مصطفى الحسيني: حزب الله يتجسس على الشيعة المعارضين//صبحي أمهز: الإبراء عاد مستحيلاً

303

حزب الله يتجسس على الشيعة المعارضين
مصطفى الحسيني/لبنان الجديد/07 تموز/15

لقد جاء التحرك الذي دعت إليه مجموعة من الشخصيات الشيعية المعتدلة والمعارضة لحزب الله والذي أقيم في ساحة رياض الصلح في بيروت ، وما تلاه من تحركات وزيارات لهذا التجمع على عدد من السياسيين اللبنانيين، ليؤكد حضور هذه القوى وتواجدها داخل الطائفة الشيعية، وليؤكد وجود لغة أخرى داخل الطائفة غير اللغة التي يسعى حزب الله لتكريسها ، وقد كان لهذا اللقاء صداه السياسي والإعلامي محلياً وعربياً وألقى مزيداً من الضغط على سياسات حزب الله تجاه الملفات المحلية والإقليمية ، نظراً لما خرج به اللقاء من مواقف صدرت على لسان رئيس المركز العربي للحوار الشيخ عباس الجوهري والإعلامي الأستاذ علي الأمين . لم يستطع حزب الله هضم هذه الحركة بعد وسخّر لمواجهتها ماكنته الإعلامية وأجهزته الأمنية فتولى إعلامه شن هجوم عنيف على هذا التحرك مستعيناً بلغته الدائمة ضد معارضيه ، وهي لغة الشتائم والتخوين والتهديد والترهيب ، وإنصرفت أجهزته الأمنية لفبركة المعلومات ونشر التسريبات ما يؤكد التأثير الكبير لهذه الحركة المعارضة وملامستها ساحة الحزب نفسه ، فإستشعر الخطر وراح يرّوج عبر إعلامه وتسريباته شتّى التهم والأكاذيب التي تنشرها دائماً صحيفة الأخبار، هذه الصحيفة التي باتت معروفة بتسريباتها الإعلامية الناطقة بإسم الحزب من جهة ، ومن جهة ثانية ما نشرته الصحيفة يوم أمس منسوباً للكاتبة ميسم رزق “صديقة فارس سعيد ” ، والمعروفة بصلتها الوثيقة بالرجل حول لقاء قيادات شيعية بالسنيورة، مع العلم أنّ هذا اللقاء كان للتشاور مع الرئيس السنيورة بما يمثل من تيار الإعتدال في ظلّ إستقدام التطرّف الداعشي الذي يساويه التطرفّ الشيعي الحالي الذي يقوده حزب الله وهو المشغل بالأصل لجريدة الأخبار، وغيرها من وسائل إعلامية عدة والموظفة في الحرب على الإرهاب برضى الغرب عموماً ورضى الأمريكي خصوصاً، وذلك في ظلّ الأجواء الجديدة لمشغله الإيراني الذي يوطد صلته الجديدة بالأمريكيين .لم يشأ حزب الله الإصغاء لمواقف المعترضين الشيعة أو فتح قناة حوار معهم بل هو مصرّعلى  تجاهل الأصوات الداعية للحوار ، والتواصل لمناقشة القضايا الخلافية التي تهم الطائفة، ما يؤشر إلى أنّ حزب الله بهجومه الإعلامي وتسريباته الأمنية الكاذبة سيذهب بعيداً في هذه المواجهة لإسكات الأصوات المعترضة على سياساته التدميرية بحق الوطن والطائفة، وهو بذلك يؤكد من حيث لا يدري أهمية هذه المواقف المعارضة وقدرتها على إختراق جدار الصمت في هذه الطائفة التي أرادها حزب الله رهينة دائمة لسياساته والسياسات الإيرانية المدمرة بحق الشيعة في المنطقة ، الأمر الذي أدى إلى تضرر هذا الكيان الشيعي في لبنان والمنطقة إلى حد كبير  . وأما أن يُسخّر حزب الله أجهزته الأمنية وتسريباته الأمنية للتأثير على هذه الأصوات المعارضة فإنّ ذلك يدل على إفلاسه في المواجهة السياسية ، على الأقل في الساحة الداخلية المحلية حيث لم يتجرأ الحزب على الحوار والمناقشة ولم يستطع في الوقت نفسه مواجهة هذا التحدي الذي فرضته هذه القوى بمواقفها اللافتة والمحقة .

 

“الإبراء” عاد مستحيلاً!
صبحي أمهز/المدن/07 تموز/15

يدرك رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” أن معركة “حقوق المسيحيين” وفق توصيفه، لا يمكن أن يكون لها مسوغات دامغة من دون العدو المفترض. في الحالة اللبنانية خاض “التيار الوطني الحر” على مدار الأعوام المنصرمة حروباً عديدة، تحت هذا الستار، الذي تخلى عنه مع بدء مرحلة الإنفتاح على تيار “المستقبل”، قبيل الشغور الرئاسي، التي تخللها سحب أكثر الأسلحة حدة، أي كتاب “الإبراء المستحيل”، من التداول.
في معركة اليوم الحكومية، التي يستعيد بها خطابات تجييش الشارع، حدد العونيون ساحة معركتهم، فكانت الشعارات جاهزة، خصوصاً أن معركة تحصيل الحقوق لا تكتمل إلا بوضع الطائفة السنية في خانة القاضم لهذه الحقوق، ووفق ذلك عاد “الإبراء” مستحيلاً، وعاد “المستقبل”، وفق توصيف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، إلى ممارسة “الداعشية” السياسية.
يحاول “التيار” من خلال معركته المستجدة، التي نقلها من سياق الخلاف الحكومي إلى سياق المعركة بين طائفتين، ضرب أكثر من عصفور بهدف واحد. أولاً تعبئة الشارع المسيحي، وثانياً إيصال رسالة لـ”المستقبل” الذي يعتبر “التيار” أنه يقف حجر عثرة أمام طموحات رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون، حكومياً ورئاسياً.
مشكلة “المستقبل مع النائب ميشال عون أبعد من التصعيد الكلامي الذي بدأته الرابية، وتهديدها بالشارع واتهام “المستقبل”. يقول النائب أحمد فتفت لـ”المدن” إن “عون جزء من محور تغطية السلاح غير الشرعي ومحور بشار الأسد، والمشكلة معه ليست شخصية، بل مشكلة خيارات سياسية”. ويؤكد أنه “ليس لدى المستقبل مشكلة بالتواصل مع أي فريق سياسي، بيد أن العونيين يستخدمون لغة داعشية إلغائية، إذ أنهم دائما ما يستخدمون التهديد للوصول إلى مآربهم الشخصية، على الرغم من أن أحدا لا يمكن أن يسير بما يريدون عبر التهديد”.
يأسف “المستقبل” لمستوى الخطاب الذي وصل إليه العونيون، ومدى عزفهم على نغمة حقوق المسيحيين، ويعتبر، وفق مصادره، أن ذلك هو لغايات شخصية. يذهب بعيداً في دراسة أبعاد الهجوم العوني الذي وصل إلى ما يشبه حالة “التكفير” السياسي، ترى أوساطهم أن التصعيد ليس سوى مؤشر لحالة اليأس الذي وصل إليه “الجنرال” من إمكانية وصوله إلى كرسي بعبدا، ويقول مصدر قيادي ان “عون عندما تنخفض نبرته التصعيدية، ويسوق نفسه بمظهر المعتدل والمنفتح، يكون لديه غاية شخصية، أما عندما تصطدم غايته برؤية شركائه في الوطن فتبدأ مدافعه الكلامية بالهجوم على كل من يعارضه”.
لا يحمل قيادات “المستقبل” التصعيد العوني أكثر من حجمه، يضعونه في إطار الخطاب الشعبوي الهادف إلى اعطاء بعد فلسفي وحقوقي للمآرب الشخصية التي تبدأ بتظهير أنه “حامي حمى المسيحيين”، وتنتهي بالقضية المركزية لدى عون الطامح إلى الوصول لرئاسة الجمهورية، وفي هذا الإطار، تجمع أوساط “المستقبل” أن “عون الذي يعيد تكرار ظاهرة حروبه الالغائية، مستعد لفعل كل ذلك وأكثر من أجل طموحه القديم في الرئاسة على قاعدة أنا أو لا أحد”.
وعلى الرغم من الحوار الذي يجمع “المستقبل” بـ”حزب الله”، إلا أن مصادر “المستقبل” ترى أن الحزب لا زال يمارس تقيته المعهودة بهدف تنفيذ الأجندات الخارجية الملتزم بها، لأن عون يظن نفسه أنه هو أساس المعادلة، إلا أنه ليس سوى أداة لتنفيذ طلبات بعض الجهات، المستفيدة من التعطيل العوني، وبالتحديد “حزب الله” الذي يستفيد من التصعيد العوني عموماً ويستثمر في الحرب المعلنة اليوم على “المستقبل”، استكمالاً لما يعتبره حرباً في المنطقة بين أكثرية متطرفة سنية وأقليات مضطهدة.
يدرك “المستقبل” أن الرد على سهام عون يخدمه شعبياً في إطار المعركة التي يسعى اليها، من هنا تؤكد المصادر أن فتح الجبهة مستحيل، خصوصاً أن ذلك يعني إعطاء عون ما يريد، وفي هذا الإطار يأتي عتب “المستقبل” على الحلفاء المسيحيين في “القوات” و”الكتائب”، خصوصاً أن الرد على عون يجب أن يكون مسيحياً لعدم تصويرها على أنها معركة مسيحية – سنية، لكن تضيف المصادر: “يبدو أن لكل طرف مسيحي في 14 آذار حساباته خصوصاً الشعبوية منها”.
فتحت رسمياً مرحلة ما قبل التقارب بين “المستقبل” و”التيار الوطني الحر”. تجمع مصادر “المستقبل” على أن أي لقاء قريب على أي مستوى مستبعد، بما أن “عون من فتح المعركة متناسياً أن الملف اللبناني بأكمله ليس سوى ريشة في مهب الريح الدولية والإقليمية”، لكن ذلك لا يعني عودة الأمور الى النقطة صفر خصوصاً أن العلاقة بين باسيل والمستشار نادر الحريري، تخطت بعدها السياسي إلى بعد شخصي وتجاري، يتكرس يوماً بعد يوم.