محمد عبد الحميد بيضون: ما نشهده في الساحات مواجهات حقيقية بين المجتمع المدني والميليشيات، ولا رئاسة في لبنان قبل سنة ونصف

363

محمد عبد الحميد بيضون نوّه بموقف القوات ونصح المستقبل بعدم المشاركة بسياسة الإنتظار
محمد عبد الحميد بيضون لـ “الأنباء” :ـ ما نشهده في الساحات مواجهات حقيقية بين المجتمع المدني والميليشيات، ولا رئاسة في لبنان قبل سنة ونصف

06 أيلول/15//رأى النائب والوزير السابق د. محمد عبد الحميد بيضون، أن الدولة اللبنانية بلغت مرحلة متقدمة من الإنهيار، ما دفع بالمجتمع المدني الى الإنتفاض في الشارع احتجاجا على عجز الطبقة السياسية وتورط عدد من أقطابها بالفساد، وهي طبقة تتألف من محورين رئيسيين وهما: الأول فريق ميليشيوي يتحكم بالبلاد ويشكل نواته كل من حزب الله وحركة أمل والتيار العوني، والثاني فريق سيادي يتألف من مجموعة 14 آذار، يحاول منع الفريق الأول من تهديد الدولة وإسقاطها، معتبرا بالتالي أن الإنتفاضة الشعبية وبالرغم من كونها تسير ضد حكم المليشيات، إلا أن جزءا منها هو صرخة كبيرة بوجه الفريق السيادي لعجزه عن مواجهة الفريق المليشيوي.

ولفت بيضون في تصريح لـ “الأنباء” الى أن المشهد في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، هو كناية عن مواجهات بين هيئات المجتمع المدني من جهة وحكم المليشيات من جهة ثانية، بدليل مسارعة حزب الله الى انتزاع صورة أمينه العام بالقوة من ساحة الإعتصام، وردّ الرئيس برّي على سلة الإتهامات التي وجهت مباشرة وللمرة الأولى اليه، وخروج العماد عون عن صوابه وكيله الشتائم والتهم للمتظاهرين وذهابه الى حد اتهامهم بسرقة “شعاراته الإصلاحية”، من هنا ينصح بيضون قوى 14 آذار باحتضان الحراك المدني، من خلال تأييده ودعمه وتسديد خطواته ولو عن بعد، خصوصا أن ما يطالب به المجتمع المدني يتلاقى بمضمونه وأبعاده وأهدافه مع مطالبها وأهدافها.

واستطرادا، لفت بيضون الى أن العماد عون لم يتأخر بالرد على الحراك المدني، فسيّر تظاهرة مضادة في محاولة للتأكيد على أنه سيّد الساحات والوحيد القادر على تحريك الشارع، وذلك تحت عناوين موبوءة بالأوهام والتضليل والتزييف أهمها وأخطرها “حقوق المسيحيين”، علما ـ يتابع بيضون من باب اليقين والوقائع والصور ـ أن حزب الله متنكرا باللون البرتقالي، شكل النسبة الأكبر من الحشد العوني في ساحة الشهداء، معتبرا بالتالي أن ما تقدم يؤكد وجود مواجهات حقيقية ومصيرية بين حركة المجتمع المدني الممثل بحملتي “طلعت ريحتكم” و”بدنا حاسب” وغيرهما، وبين الميليشيات الممثلة بحزب الله وحركة أمل والتيار العوني.

وردا على سؤال، أكد بيضون أن مصير الحراك المدني على المحك، وسبل نجاحه ووصوله الى تغيير جذري وحقيقي، يرتكز على أمرين أساسيين وهما: دعم ومؤازرة 14 آذار له، وتصويب بوصلة تحركه من خلال رفع شعار إسقاط السلاح حامي الفساد والفاسدين ومانع الإصلاحات الحقيقية والجذرية، وذلك لاعتبار بيضون أنه لولا السلاح لكانت قوى 14 آذار قد تمكنت من العبور الى الدولة التي ينشدها الحراك المدني، مؤكدا أنه من دون هذا الدعم سينتهي الحراك المدني حكما الى ما انتهت اليه هيئة التنسيق النقابية بعد ثلاث سنوات من الإعتصامات والصراخ في الشارع.

على صعيد مختلف وعن قراءته لمبادرة الرئيس برّي الحوارية، لفت بيضون الى أن إيران تمسك بالإنتخابات الرئاسية في لبنان ورقة رابحة في مفاوضاتها حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، والتي قد تستمر لعام أو أكثر، والجدير ذكره ـ تابع بيضون ـ أن هذه المفاوضات ستبدأ العام المقبل لأن الأولوية الأيرانية في الوقت الحالي هي لملاحقة آلية تطبيق الإتفاق النووي، معتبرا بالتالي أن دعوة الرئيس برّي للحوار هي مجرد عملية شراء وقت جديد لحزب الله منفذ السياسة الإيرانية في لبنان.

وختم بيضون مشيرا الى أن الأخطر من لعبة شراء الوقت، هو أن الرئيس برّي دعا مجموعة اللواء علي المملوك لمحاورة قوى 14 آذار والمستقلين، وذلك للتأكيد بصورة مبطنة على أن النظام السوري ما زال فاعلا في لبنان وقادرا على التحكم بقراره، وعليه ينوه بيضون بموقف القوات اللبنانية الرافض لهذه المسرحية الهزلية، وينصح تيار المستقبل بعدم المشاركة بالسياسة الإنتظارية التي يرسمها الرئيس برّي لصالح المسار الإيراني وعلى حساب انتخاب رئيس للجمهورية، مؤكدا تبعا لما تقدم أن لا رئاسة في لبنان قبل سنة ونصف من اليوم.