كمال ريشا : جبران باسيل رئيس وحدة التيار العوني في حزب الله/نادين مهروسة: التيار يتجاوز الأزمة مرحلياً: باسيل خلفاً لعون/آلان عون: الخطورة على وحدة التيار تتطلب تجاوز محطة الانتخابات واستمرار العمل سويا

419

جبران باسيل رئيس وحدة التيار العوني في حزب الله
كمال ريشا (عن مدوّنته)/جنوبية/الخميس، 20 أغسطس 2015

الوزير جبران باسيل رئيسًا للتيار العوني، هكذا حسمت النتيجة بعد أن سحب النائب ألان عون ترشحه لرئاسة التيار ومنافسة باسيل. وبعد أن بات إنسحاب النائب ألآن عون شبه محسوم، أعلن القيادي في التيار العوني، أنطوان حبيب حرب، من تنورين البترون، إستقالته من التيار، على خلفية إنتخاب رئيس للتيار. فعلها “حزب الله” وحسم رئاسة التيار العوني، للوزير جبران باسيل، بعد أن أصبح النائب ألان عون قاب قوسين أو أدنى، من إعلان إنسحابه من المنافسة على رئاسة التيار، وبعد أن أخفق الوزير باسيل، وعمه الجنرال عون، في تأمين غلبة مريحة في صفوف ناخبي التيار لصالح الوزير باسيل، حيث رجحت استطلاعات الرأي حصول النائب ألآن عون على 60% من أصوات المقترعين العونيين، في مقابل 40% للوزير باسيل. وعلى الأثر أشارت معلومات إلى أن “حزب الله”، سارع إلى ممارسة الضغوط على العونيين في المناطق المختلطة، والتي يتواجد فيها أنصار للتيار، الى جانب عناصر من حزب الله، ويبدو أن هذه السياسة أيضا، لم تؤتِ ثمارها المرجوة، فكان لا بد العمل على سحب ترشيح النائب ألان عون، مقابل وعد ببعض التنازلات لجهة تعديل النظام الداخلي للتيار، خصوصا التصويت في المكتب السياسي. وبعد أن بات إنسحاب النائب ألان عون شبه محسوم، أعلن القيادي في التيار العوني، أنطوان حبيب حرب، من تنورين البترون، إستقالته من التيار، على خلفية إنتخاب رئيس للتيار. ونشر حرب بيانا قال فيه : “إن عملية انتخاب خلف للرئيس ميشال عون داخل التيار كانت من المفترض ان تكون عملية ديمقراطية تشجع باقي الاحزاب السياسية، لكن يبدو ان هناك استثناء”. وأوضح حرب أن “هناك تدخل سياسي من خارج التيار وقد طرح النائب ابراهيم كنعان المبادرة التي تقضي بانسحاب النائب ألان عون لصالح الوزير جبران باسيل شرط إجراء تعديلات بالأمور التي تم الاعتراض عليها من قبل ألان وبعض المعارضين داخل التيار خصوصا لجهة التصويت داخل المكتب السياسي”. وأردف: “رأى بعض القياديين داخل التيار ان ارتفاع نسبة فوز ألان عون في الانتخابات جعلت النتيجة أقرب الى التوازن مما يؤدي الى انقسام داخل التيار، وهناك تدخلات من حلفاء للضغط على ألان عون للانسحاب حتى يأتي جبران باسيل خلفاً لعون”، لافتاً الى أن “العماد عون أعلن علانية دعمه الكامل لباسيل في الانتخابات”.وأضاف: “الديمقراطية انتهت في التيار “الوطني الحر” ولذلك أعلنت استقالتي اليوم في ذكري اليوبيل بعد 25 عاما من وجودي في التيار”.

التيار” يتجاوز الأزمة مرحلياً: باسيل خلفاً لعون
نادين مهروسة/جنوبية/الخميس 20/08/2015
يمكن من اليوم وصاعداً تهنئة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، بالمنصب الجديد. فبعد أشهر من المعارك المستترة والعلنية، والتهحضير للإنتخابات الداخلية في “التيار الوطني الحر” لإختيار رئيس له، نجح رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون، في تجنيب تياره كأس المعركة التي هددت وحدة “التيار”، فكان الحل في تعيين باسيل والغاء الإنتخابات. في الرابية بدا الجميع منشغلاً منذ أسابيع في محاولة ايجاد مخرج ملائم للأزمة الداخلية بعد أن استعر الخلاف بين فريق باسيل، وفريق النائب آلان عون، وخوفاً من انشقاق “التيار” وبعد سلسلة من البحث في المخارج الممكنة التي عمل عليها عدد من القياديين، أتى قرار “الجنرال” اليوم الخميس، تحت شعار أن “التيار يتعرض إلى العديد من الحملات التي تهدده من الداخل في ظل الأوضاع السياسية المتأزمة حكومياً”، وفق ما تقول مصادر مطلعة في “التيار” لـ”المدن”، خصوصاً أنها لا تخفي أن “الظروف الراهنة غير ملائمة لإجراء الإنتخابات الداخلية”، وبالتالي كان اللجوء إلى إلغاء الإنتخابات وتعيين باسيل هو الخيار الأمثل.
منذ أن بدأ التحضير للإنتخابات كان المرشح الأفضل لعون هو باسيل. في الأروقة الداخلية حاول عون عدم اعلان دعمه مباشرة لباسيل، لكن المحيطين أدركوا أن الجنرال يريد باسيل لا غيره رئيساً لـ”التيار”، وبالتالي تؤكد مصادر “المدن” أن “قرار عون لم يأت فجأة بل كان يحضر له منذ زمن بعيد حيث كان يسلم باسيل جميع العلاقات السياسية داخل الحزب ويفرضه دائماً وزيراً ممثلاً للتيار في الخارج، ويرى أن لديه المؤهلات المطلوبة لترؤس التيار”. لم يمر قرار عون على خير. خلال جولة المفاوضات والأخذ والرد أعرب عدد من أعضاء الحزب لعون أنه إذا أراد أن يصل باسيل الى الرئاسة فذلك لن يتم إلا عبر التعيين المعلن، أي عبر إعلان عون ذلك مباشرة، واضعين رضوخهم لقراره في إطار “المونة”، مشترطين أن يرتبط التعيين بإصلاحات داخلية وديمقراطية خصوصاً لجهة الإنتخابات الداخلية في المستقبل في التيار.
بناء عليه جرى الترويج أن آلان عون إنسحب بشكل ديمقراطي من الإنتخابات حفاظاً على عدم الإنشقاق والتفتت داخل التيار، على الرغم من أن هذا الإنسحاب لم يعلن علناً، لكن جزءاً من الفريق الداعم له أعرب عن عدم قبوله بالتسوية، وعلى رأسهم جماعة النائب زياد عبس، التي رأت أن إلغاء الإنتخابات وتعيين باسيل قرار غير ديمقراطي، ومعاكس لمساعيهم، لكن آلان عون تدخل للتهدئة، مؤكداً أنه “داعم لأي قرار يتخذه الجنرال وذلك تجنباً للمواجهة”، ومشيراً إلى أن “كل من يقف ضد الجنرال في طبيعة الحال فهو ضده”، ومشدداً على “ضرورة عدم إنقسام الحزب والمحافظة على وحدته”.
وبعد أن دعا عون نواب كتلته والوزراء والقياديين إلى إجتماع خرج ليعلن، وفق ما تم الإتفاق عليه، مباركته وتشجيعه لـ”الاتفاق المتعلق بانتخابات التيار”، والذي جاء “بناءً على رغبة الاكثرية”، مضيفاً: “انا ضمانتكم ووصيتي لكم أن تكونوا ضمانة بعضكم بعضاً”.
لكن وعلى الرغم من موقف آلان عون، وترحيب البعض بالتسوية تحت شعار ”بمون الجنرال”، إلا أن الأجواء لم تهدأ ضمن “التيار”، اذ رفض العديد من المنتسبين والمؤيدين هذا القرار تحت شعار عدم سير الإنتخابات بشكل ديمقراطي، وهذا ما ظهر على مواقع وسائل التواصل الإجتماعي حيث اعرب البعض بصراحة عن تخليهم عن بطاقاتهم الإنتسابية.

آلان عون: الخطورة على وحدة التيار تتطلب تجاوز محطة الانتخابات واستمرار العمل سويا
الخميس 20 آب 2015 /وطنية – وجه النائب آلان عون رسالة الى رفاقه في “التيار الوطني الحر”، جاء فيها: “زملائي ورفاقي في التيار الوطني الحر، عندما قررت خوض إنتخابات رئاسة التيار الوطني الحر، كنت أطمح من خلال هذا التنافس الى تقديم رؤيتي لقيادة الحزب في المرحلة المقبلة والسعي إلى تقديم ما أراه الأفضل والأنسب لمستقبل التيار، انطلاقا من تجربة العشر سنوات الأخيرة وما ينتظرنا من تحديات في المرحلة المقبلة. إلا أن مسار الأمور منذ انطلاق الحملة الإنتخابية، انحرف عن الأهداف المرجوة، وأظهر عدم نضوج الظروف الملائمة لحماية العملية الإنتخابية الحزبية الديموقراطية وينذر بانقسام يشكل خطرا على وحدة التيار في المرحلة التي ستلي الانتخابات. ونزولا عند رغبة العماد عون وإنطلاقا من ثقتي المستمرة بشخصه، وإدراكا مني لخطورة التداعيات على وحدة التيار، خصوصا في تلك المرحلة التي يتعرض فيها للاستهداف السياسي الكبير، أدعوكم جميعا الى تجاوز تلك المحطة والاستمرار في العمل سويا يدا بيد لخير هذا التيار ومستقبله، شاكرا كل من عبر لي عن تأييده ومحبته وثقته”.

لقاء جمع باسيل وآلان عون وكنعان وكرّس التوافق “الجنرال” مرتاح للتضامن ومرحلة جديدة في “التيار”
ألين فرح/النهار/20 آب 2015

اجتماع “تكتل التغيير والإصلاح” أول من أمس كان مختلفاً. وصل إليه في سيارة واحدة الوزير جبران باسيل والنائبان آلان عون وابرهيم كنعان في سيارة الأخير، ودخلوا معاً، مما أحدث صدمة إيجابية، خصوصاً لدى العماد ميشال عون. كان سبق الاجتماع غداء الى مائدة كنعان جمع للمرة الأولى منذ مدة باسيل وعون، لتأكيد التفاهمات وتكريسها بين فريقين متنافسين داخل “التيار الوطني الحر” وعلى رئاسته. هكذا، نجح كنعان في مسعاه التوافقي ومبادرته التي بدأها بالتنسيق مع العماد عون ودعمه وتشجيعه، ولولاه ولولا رعايته لما كان ذلك ممكناً، مبادرة كانت “النهار” أشارت اليها في مقابلة مع كنعان قبل اسبوعين. في مقابلته الأخيرة مع “النهار” جزم العماد عون أنه سيسلم رئاسة “التيار” الى رئيس جديد، وان الشرخ غير وارد ما دام موجوداً. ارتاح عون الى المبادرة، خصوصاً ان التوافق في المرحلة الحالية ينقذ “التيار” من استغلال لتعزيز انقسامات معينة في حين ان “التيار” في أمسّ الحاجة الى فاعليته ووحدته وتضامنه في المعارك السياسية التي يخوضها. بعد تقدّم المفاوضات بين الطرفين، حصل لقاءان أساسيان نهاية الأسبوع الفائت والأسبوع الذي سبقه بعيداً من الأضواء جمعا العماد عون بالنواب كنعان وعون وزياد اسود وسيمون ابي رميا خلصا الى وضع سلة من التفاهمات الداخلية عبر مسودة اتفاق جاهزة للتطوير والإقرار، وبالتالي حصل النواب على ضمان العماد عون ورعايته للاتفاق الذي تكرّس وانبثق منه اللقاء الثنائي بين باسيل وعون في منزل كنعان. واشاع خبر اللقاء جواً جديداً من التعاون، وسقطت تاليا تراكمات المعركة الانتخابية على كل المستويات، فوصفت الجلسة بانها مهمة وأعادت بناء ثقة وحددت مسارات وركّزتها في اطار واحد. وكانت سبقت الاجتماعين اجتماعات تمهيدية مع قياديين في “التيار”، منهم نعيم عون من أجل جوجلة التوافق، ثم استكملت هذه المساعي بلقاءات لعون وباسيل مع ماكينتيهما لاطلاعهما على الأجواء الجديدة. الطرفان يؤكدان أن صفحة التنافس طويت وبالتالي اعتبار المرشحَين يتمتعان بصفات تؤهلهما لقيادة “التيار”، وقع الخيار على باسيل لرئاسة “التيار” لعوامل عدة أبرزها اعتبار العماد عون ان من سيتسلم رئاسة “التيار” يجب أن يتمتع بخبرات محلية واقليمية ودولية وفي الإدارة، ولا علاقة لها بحسابات الربح والخسارة، مما يدل على ان التوافق كان له دور في تزكية باسيل في المرحلة الحالية مع كل ما يملك آلان عون من رصيد ومؤهلات لا لبس فيها، خصوصاً أن باسيل استطاع في مدة قصيرة تغيير الانطباعات السائدة انه غير قادر على الاقتراب من القواعد وإقناعها بقدرته على القيادة، وهذا ما أظهره التفاعل الايجابي معه في جولاته.

ونصّ الاتفاق على سلة تفاهمات داخلية تعزز الديموقراطية على قاعدة التضامن والشراكة داخل “التيار” وبضمان العماد عون، منها: تعديل النظام الداخلي لناحية آلية عمل الهيئة التأسيسية، تعيين نائبي الرئيس من العماد عون شخصياً بما يراه مناسباً لتعزيز التوافق الحاصل والدور الذي يطلع فيه نائبا الرئيس وتجسيد التوافق واقعاً، معالجة مسائل طارئة كبعض العيوب في الانتسابات والسعي الى “تطعيم” الإدارة الحزبية و”تنويعها” من الماكينتين المتنافستين، بما يضمن لاحقاً الغاء المحاور أو الاجنحة في المؤسسة الحزبية فيشارك الجميع في صنع القرار، تعزيز عمل الكتلة النيابية تشريعاً وانماءً عبر مأسسة الكتلة وأمانة سرّها وتفعيل عملها ودورها، التحضير المشترك للانتخابات الحزبية في الهيئات المحلية للمناطق. وستجري متابعة بنود الاتفاق لترجمته واقعاً وتنفيذه وتحقيقه بإشراف العماد عون وضمانه.

اليوم يفتح باب تقديم الترشيحات الى رئاسة “التيار”، وأصبح مؤكد أن النائب آلان عون لن يترشح في ظل هذا التوافق، وليس متوقعاً كذلك أن يترشح أحد من جميع الذين كانوا معنيين بالمعركة وبتفاوض بحكم التزامهم التوافق كما هو ظاهر. وتشير مصادر مواكبة الى “متضررين من الاتفاق في الفريقين، يراهنون على الخلافات الداخلية لأسباب منها شخصية ومنها غير واقعية، لكن هذا الرهان سقط، والنواب الذين كانوا معنيين مباشرة بالمعركة الانتخابية والاجتماعات الممهدة للاتفاق بتفاصيله أثبتوا أنهم يملكون الوعي الكامل والحرص على وحدة “التيار” خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة لبنانياً، اضافة الى التفاعل مع إرادة العماد عون وتمنياته ونظرته ورؤيته الى مستقبل “التيار” واحترامها، من دون أن يؤدي ذلك الى إلغاء مطالبهم التي كانوا على أساسها يخوضون المعركة، بل على النقيض كان الاتفاق ضامناً لتحقيق مطالبهم والأفكار البنّاءة لتطوير الحزب، وبمشاركة الجميع.