سهى جفّال: حزب الله صمت والمردة والطاشناق رفضا ,عون وحيدا بالشارع؟//اسامة الزين: عون يحاصر حليفه حزب الله في بيت اليك والخطر داهم//خليل الخوري/القلوب المليانة بين الرابية وبنشعي

379

حزب الله صمت والمردة والطاشناق رفضا: عون وحيدا بالشارع؟
سهى جفّال/جنوبية/ الثلاثاء، 7 يوليو 2015
في ظلّ الدعوات العونية نحو التصعيد والتهديد، تحظى دعوات التهدئة والحوار بالإجماع من قبل القوى السياسية. على الأقل في العلن، يفتقد عون إلتفاف الحلفاء حوله. حتّى المسيحيين منهم. ففي ظلّ غياب البيئة السياسية الحاضنة لعون هل يمضي عون وحيداً في مسيرته الانقلابية المزعومة؟ يحتل التيار الوطني الحرّ في الأيام الأخيرة المشهد السياسي، فقد أطلق النائب ميشال عون “آخر خرطوشة له”: التصعيد ثم التصعيد. فعلا سقف التهديدات والتلويح بالشارع. أما تحركات التيار الوطني على حدّ قوله فلا حدود لها.
العونيون اتخذوا القرار وأضرموا النيران سياسيا واعدين بتحركات مفاجئة غير متوقعة “حفاظًا على حقوق المسيحيين وعقابًا على عدم أخذ مطالب زعيمهم على محمل الجد”.
وسط هذه المراوحة أصبح عون وحيداً من القريب قبل الغريب. فحلفاؤه محرجون والمسيحيون منهم نأوا بأنفسم عن “لعبة الشارع”. فتيّار المردة أعلن صراحة عدم تحبيذه اللجوء الى خيار الشارع كما صرّح الوزير روني عريجي لاذاعة صوت لبنان، قائلاً: “في الوقت الراهن في هذه اللحظة السياسية لا نحبّذ اللجوء الى خيار الشارع ولا نرى أنه الوسيلة الملائمة على الرغم من ديموقراطيتها”. أما حزب الطاشناق أيضًا فقالإنه غير معني بهذا التحرّك.
حليف عون “الاستراتيجي” “حزب الله” لم يعلن موقفه الصريح بعد حيال مسألة المشاركة في التحرك الشعبي. التزم صمتا مريبا. رغم أنه لم يبقَ سوى يومين على تتفيذه بالتوازي مع موعد انعقاد جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس المقبل كما تشير الأوساط المتابعة. أما موقف الحليف اللّدود “حركة أمل” بشخص الرئيس نبيه برّي فمعروف منذ البداية. حيث أنّ التصعيد العوني جاء رداّ بالدرجة الأولى على برّي، خصوصا بعد التحرّك الّذي قاده مع النائب وليد جنبلاط لتفعيل الحكومة وإعادة إحياء مجلس النواب من خلال فتح دورة استثنائية، بالتعاون والتفاهم مع الفرقاء الآخرين مثل “تيار المستقبل” و”الكتائب” والمستقلين المسيحيين.
هذا على الصعيد السياسي، أما على الصعيد الاعلامي فلم تحظَ أيضًا الحركة العونية بالتفاف من قبل صحف الممانعة التي لم تختلف في موقفها هذا عن موقف صحف 14 آذار.
إذا لا بيئة سياسية ولا مسيحية حاضنة لعون فهل يمضي وحيدا بهذا التحرك؟
من وجهة نظر الصحافي والمحلّل السياسي إدمون صعب المقرب من التيار الوطني أن “الكلام عن التصعيد هو دعوى في الواقع للحوار والتفاهم وليس دعوة للتصادم”. مضيفًا: “عدم التجاوب مع مطالب العماد عون دفعته نحو التصعيد”.
وأوضح أن “هذه المطالب الوطنية التي يدعو إليها عون لا تحظى بالتجاوب حتّى من قبل الحلفاء”. وعلى الصعيد السياسي رأى صعب “أن تيار المردة له حسابات أخرى، وحزب الطاشناق أكثر وفاء للتيار الوطني من المردة باعتبار أن الأخير لديه بعض العصبية الشمالية ولم يعلن موقفه بشكل صريح حيال التحركات الموعودة”. مضيفًا أن “القوات اللبنانية بموقفها كانت أوضح من غيرها حيث أعلنت أنها مع مطالب عون لكنها ضد معركة الشارع”. وعن حزب الله قال إنه “لا يريد أن يستدرج إلى معركة في الداخل في ظل خوضه معارك في سوريا لأنه يخاف من الوقوع في فخ التصادم الداخلي”.
أضاف صعب: “كمراقب خارجي، عون لا يريد التصادم، والتلويح بالشارع دعوة للمقايضة وكل الأعمال والدعوات هي الى الحوار قبل الشارع فهي مجرّد تهديدات وكلام في الهواء”. ورأى أن “الشارع لا يزال غير مطروح كذلك التيار لم يعلن عن الخطوات بل بقيت مبهمة. قيل فقط ستكون كبيرة واستثنائية وحكي عن عصيان مدني وتعطيل الدوائر الرسمية”. واعتبر “كل هذا الكلام بقى في اطار الحرب النفسية للوصول الى حلول سياسية”.لافتًا إلى أن “هناك جهات تسعى لدفع الجنرال نحو الشارع للتصادم”.

عون يحاصر حليفه «حزب الله» في «بيت اليك» والخطر داهم اذا أفلت العقال من رأس أحد
اسامة الزين/الشرق/07 تموز/15
ربما يدرس حالياً، رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون نصحية الرئيس نجيب ميقاتي بأن الاستمرار في الحكومة أفضل من الاستقالة، فرئيس الحكومة السابق خبير في هذه المواضيع، وهو الذي استمر بحكومة غير ميثاقية ولا دستورية لمدة أشهر عديدة، لكن العماد عون ليس من النوع الذي يأخذ نصيحة من أحد، لا من ميقاتي ولا من الكنيسة ولا من الدول الكبرى وموفديها، فشغفه بكرسي بعبدا التي سبق وتمسمر عليها قبل اتفاق الطائف تدفعه الى رؤية الأمور بضبابية.
التربية العسكرية
وتركيبته العسكرية التي يمقتها النائب وليد جنبلاط الذي يتوجس من تسلم العسكر السلطة، تستقيظ في نفسه من حين الى آخر، فهو يهوى المغامرات، وسبق له وطالب خلال حرب التحرير من اللبنانيين تصوير منازلهم للذكرى، لأنها ستتحول الى أطلال ولأن يطالب اللبنانيين بالنزول الى الشارع ولولا العيب والحياء لطالبهم باستعارة السلاح من حزب الله وحمله على أكتافهم.
من أجل ماذا؟
كل ذلك من أجل ماذا؟ هل من أجل تحسين وضع العمال والفلاحين وأصحاب الدخل المحدود؟ أم من أجل حماية الرسمال الوطني؟ أم من أجل ضمان الشيخوخة، وتعزيز التعليم المجاني في المراحل الأولى وفي الجامعة اللبنانية؟ أم من أجل القضاء على الفساد في ادارات الدولة والتي تحولت الى مقاطعات، لكل سياسي مقاطعته ومحافظته؟! أكل تحرك الجنرال من أجل تعيين صهره العميد شامل روكز قائداً للجيش وهو الضابط المثالي الذي يحاول قريبه تقديمه قرباناً يضحي به طلباً لبعبدا. هذا لسان حال اللبنانيين من صغيرهم الى كبيرهم ومن المناصر الى الخصم.
تجربة مريرة
أضف الى ذلك فإن التحرك في الشارع تجربة مريرة ذاقت لوعتها قوى 14 آذار و8 آذار على حد سواء، وشل البلد واقتصاده لسنوات وزاد من الاصطفاف المذهبي، ومازلنا نعاني من انعكساته الخطيرة حتى يومنا هذا. ألا يظن العماد عون ان لكل قوة على الاراضي اللبنانية شارعها، وبمقدورها وبرمشة عين حشد الآلاف في كل زقاق وحي؟! لكن توجد ايجابيات لتحرك الجنرال، إذ وضع على المحك حلفاءه من الأقربين والأبعدين، وحاصر حزب الله في بيت اليك كما قال. صحيح ان الأخير سار معه في موضوع تعطيل الحكومة وشلها «لغاية في نفس يعقوب» لكن الى هنا وكفى فالحزب يقاتل في سوريا ولا يملك الوقت لادارة وجهه الى الشؤون الداخلية، ولا مصلحة له في استقالة الحكومة، فهو مضطر ومرغم على مراعاة حليفه الشيعي القوي رئيس مجلس النواب نبيه بري وهو يحاول جاهداً الحفاظ على مسافة متوازنة بين عون وحركة أمل، وهو ببساطة سيختار الرئيس بري لا الجنرال اذا استمر وضعه في بيت اليك. أخيراً من الخطر على لبنان فلتان عقال أحد؟!

«القلوب المليانة» بين الرابية وبنشعي
خليل الخوري/ الشرق/07 تموز/15
سواء أكان صحيحاً ما نقله أمس، أحد المواقع الإلكترونية عن توقيع الوزير روني عريجي على مرسوم فتح الدورة الإستثنائية أم لم يكن صحيحاً فإنه يأتي طبيعياً ولا يفاجىء إلاّ الذين يجهلون طبيعة «المشاعر» التي يكنها النائب سليمان فرنجية للعماد ميشال عون اللذين لا يجمع بينهما سوى ما يسميه فرنجية بـ»الخط الاستراتيجي» الذي إنضمت إليه الرابية متأخرة. في «8 آذار» الشهير كان فرنجية في صلب هذا الفريق الذي تظاهر شكراً لسوريا ولرئيسها بشار الأسد. بينما كان ميشال عون مكوّناً أساساً في «14 آذار» الأكثر شهرة يوم زحفت المناطق المسيحية «عن بكرة أبيها» تلبية لنداء الرجل الذي كان منفياً في باريس، فخرقت الحواجز والممنوعات المادية والنفسية والتقت بالزاحفين من غرب بيروت والبقاع والإقليم وطرابلس والضنية والمنية في ذلك اليوم المشهود. وفي إنتخابات الـ2009 بقي العميد فايز كرم مرشحاً عن زغرتا، بإسم التيار الوطني الحر، الى أن زار الرابية في ربع الساعة الأخير منسحباً من المعركة. وكان معروفاً أنه كان سيأخذ أصوات «الحصّة التيارية»، التي عادت فانصبّت الى جانب فرنجية، في وقت كشفت النتائج، يومذاك، فوارق ببضع مئات محدودة من الأصوات بين الأخير في لائحة فرنجية والأوّل في لائحة ميشال معوّض. وإذا صح ما ينقله «الوشاة» الى الرابية، فإنّ فرنجية لم ينس ما يردده مناصرو التيار في منطقة زغرتا – الزاوية من أنه لولا أصواتهم لكانت لائحة فرنجية خسرت واحداً منها على الأقل لمصلحة معوّض. ويسهب «الوشاة» في الكلام عمّا يدور في المجالس الخاصّة من نقد لاذع يوجهه فرنجية للجنرال… أمّا في المقابلات والمجالس المعلنة فالكلام من نوع «الجنرال مثل بيي، ولو كان بدّي حاسب كان في ألف سبب وسبب للزعل».
لذلك كان غياب الوزير عريجي (الذي يشيد جميع معارفه بأخلاقه ونهجه في الوزارة) عن جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس الماضي مدار الكثير من التعليقات والتفسيرات. في أي حال… حدث أو لم يحدث فعلى رئيس المردة أن يختار بين العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري في مسألة توقيع مرسوم فتح الدورة الإستثنائية. وبالتالي فإن حكاية «ليست رمّانة بل هي قلوب مليانة» تنطبق على الرجلين اللذين يمضيان (ربما) الى تعميق شقة الخلاف في ما بينهما إلى مزيد من الإتساع. وسيكون على أمين عام حزب اللّه سماحة السيد حسن نصراللّه شغل كبير ليعيد رأب ما يمكن من الصدع الذي يصيب العلاقة الثنائية بين حليفيه. علماً أن الرابية تتفهم موقف وزراء حزب اللّه بتأييد فتح الدورة، ولكنها لا تتفهم، ولا تريد أن تتفهم موقف فرنجية المتمايز كثيراً عن موقفها… هذا التمايز أساساً كان لافتاً من مسألة التعيينات الأمنية عندما يشيد فرنجية بالعميد شامل روكز لقيادة الجيش ولكنه يستدرك انه مع «التمديد للعماد جان قهوجي إذا تعذّر التعيين». والمكتوب يجب أن تقرأه الرابية من هذا العنوان.