عاطف حلمي: التاريخ الأسود لـ”إخوان” الكويت من الغزو إلى الرئيس المنتخب/وثائق بالصوت والصورة تفضح تآمرهم ومخططاتهم بالتعاون مع التنظيم الدولي

318

التاريخ الأسود لـ”إخوان” الكويت من الغزو إلى الرئيس المنتخب/وثائق بالصوت والصورة تفضح تآمرهم ومخططاتهم بالتعاون مع التنظيم الدولي

عاطف حلمي/السياسة/09 آب/15

* الغزو أسقط أقنعة “الإخوان” وكشف طبائع الذئاب الكامنة داخلهم ومخططاتهم للاستيلاء على السلطة ومنع عودة الشرعية
* يرتكبون جرائمهم معتمدين على ضعف ذاكرة الشعوب ومهاراتهم الفائقة في غسل سمعتهم الملوثة وتاريخهم الأسود
* لا يصنعون الأحداث لكنهم أول من يمتطيها ويختطفها ويجيرها لتحقيق مصالحهم بالقفز على السلطة وهذا ما فعلوه خلال الغزو
* يوسف ندا وثلاث قيادات إخوانية كويتية ورموز التنظيم الدولي تحركوا في خطوط متوازية لمنع عودة الشرعية والسيطرة على البلاد
* سعود الناصر فضح مؤامرة إخوان الداخل ووصفها بـ “الهراء” وكشف عن طلبهم 50 مليون دولار لتمويل جيشهم الإسلامي
* رموز التنظيم الدولي قابلوا صدام وناصروا غزوه للكويت واعتبروه جهاداً في سبيل الله وأن من يقاتل الجيش العراقي آثم
* قيادات التنظيم بالكويت تواجدوا في الصفوف الأمامية لمؤتمرات مرسي وجماعته التي وصفت صدام بـ “المجاهد” وأزالت أعلام الكويت واللافتات التي تدعم الشرعية خلال الغزو
* العودة خرج بتظاهرات في السعودية بزعم مطالبة الحكومة بإخراج القوات الأجنبية من جزيرة العرب قاصداً بذلك عرقلة التحرير
* حاولوا خلال الغزو دق أسافين العداوة في علاقة الكويت بالدول العربية بحجة التمييز بين الموظفين الأميركيين وغيرهم من العرب

أزمة ومأزق تنظيم “الإخوان” في الكويت, وسادتهم في التنظيم الدولي بالخارج, أن جريمتهم بحق الكويت ابان الغزو موثقة بالصوت والصورة, وتصريحاتهم وبياناتهم لاتزال تشهد عليهم, لكنهم يراهنون على أن الغالبية العظمى من الجيل الحالي لم يعاصروا تلك الحقبة, وربما لا يقرأون أو يعودون إلى تلك الوثائق الكفيلة بلفظ كل من ينتمي لهذه الجماعة إلى قاع مزبلة التاريخ.
تاريخياً لا يعتمد تنظيم “الإخوان” بحكم تكوينه ستراتيجيات واضحة لذلك هو تنظيم تكتيكي, وهو لا يصنع الأحداث لكنه أول من يمتطي هذا الحدث أو ذاك, ويختطفونه ويجيرونه لمصلحتهم, وهذا ما حاول “إخوان” الكويت بمساعدة التنظيم الدولي فعله ابان الغزو العراقي للاستيلاء والقفز على الحكم, وحاولوا خلال السنوات الماضية تكراره باسلوب مختلف من خلال دعواتهم المشبوهة لتعيين رئيس مجلس وزراء شعبي, ورفع رايات تزعم الإصلاح ومحاربة الفساد.
ويراهن تنظيم “الإخوان” دائماً في كل مواقفه المخزية على قاعدتين اساسيتين, الأولى: أن ذاكرة الشعوب العربية ضعيفة وأشبه ما تكون بذاكرة الأسماك التي لا تتعدى بضع ثوان, أما الثانية فهي: الطاعة العمياء من قواعده الشعبية التي تقتنع بأي تبرير تقدمه القيادة.
وبالعودة إلى الأحداث الموثقة بالصوت والصورة خلال محنة الغزو, وربطها بعضها ببعض تنجلي الحقيقة وندرك كم كانوا يبذلون من جهد متواصل طوال العقود الماضية وحتى اليوم من أجل القفز على السلطة باعتبارها جائزتهم الكبرى التي تفتح لهم الطريق من الخليج إلى المحيط, ومن ثم تحقيق وهم خلافتهم المزعومة, أو كما يسميها عرابهم حسن البنا ومن جاؤوا بعده بـ “استاذية العالم”, أي أن يصبحوا حكام العالم.
سقوط الأقنعة
وفي المواقف الكاشفة واللحظات الحاسمة تسقط الأقنعة وتنكشف طبائع الذئاب, وهذا ما كان خلال الغزو, ومن تلك المواقف ما جاء على لسان أبرز قيادات التنظيم الدولي, حامل مفاتيح خزائن “الإخوان” وشركاتهم العابرة للقارات يوسف ندا, وذلك عبر برنامج “شاهد على العصر” الذي يقدمه المذيع “الإخواني” أحمد منصور على قناة “الجزيرة”, وذلك بتاريخ 1/9/,2002 وهي المقابلة التي كشفت تفاصيل مخطط التنظيم الدولي الذي ساهم فيه وبقوة “إخوان” الكويت.
اعتمد المخطط الشيطاني على مبادرة تبدو في ظاهرها دفاعاً عن الإسلام والمسلمين بعدما تسربلت برداء شرعي تحت مزاعم أنه لا يجوز لقوات أجنبية تحرير الكويت من الاحتلال العراقي, وفي الوقت نفسه بموجب هذه المبادرة كان يتم إقصاء السلطة الشرعية الكويتية من الصورة تماما تحت مزاعم إجراء انتخابات حرة يحدد فيها الشعب الكويتي حكامه, وكأن الغزو العراقي كان لتحرير الكويتيين وليس لنهب البلاد وثرواتها.
أما أخطر ما في هذه المبادرة فكان في طريقة تنفيذها عبر ما أطلقوا عليه “الجيوش الإسلامية”, التي تدخل الكويت بالاتفاق مع صدام حسين نفسه “!!”, ثم بعد فرض هذه الجيوش الإسلامية, أو بمعنى أوضح “الإخوانية” سيطرتها على مفاصل الأمور في الكويت تنسحب القوات العراقية, لتجرى الانتخابات التي تحدثوا عنها تحت إشراف “القوات “الإخوانية”.
شهادات الزور
حتى تتضح الصورة أكثر نستعرض ما جاء بالنص في مقابلة يوسف ندا مع أحمد منصور:
أحمد منصور: في أغسطس 1990 اجتاحت العراق الكويت, وأنت التقيت مع الرئيس صدام حسين بعد ذلك.
يوسف ندا: أيوه.
أحمد منصور: وطرحت مشروع أو مبادرة لقضية الوساطة أو لإنهاء هذه الأزمة.
يوسف ندا: أي نعم.
أحمد منصور: باختصار شديد, أيه المشروع اللي طرحته؟ وكيف كان لقاؤك مع الرئيس صدام حسين؟
يوسف ندا: الموضوع هو يعني لما اقتحم الجيش العراقي الكويت أنا كنت يعني قبلها بحوالي يومين كنت سمعت الكلام ده من أحد.. واحد رئيس مجلس إدارة أكبر.. واحدة من أكبر 3 شركات ألمانية, هي كانت …
أحمد منصور: ألماني؟
يوسف ندا: آي نعم… آي نعم. هو كان موجود في البصرة, وكان مع.. موجود مع المجيد هذا.
أحمد منصور: علي حسن المجيد.
يوسف ندا: أيوه, كان موجود معاه, لأنه هو اللي كان مسؤول عن الصناعات, وهو اللي كان.. يعني كان لنا صلة بيهم في عملية مصنع البتروكيماويات اللي كان في البصرة, فهو كان هناك لما رجع قال لي يعني أنا شفت رتول الدبابات متجهة إلى الجنوب, فسألت علي حسن, يعني أيه الموجود؟ أنا شايف إن أنتوا رايحين الكويت, هل في شيء هيحصل؟ فقال له يعني أنا ما أقدر أتكلم فيها, لكن هتسمعها, فهو توقع بعد.
أحمد منصور: يعني قبل.. قبل الغزو بيومين؟
يوسف ندا: بيومين.
أحمد منصور: طيب أنا حتى لا أدخل في قضايا تفصيلات تاريخية.
يوسف ندا: لما حصل الغزو اللي كان قايم بالنشاط الاغاثي في الكويت كانوا هم إخوان الكويت, كان الزبالة يلموها, العائلات يودوا لهم أكل, وقت الحظر ما حدش يقدر يمشي كانوا هم يتخفوا ويروحوا علشان يشوفوا.. يعني كان لهم دور كبير الحقيقة لم يكن لغيرهم دور فيه.
أحمد منصور: أنا بأقصد الآن دورك والوساطة التي قمت بها, من كلفك بقضية الوساطة أو المشروع دا؟
يوسف ندا: لم يكلفني غير “الإخوان”.
أحمد منصور: “الإخوان” طلبوا منك هذا؟
يوسف ندا: آي نعم.
أحمد منصور: أيه المشروع اللي أنت حملته من أجل الوساطة أو من أجل إنهاء الاحتلال العراقي للكويت؟
يوسف ندا: كان ينسحب الجيش العراقي وتدخل جيوش إسلامية بداله قبل أن ينسحب, تدخل بداله.
أحمد منصور: يعني أيه جيوش إسلامية؟ من دول إسلامية تقصد؟
يوسف ندا: آي نعم, لكن كان فيه دول مستبعدة, لأنه هو لا يمكن كان يقبلها, طبعاً دول المنطقة اللي اتكون منها 32 دولة إسلامية راحوا حاربوا المسلمين هناك, وراحوا.. في الصفوف الأولى حتى يحارب المسلم المسلم, هذه كانت مستبعدة, لكن اللي كان لا يمكن يُظن إن هو يعني يتفق مع أعدائه كانت إيران أول واحدة, وبعدين فكرنا في ماليزيا, وفكرنا في إندونيسيا, وبعدين لما عُرض موضوع باكستان فُرفض, يعني.. السودان عُرضت, يعني عُرضت عدة دول ممكن يتكون منها وحدات عسكرية تدخل.. يسمح هو بدخولها الكويت, وبعدما تدخل الكويت الجيش العراقي ينسحب, والجيوش اللي هي موجودة تتولى عملية, انتخابات حرة زي ما الكويتيين عاوزين, تيجي.
الصورة الكاملة
ما قاله القيادي “الإخواني” يوسف ندا في السطور السابقة يمثل نصف الصورة لمخطط “الإخوان” للاستيلاء على الحكم في الكويت, لأن النصف الثاني من الصورة الذي يكشف تلك الخطة الشيطانية كان أبطاله رموزا “إخوانية” كويتية ووقعت أحداثه في الولايات المتحدة الأميركية من مجموعة منهم قدموا أنفسهم بصفتهم “وفد أهلي كويتي”, قابلوا سفير الكويت في واشنطن اثناء الغزو العراقي الشيخ سعود الناصر الصباح, وكانت مبادرتهم هي مبادرة التنظيم الدولي نفسها بالتمام والكمال, بل زادوا عليها بنداً جديداً تمثل في طلب خمسين مليون دولار تدفع من أجل إعداد وتحضير “الجيوش “الإخوانية”, التي اطلقوا عليها اسم الجيوش الإسلامية, ولقد فضح الشيخ سعود الناصر هذه المؤامرة في أكثر من لقاء تلفزيوني ومقابلة صحافية نأخذ منها مقابلة مثيرة نشرت في صحيفة “الشرق الأوسط” في اكتوبر العام 2001 قال فيها سعود الناصر موجها نقده اللاذع لبعض رموز “الإخوان” الكويتيين متذكرا حادثة حصلت اثناء الغزو في 1990 عندما جاء وفد اهلي الى أميركا, وطلبوا مقابلة السفير, بغرض اقناعه بعدم جواز الاستعانة بالاميركان من اجل تحرير الكويت وان البديل لذلك هو قوات اسلامية, وطلبوا منه خمسين مليون دولار من اجل تمويل حملتهم (الهيئة العالمية لمناصرة الكويت), وسمى الشيخ سعود الناصر في مقابلة “الشرق الأوسط” اسماعيل الشطي من بين من كانوا في هذا الوفد “الإخواني, وعندما نشر مذكراته لاحقا في الزميلة “القبس” ضم معه طارق السويدان وعبد الله العتيقي, والثلاثة من “الإخوان”, والسويدان كان يدرس في ذاك الوقت في أميركا.
وقال الشيخ سعود الناصر عن هذه المقابلة: “تلك الحادثة التي لا يمكنني أن انساها … وأذكر أنني سألتهما عن البديل المناسب في رأيهما للقوات الاجنبية, فقالا يجب أن نستبدل بها قوات اسلامية. فابتسمت لهذا الهراء”.
بيان العار
وحتى تكتمل الصورة أكثر نعود إلى مقابلة “السياسة” مع الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود, (عليه رحمة الله), عندما كان وزيراً للداخلية السعودية, حين تناول ملابسات ما حدث أثناء غزو العراق للكويت, وموقف “الإخوان” , فقال: “عندما حصل غزو العراق للكويت, جاءنا علماء كثيرون على رأسهم عبد الرحمن خليفة, ومعه الغنوشي والترابي والزنداني وأربكان وآخرون, وأول ما وصلوا اجتمعوا بالملك وبولي العهد وقلنا لهم: هل تقبلون بغزو دولة لدولة؟ وهل الكويت تهدد العراق؟ قالوا والله نحن أتينا فقط لنسمع, ونأخذ الآراء, بعد ذلك وصلوا إلى العراق, ونفاجأ بهم يصدرون بياناً يؤيد الغزو العراقي للكويت”. وتساءل الأمير نايف قائلاً : “هل هذا ما يجب فعله, وهل هذا الموقف يرتضي به العقل, وما هو مبرر أن دولة تغزو دولة أخرى, وتطرد شعبها من أرضه وبلده”؟.
وحتى يعلم الجيل الحالي الذي لم يعاصر الغزو, فان قيادات “الإخوان” في كل من السودان حسن الترابي وفي اليمن عبدالمجيد الزنداني وفي تونس راشد الغنوشي وفي تركيا نجم الدين أربكان وقفوا هم وأحزابهم مع صدام حسين وأصدروا بيانا يناصرونه فيه.
واجتمع هؤلاء في مدينة كراتشي الباكستانية وأصدروا بيانا يناصرون فيه الاحتلال العراقي للكويت معتبرين “أي شخص يقاتل الجيش العراقي آثما, وأن ما يقوم به الجيش العراقي هو جهاد في سبيل الله”!
وفي السعودية خرج سلمان العودة بتظاهرات لمطالبة الحكومة السعودية باخراج القوات الأجنبية من جزيرة العرب معتبراً دخولها ذنبا كبيرا لا يغتفر لأنه كما يزعمون لا يجتمع دينان في جزيرة العرب, واعتبر العودة وجود قوات التحالف إثما كبيرا يتوجب عليه تأجيج الشباب السعودي حتى يخرجوا في تظاهرات بزعم “حماية جزيرة العرب من دخول أي دين آخر غير الإسلام”؟
مخطط متكامل
وكل هذه الأحداث تكشف عن مخطط متكامل شاركت فيه جميع تنظيمات “الإخوان” في مختلف البلدان وكان في القلب منهم “إخوان” الكويت, من أجل الدفع بكل السبل والطرق الممكنة للترويج لمبادرتهم التي لم تكن تهدف لتحرير الكويت أو لرفض القوات الأجنبية ولا الدفاع عن الإسلام, لكنها كانت تهدف لاستغلال مناسبة الغزو والحصول على جائزتهم الكبرى الكويت “درة الخليج”.
وهنا يتضح تماما زيف اكاذيب “إخوان” الكويت الذين يحاولون غسل تاريخهم الملطخ بخيانة وطنهم لصالح تنظيمهم الدولي بحجة أنهم لم يكونوا مؤيدين لموقف التنظيم المؤيد للغزو وأنهم قطعوا علاقاتهم التنظيمية بهذه الجماعة, في حين أن كل الشواهد والدلائل بالصوت والصورة تكشف ضلوعهم الأكيد في التآمر على الكويت من أجل القفز على السلطة لتصبح مصدراً لتمويل مخططهم لالتهام بقية دول الخليج, ومن ثم استغلال تلك العوائد والثروات النفطية للانقضاض على بقية الدول العربية ومن ثم تحقيق حلم عرابهم حسن البنا في “استاذية العالم”.
غيض من فيض
نعود مرة أخرى لتصفح غيض من فيض شهادات شهود الحقيقة الذين عاصروا الغزو, وهذه المرة عبر ذكريات الطبيب المصري الراحل الذي أحب الكويت وعاش فيها حتى وافته المنية, الدكتور أحمد سامح, (عليه رحمة الله), إذ كتب في الزميلة “الراي” بتاريخ 11 مارس 2013 مقالة بعنوان “ذكريات الغزو العراقي للكويت … من مصر”, كشف فيها مواقف التآمر “الإخواني” على الكويت ومحاولاتهم اثارة الرأي العام المصري ضد التدخل العسكري لتحرير البلاد, إذ قال: “بالعودة بالتاريخ ثانية إلى ما قبل الغزو العراقي وأثناءه وحتى تحرير الكويت سنرى أيادي جماعة “الإخوان” المسلمين ممتدة في كل تلك المراحل الى داخل الكويت, وعلى سبيل المثال وليس الحصر بعد هزيمة صدام عقدوا مؤتمرا كبيرا في مقر نادي نقابة الاطباء كان يترأسه الامين العام, وكنت وصلت من الكويت للتو واخبرني مدير الجمعية الذي كان في مصر بعد أشهر قليلة من الغزو ان الدكتور عبدالله الرشيد يريدني لحضور الاجتماع, وكان ذلك في يوم انعقاد الاجتماع نفسه فوصلت الى المكان وكان شارف على الانتهاء, يومها كان الدكتور سالم نجم وهو من قيادات “الإخوان” المسلمين يصوغ البيان الختامي ويعيد قراءته بعد كتابته واذا به في احدى فقراته يطلب صرف رواتب المصريين اثناء الغزو اسوة بالأميركيين, وكأني به يدين تصرف حكومة الكويت ويريد اثارة الرأي العام في مصر المؤيد للكويت, فقلت له نحن الاطباء المصريين ليس لنا إلا مطلب واحد وهدف واحد هو تحرير الكويت.
فرد علي نجم وقال: “تعال اقنع من يحضرون الى النقابة وهم يبكون ويصرخون من هذا التمييز بين العاملين في الكويت فالاميركان تصرف رواتبهم والمصريون لا”.
قلت له انا على اتصال بجميع الاطباء المصريين ولم يفكر احد في هذا اطلاقاً ولم اوافقه على هذا البيان وانهى الاجتماع وقال انه ارسل الخطاب للصحف.
ويقول الدكتور سامح: “الحمد لله لم تنشر الصحف المصرية هذا الكلام الذي ارادوا به دق اسفين في العلاقات القوية والمشاعر الصادقة لابناء مصر في الوقوف الى جانب القضية الكويتية العادلة”.
إزالة أعلام الكويت
ويروي واقعة اخرى قائلاً: “كنت احضرت علمين للكويت بطول مبنى النقابة (يقصد نقابة الأطباء المصرية) على الجانبين من المدخل ويافطة كبيرة عاشت الكويت حرة مستقلة بقيادة شرعيتها الوطنية الشيخ جابر الاحمد وسمو ولي عهده الامين, وفي اليوم الثاني حضرت ولم أجد العلمين ولا اليافطة فسألت العاملين عمن أمر بازالتهما فقالوا ان الدكتور عصام العريان (أبرز قيادات جماعة “الإخوان” وحزب الحرية والعدالة المنحل, وهو الآن محبوس على ذمة عدد من القضايا ضمن القيادات “الإخوانية” المصرية) هو الذي امر بذلك فذهبت له وسألته لماذا فعلت هذا فقال نحن ضد عاش فلان ويحيا فلان, فسألته وماذا عن الأعلام, قال: كان لابد ان تعلق اعلام العراق الذين يريدون تدميره بجانب اعلام الكويت, فتأكدت أنهم “يخشون ان يصل إلى علم صدام أن أعلام الكويت علقت على مبنى النقابة فيحاسبهم على ذلك”.
معانقة مؤيدي صدام
نكتفي بهذا الجزء الكاشف ذي الدلالات الواضحة من شهادة الدكتور أحمد سامح, ونعود إلى رموز “إخوان” الكويت الذين هرولوا إلى مصر عندما تبوأ أعضاء التنظيم سدة الحكم هناك لمدة سنة مشؤومة, وصافحوا من بين من صافحوا, بل وعانقوا عصام العريان الذي ازال أعلام الكويت وعقد المؤتمرات لتأييد صدام حسين, وكيف وجدنا رموز التنظيم في الكويت في مقدم الصفوف لمؤتمرات المخلوع محمد مرسي, وجماعته التي لم تناصر فقط صدام حسين في غزوه للكويت, بل وصفته بـ “المجاهد” وحاولت تضليل الشعب المصري واثارته ضد المشاركة ضمن التحالف الدولي لتحرير الكويت.
فهل لم يسأل أي من هؤلاء نفسه في لحظة صدق: على من يكذبون؟ هل على الشعب الكويتي عموماً والشباب الذي لم يعاصر جريمتهم خلال الغزو خصوصاً, أم يكذبون على أنفسهم ويصدقون تلك الأكاذيب باعتبارها حلالا ونوعاً من الجهاد طالما تخدم جماعتهم الضالة وتنظيمهم المنحرف؟
مخطئ من يعتقد أن تنظيم “الإخوان” توقف عن مؤامرته لقطف ثمرة الكويت والانقضاض عليها, فمن يرصد تحركاتهم عبر ما يسمى “الحراك الشعبي” خلال السنوات القليلة الماضية التي تزامنت مع وصول التنظيم لسدة الحكم في مصر عام ,2012 ومطالبة “إخوان” الداخل من خلال هذا الحراك بـ “رئيس وزراء شعبي”, من خارج أسرة آل صباح, يستحضر على الفور مزاعمهم بأن الكويتيين أثناء الغزو كانوا يطالبون بانتخابات ديمقراطية, وتلك المبادرة اللعينة التي حاولوا من خلالها إنهاء الشرعية الكويتية ومن ثم فرض السيطرة على البلاد عبر “جيشهم الإسلامي”, وكل ذلك تحت شعار مخادع اسمه “الديمقراطية والانتخابات الحرة”. ولأن جماعة “الإخوان” منذ نشأتها تعتمد المواقف التكتيكية, فأنها تتلون مع كل موقف وفق ظروفها, في حين تظل أهدافها الكامنة متحفزة للخروج إلى العلن في الوقت المناسب, لذلك لن ينضب جراب “الحاوي” “الإخواني” في الاتيان بحيل وألاعيب مختلفة, معتمدين على الذاكرة الضعيفة للشعوب, واستاذيتهم في مهارات إعادة غسل سمعتهم وصفحات تاريخهم الأسود.