعد الميتافيزيكي لنشيد التنصيب المهدى إلى رئيس التيار الوطني الحر جبران الألفية الثالثة، وقبل أن يحفظوا هذا المطلع الرائع: “طالع فوق المجد الساطع/كاتب عجبينو لبنان/إسمك صوت الحق القاطع/نجمك لامع يا جبران”، تلقوا ضربة ثانية، أو قل سطل ثلج أيقظهم على حقيقة وجود فيلسوف كبير بينهم، من الضرورة بمكان، أن ينتشر فكره ليس في لبنان فقط، إنما عبر المحيطات وجريمة كبرى ألاّ يُجمع هذا التراث الفكري في CD’s. صوت وصورة. “مين إلو جلادة يقرا؟” كتيب “الطريق الآخر” وفشل في تخطي كتاب “مأكول الهنا” للشيف أنطوان الحاج.
لم ينتبه المفكرون والمثقفون وقادة الرأي لوجود مفكر سياسي رؤيوي إسمه ميشال عون. يعرفونه قطباً سياسياً عنيداً طموحاً غاضباً منذ الولادة. إنما الجانب الفكري فيحتاج لمن يظهّره ويبلوره وينشره، وهذا ما هنّ فاعلات كريمات الجنرال ميراي وشانتال وكلودين. أكرمهن الله على خطوة سيذكرها التاريخ بأحرف من نور ألا وهي تأسييس General  Michel Aoun Foundation ومركزها سن الفيل. هنّ الثلاث عماد هيئة تأسيسية قابلة للتوسع كي تضم لاحقاً أسماء أخرى، قد يكون بينها الشاعر نزار فرنسيس وعباس وروي الهاشم المؤرخ بيار رفول والزميل جان عزيز وكاتب سيرة الرئيس إميل لحود كريم بقرادوني والعلاّمة سليم جريصاتي…في أي حال بعد بكير على توسيع الهيئة. لكل مؤسسة غاية وهدف. غاية مؤسسة الجنرال ميشال عون مزدوجة: القيام بنشر فكر العماد ميشال عون في لبنان والعالم.
وثقيف الشباب اللبناني لتعزيز الديمقراطية لديهم.
تحار من أين يبدأ الفكر من السيف أو من الغنية؟ (هيدي رحبانية 100%)
من التراث المدوّن أو من الشفوي؟
من الممارسة أو من الطرح؟
إذا كان الفكر يبدأ من السيف؟ لدينا  طواحين هواء ودون كيشوت وبطولات من وهمٍ.
اذا من الغنيّة؟ “إنتَ العزّ وانتَ “العون” عن اهدافك ما بتحيد\ يرضى كون وبيزعل كون، قائد غيرك ما منريد”، نموذج لمنطلق فكري.
من الطرح؟ الطرح يتغير بحسب الظروف والمناخات.  على سبيل المثل في 27 ايلول 2003   إكتشف الجنرال طبيعتين: الطبيعة الحقيقية للشعب اللبناني ھي حب الحرية، والتأثر بأميركا. والطبيعة الحقيقية لأميركا ھي دعم أولئك الذين يطمحون للحرية. لم يطل الأمر فإذ بأميركا تعود إذا مش شيطان أكبر، عفريتة أزغر. وفي أيار 2005 ضمّن “الطريق الآخر” عصارات وثوابت. لا مشروعية لعمل حزب الله المسلّح بعد الإنسحاب الإسرائيلي. وبعد ورقة التفاهم، بات وجود سلاح حزب الله ضرورة لتأديب المتآمرين على الجنرال من قوى 14 آذار. وفي الفكر العوني “تواجد الموالين والمعارضين في الحكومة هرطقة دستورية” مرة، وضرورة  تحفظ التوازن بين السلطات مرة أخرى. الفكر العوني هيلا يا واسع. يسع الأمر ونقيضه. ومما يجب أن يحفظه جيل الشباب كأساس للممارسة الديمقراطية وأن يعلقوه حلقة بآذانهم هذا القول المأثور الذي أصبح على شفة كنعان ولسان نقولا: “نأمل أن تقترعوا بأقدامكم، وأن تعبّدوا الطرقات كي تصلوا إلى الاقتراع السّليم في صناديق الاقتراع”. نحن اشتلقنا على هذا الأمر قبل أوروبا. معترة أوروبا. خبط الأقدام في الأرض توطئة  للممارسة الديمقراطية. أما أصول التخاطب، وهي تشكل فصل كامل في فكر الجنرال عون، فقوامها “بخروا تمكّن قبل ما تجيبوا سيرتنا”… وفي الواقع أنا فعلتها بخّرت فمي وكتبت.

شمعون: العماد عون يظن أن لا أحد يعرف غيره ان يدير البلد
الإثنين 21 أيلول 2015 /وطنية – رأى رئيس حزب “الوطنيين الأحرار” النائب دوري شمعون، في حديث الى “اذاعة الشرق”، ” ان إنتقال الرئاسة من الجنرال ميشال عون، إلى صهره الوزير جبران باسيل، لن يغير شيئا، وهو لن يحيد عن خط ميشال عون “. وتعليقا على كلام الجنرال عون إما هو رئيسا، وإما الفوضى، قال:” هو يظن أن لا أحد يعرف ان يدير البلد، أو يخربه غيره و”حزب الله” يسانده في هذا الموضوع”، منتقدا “طريقة تفكيره المختلفة عن تفكيرنا، لا سيما بالنسبة للبنان، كما أن “حزب الله” يستعمل ميشال عون لتوصيل لبنان إلى ما يريده، مشيرا “إلى أنه لو كنا نتعاطى مع أشخاص طبيعيين، ومعتادون على طريقة تفكيرهم لكان الأمر مختلفا تماما، وقد أجبرنا على التمديد للمجلس النيابي، لأنه لم يكن هناك أي مجال لإجراء الإنتخابات، وبقينا سنة ونصف من دون رئيس، تكفينا أخطاء، وهم مسؤولون عن كل الحالة التعيسة التي وصلنا إليها”. وعن كلام الوزير باسيل بأن التيار “الوطني الحر” إختصر حقوق كل المسيحيين، وهو الذي حافظ على الوجود المسيحي في الشرق، قال: “إن ميشال عون عقد صفقة مع السوريين من اجل وصوله إلى الرئاسة، لقد عرض حياة الضباط، والعسكريين للخطر، وهرب من القصر الجمهوري تاركا زوجته وأولاده ورحل”. وعن ورقة النيات التي تم الإعلان عنها بين “التيار الوطني”، و”القوات”، وهل تعطي الجنرال عون حق الوصول إلى بعبدا، أجاب: “يمكن للمصالحة تطرية الأجواء في الشارع، لا سيما في ظل ما نحن فيه من تظاهرات، ونأمل أن تساهم هذه الورقة، في إبعاد المواجهات”. وعن سير عمل مجلس الوزراء لا سيما في ظل المعلومات التي تناقضت حول حل هذه المشكلة، توصلا إلى حل مشكلة العميد شامل روكز، رأى شمعون “أن الجنرال حرق شامل روكز، وأصبح لدى الضباط حالة رفض للعميد روكز، لأن دعمه بهذا الشكل غير طبيعي، لافتا إلى “أن أحقية روكز ليست بالمرتبة الأولى، إنما بعيدة عنها تماما، وهو بذلك أضره”. وعن أزمة النفايات، أشار شمعون إلى “أن الإتفاق مع شركة “سوكلين” معروف منذ زمن، بأنه سينتهي، وكانوا يظنون أن بإمكانهم التمديد، مثل ما فعلوا سابقا، وأن لا مشكلة، أما الغلطة الثانية بالنسبة لمطمر الناعمة، فلا يمكن أن نعرض لبنان لمشكلة كبيرة، لأن أهل الناعمة منزعجون من موضوع النفايات، يمكنهم أن ينتظروا، لأن إيجاد مطمر آخر، يستغرق وقتا، وعليهم أن يتحملوا بعض الشيء حتى يتسنى إيجاد البديل”. أضاف: أما بالنسبة الى التظاهرات، فإن المشاركين فيها لا ينظرون إلى ماذا سيحصل، وأن الوضع بات غير مقبول، علينا أن نفهم الوضع أكثر، ولبنان ليس جزيرة، فمن ناحية هناك إسرائيل، ومن ناحية ثانية، هناك سوريا، ونحن لسنا بعيدين عما يجري في سوريا، هل نريد أن نهترىء من الداخل”.
وختم شمعون: كأن هناك أيد ربما خارجية من أجل تخريب لبنان”.

عون… الناطق باسم “حزب الله” والأداة
خالد موسى/موقع 14 آذار/22 أيلول/15
قبل أقل من يومين من انعقاد جلسة الحوار الثالثة في مجلس النواب اليوم، صعّد رئيس تكتل “التغيير والإصلاح النائب ميشال عون من لهجة خطابه خلال إحتفال تسليم صهره الوزير جبران باسيل رئاسة التيار “الوطني الحر”. التصعيد الأول جاء خلال تخييره اللبنانيين بين “الفوضى ورئيس دمية أو إنتخابه رئيساً للجمهورية”، أما الثاني، فجاء على لسان باسيل، الذي دعا جمهور التيار الى التجمّع يوم 11 تشرين الأول المقبل أمام قصر بعبدا، في الذكرى السنوية لـ”13 تشرين”، متوجهاً إلى حلفائه المقاومين في “حزب الله”، بالقول:”حماكم الله وسنموت خجلاً ان لم تمتزج دماؤنا بدمائكم على ارض لبنان اذا اتى يوم الواجب”. وأعاد باسيل إحياء معادلة “الشعب والجيش والمقاومة”، متجاهلاً باقي الأقطاب المسيحيين بالقول:”من يريد أن يتحدث عن مسيحيي الشرق وعن حماية الأقليات فليتحدث معنا”. فهل أعلن التيار “الوطني الحر” حربه الشاملة على جميع مكونات الدولة وهو جزء فيها، ماذا عن الحوار ومصيره، وما أسباب هذا التصعيد اليوم في ظل هذا الوقت الدقيق الذي يمر به البلد والمنطقة؟.
فتفت: عون يخوض معركة واضحة ضد الدستور
في هذا السياق، يعتبر عضو كتلة “المستقبل” النائب أحمد فتفت، في حديث خاص لموقع “14 آذار” أن “النائب ميشال عون لا يريد بلداً ولا مؤسسات ولا أي شيء، ويخوض معركة في شكل واضح ضد الدستور والميثاق الوطني والعيش المشترك وضد إتفاق الطائف، والمعركة كبيرة ضد اتفاق الطائف”، مضيفاً: “على ما يبدو أن الجنرال عون تأكد أن لا مستقبل له على الصعيد الرئاسي وبذلك فشله في أن يكون مرشحاً توافقياً أو وفاقياً وأصر أن يكون مرشح طرف واحد”. وشدد على أن “عون لم يكن يتحدث أمس الأول باسمه بل باسم حزب الله، ورد عليه بتحية شكر عدد كبير من قيادات حزب الله بالأمس عبر دعمه كما الشيخ نبيل قاووق والوزير محمد فنيش والنائب نواف الموسوي وغيرهم الكثير، برسائل دعم واضحة جداً”، لافتاً الى أن “عون اليوم ليس سوى آداة بيد حزب الله، فعندما فشلوا في تحويل الحوار الى مؤتمر تأسيسي هم يحاولون اليوم تحويله بطرق أخرى، وهذا ليس تهويلا بل الحقيقة وأعتقد أن في رأس البعض أفكار جدية للإنقلاب فعلي على النظام اللبناني”.
وقف الحوار وعون يتحمل مسؤولية
وفي شأن إمكانية إنسحاب النائب عون من الحوار وتداعيات هذا القرار على مصير الحوار، أشار فتفت الى أن “سمعنا من الجنرال عون ومن جبران باسيل، أن الحوار إما أن يكون بقرار من الجنرال عون وفق شروطه وإما لا حوار، وبالتالي ميشال عون لا يريد ان يحاور فهو يريد أن يفرض رأيه”، مشدداً على أنه “في حال غادر عون الحوار فإنه يكون فقط يصعد في السياسية، لأن من خلال وجوده في الحوار تبين له أن حتى حلفائه من كلا النائب سليمان فرنجية والرئيس نبيه بري وكلام آخرين أنهم غير سائرين معه في تعديل الدستور والمخاطرة بنسف كل المرحلة الحالية في ظل جو مأزوم في منطقة الشرق الأوسط، ففي حال غادرها إضافة الى مقاطعة القوات، فإن الحوار سيتوقف حكماً كما فهمت من الرئيس بري وبالتالي يتحمل ميشال عون وتياره مسؤولية أي تطور سلبي ممكن أن يحصل على الساحة الداخلية، وقد يكون يسعى الى تطورات سلبية”.
معركة ضد الجيش
واعتبر أن “الدعوة التي وجهها الوزير باسيل الى التظاهر في بعبدا، فهو يتظاهر ضد من؟، ضد قصر جمهوري فارغ ولكن هو في الحقيقة يتظاهر ضد الجيش اللبناني الموجود هناك وهو المولج بحماية القصر”، لافتاً الى أن “باسيل وعمه يبدو أنهما يريدان فتح معركة مع الجيش اليوم”. الهبر: عون التصادمي
من جهته، شدد عضو كتلة “الكتائب” النائب فادي الهبر، في حديث خاص لموقعنا على انه “من حق عون الترشح، ولكن ليس على المجلس النيابي أن يكون مجبراً على انتخابه، فالمجلس النيابي ينتخب من يشاء”، مشيراً الى أن “شعبية النائب عون بدأت بالتراجع على مساحة لبنان، ومن المعروف أنه يتبع لإستراتيجية إقليمية إيرانية واضحة، وهو أقر في ذلك وداعم متقدم لحزب الله والمقاومة الشيعية في لبنان، وهذا الموضوع هو الذي يحيل دون وصوله الى قصر بعبدا، لأنه رئيس تصادمي وليس رئيساً توافقياً كما يحاول أن يسوق نفسه، وهو جزء أساسي مساهم في تعميق الإنقسامات السياسية الحادة في البلد”.
وتمنى أن “يكون الوعي الوطني مهيمن وأن يكون منسجماً مع الأجواء اللبنانية المقلقة، جراء ما يدور حولنا من حرائق في سوريا والعراق والدول العربية والوضع المتردي والمتطور سلبياً في الشارع اللبناني على المستوى الإجتماعي والفساد”، مشدداً على اننا “لا نرى في ظل هذه الأجواء سوى أن العماد عون مصراً على أخذ الرئاسة أو تعميم الفوضى في البلد في حال فشله في ذلك، على الرغم من أن حلفاءه لا يريدون تعميم الفوضى في هذا الوقت الدقيق”.
المطلوب رئيس جامع
وأكد أن “ما هو مطلوب اليوم رئيسا جامعا وآن للعماد عون أن يعي أن المجلس النيابي لا يريده رئيساً للجمهورية، فيما هو مستمر بتشكيل حالة شغور قاتلة ومستمرة لجميع اللبنانيين والتي هي تشكل حالة قلق دائماً للبطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي”، مشيراً الى انه “على الرغم من هذا كله، فالعماد عون مستمر في سياسة التطنيش وإعطاء الأذن الصماء الى هذه الدعوات نتيجة السياسة الإيرانية وأجندة حزب الله المهيمن على البلد وأخذ البلد رهينة كرمى لمصالح إيران على طاولة المفاوضات مع الدول الكبرى”.

عون تلقّى رسالة من الأسد: اُصمد حتى تشرين وغيابه عن حوار اليوم “انتحار سياسي”
رضوان عقيل/النهار/22 أيلول 2015
لم يقدم رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون في احتفال تسليم الوزير جبران باسيل رئاسة “التيار الوطني الحر” “هدية” الى مناوئيه على طاولة الحوار ويعلن انسحابه منها، الامر الذي كان سينعكس سلباً على المسعى الذي يقوده رئيس مجلس النواب نبيه بري، لا بل يقضي على اسس هذا المخرج ونافذة الضوء التي قد تساعد وتؤدي بالافرقاء الى انتخاب رئيس للجمهورية، رغم الآمال الضئيلة المعقودة على هذا الحوار. وقبل اطلالة عون بأقل من نصف ساعة، كان قياديون في 8 آذار على اطمئنان إلى أنه لن يقدم على خطوة المقاطعة التي سيتلقاها “تيار المستقبل”، ولا سيما رئيس كتلته النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، “على الرحب والسعة”. وثمة من كان يعتقد ان لجوء عون الى المقاطعة ستكون “اكثر من دعسة ناقصة، وتقضي على ما تبقى له من حلم في الوصول الى رئاسة الجمهورية”. وثمة من وصف توجه عون الى المقاطعة بـ”الانتحار السياسي”. وسرت أخبار قبل احتفال “التيار” في الذكرى العاشرة لاطلاق ميثاقه ان عون سيكلف باسيل مهمة تمثيله حول الطاولة، الأمر الذي كان سيعني من وجهة نظر كثيرين انتهاء الحوار اليوم في جلسته الثالثة، باعتبار ان حضور عون يشكل أحد مداميك استمرار هيكل الحوار وعدم سقوطه، لأن ثمة أفرقاء يشاركون من باب الواجب مع تشديدهم على عدم الخروج من البند الاول المتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية.
وفي ظل ما يشهده لبنان بفعل تطور نشاط الحراك المدني الذي اظهر عدم ضموره وتراجعه، يبقى الحوار”الرئة” التي يتنفس من خلالها المتحاورون على الطاولة، وفي حال افشالها ستثبت الطبقة السياسية مرة اخرى انها عاجزة عن التوصل الى شيء وتقدم حججاً اخرى عن عجز اركانها، الامر الذي سيستغله “الحراكيون” في الشارع من اوسع ابوابه. ويشدد على هذه النقطة راعي الحوار الرئيس بري الساهر على احداث خرق يلتقي في لحظة تقارب اقليمي بين ايران والسعودية، من دون ان يقلل ابداً من الجهود التي تبذل في الداخل، حتى لو ظهر ان جني ثمارها لا يزال بعيداً. وترجع معطيات بري هذه الى ايمانه بأن الحوار بات يشكل “الممر الالزامي” لانتخاب الرئيس اذا سارت الاتصالات في لبنان في الشكل المطلوب لتلتقي وتطورات ايجابية على المسرحين اليمني والسوري، ولا سيما بعد دخول الآلة العسكرية الروسية سوريا.
وفي المعلومات عن جلسة اليوم الحوارية ان الاركان سيتابعون البحث في البند الاول، وفي حال المراوحة فيه من جلسة الى اخرى، ثمة من سيطرح على بري، ولا سيما عون، سؤالاً عن بقية البنود، وخصوصاً مسألة البحث في قانون الانتخابات النيابية وامكان اجراء تلك الانتخابات قبل الرئاسية، الأمر الذي أعلن “تيار المستقبل” رفضه. وسيطرح عون على بري ايضاً سؤالا عن الفائدة من وضع كل هذه البنود في سلة الحوار اذا لم يتم التطرق اليها.
وكان اللافت في احتفال “التيار” اول من امس، الذي اراد ايصال رسالة الى كل من يعنيه امر الاستحقاق الرئاسي، انه ستبقى الكلمة الفصل له في هذا المضمار “ولتكن الفوضى”، وان كل محاولات الخارج وممارسة ضغوط من عدد من البلدان عليه لن تأتي بنتيجة. وان الطريقة التي اوصلت الرئيس ميشال سليمان الى سدة الرئاسة عام 2008 لن تتكرر ولن يجبر ثانية على السير في هذه التجربة وسيستمر في التصدي لـ”تيار المستقبل” الذي يرفضه رئيساً. ولا يقصر السنيورة في هذه الجبهة وهو من أحرق كل أوراقه مع العونيين، على نقيض وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي يحافظ على اكثر من “شعرة معاوية” مع الرابية، اضافة الى العلاقة الخاصة التي تربط باسيل بالقيادي في “التيار الازرق” نادر الحريري. وثمة من يشيد بحضور المشنوق احتفال البرتقاليين، اضافة الى كتيبة سياسية غير مفاجئة من “حزب الله” تقدمها الوزير محمد فنيش، فضلاً عن سفير ايران محمد فتحعلي الذي وصل متأخراً الى الاحتفال على وقع عاصفة من التصفيق. ولعل الرسالة الأبلغ التي اراد عون ايصالها في الساعات الاخيرة ان “شوكته” لن تكسر، وانه سيستكمل تظاهرة تياره الاخيرة في ساحة الشهداء برسالة اخرى على ابواب القصر الجمهوري في بعبدا في 11 تشرين الاول المقبل، ولا سيما في ظل التغييرات العسكرية الميدانية في سوريا والتي تصب في مصلحة نظام الرئيس بشار الاسد الذي بعث برسالة الى عون قبل اسابيع، بحسب جهات في 8 آذار، مضمونها: “اصمد الى تشرين الاول المقبل وستلمس مفاجآت”.

ماذا تخبّئ الجولة الثالثة بعد فرصة عون؟ ترقية روكز تلقي بظلالها على جلسة الحوار وماذا يخبئ العماد عون لجلسة اليوم؟
منال شعيا/النهار/22 أيلول 2015
يبدو ان الحوار بجولته الثالثة اليوم بدأ يدخل مرحلة الاستنزاف، فلا تقدّم يلوح في الأفق ولا مقاطعة علنية تضرب الحلقات الحوارية في مهدها. وهذه الصورة تظلل حوار ساحة النجمة، بعدما قرر رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون اعطاء فرصة جديدة لاستمرار الحوار، وإن في الشكل.
واذا كان عون سبق ان ابلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري الاسبوع الماضي انه سيغيب لمرة واحدة، فان المواقف العونية اليوم ستشكل من جديد محور الحلقة الثالثة من المناقشات بين المتحاورين. وبالطبع، أراد عون بغيابه الاسبوع الفائت ايصال رسالة عنوانها العريض “الترقيات الامنية”، فموعد تسريح قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز منتصف تشرين الأول المقبل بدأ يقترب ولم تتبلور بعد صيغة لترقيته وإبقائه في الخدمة. ومن عنوان الى آخر، يقفز عون في مواقفه السياسية. من انتخاب رئيس للجمهورية وفقاً لمطالبته المتكررة بالعودة الى الشعب، الى مطالبته بانتخابات نيابية مبكرة وفق قانون جديد، وصولا الى المطلب المخفي: الترقيات الأمنية. وبعد المقايضة بين الموافقة بالسير في خطة النفايات في مقابل ملف الترقيات الامنية، رست المقايضة بين استمرار الحوار، والقبول بوضع اتفاق على ترقية عمداء ومنهم روكز الى رتبة لواء وتمديد خدمتهم سنة او سنتين.
ويبدو ان عون قفز مجدداً الى السقف الاعلى، فبعد استدعاء مدير المخابرات العميد ادمون فاضل من الاحتياط واعادة تكليفه بهذه المسؤولية لستة أشهر، عاد الجنرال واصرّ على مطالبه الأولى الحقيقية، والتي تتمثل في رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش. وعلى هذا الأساس، وافق على اعطاء الحوار فرصة جديدة. لا ترضي هذه المواقف بالطبع المتحاورين الآخرين على تنوّع أطيافهم، من “تيار المستقبل” الى الكتائب الى قوى 14 آذار ككل، والمستقلين، حتى بعض الحلفاء لا يجارون عون في كل تفاصيل “الطبخة”. ولعلّ كلام الوزير جبران باسيل الاخير أعطى انطباعاً عن مواقف هؤلاء حين ألمح الى “احراج البعض عبر وجودنا على طاولة الحوار”، الامر الذي فسّر بالكلام التهديدي، ولم يرق للمشاركين في الحوار، وفي مقدّمهم الرئيس بري. الا ان جواب “تيار المستقبل” أتى واضحاً وسريعاً على لسان الرئيس فؤاد السنيورة: “لن ننتخب عون رئيساً”، فكيف كان الأمر يتعلق بالسير في الترقيات الامنية وترفيع روكز الى رتبة لواء، أو ربما عماد؟
جواب “المستقبل” في هذه النقطة واضح أيضاً، وعبرّ عنه النائب عاطف مجدلاني، قائلاً: “قيادة الجيش هي الاعلم بملف الضباط، ونحن نتبعها في القرارات التي تتخذها، لأن قرارها سيكون هو الصائب والسليم”.
الحجم والأولوية
واذا كان العماد عون لن يقبل بالتخلي عن الحجم الذي يراه هو لنفسه ولتكلته، فإن “تيار المستقبل” لن يقبل هو أيضاً بأن تصبح طاولة الحوار ممراً لتسويات مع عون، خصوصاً أن الرئيس السنيورة رسم حتى اليوم في مداخلتيه في الجلستين الاولى والثانية من الحوار أطراً للحل بمعادلة ثلاثية: انتخابات رئاسية، تشكيل حكومة، إجراء انتخابات نيابية. وعلى خط موازٍ يرفض الأفرقاء الآخرون المتمثلون الى طاولة الحوار، ولا سيما الرئيس نجيب ميقاتي والوزير بطرس حرب، وبشدة، أن تحلّ طاولة الحوار محلّ مجلس الوزراء، ملمّحين في الدرجة الأولى الى معضلة الترقيات الأمنية.
أما حزب الكتائب فلا يبدو متفائلاً، ورئيسه النائب سامي الجميل قالها علنا انه لا يأمل خيراً في اللقاء الحواري، لكنه لفت الى ان جلسة اليوم ستكون حاسمة، بمعنى ان المواقف ستتضح اكثر، وسيظهر ان كانت هناك نية للتقدم او للجمود.
حتى اليوم، تؤكد اوساط المتحاورين من فريق 14 آذار لـ”النهار” ان ملف الترقيات الأمنية لم يبحث في الجولتين الاولى والثانية من الحوار، وبالتالي ان أجندة بنود هذا الحوار محددة ولا نية لقبول تجاوزها. والأهم ان أكثر من فريق، وتحديدا “تيار المستقبل” وحزب الكتائب، يربطان مشاركتهما في الحوار بأولوية الملف الرئاسي، وعلى هذا الأساس قبلا بالمشاركة، ولن يقبلا بتجاوز هذا البند، ما لم يتم الخروج بنتيجة فيه، وإلا فلا مبرر للاستمرار في التحاور. وحده رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط لا ييأس من السعي إلى نسج خيوط للتسوية. فهو سبق وان سعى الى تسهيل عمل مجلس الوزراء وآلية عمل الحكومة وامرار خطة النفايات في مقابل حلّ ملف التعيينات العسكرية، وحاول تأمين بقاء العميد روكز في الجيش وترفيعه الى رتبة لواء، علماً أنه لم تتبق له سوى ايام في الخدمة واجراءات تقاعده شقت طريقها الى التنفيذ. ويبدو ان التسوية في شأنه لم تنضج، خصوصاً ان البعض يعود الى اساس قانون الدفاع الذي يمنع ترقية ضباط، ومن ضمنهم روكز، الى رتبة لواء لكون القانون لا يجيز وجود ضباط برتبة لواء خارج المجلس العسكري، وبالتالي يتوجب تعديل هذا القانون. على ذلك يعني ان مسار هذه القضية معقد، ويستلزم قرارات من مجلسي الوزراء والنواب، الامر الذي يشكل عقبة أساسية أقلّه في المدى القريب، والى ان يخلق الله ما لا تعلمون. والسؤال، هل سيستمر الحوار ام ان عون سيقلب الطاولة ويعلن قراره المقاطعة؟

فتفت يحذر من تصعيد أمني يحضر له “حزب الله” والعونيون
وكالات/22 أيلول/15/علق عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت على مهرجان التيار الوطني الحر في مجمع البلاتيا مؤخرا، بالقول: “الاحتفال بالامس كان فيه بكل صراحة قلة اخلاق بطريقة استقبال ممثلي رئيس الحكومة وممثلي رئيس المجلس النيابي ودولة الرئيس الحريري بطريقة الاستقبال وطريقة التعاطي”. وقال فتفت في حديث الى الـ “MTV”: “اولا لم يحصل ترحيب ولم تحصل تحية بكل صراحة بل بالعكس حصل نوع من “التصفير” الى احد ممثلي الرؤساء هذه نقطة اولى. والنقطة الثانية انه بالامس اكد جبران باسيل والعماد عون انتمائهم الكامل الى حزب الله وانهم يتصرفون كاداة من اجل وصولهم الى السلطة والكلام عن الفوضى كلام خطير يترافق مع الدعوة الى التظاهر امام قصر بعبدا في 11تشرين وهي دعوة ضد من؟”. اضاف: “ضد من يريدون ان يتظاهروا امام قصر بعبدا؟ ضد انفسهم الذين يعطلون رئاسة الجمهورية منذ حوالي السنة ونصف السنة. الذين يعطلون انتخابات الرئاسة ولا يقبلون باحد رئيسا للبلاد الا الجنرال عون او هي مؤشر لما سيليه وان هناك خطوات ربما تطال النظام وتطال اتفاق الطائف وتطال كل النظام السياسي يحّضر لها على الصعيد الامني بين حزب الله والتيار الوطني الحر”. وتابع: “الان بفتح معركة في بعبدا ضد من ضد الجيش اللبناني؟ لانه ليس هناك من قوى امنية هناك سوى الجيش اللبناني موجود بقصر بعبدا، وبالتالي ضد من موجهة هذه الرسالة؟ ضد الشعب اللبناني؟!”. وختم فتفت: “للاسف الخطاب الذي خرج به المهرجان كان خطابا طائفياً الى اقصى درجة, وهذا ليس هو الذي يدعون انهم يتحدثون بالعلمانية بمكان اخر ويصنعون خطابا طائفيا وهذا يؤدي الى توترات كبيرة بالبلد. وانا اتذكر العماد عون عندما كان يقول اذا مرة من المرات تحدثت بالطائفية” قولوا” لي وانا على استعداد لكي الغي نفسي من الحياة السياسية، والحقيقة ان الكلام باكمله اصبح كلام طائفي”.