علي الحسيني:الأمين: كسرنا حاجز الصمت بعيداً عن العصبية المذهبية/«لبنانيّون» ضد السلاح والتخوين.. عائدون

268

الأمين: كسرنا حاجز الصمت بعيداً عن العصبية المذهبية/«لبنانيّون» ضد السلاح والتخوين.. عائدون
علي الحسيني/المستقبل/22 حزيران/15

لم يكن تحرّك مجموعة من الشُبّان والشابات تحت اسم «لبنانيّون» في السابع عشر من الجاري لحظة جميلة في وجدان اللبنانيين عموماً والطائفة الشيعيّة خصوصاً ومضت الى حال سبيلها، بل هو حركة مُستمرّة طالما أن هُناك خللاً في التعاطي من قبل فئة بغت على الأكثريّة وأخذت لبنان واللبنانيّين رهينة لسلاحها ومشاريعها تحت ذريعة حماية وجودها من خطر الجماعات «التكفيريّة«. لم يكن التحرّك منذ الأساس موجّه ضد فئة مُحدّدة كما حاول إعلام «حزب الله» أن يوهم الناس بقدر ما كان نابعاً من شعور بالإحساس بالمسؤوليّة تجاه الخطر والخطأ الفكري والتاريخي الذي يزرعهما الحزب في عقول الشباب ورفضاً لولائم الموت المجّانيّة التي يدعوهم إليها في سوريا وخشية أن يتحوّل هذا التدخّل إلى صراع مذهبي يكون لبنان أحد ارتداداته خلافاً للمبادئ التي أرساها علماء من الطائفة الشيعيّة ليس بدءًا من زمن السيد موسى الصدر ولا انتهاءً بمواقف السيد هاني فحص. من نافل القول إنّ تحرّك «لبنانيوّن» أحدث صدمة إيجابيّة في نفوس جزء غير قليل من اللبنانيين وترك انطباعاً مؤكداً لدى شريحة واسعة بأن هناك آراء داخل الطائفة الشيعيّة تتمايز مع توجّهات «حزب الله» وتحديداً في ما خصّ التدخّل في الحرب السوريّة ودعواتها المتكرّرة له للانسحاب منها والاكتفاء بمن سقط فيها لغاية اليوم وعدم الإجهاز على «الثلثين» وهم العارفون في الأصل بأن النزول إلى ساحة رياض الصلح لن يُغيّر في الموازين لكنّه بالتأكيد سيعكس صورة مُشرّفة عن مجموعات مُستقلّة تعمل تحت سقف عنوانه دولة المواطنة، لا سفارات خارجيّة توجّهها ولا آنظمة تُحرّكها.

الانزلاق بالحرب السوريّة كان عنوانهم الأبرز ورُبّما الأوحد، ولم تكن هناك أي موانع ليُعبّروا عن رؤيتهم لهذه الحرب والخطر الذي يتأتى منها داخل منطقة «حارة حريك» في الضاحية الجنوبيّة لولا فُسحة الحُريّة الضيّقة لدى أصحاب القرار فيها وعدم اتساع صدرهم لتحرّك صيغت حروفه وعناوينه بالفكر وبحبر القلم، لا بقتل الأبرياء والعُزّل ولا عبر الزجّ بالشباب في آتون موت بدأ يستفد «الاحتياط». والأمر الآخر والاخطر أن في «حارة حريك» من يُفسّر النصيحة عمالة والكلمة خيانة والموقف ارتهاناً وعمالة.

التحرّك سيُكمل طريقه وسيظل يرفع الصوت عالياً إلى أن يسمعه «الصائمون» عن السمع وستبقى الحناجر تُنادي بالخروج من الحرب السوريّة حتّى ولو آصابها ما أصاب ابراهيم القاشوش الذي اقتلع النظام السوري حنجرته بعدما قتله خوفاً من أن يبقى صوته. وهنا يقول الصحافي علي الأمين عبر «المستقبل»: نحن منذ الأساس لم نتحدّث عن انقلاب لا جماهيري ولا في الموازين خصوصاً وأننا منطقيّون في تفكيرنا وخياراتنا وتوجّهاتنا ولا ننجرّ وراء الاتهامات البالية التي تطالنا، فنحن دعينا إلى قوّة المنطق لا السلاح وإلى الحوار لا التخوين ولم نقل إن ما بعد السابع عشر من حُزيران لن يكون كما قبله لأنّنا نؤمن بأن لبنان وطن للجميع وبأن لا بديل عن المتّسم بالهويّة اللبنانيّة في وجه مشاريع التقسيم التي تُخاض في المنطقة.

ويُشير الامين إلى «أنّنا منذ البداية لم نسر وراء أوهام مثل إحداث تغيير جماعي وسريع، لكن من دون الإغفال أن هناك علاقة معنيّة بمصلحة الوطن تربط بين تحرّك «لبنانيّون» بعدد من التجمّعات وشخصيّات من المُجتمع المدني المعنية بعيداً عن الانشقاقات والاصطفافات المذهبيّة والحزبية، وكل هذه الشرائح نادت بالأمس بالخروج من سوريا وبعودة الشباب إلى وطنهم لكن من دون أن تأخذنا الأوهام إلى أبعد من المنطق. ونؤكّد أن التحرّك هو من ضمن سلسلة تحرّكات من المُفترض أن تُستكمل لاحقاً ويُفترض على الجميع أن يتحرّك ضمن الإطار نفسه.» ويشرح الامين أن «النزول إلى ساحة رياض الصلح كان مسبوقاً بتعبيرات وكتابات ومواقف وبعض اللقاءات المُعلنة وغير المُعلنة في سياق الاعتراض على تدخّل «حزب الله»، وهو أوّل تحرّك علني في الشارع لفئة لها وجهة اعتراضية على ممارسات الحزب». وبما أن من قام بهذا التحرّك يُدرك تماماً الكلفة والتبعات التي يُمكن أن تحصل من قبل الحزب، يؤكّد الأمين أن «لبنانيّون» كسروا حاجز الصمت من خلال محاولتهم التعبير عن مواقف تنطلق من قوّة المنطق وموضوعيّه أكثر مما ينطلق من عصبيّته المذهبيّة، وعندما قاربنا موضوع الفتنة المذهبيّة والقتال في سوريا فإنّنا تناولنا الموضوع من موقفنا الوطني وليس من خصوصيتّنا الشيعيّة وإن كنا حريصين عليها وعلى أن نستخدمها في سياق وطني وليس فئوي.»