بول شاوول/من علامات النهاية /علامات تتمظهر بكفر وجحود وعهر واجرام حزب إيران

276

من علامات النهاية!
بول شاوول/المستقبل/13 حزيران/15

يبدو أن قيام «غستابو» حزب الله بخطف الشقيقتين آمال ومنى شمص له أسباب دفينة وخبيثة، منها ان الشقيقتين من عائلة تنتمي تاريخياً إلى فكر العلاّمة الإمام الكبير موسى الصدر. كأنه نوع من الاضطهاد للإمام حتى في غيابه. فوراء الأكمة ما وراءها. وكلنا يعرف أن الحزب مدفوعاً من إيران سبق ان أعلن حرب الالغاء على «أمل» التي أسسها الإمام وقاومت اسرائيل وكانت وما زالت جزءاً من وطنها، وعروبتها.. ونظن أن الحزب لا يستطيع أن يتحمل أي نتوء أو اختلاف في بيئته المقموعة، حتى مع تمايزات «الصدريين« والأوفياء لهذا الخط التعددي، الوطني، اللبناني الذي كان جزءاً من خطاب الصدر، ويعني ذلك أن حزب سليماني غير قادر، لا نفسياً، ولا عقلياً ولا أيديولوجياً (الانتماء إلى ولاية الفقيه الفارسية) ان يستوعب لقاء هذه الظواهر فكأن شبح الإمام (برغم تغييبه) يطارد هؤلاء في ارتهانهم.

لكن هذا القمع، يأتي أيضاً في سياق الأحادية الفكرية ذات الطابع الشمولي والطغياني الذي يعزز تسلط الحزب الواحد والقائد الواحد والمرشد الواحد. (السيد موسى الصدر أكبر منكم كلكم). وهذا ما يتجلى في خطاب السيد نصرالله عندما اتهم معارضيه «الشيعة» (وهم يتضاعفون كل يوم)، بـ«شيعة السفارة».. ويندرج الاعتداء الحقير الذي ارتكبه «غستابو» الحزب على الشقيقتين المسالمتين في هذا المنزلق الطويل رداً على تساقط الحزب سواء في سوريا أو اليمن والبحرين… وفي لبنان! لكن ألا يندرج ذلك أيضاً في شعور الحزب بأنه بات عاجزاً عن تعويض فشله وتحديداً في بيئته؟ بل ألا يُعبّر كل ذلك عن بداية ظهور علامات التصدّع داخل ما يسمى البيئة المقموعة لحزب الله. وهو أول الغيث، كأنها من علامات النهاية. وما هذا الإصرار على اتباع سياسة القمع (التي تشبه ما يرتكبه الصهاينة في حق الفلسطينيين) إلا شعور الحزب ان الأرض تنسحب من تحت أقدامه؟

[ الأم الشجاعة
واستدلالاً على استعراض القوة. فقد ارسل حزب «الكيماوي» والكلور والكبتاغون، وتزوير الأدوية، فرقة مدججة من 40 «بطلاً» لخطف الشقيقتين: أي 20 من صناديد الحزب لكل فتاة عزلاء. ولعّل صرخة والدتهما المدوية الشجاعة، الطالعة من عمق التراجيديا التي تعيشها بيئة «السيد حسن» ابلغ رسالة، من الجحيم إلى لبنان واللبنانيين وخصوصاً إلى الشيعة. ونتذكر هنا معتقل الخيام، عندما علمنا ان «الجُحر» الذي اقتيدت إليه الفتاتان أسوأ من ذلك المعتقل. وان المعاملة الفظة التي عوملتا بها من قبل «رعاديد» الحزب، مطبوعة بالآثار الصهيونية سواء في معتقل الخيام أم في السجون الاسرائيلية. بل كأن الحزب بات معتبراً نفسه «محتلاً« لبيئته، تماماً كما يُعتبر محتلاً في الأراضي السورية. فهذا الرعديد الذي خبط رأس إحدى الفتاتين بالجدار، لا يختلف اطلاقاً عن معاملة الصهاينة للأسرى اللبنانيين. ولمَ لا؟ فالضاحية وأبعد منها ولأنها صارت رهينة واهلها رهائن فلماذا لا يتصرفون معهم كما تصرفت الغستابو مع أسراها في الحرب العالمية الثانية. ويكفي أن تقول أُم الشقيقتين: «نحن أهل المقاومة نرفض أن تكون محصورة بأشخاص». وتسأل السيد حسن» فهل هناك شرع ودين واخلاق (نطمئنك يا سيدتي: نعم، هؤلاء لا شرع لهم ولا دين ولا أخلاق: فهذه حال العملاء) يعطي عناصر حزبك حق الاعتداء على كرامات الناس»؟ والأخطر عندما تقول هذه «الأم الشجاعة» «نحن نحاول العض على جرحنا لأن هناك شباباً نخشى عليهم الانجرار وراء الفتنة». ويعني ذلك ان شريحة غير منظورة (بدأت بالظهور) غير منتمية لا للحزب ولا للسفارة الايرانية، تعارض ولاية الفقيه وحزبها. كرة الثلج تكبر وستكبر. وما تمخض عنه خطف الفتاتين وردّ الأم، وشقيقهما حسين على الحملة الاعلامية التي تعرضت لها شقيقتاه ووالدته من خلال مواقع الحزب، والتي سخرت منهن وأمطرتهن بوابل من الاتهامات، سوى إشارات. إذاً هناك فريق يتنامى في احشاء البيئة المقموعة من الحزب، بدأ يرفع الصوت كاسراً جدران الخوف، وإن خِفراً، خوفاً من بطش الاحتلال الإيراني المقنع للضاحية وابعد منها. ونظن أن الهلوسة التي تفيض من «احتكاك« قيادات الحزب، وبتلك النبرات التهديدية، الهستيرية والاتهامات عائدة إلى بداية احساس الحزب بأن الأرض تزلزل تحت أبدانه وقمصانه السود. ولو عاد السيد حسن قليلاً إلى الفترة التي تفاقمت فيها سلوكيات الميليشيات السابقة في لبنان. وكيف بدأت الناس تحس بثقل وجودهم وتعاظم قمعهم وخطرهم وتراكم اخطائهم وفسادهم وكيف انتفضت عليهم وانهارت مواقعهم الشعبية، فلو عاد السيد حسن إلى تلك الظواهر البائدة لتأكد من أن الأوضاع في بيئته وتلك البيئات التي تسلطت عليها الميليشيات المسيحية والاسلامية والأيديولوجية تحمل تشابهاً في الأسباب والنتائج: سقطت كل أحزاب الميليشيات بعد الحرب، وتفككت، وتصدعت، حتى عاد من عاد منها إلى «بيئته» المذهبية الضيقة، أو اسهم في ظهور تيارات مناوئة له في عقر داره، بل وسقطت زعامات تاريخية بسبب ممارسات ميليشياتها وعودتها من الحرب بالخسران والهزائم.

[ الميليشيات السابقة
ونتذكر انه عندما بدأت علامات النهاية تلمع امام تلك الميليشيات، ازداد جنونها وارتيابها وتصاعد قمعها وفسادها وتضاعفت اعتداءاتها على كل من شعرت بأنه لم يعد خاضعاً لها. وإذا قارنا بداية نهايات الميليشيات وسلوكها بالوضع الذي تعيشه بيئة الحزب نجد تقارباَ يشبه القدرية. بل الحتمية. كشفت الناس معدن تلك «الميليشيات» وها هي تكشف «معدنكم» والظروف التي تحيط بكل ذلك، كأنها قرائن أو توائم. فالحزب انهزم في سوريا واليمن والعراق وعاد بخفي «داعش» إلى القلمون، ليسجل انتصاراً على عرسال. وهنا بالذات يمكن مقارنة عرسال بالضاحية: الجهة المهددة ذاتها والقمع ذاته ومشاريع الانفصال ذاته والعقل التدميري ذاته، والنزعات التقسيمية ذاتها (الكانتون الحزبي هو نموذج كامل للمخطط التقسيمي). وعرسال مدرجة بالأجندة ايضاً، يريد الحزب ان يحتلها (كما يحتل بيئته بقوة الحديد والنار)، لاستعباد أهلها، وتهجيرهم وجعلها ممراً لأهداف تقسيمية أكبر: ربطها بالدويلة العلوية كممر، بعدما صار النظام على مشارف سقوطه التام.

يعني كل ذلك أن المشروع الإيراني (الهلال الصهيوني الفارسي)، ما زال قائماً، في الوقت الذي تنهار فيه إيران على كل الجبهات. لكن نظن أن الغطاء المذهبي الذي كان يلتحفه الحزب، بدأ يتمزق ويتناسل ليصير اسمالاً وخِرقاً بالية، وخسر «الأغطية» الداخلية الأخرى ما عدا ميشال عون وفلول الوصاية السورية، وها هو بعدما توهم أن هيمنته على «بيئته» أبدية سرمدية، يكتشف مقدار الهشاشة. فالأرض تحت قدميه كانت ربما صُلبة بمقاومته إسرائيل، والتفاف الناس حوله، لكن دماء الشباب الذين ساقهم إلى المحرقة السورية خدمة لإيران، بدأت تحفر عميقاً تحت مساراته وتزلزلها. فالدم «المهرق» المستباح يصرخ من باطن كل حبة تراب، ويخفق في القلوب، ويهز الضمائر والعقول، ويفجر الأسئلة. فغسل الأدمغة بالترهات والأكاذيب والتضليل والخرافات انتهى مفعولها. كأن «جمهور» حزب الله يريد اليوم (بشرائح واسعة منه) أن يصير «جمهور» لبنان، جمهور محيطه العربي، جمهوراً منفتحاً على العالم. (أوليس هذا ما أحسه جمهور الميليشيات السابقة؟). ضجر هذا الجمهور من تجارب الفيتو والكانتون والانعزال وثقافة الضيق والكراهية التي نشرها الحزب حتى ضد لبنان وتاريخه وكيانه ودولته وناسه. إذاً، تساءل أحدهم أمامي: إذا كنّا لم نعد من لبنان، أترانا جئنا من سويسرا؟ وإذا كنّا لم نعد على صلة بالعرب، برغم الوشائج واللغة والحياة والمصير، أترانا من أصول كوكبية؟ هذا ما أسرّه لي أحد شباب الضاحية في لقاء مصادفة. بل قال أكثر: يا أخي، في حرب تموز هُجّر مئات آلاف الشيعة، وفتحت الكنائس والأديرة والمساجد والمنازل والمدارس في كل لبنان… وعاملونا كأهل لهم، وكأحبة، لكن اليوم وبعد اتهام كل من استقبلنا بالعمالة، وبعد 7 أيار، من سيفتح لنا باباً إذا تعرضنا لمثل الظروف الماضية؟ لا أحد! حتى الذين يُحسبون من حلفائه! كان ثمة إجماع لبناني على احتضاننا، وصار، بعد ممارسات الحزب العدائية، كأنما إجماع على معاملتنا بالمثل: نحن، وبإرادة إيرانية عبر سلاح الحزب، قد انفصلنا، ونحن ندفع الثمن. يا أخي إذا لم أكن أنا الشيعي لبنانياً، ولا عربياً، فماذا أكون؟ هذه الحملات التهويلية والترهيبية والعدوانية على بعض البلدان العربية كقطر والإمارات، والبحرين والكويت، والسعودية، ألن تؤدي إلى إغلاق أبواب هذه البلدان في وجوهنا، نحن الذين كنّا نجد هناك فرصاً لكسب العيش، والعمل وصرخ هذا الشاب الشيعي «هل تستقبلنا إيران؟ هل تشغلنا إيران؟ هل تفتح لنا فرص عمل؟! ويا أخي، إلى أين يأخذنا حسن نصرالله؟ إلى اللازمن؟ إلى اللامكان؟ إلى اللاشيء؟ إلى العدم؟ إلى اللامجهول؟.

[ كلام الخطر
لكن نحن نعرف جيداً أن مثل هذا الكلام قد يجر الويلات على قائله، لأنه يعبّر عن كسر ناس «الكانتون القسري»، جدران الخوف، ومواجهة الحقائق، خارج «خرافيات» الحزب و»أساطيره» وطقوسه التلفزيونية، واستعراضاته اليومية لشبيحته، و»جيشه»، الذين باتوا يحملون دماءَهم على أكفهم. انتهى زمن «الطقوس» والأبهة التي تجعل من بعض «قيادات» الحزب «آلهة» و«أبطالاً خارقين»، وطرزانات في مجاهل افتراضية. انتهى الوقت الافتراضي الذي وضع الحزب ناسه في قوقعته. فزجلية «المقاومة» انتهت، وإذا كانت سقطت بالنسبة لأكثرية اللبنانيين في 7 أيار فإنها تتساقط اليوم السقوط الأخير عندما ساق الحزب الشباب الشيعي للموت كرمى لمصلحة إيران دفاعاً عن نظام نكّل بكل اللبنانيين، ومنهم الشيعة، وخطف 15 ألف لبناني (منهم شيعة)، ما زالوا في سجونه منذ أكثر من ثلاثة عقود. أندافع عن نظام نهب لبنان، وقتل أبرز رموزه، وسجن الألوف، وارتكب مجازر، وندعي أن ما نقوم به «مقاومة». من أجل من؟ ألِتحرير الجولان! مزارع شبعا؟ لا! عربستان؟ لا! القدس؟ لا! المقامات المقدسة في فلسطين؟ لا! إذاً، إذا لم تكن ميادين «المقاومة» في هذه الأراضي العربية المحتلة فأين تكون؟ وإذا كان شرعياً ووطنياً محاربة كل محتل، فلماذا مرّ الحزب قريباً من الجولان مرور الكرام، واحتل أراضي سورية، برهن ضمها إلى الهيمنة الإيرانية؟ وإذا كان شرعياً ووطنياً محاولة تدمير اقتصاد العدو وشلّ كيانه، ونسف دولته، فلماذا نقل الحزب المعركة مع العدو من إسرائيل إلى لبنان ذاته: تقسيمه، تفكيك دولته، مصادرة قواه العسكرية، تخريب وضعه الاقتصادي، عزله عن محيطه الواسع. أتَرَك الحزب كل هذه المهام التي تجعل منه مقاومة، وأكبّ بكل حقد على إلغاء لبنان؟ أيكون ذلك لمصلحة إسرائيل؟ أتكون إسرائيل وإيران وراء كل ذلك: «تعطيل هذه البقعة المشعّة في الشرق الأوسط، لتستفيد تل أبيب؟«.

كل هذه الأسئلة سمعتها متقاطعة من شباب الكانتون الحزبي، الذين بدأوا وبنضوج عال يكشفون ألغاز هذا الحزب، وتحقيقه المشروع الفارسي. وأتذكر أن أحد هؤلاء الشباب سألني «يا أخي أصرت أنا فارسياً من دون أن أعرف؟ أصرتُ «مجوسياً« من دون أن أعرف؟ أصرتُ من ولاية فقيه لا أعرفه، من دون أن أعرف؟»، ويضيف بنبرة حزينة «أنا لم أعرف الحروب السابقة في لبنان، لكن عرفت أن كل ميليشيات الحروب تفككت»، وتساءل مشككاً بتخوّف «أتكون ميليشيات الحزب التي انتهى دورها المقاوم، مختلفة عن تلك، لتبقى، بلا دور سوى قمعنا. انتهى دور المقاومة في الحزب، وبدأ دور الطغيان. لماذا يرتد علينا الحزب وكأنه ينتقم منا؟ جرّ شبابنا إلى الجحيم السورية واليمنية والعراقية، أليس انتقاماً منا؟ بل أليس ثأراً من الخط المسالم واللبناني الذي عبّر عنه الإمام موسى الصدر، ودفع «تغييبه» ثمناً له؟ أترى الحزب «قبض» الثمن الذي دفعه هذا الإمام الكبير، خصوصاً بعد حرب الإلغاء التي أعلنها على «حركة أمل». ثم تنهّد «أنا يا أخي، أحس بأنني مخدوع، انطلت حيل هذا الحزب عليّ وعلى الألوف طويلاً، وصدقنا أن هذا الحزب هو «المخلص» ورافع شأن «الطائفة»، وكاشح «مظلوميتها«.

[ إلغاء الطائفة
لكن المُحبط اكتشافنا أنه «ألغى» الطائفة نفسها، عندما كان يزعم أنه «أكدها»، ووهبها لإيران عندما كان يقول إنه يستعيد الأراضي التي تحتلها إسرائيل«؟ ونظر بعيداً هذا الآتي من الضاحية مجروحاً: «أي مقاومة في العالم يا أخي تحرر أرضاً من الاحتلال وتسلمها إلى احتلال آخر»، احتلال« يحل محل احتلال! وصفن ثم توجه إليّ: «هل يحق لي يا أخي أن أبدأ بالتساؤل: أكانت تلك مقاومة فعلاً أم شيئاً آخر؟ أكانوا عمالاً عند بلاد أجنبية، كيف تكون مقاومة وسيلة تحرر وهي مرتهنة للخارج؟ أف»! وأردف: «إذاً هل علينا، قل لي يا أخي، أنت الذي سمعت أنك كنت تدعم هذه المقاومة: أيجب مراجعة كل تاريخها السابق وتبيان حقيقتها، وإعلانها على الملأ«؟

هذا السيل من الكلام العفوي الصادق بدأ خجولاً منذ مدة خارج الكانتون، لكنه انتشر اليوم، على كل شفة هنا وهناك. داخل «الغيتو» نفسه، في تحد سافر وعال لحزب الله. نعم (أضاف ذلك الشاب المليء بالخيبة): «بات الكلام الذي يُهمس سراً داخل المنازل، في المدن والقرى، صار علنياً»… وهنا ابتسم ابتسامة على حزن: «هذه الأم الشجاعة والدة الشقيقتين من آل شمص، هي بطلة معركة التحرر من قيود الحزب ومعتقلاته وتسلّطه».. نعم! الطبقات السفلية من الناس يا أخي، هذه الطبقات التي ازداد فقرها، إزاء تنامي ثروات القيادات، هي التي جعلت الأرض صلبة تحت أقدام الحزب، وها هي تنسحب، وتحفر في ضمائرها ووعيها ولبنانيتها… لتنهي أسطورة القائد المخلص، وحزب الملائكة»، ثم نظر إليّ: «يا أخي ما صنع الحزب وقوّاه هو التفاف ناسه حوله، وما سيدمره عزوفهم عنه. لا بالحروب، ولا بالقوة، يمكن وضع حد لجنون هذا الحزب، وتفلته، وارتهانه، وإنما بهذه الصحوة التي نتلمسها عند أهلنا. هنا ارتفع الحزب بنا، وهنا سيسقط بنا«.

لكن قلت له: «لكنكم لا تحملون سلاحاً ولا مالاً ولا دعماً»، فأجابني: «بتنا نملك الإرادة والوعي والتصميم… فمن أسقط الطغاة العرب… من دون سلاح في البداية… قادر على أن يسقط الطغاة الآخرين بلا سلاح. والذين أجبروا الوصاية السورية على سحب جيشها من لبنان، بالسلم، والتظاهر، والحلم، أوليس من الطبيعي أن نستخدم «سلاحهم» السلمي… لتحرير الطائفة ولبنان من طغيان الحزب؟

هنا، سكت الشاب المجروح بكرامته ثم قال: «أيقولون شيعة السفارة»، فليقولوا: «ألم يسبق أن اتهموا أكثرية الشعب اللبناني بالعمالة ووصفوا 14 آذار بجماعة السفير فيلتمان؟«.

ثم نظر إليّ: «كلمة أخيرة وأتركك، من هم شيعة السفارة، أهُم الذين لم يقتلوا أحداً، أم الذين قتلوا هاشم السلمان على باب السفارة الإيرانية؟». وقبل أن يغادر التفت إليّ وقال «لا تظنوا أن الأم الشجاعة من آل شمص هي صوت عابر وسابق، إنها الصوت المقبل يا أخي.. ولا تظنوا أنها وحيدة… فناس كثر وراءَها«.