طارق السيد: بعد السعديات حزب الله الى اين؟//راشد فايد: حزب الله حاول جس نبض أهل السعديات//هكذا يتغلغل حزب الله في مجدل عنجر وبرالياس والسعديات

369

بعد السعديات… “حزب الله” الى اين؟
طارق السيد/موقع 14 آذار/15

كل ما يجري من تفلّت للأوضاع وما يتضمنها من اعتداءات على الأمنين في الداخل على يد “حزب الله” وجماعاته المُسلّحة والمُنتشرة على معظم الأراض اللبنانية، يدل على عمق الازمة التي يواجهها الحزب في سوريا من جراء تدخله العسكري وما ينتج عنها من خسائر بشرية فاقت حد تصور قياداة “حزب الله” نفسها. سقطت الهالة التي لطالما رسمها “حزب الله” حول نفسه أي صورة الحزب المقاوم الذي يمتلك اهم جناحين عسكري وامني بعدما تحول الى شريك فعلي في ذبح الشعب السوري وليخسر بإنزلاقه هذا كل تعاطف عربي كان كسبه في زمن صراعه مع اسرائيل، مع العلم ان صورة الحزب كانت بدأت تهتز بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن ثم انقلاب سلاحه على اللبنانيين في السابع من آيار العام 2008. اليوم يعلم “حزب اله” بأن الشعب اللبناني قد كسر حاجز الخوف منذ قرر دحر الاحتلال السوري عن لبنان والذي تلطخت ايديه بدماء ابنائه من اقصى شماله الى اقصى جنوبه، ومع هذا يستمر الحزب في ممارسة النهج نفسه، فمرّة يسقط حكومات وينشر الرعب على الطرقات، ويروّع الآمنين ويقتل الآبرياء. ومرّات يعوّل على حلفائه للقيام بالآمر ذاته وها هي اليوم “سراياه” تنشر الفوضى وتعبث بالآمن بإيعاذ منه في محاولة ربما تكون الاخيرة لاسترجاع هيبة سلاحه التي اسقطها اللبنانيون وباجماع يوم شاركت مجموعة من عناصره باغتيال الحريري. اخر فوضى “حزب الله” كان ما جرى في السعديات على يد عناصر “السرايا” التابعة له والتي هدف من ورائها الى وضع رجل له على طريق الساحل لتأمين تنقلات عناصره وسلاحه عبر خط الساحل في معركة بدأ يستعد لها منذ فترة قريبة عنوانها مخيم عين الحلوة. وفي المعلومات مخيم عين الحلوة تحول في الفترة الاخيرة الى هدف لحزب الله، فباتت عناصره تنتشر بكثرة في داخله بهدف جمع اكبر عدد من المعلومات حول الجماعات المسلحة المتواجدة بداخله وتحديدا تلك التي تحمل طابعا دينيا، وكما هو معلوم فأن ثلاثة قتلى للحزب كانوا سقطوا داخل المخيم في الفترة الاخيرة بعد افتضاح امرهم وفي المرة الاخيرة خرجت معظم قيادات حزب الله” لتهدد بالفم الملآن بأن قتل عناصرها لن يمر مرور الكرام وستكون له تبعات خطيرة. لكن السؤال الابرز هو لماذا الساحل؟. تؤكد مصادر خاصة أن حزب الله وسرايا مقاومته كانوا واجهوا معركة شرسة من قبل جماعة الشيخ احمد الاسير وبعض المسلحين الفلسطينيين الذين وقوفا معه اثناء معركة صيدا الاخيرة لدرجة قطع طريق الامداد عن عناصرهم من الجهة الجنوبية حتى كادت ان تفلت المعركة من ايديهم بعدما الحقت بهم هزائم كبرى قبل أن تلجأ قيادة حزب الله الى مخططها وهو زج الجيش بالمعركة بعدما جعلوا من عناصره هدفاً لقناصتهم. وتؤكد المصادر أن حزب الله يدرك تماما ان اي معركة قريبة يمكن ان يفتحها مع الجماعات المتشددة في مخيم عين الحلوة قد يسفر عنها اغلاق المنافذ على عناصره المتواجدة في صيدان ولهذا يحاول جاهدا فتح ممرات اخرى سواء عبر قضاء الشوف او عبر طريق الساحل الممتد من خلدة الى صيدا، وما اشكال السعديات وقبله الناعمة وما قد يحدث لاحقاً من اشكالات مسلحة متنقلة، سوى خطوة اولية لتأمين خط امداد ودعم لعناصره التي باتت تنتشر بكثرة على طول خط الساحل.

 

راشد فايد: “حزب الله” حاول جس نبض أهل السعديات
وكالات/03 تموز/15/رأى عضو المكتب السياسي في تيار “المستقبل” راشد فايد أن “إصرار العماد ميشال عون على تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش أساء له أكثر مما أفاده، وأنشأ له عداوات مع زملائه”، كما لفت الى أن روكز “كفؤ، ولكن الآخرين ليسوا أقل كفاءة منه، فلا يمكن تمييز شخص عن الآخرين لأن مزاجك يتطلب ذلك”. وأعرب فايد، في حديث الى إذاعة الشرق عن شكّه بأن “العماد عون أمام وضع الانتخابات الداخلية في التيار العوني، يحاول توزيع التركة بأن يوصل العميد روكز الى قيادة الجيش فتخلو ساحة قيادة التيار من بعده لشخص معين”. وعن إقرار مجلس الوزراء 27 مليون دولار للمساعدات الزراعية، أكد أنه “ليس المهم فقط ان تصل المساعدات للمزارعين، الزراعات البديلة قبض ثمنها النظام السوري، حُرم مزارعو الحشيشة من قيمتها ليأخذها النظام السوري، والناس الذين يأخذهم اليوم حزب الله الى سوريا ليخوضوا المعارك من أجل النظام السوري هم الذي حُرموا من حقهم في قيمة الزراعات البديلة”، مشيرا الى أن “حزب الله لديه مشكلة في العلاقة مع من يخالف القانون، فلا يمكنه أن يمنعهم حتى لا يخسر من شعبيته”. أما عن إشكال السعديات، فأوضح ان ما حصل “إحدى الحالات التي لجأ إليها حزب الله منذ العام 2008، فـ7 أيار مثل إشكال السعديات، قبل 3 أيام من 7 أيار، وزّع حزب الله عناصره في كل بيروت، وسيطروا لكن من دون أسلحة، وهذه المرة في السعديات الحالة نفسها تتكرر لكن مع سلاح”. أضاف: “أعتقد أن ما حصل هو جس نبض للإمكانات والوسائل الموجودة لدى أهل السعديات في مواجهة حزب الله. وهو يريد أن يرهب أهل السعديات، ثم أقدّر أنه يريد الانتقال الى الناعمة لأنها شوكة في خصره، وهي النقطة الضعيفة في خط الجنوب المفتوح لها”. وتطرق فايد الى حوار “المستقبل” – “حزب الله”، فجدد تأكيده ان الحوار هو لتخفيف الاحتقان السياسي، مشيرا الى ان “حزب الله يساهم في تفلّت الأمور، ونحن نعيش جواً إعلامياً شبيهاً بالجو الذي سبق انفجار طرابلس. إعلام حزب الله والوسائل المرتبطة به تقول أن تيار المستقبل يعيش حالة تصادم بين تيار معتدل وآخر غير معتدل، ثم تقول أن تيار المستقبل يفقد قواه السياسية في بيروت ومناطق أخرى، كل هذا لخلق رأي عام يقول ان التيار عاجز عن حماية جمهوره”.

 

هكذا يتغلغل حزب الله في مجدل عنجر وبرالياس والسعديات
 سهى جفّال/جنوبية/الجمعة، 3 يوليو 2015 

يتساءل المطّلعون على ملف “الحرب السورية وتدخل حزب الله” فيها إذا كان حزب الله سيعود إلى لبنان فارغ اليدين.. فبعد مشاهد الحوادث المتنقلة في لبنان من بطولة “سرايا المقاومة” ومحاولات تأجيج الشارع السني ودفعه نحو التطرف، يخطر على باله التساؤل التالي: هل نقل حزب الله مهمّة بندقيته منالحرب على الشعب السوري ليعيد تصويبها مجددا نحو الداخل اللبناني؟ وهل من 7 أيار جديد كما هدّدت جريدة الفتنة، “الأخبار”، أمس؟  عمل حزب االله منذ وقت طويل على تأسيس ما يسمّى بـ“سرايا المقاومة” إلى جانب جيشه الشيعي الكبير. وهو تكتيك يمتدّ فيه ويتسرّب الى مجتمعات الطوائف اللبنانية الأخرى ومناطق وجودها. وهكذا يصبح لحزب الله عيون وآذان من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال.أصبح واضحا توسع رقعة سرايا المقاومة في المناطق السنية وتجنيد البعض منهم تحت مغريات مادية“

وفي وقت ينغمس حزب الله في حربه السورية، يترك الساحة اللبنانية لقوّة بديلة شكّلها بنفسه للعبث بالأمن والاستقرار، وخلق انقسامات خطيرة وصلت الى حد الإحتراب الداخلي مجدداً. وليست مصادفة أن تتوالى في الأيام الأخيرة هذه الحوادث المتنقلة في لبنان من عدشيت إلى السعديات والبسطة. وليست مصادفة أيضًا أن تتساءل بعدها جريدة الأخبار التابعة لحزب الله عن موعد 7 أيار الجديد.فحزب الله صوّب بندقيته نحو الداخل بواسطة سراياه، خصوصاً على الساحة السنية، لتفجيرها منذ تسريب فيديوهات سجن رومية. وهذا المشروع الذي عمل عليه حزب الله بدأ يترجم عمليًا على أرض الواقع عن طريق تأسيس حاضنة له في الساحة السنية، وأصبح واضحاً توسّع رقعة سرايا حزب الله غير الشيعية في المناطق السنية وتجنيد البعض منهم تحت مغريات مادية.

حضور مسلح لحزب الله في مجدل عنجر بالبقاع الغربي عاصمة العصبية السنية والتي تعتبر “عرسال” الثانية في البقاع

ولا شك ان هذه محاولة من حزب الله  لدس الحقد، ودفع البيئة السنية نحو التطرف، من خلال اختلاق دور ووجود له في المناطق السنية كما جرى في السعديات حين افتتحت سراياه مصلى راح يفرض بمكبّرات الصور شعاراته المذهبية… وكلها محاولات استفزازية تبشر باقتتال جديد.كذلك في بلدة سعدنايل الواقعة في البقاع الأوسط عمل “حزب الله” بواسطة سراياه على خداع واستقطاب بعض أبناء البلدة وضمّهم إلى صفوفه وإخضاعهم إلى دورات تدريبية مكثفة. وكانت “جنوبية” قد أعدّت  تقريرا مفصلا عنه وحذرت من امتداد هذه المنظومة نحو البقاع.

هذا الامتداد يتوسّع يوماً بعد يوم وتتضاعف مخاطره، بحيث أصبح هناك في قرى بقاعية أساسية حضور مسلح لحزب الله أهمّها مجدل عنجر، عاصمة العصبية السنية التي تعتبر “عرسال” الثانية. هناك تستقطب السرايا الشباب العاطلين عن العمل، وكذلك يستغلّ حزب الله حاجة بعض الشباب المالي، الذين خرجوا من تيار المستقبل لعدم حصولهم على مستحقاتهم المادية.الوجود المسلّح لحزب الله في المناطق السنية وان لم يظهر بشكل علني كون هذه المناطق لها حسابات خاصة، الا أنّه واضح ويمكن لأهل القرى الشعور به والتدليل عليه. فشبّان حزب الله باتوا موجودون على هيئة “سرايا” نجحت بخرق الشارع السني أكثر خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد تشكيل الحكومة واعتكاف “المستقبل” عن تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية والمالية، قبل 6 سنوات.”

عدد من الموقوفين السنة بقضايا غير ارهابية أخذوا حماية داخل السجن من حزب الله واخرجهم لقاء انتمائهم إلى سرايا المقاومة

“أيضاً في منطقة  برالياس يتم  تجنيد أعداد كبير من الفلسطينيين ومن قدامى الحزب القومي السوري بواسطة الشيخ أحمد القطان. وبحسب مصدر خاص من أهالي البلدة أنّ الأهالي لا يريدون التحرّك ضدّ هذه السرايا تفادياً للاقتتال الداخلي والعائلي بين أبناء البلدة الواحدة. كذلك تشهد منطقة سهل البقاع، المؤلّفة من 60 إلى 70 ألف سنّي، أعمالا لحزب الله هدفها السيطرة عليها من خلال التمويل والتسليح واستمالة عائلات كاملة ضدّ سياسة الرئيس سعد الحريري وموالاته. هذا في المناطق البقاعية، أمّا في سجن رومية فتسربت معلومات أن عدداً من الموقوفين السنّة بقضايا غير إرهابية، أخذوا حماية داخل السجن من حزب الله ووعود بإخراجهم لقاء انتمائهم إلى سرايا المقاومة. اذاً، مخطط حزب الله الأول يكمن في ايجاد حاضنة شعبية له داخل الطائفة السنية بأيّ ثمن، وخلق الفتنة السنية – السنية مجددا، كما كان الحال في المناطق السنية الساخنة قبل تشكلي الحكومة، حين كانت المعارك متنقلة من البقاع إلى طرابلس (25 جولة) وصيدا (الشيخ أحمد الأسير) وبيروت وعرمون (شاكر البرجاوي). فاستفزاز البيئة السنية سيسترجع ذكرى يوم 7 أيار “المجيد”، الذي لم يستطع خلاله تيار المستقبل أن يحمي جمهوره وطائفته من سلاح حزب الله. سلاح تحوّل من الدفاع عن الجنوب إلى احتلال بيروت، ثم إلى احتلال حمص والقصير والقلمون، واليوم إلى مناطق سنيّة جديدة.. كلّ هذا لا تداعيات أكثر بروزا له من أنّه يدفع بالساحة السنيةنحو التطرّف والإرهاب في غياب الدور الفاعل لتيار المستقبل ولمرجعيته الإقليمية عن الساحة اللبنانية.